شاهد.. السلاحف تتذكر الخرائط المغناطيسية للأرض وتعلّمها برقصات مميزة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أظهرت دراسة جديدة أول دليل ملموس على أن السلاحف البحرية من نوع "اللوجرهيد" تستطيع تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية الفريدة للمواقع الجغرافية المختلفة، وتقوم برقصة عندما تكون في مكان يرتبط بالطعام.
ويسلط هذا الاكتشاف الضوء على كيفية تنقل هذه الحيوانات المهاجرة لمسافات شاسعة عبر المحيطات للوصول إلى مواقع التغذية والتكاثر المحددة.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرت في 12 فبراير/شباط في مجلة "نيتشر" إلى أن السلاحف البحرية تمتلك حاستين مغناطيسيتين متميزتين تعملان بطرق مختلفة لاكتشاف المجال المغناطيسي للأرض، مما يمكنها من تطوير خريطة داخلية لمحيطها.
وهذا مقطع فيديو قصير وثقه الباحثون للرقصات المميزة لسلاحف اللوجرهيد عندما تكون في مكان يرتبط بالطعام:
طفرة في فهم هجرات السلاحفتعرف سلاحف "اللوجرهيد" بهجراتها الطويلة المدى، والتي يعتقد العلماء منذ فترة طويلة أنها موجهة بواسطة خريطة مغناطيسية داخلية.
تساعد هذه الخريطة السلاحف على اكتشاف التغيرات في المجال المغناطيسي للأرض وتحديد موقعها بدقة. لكن حتى الآن، لم يتم إثبات أن هذه السلاحف يمكنها تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية المرتبطة بالمواقع المهمة.
تقول المؤلفة الرئيسة للدراسة "كايلا جوفورث"، وهي باحثة ما بعد الدكتوراه في علم الأحياء في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل: "بحثنا لأول مرة فيما إذا كان بإمكان الحيوانات المهاجرة تعلم التعرف على التوقيعات المغناطيسية للمناطق الجغرافية المختلفة. لطالما اشتبه العلماء في أن الحيوانات يمكنها حفظ المعالم المغناطيسية، لكن هذه هي أول إثبات علمي على تلك القدرة".
إعلانومن خلال تجارب محكمة، أظهر الباحثون أن سلاحف "اللوجرهيد" تستطيع تعلم وتذكر الحقول المغناطيسية للأماكن التي تجد فيها الطعام. وهذا يعني أن السلاحف قد تستخدم هذه المعلومات المكتسبة للعودة إلى مناطق التغذية المحددة، مما يفسر دقتها المذهلة في التنقل لمسافات طويلة. كما أن لهذه النتائج تأثيرا واسع النطاق، إذ يمكن أن تنطبق على العديد من الأنواع المهاجرة التي تعتمد على المجال المغناطيسي للأرض في تحركاتها، وفقا لتصريحات "جوفورث" لـ"الجزيرة نت".
تضيف الباحثة أن "القدرة على التمييز بين الحقول المغناطيسية لمناطق جغرافية مختلفة تفسر كيف يمكن للعديد من الحيوانات -وليس فقط السلاحف البحرية- أن تسافر لمسافات طويلة وتعود إلى مواقع محددة بدقة".
تتناول الدراسة أيضا الآليات التي تستخدمها السلاحف البحرية في إدراك واستخدام الحقول المغناطيسية. وتشير النتائج إلى أن تنقلها يعتمد على نظامين منفصلين: أحدهما يعمل كبوصلة، لمساعدتها على الحفاظ على الاتجاه، والآخر كخريطة تمكنها من التعرف على المواقع المحددة. ويعد هذا الاكتشاف خطوة كبيرة إلى الأمام في فهم كيفية تفاعل الحيوانات مع المجال المغناطيسي للأرض.
"يوفر هذا الاكتشاف رؤى جديدة ليس فقط حول كيفية تنقل السلاحف، ولكن أيضا حول كيفية تكوين وتحديث خرائطها الداخلية. إذ إن من المدهش أن هذه الحيوانات يمكنها الوصول إلى معلومات غير مرئية بهذه الدقة لتوجيه رحلاتها"، وفق ما أوضحت جوفورث.
وتضيف الباحثة أنه إلى جانب أهميته العلمية، يمكن أن يساعد هذا البحث في جهود الحفاظ على البيئة وتطوير التكنولوجيا. فقد يسهم فهم كيفية اكتشاف السلاحف للمجالات المغناطيسية وتفسيرها في تقليل الاضطرابات التي تسببها الهياكل التي يصنعها الإنسان، مثل خطوط الطاقة ومزارع الرياح البحرية، والتي قد تؤثر على الإشارات المغناطيسية الطبيعية.
إعلانوتضيف جوفورث: "علاوة على ذلك، قد تلهم هذه النتائج تطوير تقنيات ملاحة جديدة مستوحاة من الطبيعة، خاصة في إنشاء أنظمة تعتمد على الإشارات المغناطيسية في التوجيه. ومن خلال كشف القدرات الخفية للسلاحف البحرية، تفتح هذه الدراسة الباب أمام تساؤلات جديدة حول كيفية تنقل الأنواع المهاجرة الأخرى، ومدى تأثير الأنشطة البشرية على بقائها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المجال المغناطیسی للأرض السلاحف البحریة
إقرأ أيضاً:
من الحيوانات المنقرضة.. التابير البرازيلي يظهر في أحد المنتزهات
هناك العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض والتي لم يتمكن أحد من رؤيتها مرة أخرى؛ إذ مرَّ أكثر من قرن على ظهور ذلك الحيوان النادر في منتزه سيرا دوس البرازيلي، نظرا لاعتباره من ضمن الحيوانات المنقرضة، حتى تم الإبلاغ مؤخرًا عن رؤيته بشكل مفاجئ في البرازيل، فما هو ذلك الحيوان الغريب؟
ما هو حيوان التابير؟هو حيوان ثديي كان موجودًا منذ عصر «الإيوسين» منذ حوالي 35 مليون عام، يشبه وحيد القرن في شكله، وله خرطوم أنف قصير قادر على الإمساك بالأشياء، كما يعرف أيضا باسم «التابير المنخفض، التابير الأمريكي الجنوبي، التابير ذو العرف»، وهو يُعد من التابير المنخفض وهو أحد أربعة أنواع من التابير والتي تشمل «التابير بيرد، التابير الجبلي، التابير الملايوي»، لقد صنفت الأربعة أنواع على أنها مهددة بالانقراض، وفقًا للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، يمكن العثور عليه في الغابات الممطرة في أمريكا الجنوبية، بحسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
أول ظهور لحيوان التابيركشفت كاميرات خفية تم تثبيتها في أعماق الغابة الأطلسية الكثيفة في منتزه «كونهامبيبي» الحكومي عن مشهد غريب وهو ظهور ثلاثة من حيوانات التابير من أمريكا الجنوبية؛ إذ أظهرت 108 صور ومقاطع فيديو، جمعها معهد ولاية «ريو دي جانيرو» للبيئة، وجود الثلاثة الحيوانات في حديقة الولاية، ولقد أثار ظهورها من جديد حماس خبراء الحفاظ على البيئة والعلماء في جميع أنحاء المنطقة؛ حيث اعتبروه بداية مشجعة لأبحاثهم ودراساتهم.
وقال متحدث باسم المعهد الوطني للبيئة لصحيفة «دياريو إيه إس»: «هذا التحدي يعكس أهمية المناطق المحمية وجهود الحفاظ على البيئة في استعادة تلك الأنواع من الحيوانات مرة أخرى».
يُعتبر التابير البرازيلي أكثر وفرة من الأنواع الثلاثة الأخرى من التابير، ولكن لا يزال مهددا بالانقراض حسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ويتمتع التابير البرازيلي بأنف طويل ومرن يساعده على أكل الأوراق، البراعم، الفواكه، العشب والنباتات المائية، كما يتغذون عادة في الليل فقط، ويختبئون في الغابة الباردة أثناء النهار، يتراوح وزن حيوان التابير البرازيلي بين 330-550 رطلاً في المتوسط، وفقًا لموقع AnimalFactGuide.com، ويبلغ طوله عادةً حوالي 6 أقدام، بالإضافة إلى أن حيوانات التابير البرازيلية تتميز بفرائها البنية التي تختلف في الظل، مع شعر أغمق على أرجلها القوية وذيولها القصيرة ويعيش عادة بالقرب من المياه، ذلك للهروب من الحيوانات المفترسة الخطيرة.