شهدت العاصمة الموريتانية “نواكشوط” اليوم, إطلاق أعمال ورشة العمل التي ينظمها التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب عن “أسباب الإرهاب والعوامل المؤدية إلى التعاطف معه”، بحضور ممثل عن التحالف الإسلامي والمشرف العلمي للورشة الدكتور يحيى بن محمد أبو مغايض ، وممثل معالي وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، العقيد سيدي محمد ولد حمادي قائد الكلية الوطنية للقيادة والأركان.


وأوضح الدكتور أبو مغايض أن الورشة تسعى إلى معرفة الأسباب والحلول وتبادل الخبرات والمعارف بين الدول الأعضاء ومراكز الأبحاث والجامعات المتخصصة حول أسباب الإرهاب والعوامل المؤدية إلى التعاطف معه، وأفضل الحلول للقضاء عليها بشكل نهائي، مؤكدًا أن التحالف الإسلامي ومن خلال مهام عمله، يعمل على الرفع من إمكانات الدول الأعضاء واستشراف المستقبل من أجل التوصل إلى حلول تضع حدًا نهائيا لهذه الظواهر.
من جانبه، أكد العقيد سيدي محمد ولد حمادي أن ظاهرة الإرهاب والتعاطف معه لا زالت تشكل تحديًا أمنيًا كبيرًا لجميع دول العالم، لما تسببه من تهديد للأمن القومي، ومن هذا المنطلق يكون اكتساب الخبرات وتحديثها في مجال معرفة أسباب هذه الظاهرة والعوامل المؤدية للتعاطف معها أمرًا بالغ الأهمية.
يذكر أن الورشة شهدت حضور عدد من كبار الخبراء المحليين والإقليميين والمسؤولين في قطاعي الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، والشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية التحالف الإسلامی

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تُصدق الضحية؟

اهتمامي بسؤال لماذا يتعاطف الناس مع الجناة قادم في الحقيقة من زاوية معاكسة، ألا وهي: لماذا لا يصدق الناس الضحايا على نحو فطري؟ لماذا لا يصدقون الناجين ببساطة؟ لماذا تحتاج مجتمعاتنا لحملات من نوع «صدقوا الضحية»، «صدقوا الناجيات»؟ مجرد وجودها يعني أن ثمة نمطا سائدا للتشكيك بشهادات الضحايا تريد الناشطات ويريد الناشطون تغييره. خصوصا عندما نتحدث عن أنواع التجاوز التي تحدث في الفضاءات الخاصة، ولا يمكن للضحية إثباته، بل وأحيانًا يصعب على الضحية تسميته.

لـروبرت ب. شوماكر Robert B. Shoemaker ورقة منشورة في 2020 بعنوان: التعاطف مع المجرم «Sympathy for the criminal». وشوماكر هو بروفيسور تاريخ، متخصص في انجلترا في القرن الثامن عشر. وهو يتتبع في ورقته مشاهير المجرمين بلندن في القرن الثامن عشر، أو ما يطلق عليه القرن الثامن عشر الطويل والذي يُقصد به الأعوام من حوالي 1660 إلى 1830.

يُعرّف شوماكر المشاهير تعريفًا طريفًا حيث يقول: إن المشهور هو شخص معروف بمعروفيته، بمعنى آخر، معروف باعتباره شخصا ذائع الصيت. ويتحدث عن الطبيعة غير الخطية لتاريخ المشاهير، من رؤيتهم كتمثيل مطلق للشر حُبا في الشر إلى أناس لديهم دوافع لا يجب أن تُهمل تسوغ ارتكابهم للجرم. التعاطف مع الجناة يأتي مشفوعًا بالطبيعة الإنجليزية (التي ستغزو العالم) للابتهاج برؤية المشاهير - أيًّا كانوا - إن كانوا ينتمون للعائلة الحاكمة أو كانوا قطاع طرق. إذ يرى الجمهور قيمة في الشهرة بحد ذاتها. يتجلى هذا النمط في التفكير أيضًا في كيف تُتلقى «العبقرية» على نحو منفصل عن الأخلاق. باعتبارها أمرا مقدّرا ينظر إليها بإعجاب، حتى وإن كانت تُستغل للأذية، وارتكاب الشرور.

ظهر مع الطباعة - ولأول مرة - قدر من السيطرة على الصورة التي يظهر بها الجناة أمام العامة، وتوفرت لهم إمكانية أن يخبروا قصتهم، وأن يتحدثوا عن مشاعرهم ودوافع الجرم الذي ارتكبوه. هذا الانكشاف على حياتهم باعتبارهم أناسا وليس مجرد مجرمين خلق وهم الحميمية مع الجمهور. عزز هذا رواج البورتريهات، التي -وأخيرا- صورت المجرمين، بل وصورتهم بقدرات فنية عالية. ثمة رسمة لمجرم اسمه جاك شيبارد رسمها فنان الملك جورج الأول شخصيًّا. ظهور أعمال أدبية تعالج سير المجرمين، منحهم أيضًا سردية بديلة تستدر التعاطف. وبهذا يكونون ولأول مرة في التاريخ قد مُنحوا بُعدا آخر بجانب البعد الشرير، منحوا البطولة. كان بعض الجناة واعين بشهرتهم، واستثمروها حق استثمار بما يصب لصالح إطلاقهم أو التخفيف من العقوبة قدر الإمكان. فظهروا في محاكماتهم مهندمين، وسلكوا سلوكا يعكس مواقع اجتماعية رفيعة. لابد أن نتذكر هنا الربط التاريخي بين قباحة الشكل وسوء الخلق، والاعتقاد بأن التشوهات الجسمانية تعكس اعتلالاً في الشخصية.

ما عزز التصور الذهني ببطولة الجناة وقتها قادم أيضًا من رفض الضحايا مقاضاة المجرمين، وشهادات من عرفوهم أو من شهدوا الحوادث بحسن سيرتهم، فضلا عن التماسات العفو التي قُدمت عبر النخب التي تزور المجرم المشهور، أو تحضر محاكمته. التماسات مشفوعة بإظهار نساء النخبة «المحترمات» حساسية وتعاطفا مع الأشقياء، الذين ابتلوا بسوء الحظ.

ثمة عامل آخر لا يجب إهماله ألا وهو التطلع إليهم باعتبارهم شجعانا جريئين، عاصين، أحرارا، رافضين للقيود الاجتماعية، وفي أحيان كثيرة سعاة لتحقيق العدالة بأيديهم، في عالم ينتصر للأثرياء والمتنفذين.

تضيء لنا هذه الورقة شيئًا عن التعاطف القادم من توهم العلاقة الحميمة مع الجاني. لهذا عندما تتهم امرأة غير معروفة رجلاً ذا مكانة وسلطة، يتم التشكيك بروايتها. ليس لأنه يرى على أنه محاولة استرزاق، وأن دوافعه قد تكون الطمع في التعويضات، ولكن للمعرفة المتوهمة التي تجمعهم بالجاني. وإذا كان هذا هو الحال بالنسبة لمن كان الإجرام سبب شهرته، فما بالك بمن جمعته علاقة بالجمهور قبل مثوله أمام القضاء.

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يطلق حملة وَلَا تُسْرِفُوا بالتزامن مع قرب حلول شهر رمضان
  • البحوث الإسلامية يطلق حملة توعوية في جميع المحافظات بعنوان: وَلَا تُسْرِفُوا
  • لماذا لا تُصدق الضحية؟
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. رابطة العالم الإسلامي تنظم النسخة الثانية لمؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” في مكة المكرمة
  • برعاية خادم الحرمين الشريفين.. رابطة العالم الإسلامي تنظم مؤتمر “بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية” في مكة المكرمة
  • وزير التعليم العالي يطلق الدعوة التنافسية للمبادرة الرئاسية تحالف وتنمية
  • «عاشور» يطلق الدعوة التنافسية لمبادرة «تحالف ‏وتنمية» لتحفيز الابتكار
  • التحالف الوطني يطلق قافلته العاشرة لإغاثة غزة بـ300 شاحنة مساعدات
  • شراكة بين "العز الإسلامي" و"فيزا" لإصدار بطاقات جديدة متوافقة مع الشريعة الإسلامية