بوابة الوفد:
2024-12-28@15:37:48 GMT

تغريبة القافر على طاولة نادي قصة المنصورة

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

شهد نادي القصة بالمنصورة بالتعاون مع دار صفصافة للنشر والتوزيع وبحضور عدد كبير من الأدباء ندوة نوقشت خلالها رواية "تغريبة القافر"، التي حصدت جائزة البوكر العربية، والاحتفاء بصاحب الرواية الكاتب العماني  د. زهران القاسمي، أدارت اللقاء الشاعرة والناقدة حنان ماهر.

بدأ اللقاء بتقديم سيرة ذاتية للكاتب وأسماء بعض أعماله وتلخيص مبسط للرواية.

ثم قرأ الكاتب جزءا من الرواية.
بعدها بدأ أعضاء نادي القصة في تقديم رؤاهم النقدية حيث قدم د/محمد عطوة رؤية نقدية بعنوان "الغرائبية المنعكسة"، وتساءل: هل الرواية صرخة في وجه الحضارة الحديثة التي اجتاحت الخليج؟ وهل البحث الدائم عن المياه هو انعكاس للتنقيب عن النفط؟ كما تحدث أيضًا عن دلالة الأسماء ووجود مفارقات وإسقاط الأعباء الشخصية على سالم بطل الرواية.
ثم تحدث عن توريط المتلقي في جدلية شيخ الدين الذي رفض بقر بطن أم سالم، وبين السيدة التي قالت يجب أن نخرج الجنين.
ثم قدمت الكاتبة رحاب عمر رؤية نقدية بعنوان "دلالات الفلسفة الوجودية وأنساقها من عمق الذات إلى عمق الطبيعة". وقالت: هي ليست مجرد قصة لمقتفي أثر الماء، ولكنها جدل دائر داخل الشخصيات. والرواية عمل وجودي فلسفي. 
وهناك جدلية داخل العمل هي جدلية المحاولة وعدم إدراك المسعى. وهناك صور للطبيعة واسترجاع التحدث عن ماضي الشخصيات. الرواية نوع من المقاومة والإنسان عنده دائماً رغبة للاستماع وعنده مجموعة من التساؤلات الوجودية، وقد قامت الرواية بتوصيل الفلسفة الصعبة بشكل سهل عن طريق الوصف السردي والمشهد والحوار. هناك غرائبية داخل البشر والرواية بها موروث عن الجن. وهناك غايات فردية تتحول إلى غايات عامة أكبر. هناك فكرة الاغتراب والنبذ الذاتي والوجودي. 
كما تحدثت رحاب عن دلالة العنوان ووصف خاص للقافر لكنه عام، فكلنا ذات القافر ونعيش نفس التغريبة. وتكلمت عن الزمن وأن هناك توظيفا جيدا لحاسة السمع وتعالقا بين الصخر والحياة. 
بعدها قدمت بعدها الكاتبة د. رشا الفوال رؤية نقدية من منظور سوسيولوجي بعنوان "أزمة الرابط الاجتماعي في رواية تغريبة القافر"، حيث تضمنت القراءة عدة محاور منها أولًا: الرابط الاجتماعي وآليات التضامن باعتباره مجموع العلاقات التي تجمع الأفراد مع عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم من خلال آليات التضامن الجمعية، وكذلك القيم والمعايير والقواعد التي تمنح الحد الأدنى من الشعور بالانتماء، مشيرة إلى فكرة التضامن الآلي في المجتمعات التقليدية.
ثم تحدثت عن أزمة الرابط الاجتماعي وتداعيات الصراع؛ فالرواية صراعية، ارتكزت فيها البنية الزمنية على وعى الراوي العليم، والبطل الذي يعاني الغربة المكانية والاغتراب الزماني، والشخصيات المنعزلة- بفعل الوصم والخوف من الحسد والحقد المجتمعي والسِحر-، تلك الشخصيات التي ساهمت في انتاج دلالة الحدث الفني الرئيس في بداية الرواية اعتمادًا على آلية(الاسترجاع)؛ حيث اعتمد الكاتب على التحليل الأفقي للمجتمع الذي يشير إلى عملية التفكيك والبناء(السيول/ الجفاف) والتحليل الرأسي القائم على صلة العصبية والتشابه في طقوس الحياة وسلوكيات الوصم والتمييز ونبذ فكرة الفردانية والاختلاف، هنا تتضح الحتمية الاجتماعية التي تعني أن يُفرض منطق الجماعة على الفرد من خلال الموروثات الفكرية والانتماءات الدينية، جاء أيضًا الحكي الشعبي داخل المتن الروائي معبرًا عن جوهر الشخصيات، مستعينًا في ذلك بالحدث العام والمعتقدات النمطية التي يمكن تكرارها كلما تكررت الأحداث أو تشابهت.

بينما قدم الكاتب أيمن الشحات رؤية نقدية بعنوان " ميثولوجيا السرد في تغريبة القافر" قال فيها إن السرد يؤسس لميثولوجيا اجتماعية والماء والحياة منذ بداية مشهد موت مريم وصراع مريم مع الصداع، ويؤسس لميثولوجيا العلاج بكل الوسائل. لكن الماء كان العلاج لها ومشهد موتها مدهش. والشيخ احتكم للدين من منظور وكاذية استندت إلى منظور آخر صحيح، وهنا فتح مجالا رحبا لفهم الدين. تكلم كذلك عن اللغة وهي لغة غارقة في المحلية.
فيما قدمت الكاتبة د.منى الضويني قراءة لغوية عن مضمون الأحلام والشخوص الأساسية ومنها حلم مريم وحلم آسيا وحلم سليم. وأكدت أن الكاتب لم يثقل السرد بالمعارف  فإذا حضر الماء حضر كل شيء من مأكل ومشرب، وهناك وصف رائع للصخور. وقالت إن الانتقال اللغوي ظاهر ومهم، ومن وجهة نظرها سالم لم يمت وهو يعبر عن غضبه من الفقر وعدم العدالة بالضربات على الصخر. فهو يرى أن نظرة المجتمع بما أملك والفكرة أرويك ولا تمتلك، ويرى البطل أن هذا غير عادل والضربات أو الخبطات هي خبطات الفقر والاحتباس داخل الذات والفترة التي ظل فيها البطل داخل السرداب تذكر كل ما حدث في حياته بل رأى أمه وكاذية وآسيا. 
وقالت إن اختيار الأسماء به جهد هائل وله دلالة كبيرة. أهمية الفرد في المجتمع تبدأ بالاسم، فبذلك أصبح الإنسان داخل القرية كائنًا بذاته. ورغم أن السرد عرف المتلقي معلومات مثل أنواع الأشجار، إلا أن اللهجة كانت حائلًا في بعض الأحيان. 
قدم أيضًا د. إبراهيم أردش رؤية نقدية بعنوان "تقنيات المونتاج السينمائي في الرواية"، متحدثًا عن تقنية الازدواج وتقنية المونتاج باستخدام القطع وتقنية الظهور والاختفاء، ذلك متعلق بشخصية سلام الوعري.
ثم قدم الكاتب وائل ياسين ملاحظات عامة على الرواية، فقال يثمن الانحياز الجمالي في اللغة داخل الرواية مثل مفردة الطارش في نحت لغة على العامية وذلك يعطي صورة كبيرة، فندخل عالم اللغة وعالم الكاتب الخاص. ويثمن الوعي البيئي للكاتب في قضية مهمة لكل المثقفين، وتحدث عن إخلاص النص لبيئته وعن إيقاع السرد المختلف بين الجزء الأول وباقي الرواية.
ثم بدأت المداخلات من السادة الحضور وطرح التساؤلات المختلفة على الكاتب.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رواية تغريبة القافر زهران القاسمي مناقشة تغریبة القافر

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رمال شقيقة

#رمال_شقيقة

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 10 / 6 / 2017

في بداية الثمانينات كان أبي يملك شاحنة ،لها صندوق ترابي اللون يشبه أرضنا ورأس رمادي محايد.. بعض الرسومات الصغيرة لينابيع افتراضية وشجر الأرز كانت تغطي الواجهة الخلفية للصندوق، هذه الرسومات كنت أراها على هياكل معظم الشاحنات، لا أدري الغاية منها ربما لتسلية المسافر إذا ما استراح في ظلها بين الحدود، وربما لتعطي أملاً أن الطريق مهما أوغلت في الصحراء فثمة ينابيع وغابات في الخلف أو ربما كان مجرد اجتهاد لنجّار المصنع لا أكثر.

مقالات ذات صلة ناجيتان ترويان تفاصيل مروعة.. هذا ما حدث في مستشفى كمال عدوان / فيديوهات 2024/12/28

كان يسافر أبي شرقاً يحمل “فروته” على ذراعه ويركب قرب السائق ليسليه ويرشده إلى الطريق المائج في الفيافي، يستهدي إلى أقصر الطرق من خلال خطوط الدواليب التي سبقتهم في درب الرزق، قاطعة النهارات الحارقة والليل الموحش..لم نكن نميّز في طفولتنا إلى أي البلاد العربية يسافر أبي ،كل ما كنّا نعرفه انه يسافر شرقاً ،نراقب هودج سيارته التي تمشي بثقل وتؤده حتى تختفي بين سراب وغبار كثيف كان الشرق يعني أبي ويعني العروبة الواحدة ويعني الصحراء ويعني حلم الرجوع باكراً.

عند العودة كنا نستقبل راحلة والدي المتعبة ،نشاهد الرمال وقد غطت اضويتها ورفوف خشبها الثقيل كما يغطي الطحين رموش الطحان ،نلمس الرمال الشقيقة، نحتفي بها ، نكتب أسماءنا فوقها ، نفرح لعودة أبي وعودة سيارته المحملّة بالهدايا ورائحة الشرق الشهي، لم نكن نسأله أين وجهتك هذه المرّة ،ولم ندقق بأختام الحدود على جواز سفره حسبنا انه عاد ،ثم ما نفع الأختام وختم الرمل الناعم فوق “الشادر” والإطار الاحتياطي والزجاج الأمامي الواسع يشبه بقايا الحصاد على يد الفلاح ، كان رمل الخليج واحداً ناعماً فاقعاً كغبار الذهب لا نميّز بين رمل السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات كان الرمل “درب تبّانتنا” و “عجاج” طفولتنا الذي ننتظره في انتصاف كل شهر، كان الخليج مثل وجه أبي أسمر لوّحته شمس الصحراء لكنه طيب وحنون ولا يقبل القسمة الا على الحب، الحب فقط .

بالمناسبة ملامح أبي البدوية كانت تسهّل عليه المهمّة شرقاً ، يحبّه موظفو الجوازات ويحبّهم ،يكون صداقات متينة مع حرس الحدود وبعض أبناء القبائل الصحراوية هناك ، يوصونه على “الجبنة البلدية” و”الحلاوة الشامية ” وفاكهة الغور الموسمية” وكان قبيل سفره يجهّز هدايا الأصدقاء ويكتب بخطّه البسيط الأسماء عليها كي لا ينسى أو يخلط “التوصيات”..بالمقابل كان يجلب لنا التمر والدبس والثياب الملوّنة والشاي الأسود بصناديق خشب محكمة الإغلاق، ثم يروي لنا بعد أن يخلع عباءة السفر قصصاً شيقة وأسماء لا زلت أذكر بعضها ومواقف قاسية كالصحراء وأخرى ناعمة كالرمل العربي .

يسألني البعض إلى من تنحاز في “أزمة قطر”..أقول بكل ثقة أنحاز إلى العرب ،إلى الوحدة، إلى الرمال الشقيقة، إلى وجه أبي البدوي العربي!
كنا أطفالاً ، وكنا نرى الخليج كله كما يبدو بــ “افتح يا سمسم” حارة هانئة لا نفرق بين لهجة عبد الله أو لباس حمد أو طائفة هشام أو طيبة جاسم ..كنا نرى الخليج حيّاً مسالماً لا تدخله خصومه أو تفرقه ضغينة، وآخر النهار يغلق باب الشرق عليهم ليناموا جميعاً بسلام ومحبة..كنا نرى الجزيرة العربية كلها فوق رموش أبي وعلى زجاج مركبته الذي يتحدّى شمس حزيران في كل سفر..كنا نرى الجزيرة العربية على شاشتنا الصغيرة عندما نقرأ “إنتاج الخليج العربي المشترك” يقدّم…فنطمئن أن في العروبة ما زال ثمة شيئاً مشتركاً وان كان إنتاجا تلفزيونياً.

لا أستطيع أن أتخيل أن الرمال الشقيقة التي كانت تحملها سيارة أبي كطحين المسافات ،انقسمت واختصمت واختلفت وأصبحت زوبعة تغطي الرؤيا وتضلّ الطريق ، لا أستطيع أن أتخيل أن الرمال الشقيقة الناعمة التي كانت تلامس أصابعي وتتشكل بحروف اسمي صارت رمالاً حارقة نزقة عاصفة تقلع خيام الآمال وتغلق نوافذ الأخوة.

يسألني البعض إلى من تنحاز في “أزمة قطر”..أقول بكل ثقة أنحاز إلى العرب ،إلى الوحدة، إلى الرمال الشقيقة، إلى وجه أبي البدوي العربي!

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#180يوما … بقي #96يوما

#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. رمال شقيقة
  • العثور على جثة مسن متحللة داخل منزله بالمنصورة بعد انتشار رائحة كريهة
  • دراسة نقدية ترصد أهم المحطات في رحلة المطرب المصري محمد منير
  • نصوص في الذاكرة.. الرواية المقامة حديث عيسى بن هشام
  • كريمة أحداد: الرواية فنّ إعادة ترتيب الواقع
  • افتتاح مؤتمر الرواية والدراما البصرية بالأعلى للثقافة.. صور
  • أيمن عبد العزيز: أتمنى عودة طارق حامد إلى نادي الزمالك
  • الهيئة الإنجيلية تنظم حلقة نقاشية بعنوان" نحو رؤية تمكينه لمواجهة تحديات المرأة الريفية العاملة"
  • وزير تركي: أنقرة قد تساهم في طباعة أوراق نقدية جديدة لسوريا
  • ” الهُدهُد ” .. قصيدة من الشاعر محمد المجالي مُهداة لِلسجين الحُرّ الكاتب أحمد حسن الزّعبي