عربي21:
2025-03-23@06:22:19 GMT

نقاش هادئ مع جمال سلطان حول موقف السعودية من إخوان مصر

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

نقاش هادئ مع جمال سلطان حول موقف السعودية من إخوان مصر

يمكن القول إن نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام بشار الأسد بعد 14 سنة من انطلاقها، مثل محطة فاصلة في تاريخ سوريا ومنطقة الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام، ليس فقط لأهمية سوريا ومكانتها الاستراتيجية، وإنما لكون من أوصل الثورة السورية إلى نيل مبتغاها والإطاحة بحكم الأسد وحزب البعث محسوب على التيارات الإسلامية الأشد يمينية.



ومع أن انتصار الثورة السورية قد اختطف الأضواء عن حرب الإبادة التي نفذها الاحتلال في قطاع غزة على مدى 15 شهرا، فإن فريقا من الخبراء والمحللين لتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، رأى في انتصار الثورة السورية أحد أولى ثمار الصمود الأسطوري للفلسطينيين في قطاع غزة في مواجهات آلة التوحش الصهيوني، بينما رآها آخرون انطلاقة جديدة لثورات الربيع العربي التي انطلقت أواخر العام 2010 من تونس.

لكن الجدل الرئيس الذي بدأ مع انتصار الثورة السورية أن من قاد هذا الانتصار هو زعيم هيئة تحرير الشام، المحسوب حاليا على التيار الإسلامي، والقادم من أقصى اليمين الإسلامي، أي تنظيم القاعدة قبل أن يتطور إلى مشروع سياسي سوري انتهى إلى استلام الدولة..

وكان لافتا للانتباه، ليس فقط مستوى النضج السياسي والانفتاح الذي عكسته تصريحات قادة الإدارة السورية الجديدة بزعامة أحمد الشرع المكنى بـ "أبو محمد الجولاني"، وإنما أيضا استعداد العالم العربي والإسلامي بل والمجتمع الدولي للتعاون مع الإدارة الجديدة، غير آبهين بالتصنيف الدولي الذي يضع هيئة تحرير الشام وزعيمها في خانة الإرهاب..

ومبعث الاستغراب هنا يكمن في أن العالم الذي رفض التعامل مع مخرجات الربيع العربي التي مكنت تيارات الإسلام السياسي من تصدر المشهد، وأحكم عليها الخناق وصولا إلى الانقلاب عليها والتنكيل برموزها، هو نفسه الذي يفتح الباب واسعا للتعامل مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع القادم من التيار الإسلامي..

ولقد كان الاستقبال الكبير الذي حظي به الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية مطلع الأسبوع الجاري، حدثا لافتا اعتبره البعض تغيرا في الموقف السعودي إزاء التيار الإسلامي، بينما رآه آخرون تميزا لأحمد الشرع عن باقي تيارات الإسلام السياسي وخصوصا منها تيار الإخوان.

"عربي21"، تفتح النقاش حول الموقف السعودي من التطورات الجارية في سوريا وما إذا كان ذلك يعكس تحولا في العلاقة مع الإسلاميين، أم أن الأمر يتعلق بتطورات في موقف الإسلاميين أنفسهم؟ وأين يختلف الموقف السعودي في الموقف من إخوان مصر وإسلاميي سوريا؟

وقد نشرنا مساهمة للكاتب والباحث المصري في شؤون الفكر الإسلاميجمال سلطان، وأخرى للكاتب والباحث المصري قطب العربي، واليوم ننشر مساهمة للكاتب والباحث السعودي سعيد بن ناصر الغامدي.

الربيع العربي أخاف السعودية

قرأت تحليلاً لأحد الكتاب عن سبب انقلاب السعودية على مرسي واحتفالها بالشرع. وفيه جَنَف  ظاهر، وإسقاطات نفسية عديدة منها :

ـ تعليله بأن مرسي ومن معه يتحملون عواقب الانتشار العالمي لفكر الإخوان واصطفافهم مع ثورات الربيع العربي الذي أخاف السعودية وغيرها !

هذا التعليل بعينه (لو صح) يمكن القياس به من باب أولى على الجًًًهاديين الذين طبقوا عكس شعار "السلميّة أقوى من الرصاص "ونجحوا.. ويمكن السؤال هنا لماذا تقف العربية لسان النظام السياسي ضد حكومة كابل مع أنها تشترك مع ثوار سوريا في طرد المحتل بالقوة المسلحة، وتحجيم دور إيران، والسعي لطمأنة الجميع بنحو مما فعله ثوار سوريا؟!

ـ زعمه أن مرسي والإخوان كانوا مع إيران فتلك أكذوبة تليق بالذباب الإلكتروني الجاهل لا بكاتب موقّر.

ـ قوله بأن نصر الله لإخواننا في سوريا أفرح الجميع إلا إيران ودولة الاحتلال والإخوان، فلا أدري هل رأى بياناتهم في التهنئة لإخوانهم بالنصر وهل اطلع على كتابات رموزهم أم لا؟ فإن اطلع عليها فقد كذب عليهم عامداً، وإن لم يطلع عليها فقد اقتفى أمراً ليس له به علم وحكم بظلم.

ـ حاول تبرئة ساحة السعودية من خداع مرسي والإخوان، مع أن المنشور في الإعلام السعودي يثبت حقيقة غدر النظام السعودي بمرسي الذي خصص لهم أولّ زيارة، واستقبلوه باحتفاء كبير، وفي الوقت ذاته كان سفيرهم "القطان" في مصر يوزع الدولارات ويحيك المؤامرات.. وهذا مما شاع وذاع وكُتب عنه كثيرا.

ـ لم يشر الكاتب إلى إمكانية تكرر ذلك بطريقة مختلفة مع الشرع.. لاسيما أن هناك تجارب عديدة للنظام السعودي تدل على احترافيتهم في هذا الأسلوب وتنوّع طرائقهم فيه :

فالحريري عومل بطريقة وعبد ربه بطريقة مختلفة ومحاولة الانقلاب في الأردن كانت مختلفة عنهما.. ومحاولة استخدام عبدالله بن علي آل ثاني ضد حكومة قطر كانت بإسلوب مختلف عن الجميع.. والشاهد هنا أن هذا الأسلوب الغادر حاضر في التكوين البنيوي للنظام السعودي.. وبرغم بروزه ووجود براهينه لم يشر إليه الكاتب أدنى إشارة.. فهل هذا الإغفال معقول من صحفي لا يعمل أصلاً في عكاظ ولا  الشرق الأوسط ولا العربية؟!

ـ محور المقال هو التبرير للنظام السعودي في تعامله مع مرسي والثناء على موقفهم من الشرع.. والتبكيت لمرسي وجماعته وتحميلهم مسؤولية ما حصل ضدهم.

ـ الكاتب في هذا المقال وغيره من التغريدات السابقة يدللّ على وجود حالة نفسية سلبية عميقة تجاه الإخوان؛ مع أن هذه الطريقة المكشوفة تضر الكاتب نفسه، وتؤدي إلى إضعاف صدقيّته، وتؤكد إخلاله بالإنصاف الواجب عليه.. خاصةً مع استحضار ما كان يكتبه من ثناء ودفاع عن مرسي في سنته اليتيمة!

ـ لن أستشهد هنا بقول بعض الإخوان بأن الكاتب كان يترامى على الأعتاب أيام مرسي ليحصّل منصباً؛ ذلك لأن قولهم فيه قول خصم ضد خصمه.. وجدير أن يُعامل تربّصه وقدحه في خصومه الاخوان بالطريقة نفسها.

ـ الذين اخطأوا وهم يحاولون ويعملون ويبذلون، ويقرّون بما أخطأوا فيه ولو إجمالاً، هم خير ممن يحلّق كالنسر بعيدا فإذا رأى الجمل وقد كثُرت سكاكينه هبط ينتظر نصيبه بعد انصراف الضباع !

ـ هناك فرق بين النقد البناء والتنيش الهدّام، والتصيّد المتجانف؛ فكيف إذا كان معه نوع كذبٍ وتضخيمٍ للمعايب ودفنٍ للمحاسن؟

ـ إن مما نقمه أهل العلم على فرقة "غلاة الحكام" ظلمهم وبغيهم على إخوانهم المسلمين من الدعاة والعلماء والمصلحين، واصطفافهم مع المفسدين للدين والدنيا.

ـ وخاتمة الأمر علينا أن نستحضر ونحن نكتب أو نتحدث بأننا سنقف جميعاً بين يدي حكم عدل، والخصوم حضور ينتظر كل منهم نصيبه من حسنات المتعدّي بغير حق، أو ينتظر التخفيف من سيئاته لتلقى على من ظلمه.

وليس بعد العدل إلا الظلم . والمسلم لا يتشفّى، ولا يُتبع نفسه هواها. وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانى.

*كاتب وداعية سعودي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير سوريا السعودية الموقف مصر سوريا مصر السعودية رأي موقف أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثورة السوریة الربیع العربی

إقرأ أيضاً:

من انهارده لا يكمن تكون صاحبي.. أسامة حسن يهاجم باسم مرسي

وجه العديد من نجوم الكرة المصرية، رسائل دعم لعبد الحميد بسيوني، المديرالفني لطلائع الجيش، بعد التصريحات التي أدلى بها باسم مرسي مهاجم الطلائع السابق عبر إحدى منصات البودكاست.

وبدوره كتب أسامة حسن لاعب الزمالك السابق، عبر حسابه على "فيسبوك": كان عندنا أمل انك تتوسط لحد او تكلمه انت وتروح البيت تبوس دماغه وتعمل فيديو اعتذار انت وكابتن عبد الحميد بسيوني المحترم المدرب الكبير غصب عنك انت من انهارده لايكمن تكون صاحبي".

كان باسم مرسي آثار جدلًا واسعًا بتصريحات هجومية تجاه عبدالحميد بسيوني، ونالت تصريحاته غضب أغلبية الوسط الرياضي في مصر، مما دفع العديد منهم على دعم الأخير.

عيب.. طارق يحيى يهاجم باسم مرسي بسبب عبد الحميد بسيونيباسم مرسي يشعل الجدل بتصريحاته ضد المدربين المصريين.. وطارق يحيى يعتذر لعبدالحميد بسيونيميدو لـ عبد الحميد بسيوني: أخلاقك يشهد بها الجميعشهادتي مجروحة.. الدردير يدعم عبد الحميد بسيوني

مقالات مشابهة

  • أحمد السقا: علاء مرسي أخ أكبر وقيمة كبيرة في حياتي
  • ما موقف سعود عبدالحميد من المشاركة في مباراة السعودية واليابان؟
  • هذا هو المستقبل الواعد الذي ينتظر تركيا
  • باللون السعودي.. لميس سلطان تنتهي من أحدث أغنياتها
  • سفير تونس يكشف موقف بلاده من أحداث سوريا وليبيا ولبنان
  • إسرائيل: نقاش يدور حول فكرة تحويل السلطة الفلسطينية إلى مناطق إدارية
  • من انهارده لا يكمن تكون صاحبي.. أسامة حسن يهاجم باسم مرسي
  • أبو عبيدة: نحيي إخوان الصدق في اليمن على موقفهم المشرف وإسنادهم المباشر لأهلهم في غزة
  • مدرب إسبانيا متفاجئ من صوم لامين جمال: موقف غير مسبوق لي
  • السعودية تدين استهداف موكب رئيس الصومال وقصف إسرائيل للأراضي السورية