الخليج الجديد:
2024-11-05@12:28:11 GMT

التآكل البنيوي للنظام السوري

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

التآكل البنيوي للنظام السوري

التآكل البنيوي للنظام السوري

التآكل البنيوي للنظام السوري، على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري والأخلاقي والأيديولوجي، ينهش قلب الأسد من الداخل.

العالم يُدرك بشكل ملموس بأنه لا سلام وعدل للسوريين، بدون معالجة جذرية لجرائم الأسد ونظامه، وتشكل مرتكز الكارثة منذ خمسة عقود.

دار نظام الأسد منذ 2011 في دورة حقد وانتقام وثأر من السوريين مستخدماً كل الجرائم والوسائل التي تمكنه من تدمير المجتمع الثائر ضده!

يمتلك الشعب السوري أسباب بالآلاف تدعوه للثورة على ديكتاتور بحجم الأب، وفي ذاكرتهم ووعيهم ملايين الأسباب تدفع للتفكير بأن يكون مستقبل سوريا حراً بدون ابنه المجرم.

للخروج من أزمات مستعصية في المعيشة والأمن والكرامة، لم يعد أمام السوريين إلا الانتظام في بوتقة واحدة تكررت منذ أيام في دمشق وريفها، ومن الجنوب إلى الساحل السوري.

يبدأ خلاص السوريين برحيل الأسد وعصابته كما اتضح من الشعارات والهتافات المرفوعة ردا على ما وصلت إليه أوضاع السوريين من قمعٍ وقتلٍ وتفقير وتهجير، وهدر للكرامة الإنسانية.

* * *

تزداد الضغوط التي يرزح تحتها المجتمع السوري، بعد عقدٍ من تحطيمه وقتله وتهجير الملايين منه، وقبضة النظام السوري الأمنية في مناطق سيطرته والتي أعادها لسطوته لم تُقدم للسوريين إلا الإفلاس.

ظهر الإفلاس على النظام السوري في تصديه للشعب السوري الثائر على نظام قمعي ووحشي، وشعاراته عن تحقيق "النصر" على السوريين ومحاربته للمؤامرة وغيرها من الذرائع؛ استخدمت لتغطية جرائم كبرى ارتكبها النظام بحق ملايين السوريين الذين يراهم الأسد في "نيفٍ" زاد عن المائة ألف متظاهر سوري كما في أكاذيبه الاعلامية المتخشبة.

الظن أن هذه الشعارات ستملأ بطن الجائعين من حاضنته الشعبية، أدى لتململ تطور نحو تحدي النظام من مؤيديه السابقين وقد تحولوا لمعارضين لسياساته الاقتصادية والأمنية، وأطلقوا شعارات توحد مطالب السوريين.

وللخروج من أزمات مستعصية في المعيشة والأمن والكرامة الإنسانية، لم يعد أمام السوريين سوى الانتظام في بوتقة واحدة تكررت منذ أيام في دمشق وريفها، ومن الجنوب إلى الساحل السوري، بأن خلاصهم يبدأ برحيل الأسد وعصابته، كما اتضح من الشعارات والهتافات المرفوعة ردا على ما وصلت إليه أوضاع السوريين من قمعٍ وقتلٍ وتفقير وتهجير، وهدر للكرامة الإنسانية.

في دورة الحقد والانتقام والثأر من السوريين، التي دار فيها نظام الأسد منذ العام 2011، مستخدماً كل الجرائم والوسائل التي تمكنه من تدمير المجتمع الثائر ضده، استمع الشعب السوري طيلة سنوات تحطيمه لسيل من بلاهة التصريحات والمواقف العربية والغربية، والمراهنة على إعادة تعويم النظام.

فرغم تاريخ عذابات السوريين مع نظام الأسد، لم يُنصف أحد السوريين إلى اليوم، بل زادت كل الصفات المأساوية التصاقاً بهم، وتُشعرهم بالنقص والسلب والإهانة والعنصرية، قبل أن يعطف عليهم انحطاط القيم الإنسانية بصفة "إرهابيين" في وطنهم وفي بلاد التشرد.

وقد قيل في الماضي القريب إن السوري الجيد هو القابع تحت سيطرة الأسد يمجده ويثني على جرائمه. هكذا قدم الأسد حاضنته لبقية السوريين والعالم، وشوه بتزييف مماثل نزع الكرامة الإنسانية والوطنية عنهم.

هذا السوري المنسي والمعذب، ينتسب لسهول القمح وأرض الزيتون والقطن والخضار والحمضيات، وفي جوفها خيرات كثيرة من بترول وغاز وفوسفات، وقد أصبحت رهينة في أيدي احتلال قايض مساندة وجود الأسد مقابل السيطرة على موارد الشعب السوري وفاقم من معاناته اليومية.

يرى هذا السوري كل لحظة السطو على جزء من أرضه وتاريخه وثرواته لمحاولة طمس الحقائق وقتل روح التمرد بمعاقبته وسحقه وإذلاله، لكن لا يمكن لهذه السياسات والإجراءات التي جرب معظمها الأسد على أجساد السوريين بمساعدة حلفائه، أن تضمن له استمرارية في حياتهم ووجودهم المستقبلي.

تقديم أساليب المراوغة لجأ إليها طغاة ومحتلون كُثر في التاريخ لحماية أنفسهم، لكن الواقع قدم نتائج مغايرة لأوهام المراغة والتزييف، وكان لها مفعول مختلف.

وإذا كان من المعترف به أن السوريين قدموا تضحياتٍ لمواجهة أعتى الأنظمة وحشية في بلدهم، ومواجهة خذلان العالم كله، بما فيه خذلان من "واكب" تضحياتهم لفظاً، فإن الطموحات والهمم عالية وعالية جداً، كما واكبناها في الجنوب السوري من درعا والسويداء.

وفي شجاعة من حطم أسوار الخوف في الساحل السوري، فتلك من المنجزات التي حققها السوريون في ثورتهم وتضحياتهم، وبعد افتضاح وحدة الجبهة المعادية لهم عربياً وإقليمياً، مع بروباغندا تحاول إثبات بطلان وزيف حرية السوريين وربطهم بالمؤامرة، وتقديمهم كقاصرين لا يمكن لهم العيش دون أن يحكمهم فاشي بوزن الأسد.

تبقى القضية الناشئة أمام الشعب السوري، في تجديد ثورته على الطاغية الأسدي، رغم موجات القتل والدمار التي تُفسح المجال لمراكمة أسباب للتخلص من هذا النظام وببدائل كانت مطروحة منذ البداية، لكن وحشية النظام غطت على كل شيء.

وبدون الشعور بالحاجة لتضييق الخناق على النظام، لن يكون هناك خلاص قريب من كل الآلام والأوجاع. وفي هذا المجال يمكننا التقرير بأن العالم يُدرك بشكل ملموس بأنه لا يمكن تحقيق سلام وعدل للسوريين، بدون معالجة جذرية لجرائم الأسد ونظامه، والتي تشكل مرتكز الكارثة منذ خمسة عقود.

والقضية السورية ليست مطلبية في يومياتها لخبزٍ وكهرباء وماء، مع أنها أسباب لاندلاع ثورات في التاريخ، وعلى نظام أهدر مقدرات السوريين واستحوذ عليها مع عائلته.

بل هناك أسباب سورية بحتة متراكمة بأطنان الأدلة والبراهين بأن السوريين لديهم الحق والرغبة في الحرية والكرامة والمواطنة والتخلص من الاستبداد، ومحاسبته عن الجرائم المثبت ضلوعه بها.

أخيراً، التآكل البنيوي للنظام السوري، على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري والأخلاقي والأيديولوجي، ينهش قلب الأسد من الداخل، ولأن الشعب السوري يمتلك منذ الأسد الأب آلاف الأسباب اليومية التي تدعوه للثورة على ديكتاتور بحجم الأب، وأصبح في ذاكرة ووعي السوريين ملايين الأسباب التي تدفعهم للتفكير بأن يكون مستقبل سوريا حراً بدون الابن المجرم.

*نزار السهلي كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوريا ثورة الأسد احتجاجات أزمات القمع نظام الأسد النظام السوري الشعب السوري الشعب السوری الأسد من

إقرأ أيضاً:

تركيا: الرئيس السوري غير مستعد لتطبيع العلاقات

صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، “بأن الرئيس السوري بشار الأسد غير مستعد للتوصل إلى اتفاق مع المعارضة السورية وتطبيع العلاقات مع أنقرة”.

وقال فيدان، في مقابلة مع صحيفة “حرييت” التركية: “يجب أن يقوم حوار حقيقي بين الحكومة السورية والمعارضة، ويحدونا الأمل في توصل الرئيس الأسد إلى اتفاق معها، ولكن يبدو أنه وشركاءه غير مستعدين لإبرام اتفاق مع المعارضة وتطبيع العلاقات مع أنقرة وحل بعض المشاكل”.

وأضاف: “تركيا تتطلع إلى تشكيل إطار سياسي يتفق عليه كل من الحكومة السورية والمعارضة وسط بيئة لا يجري فيها اشتباك بين الطرفين”.

وشدد فيدان على “أهمية توفير الرئيس السوري بيئة آمنة ومستقرة لشعبه، بالتعاون مع المعارضة”، لافتًا إلى “تزايد هجمات إسرائيل على سوريا خلال الفترة الأخيرة”.

كما حذر من أن “محاولة وحدات حماية الشعب الكردية والمجموعات الأخرى الاستفادة من الفوضى في البلاد، قد تجر سوريا إلى مزيد من عدم الاستقرار”.

هذا وأعرب الرئيس التركي مرارا عن استعداده للقاء نظيره السوري، لكن دمشق تطالب أنقرة بسحب قواتها من الأراضي السورية كشرط أساسي لتطبيع العلاقات بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • المخطط الدولي انكشف... سوريا أكثر أماناً للنازحين السوريين
  • نقل النازحين السوريين إلى مخيمات في البقاع وعكار
  • البرهان: نفخر بالنهضة التي حققتها مصر في جميع الخدمات الإنسانية
  • تصاعد قصف النظام السوري يفاقم أزمة النزوح بريف إدلب
  • رئيس برلمانية مستقبل وطن: مشروع قانون الإجراءات الجنائية تحديث للنظام القانوني بمصر
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف آليات العدو الإسرائيلي التي تحاول اقتحام مدخل بلدة قباطية بمدينة جنين بزخات كثيفة من الرصاص وتحقق فيها إصابات مؤكدة
  • فيدان: النظام السوري غير مستعد للتطبيع مع تركيا والاتفاق مع المعارضة
  • تركيا: الرئيس السوري غير مستعد لتطبيع العلاقات
  • سكتة دماغية .. أضرار صادمة للنظام النباتي
  • الإمارات تعلن عن إرسال طائرة إغاثية للاجئين اللبنانيين والعائدين السوريين من لبنان إلى سوريا