عربي21:
2025-04-14@03:09:54 GMT

نقاش هادئ مع جمال سلطان حول موقف السعودية من إخوان مصر

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

نقاش هادئ مع جمال سلطان حول موقف السعودية من إخوان مصر

يمكن القول إن نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام بشار الأسد بعد 14 سنة من انطلاقها، مثل محطة فاصلة في تاريخ سوريا ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام، ليس فقط لأهمية سوريا ومكانتها الاستراتيجية، وإنما لكون من أوصل الثورة السورية إلى نيل مبتغاها والإطاحة بحكم الأسد وحزب البعث محسوب على التيارات الإسلامية الأشد يمينية.



ومع أن انتصار الثورة السورية قد اختطف الأضواء عن حرب الإبادة التي نفذها الاحتلال في قطاع غزة على مدى 15 شهرا، فإن فريقا من الخبراء والمحللين لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، رأى في انتصار الثورة السورية أحد أولى ثمار الصمود الأسطوري للفلسطينيين في قطاع غزة في مواجهات آلة التوحش الصهيوني، بينما رآها آخرون انطلاقة جديدة لثورات الربيع العربي التي انطلقت أواخر العام 2010 من تونس.

لكن الجدل الرئيس الذي بدأ مع انتصار الثورة السورية أن من قاد هذا الانتصار هو زعيم هيئة تحرير الشام، المحسوب حاليا على التيار الإسلامي، والقادم من أقصى اليمين الإسلامي، أي تنظيم القاعدة قبل أن يتطور إلى مشروع سياسي سوري انتهى إلى استلام الدولة..

وكان لافتا للانتباه، ليس فقط مستوى النضج السياسي والانفتاح الذي عكسته تصريحات قادة الإدارة السورية الجديدة بزعامة أحمد الشرع المكنى بـ "أبو محمد الجولاني"، وإنما أيضا استعداد العالم العربي والإسلامي بل والمجتمع الدولي للتعاون مع الإدارة الجديدة، غير آبهين بالتصنيف الدولي الذي يضع هيئة تحرير الشام وزعيمها في خانة الإرهاب..

ومبعث الاستغراب هنا يكمن في أن العالم الذي رفض التعامل مع مخرجات الربيع العربي التي مكنت تيارات الإسلام السياسي من تصدر المشهد، وأحكم عليها الخناق وصولا إلى الانقلاب عليها والتنكيل برموزها، هو نفسه الذي يفتح الباب واسعا للتعامل مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع القادم من التيار الإسلامي..

ولقد كان الاستقبال الكبير الذي حظي به الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية مطلع الأسبوع الجاري، حدثا لافتا اعتبره البعض تغيرا في الموقف السعودي إزاء التيار الإسلامي، بينما رآه آخرون تميزا لأحمد الشرع عن باقي تيارات الإسلام السياسي وخصوصا منها تيار الإخوان.

"عربي21"، تفتح النقاش حول الموقف السعودي من التطورات الجارية في سوريا وما إذا كان ذلك يعكس تحولا في العلاقة مع الإسلاميين، أم أن الأمر يتعلق بتطورات في موقف الإسلاميين أنفسهم؟ وأين يختلف الموقف السعودي في الموقف من إخوان مصر وإسلاميي سوريا؟

وقد نشرنا مساهمة للكاتب والباحث المصري في شؤون الفكر الإسلاميجمال سلطان، وأخرى للكاتب والباحث المصري قطب العربي، واليوم ننشر مساهمة للكاتب والباحث السعودي سعيد بن ناصر الغامدي.

الربيع العربي أخاف السعودية

قرأت تحليلاً لأحد الكتاب عن سبب انقلاب السعودية على مرسي واحتفالها بالشرع. وفيه جَنَف  ظاهر، وإسقاطات نفسية عديدة منها :

ـ تعليله بأن مرسي ومن معه يتحملون عواقب الانتشار العالمي لفكر الإخوان واصطفافهم مع ثورات الربيع العربي الذي أخاف السعودية وغيرها !

هذا التعليل بعينه (لو صح) يمكن القياس به من باب أولى على الجًًًهاديين الذين طبقوا عكس شعار "السلميّة أقوى من الرصاص "ونجحوا.. ويمكن السؤال هنا لماذا تقف العربية لسان النظام السياسي ضد حكومة كابل مع أنها تشترك مع ثوار سوريا في طرد المحتل بالقوة المسلحة، وتحجيم دور إيران، والسعي لطمأنة الجميع بنحو مما فعله ثوار سوريا؟!

ـ زعمه أن مرسي والإخوان كانوا مع إيران فتلك أكذوبة تليق بالذباب الإلكتروني الجاهل لا بكاتب موقّر.

ـ قوله بأن نصر الله لإخواننا في سوريا أفرح الجميع إلا إيران ودولة الاحتلال والإخوان، فلا أدري هل رأى بياناتهم في التهنئة لإخوانهم بالنصر وهل اطلع على كتابات رموزهم أم لا؟ فإن اطلع عليها فقد كذب عليهم عامداً، وإن لم يطلع عليها فقد اقتفى أمراً ليس له به علم وحكم بظلم.

ـ حاول تبرئة ساحة السعودية من خداع مرسي والإخوان، مع أن المنشور في الإعلام السعودي يثبت حقيقة غدر النظام السعودي بمرسي الذي خصص لهم أولّ زيارة، واستقبلوه باحتفاء كبير، وفي الوقت ذاته كان سفيرهم "القطان" في مصر يوزع الدولارات ويحيك المؤامرات.. وهذا مما شاع وذاع وكُتب عنه كثيرا.

ـ لم يشر الكاتب إلى إمكانية تكرر ذلك بطريقة مختلفة مع الشرع.. لاسيما أن هناك تجارب عديدة للنظام السعودي تدل على احترافيتهم في هذا الأسلوب وتنوّع طرائقهم فيه :

فالحريري عومل بطريقة وعبد ربه بطريقة مختلفة ومحاولة الانقلاب في الأردن كانت مختلفة عنهما.. ومحاولة استخدام عبدالله بن علي آل ثاني ضد حكومة قطر كانت بإسلوب مختلف عن الجميع.. والشاهد هنا أن هذا الأسلوب الغادر حاضر في التكوين البنيوي للنظام السعودي.. وبرغم بروزه ووجود براهينه لم يشر إليه الكاتب أدنى إشارة.. فهل هذا الإغفال معقول من صحفي لا يعمل أصلاً في عكاظ ولا  الشرق الأوسط ولا العربية؟!

ـ محور المقال هو التبرير للنظام السعودي في تعامله مع مرسي والثناء على موقفهم من الشرع.. والتبكيت لمرسي وجماعته وتحميلهم مسؤولية ما حصل ضدهم.

ـ الكاتب في هذا المقال وغيره من التغريدات السابقة يدللّ على وجود حالة نفسية سلبية عميقة تجاه الإخوان؛ مع أن هذه الطريقة المكشوفة تضر الكاتب نفسه، وتؤدي إلى إضعاف صدقيّته، وتؤكد إخلاله بالإنصاف الواجب عليه.. خاصةً مع استحضار ما كان يكتبه من ثناء ودفاع عن مرسي في سنته اليتيمة!

ـ لن أستشهد هنا بقول بعض الإخوان بأن الكاتب كان يترامى على الأعتاب أيام مرسي ليحصّل منصباً؛ ذلك لأن قولهم فيه قول خصم ضد خصمه.. وجدير أن يُعامل تربّصه وقدحه في خصومه الاخوان بالطريقة نفسها.

ـ الذين اخطأوا وهم يحاولون ويعملون ويبذلون، ويقرّون بما أخطأوا فيه ولو إجمالاً، هم خير ممن يحلّق كالنسر بعيدا فإذا رأى الجمل وقد كثُرت سكاكينه هبط ينتظر نصيبه بعد انصراف الضباع !

ـ هناك فرق بين النقد البناء والتنيش الهدّام، والتصيّد المتجانف؛ فكيف إذا كان معه نوع كذبٍ وتضخيمٍ للمعايب ودفنٍ للمحاسن؟

ـ إن مما نقمه أهل العلم على فرقة "غلاة الحكام" ظلمهم وبغيهم على إخوانهم المسلمين من الدعاة والعلماء والمصلحين، واصطفافهم مع المفسدين للدين والدنيا.

ـ وخاتمة الأمر علينا أن نستحضر ونحن نكتب أو نتحدث بأننا سنقف جميعاً بين يدي حكم عدل، والخصوم حضور ينتظر كل منهم نصيبه من حسنات المتعدّي بغير حق، أو ينتظر التخفيف من سيئاته لتلقى على من ظلمه.

وليس بعد العدل إلا الظلم . والمسلم لا يتشفّى، ولا يُتبع نفسه هواها. وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى.

*كاتب وداعية سعودي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير سوريا السعودية الموقف مصر سوريا مصر السعودية رأي موقف أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة الربیع العربی

إقرأ أيضاً:

وزير الإسكان يُشارك في جلسة حوارية لوفد الغرف التجارية السعودية ومجلس الأعمال السعودي المصري

شارك المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في جلسة حوارية لوفد الغرف التجارية السعودية، ومجلس الأعمال السعودي المصري، وذلك في إطار الحرص على تعزيز التعاون المشترك بين مصر والسعودية، ودفع عجلة الاستثمار بين البلدين وزيادة آفاق التعاون المشترك في المجال الاقتصادي وخاصة العقاري بين البلدين.

جاء ذلك بحضور الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير النقل والصناعة، والسيد حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي، والسيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، والسيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار، والمهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والسيد حسن بن معجب الحويزي، رئيس اتحاد الغرف السعودية، والشيخ بندر بن محمد العامري، رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري، بالاضافة إلى نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين.

وفي مستهل كلمته، رحب المهندس شريف الشربيني، بالوفد السعودي والحضور الكريم، معرباً عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة الهامة، ومثمناً العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية على مدار التاريخ، وفي المجالات كافة.

واستعرض وزير الإسكان، التجربة العمرانية الفريدة التي تمت في عهد فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على مدار الـ10 سنوات الماضية، وتنوع الفرص الاستثمارية التي تم إتاحتها في العديد من المدن الجديدة، مثل مدن الجيل الرابع ومنها العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، والمنصورة الجديدة، والفرص الاستثمارية المتواجدة في الأجيال: الأول والثاني والثالث من المدن الجديدة، وكذا فرص الاستثمار بالمناطق السياحية، مشيراً إلى سعي وزارة الإسكان إلى زيادة الاستثمارات مع المطورين والمستثمرين في مصر والأشقاء السعوديين، وكذا التطلع لمزيد من الاستثمارات مع الأشقاء السعوديين.

وأكد وزير الإسكان، حرصه الدائم على الوقوف على أي عقبات أو تحديات تواجه المستثمرين وسرعة تذليلها إن وجدت، مشيراً إلى زيارته الأخيرة إلى العاصمة الرياض على هامش المشاركة في معرض "سيتي سكيب جلوبال"، وسعادته بالروح المميزة من المشاركين بالمعرض والمستثمرين على أرض المملكة العربية السعودية، بجانب بحث أوجه دعم المستثمرين بالبلدين في القطاع العقاري.

وأشار وزير الإسكان إلى أن وزارة الإسكان تسعى لانشاء صندوق عقاري مصري سعودي بمحفظة كبيرة من الاراضي والفرص الاستثمارية المميزة تحت ولاية هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وهيئة التنمية السياحية، للعمل على التعاون بشأن عدد من المشروعات المميزة داخل الدولة المصرية، كاشفا عن انه وبمناسبة هذه الزيارة، سيتم إنشاء إدارة داخل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لمتابعة المشروعات المصرية السعودية والمشروعات السعودية على الأراضي تحت ولاية الهيئة، بهدف مزيد من المتابعة والاهتمام بنجاح تلك المشروعات وتعظيم الاستفادة منها، وزيادتها خلال الفترة المقبلة.

وفي ختام كلمته، نوه المهندس شريف الشربيني، عن أنه يمكن للتعاون بين البلدين أن يسهم في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال التطوير العقاري، وأن التكامل بين الخبرات المصرية والسعودية في مجال التطوير العقاري يمكن أن يحقق نتائج مبهرة ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة في كلا البلدين.

وفي نهاية اللقاء، تم تكريم المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، على دوره المثمر في القطاع العقاري، ولدعمه المستمر للمستثمرين في هذا القطاع الحيوي.

اقرأ أيضاًوزير الإسكان: تنفيذ أعمال صيانة وتطوير ورفع كفاءة للطرق والمسطحات الخضراء بعدة مدن جديدة

وزير الإسكان يؤكد أهمية التواصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لتحقيق مصلحة المواطنين

وزير الإسكان يبحث مع السفير السوداني تعزيز فرص ومجالات التعاون

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: الإدارة السعودية وجهت بضرورة تكثيف الاستثمار السعودي في مصر
  • مجلس الأعمال السعودي المصري: الاستثمارات السعودية والمصرية تضاعفت
  • “سوريا في عيوننا”.. مبادرة لدعم المواهب الشابة وإبراز جمال الوطن
  • فاروق أمام ملتقى الأعمال المصري- السعودي: قادرون على استيعاب الاستثمارات السعودية
  • وزير الإسكان يُشارك في جلسة حوارية لوفد الغرف التجارية السعودية ومجلس الأعمال السعودي المصري
  • بدء فتح الطرقات المؤدية إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، تنفيذاً للاتفاق الموقع بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
  • مراسل سانا بحلب: بدء دخول قوات الجيش العربي السوري وقوى الأمن العام إلى سد تشرين بريف حلب الشرقي لفرض الأمن والاستقرار للمنطقة، تنفيذاً للاتفاق المبرم مع قوات سوريا الديموقراطية
  • رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: الحكومة السورية الجديدة تريد الخير لمواطنيها ونحن مستعدون للتعاون معها 
  • مع تقدم المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي لمؤشر ستانفورد 2025 .. جامعة الأمير سلطان تواصل دورها الفاعل في دعم التقدّم الوطني بهذا المجال الحيوي من خلال مبادرات استراتيجية ومساهمات نوعية انسجامًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030
  • ممثل سوريا في مجلس الأمن: إسرائيل تعمل على تقويض جهود الحكومة السورية من أجل السلام