عبد السلام فاروق يكتب: عصر التنوير السعودي
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
في ظل الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية 2030، تشهد المملكة نهضة غير مسبوقة في مجالات الفنون والثقافة والفكر والأدب، حيث أصبحت هذه المجالات ركائز أساسية في بناء الإنسان وتطوير المجتمع. هذه النهضة ليست مجرد تحول ثقافي، بل هي انعكاس لرؤية قيادة حكيمة تسعى إلى ترسيخ الهوية الوطنية مع الانفتاح على العالم بفكر متجدد وإبداع لا يعرف الحدود.
لطالما كانت المملكة العربية السعودية مهداً للثقافة العربية الأصيلة، تحمل في تراثها قصصاً وحكايات تروي تاريخاً عريقاً من الإبداع الأدبي والفكري. ولكن اليوم، ومع التوجهات الجديدة، أصبحت المملكة منارة للفنون والثقافة على مستوى المنطقة والعالم. فمن إنشاء الهيئة العامة للثقافة إلى تنظيم المهرجانات الفنية الدولية، مثل مهرجان "شتاء طنطورة" و"موسم الرياض"، أصبحت السعودية وجهة ثقافية تجذب المبدعين والمفكرين من كل حدب وصوب.
في مجال الأدب، تشهد المملكة حراكاً أدبياً لافتاً، حيث تبرز أسماء سعودية شابة في الشعر والقصة والرواية، تحمل في أعمالها هموم الإنسان المعاصر وتطلعاته، مع الحفاظ على القيم العربية الأصيلة. وقد ساهمت المبادرات الحكومية، مثل جائزة "البوكر العربية" ودعم النشر والتوزيع، في إبراز هذه المواهب وإتاحة الفرصة لها للوصول إلى جمهور أوسع.
أما في مجال الفنون البصرية، فقد أصبحت المملكة مركزاً للإبداع الفني، حيث تزدهر المعارض الفنية وتنتشر المتاحف الحديثة التي تعرض أعمالاً لفنانين سعوديين وعالميين. متحف "العلا" و"متحف الفنون الإسلامية" في الرياض هما خير مثال على هذا التوجه، حيث يجمعان بين الأصالة والحداثة في عرض روائع الفنون.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في دعم الفكر والبحث العلمي، حيث تم إنشاء مراكز بحثية وجامعات عالمية المستوى تساهم في إنتاج المعرفة ونشرها. هذه الجهود تعكس رؤية المملكة في أن تكون منارة للفكر التنويري الذي يجمع بين التراث الإسلامي والعربي والانفتاح على الحضارات الأخرى.
لا شك أن ما تشهده المملكة العربية السعودية اليوم من نهضة ثقافية وفنية وفكرية هو دليل على أن الثقافة ليست ترفاً، بل هي ضرورة لبناء مجتمع متكامل ومتوازن. هذه النهضة تعكس إيمان القيادة بأهمية الثقافة كأداة للتواصل الحضاري وبناء الجسور بين الشعوب. المملكة، بقيادتها الحكيمة وشعبها الطموح، تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق، حيث تكون الثقافة والفنون والفكر أدوات للتقدم والازدهار.
في الختام، يمكننا القول إن المملكة العربية السعودية قد أصبحت نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، حيث تثبت أن التطور الاقتصادي والاجتماعي لا يكتمل دون تطور ثقافي وفكري. هذه النهضة هي إرث للأجيال القادمة، ورسالة للعالم بأن المملكة ليست فقط أرض النفط، بل هي أرض الإبداع والفكر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الهوية الوطنية بناء الإنسان تطوير المجتمع المزيد العربیة السعودیة
إقرأ أيضاً:
السعودية تقود جهوداً دبلوماسية لإحلال السلام في السودان
ذكرت صحيفة (السوداني) أنّ المملكة العربية السعودية تقود جهوداً دبلوماسية لاستتباب السلام في السودان، وقامت بزيارة إقليمية في عدد من عواصم أفريقيا لطرح رؤيتها، لنزع فتيل الأزمة، وقام نائب وزير الخارجية وليد الخريجي، بزيارة تشاد، والتقى الرئيس بالتشادي، محمد كاكا ديبي، كما زار جنوب السودان، والتقى الرئيس، سلفاكير ميارديت. كما قام الوفد السعودي بزيارة إثيوبيا والتقى رئيس الوزراء آبي أحمد. كذلك زار كينيا، والتقى الرئيس وليام روتو رئيس جمهورية كينيا. الجدير بالذكر أن الوفد السعودي، كان من ضمنه، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان، علي بن حسن جعفر.