صدى البلد:
2025-02-20@09:16:21 GMT

عبد السلام فاروق يكتب: عصر التنوير السعودي

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

في ظل الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية 2030، تشهد المملكة نهضة غير مسبوقة في مجالات الفنون والثقافة والفكر والأدب، حيث أصبحت هذه المجالات ركائز أساسية في بناء الإنسان وتطوير المجتمع. هذه النهضة ليست مجرد تحول ثقافي، بل هي انعكاس لرؤية قيادة حكيمة تسعى إلى ترسيخ الهوية الوطنية مع الانفتاح على العالم بفكر متجدد وإبداع لا يعرف الحدود.


لطالما كانت المملكة العربية السعودية مهداً للثقافة العربية الأصيلة، تحمل في تراثها قصصاً وحكايات تروي تاريخاً عريقاً من الإبداع الأدبي والفكري. ولكن اليوم، ومع التوجهات الجديدة، أصبحت المملكة منارة للفنون والثقافة على مستوى المنطقة والعالم. فمن إنشاء الهيئة العامة للثقافة إلى تنظيم المهرجانات الفنية الدولية، مثل مهرجان "شتاء طنطورة" و"موسم الرياض"، أصبحت السعودية وجهة ثقافية تجذب المبدعين والمفكرين من كل حدب وصوب.
في مجال الأدب، تشهد المملكة حراكاً أدبياً لافتاً، حيث تبرز أسماء سعودية شابة في الشعر والقصة والرواية، تحمل في أعمالها هموم الإنسان المعاصر وتطلعاته، مع الحفاظ على القيم العربية الأصيلة. وقد ساهمت المبادرات الحكومية، مثل جائزة "البوكر العربية" ودعم النشر والتوزيع، في إبراز هذه المواهب وإتاحة الفرصة لها للوصول إلى جمهور أوسع.
أما في مجال الفنون البصرية، فقد أصبحت المملكة مركزاً للإبداع الفني، حيث تزدهر المعارض الفنية وتنتشر المتاحف الحديثة التي تعرض أعمالاً لفنانين سعوديين وعالميين. متحف "العلا" و"متحف الفنون الإسلامية" في الرياض هما خير مثال على هذا التوجه، حيث يجمعان بين الأصالة والحداثة في عرض روائع الفنون.
ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه المملكة في دعم الفكر والبحث العلمي، حيث تم إنشاء مراكز بحثية وجامعات عالمية المستوى تساهم في إنتاج المعرفة ونشرها. هذه الجهود تعكس رؤية المملكة في أن تكون منارة للفكر التنويري الذي يجمع بين التراث الإسلامي والعربي والانفتاح على الحضارات الأخرى.
لا شك أن ما تشهده المملكة العربية السعودية اليوم من نهضة ثقافية وفنية وفكرية هو دليل على أن الثقافة ليست ترفاً، بل هي ضرورة لبناء مجتمع متكامل ومتوازن. هذه النهضة تعكس إيمان القيادة بأهمية الثقافة كأداة للتواصل الحضاري وبناء الجسور بين الشعوب. المملكة، بقيادتها الحكيمة وشعبها الطموح، تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق، حيث تكون الثقافة والفنون والفكر أدوات للتقدم والازدهار.
في الختام، يمكننا القول إن المملكة العربية السعودية قد أصبحت نموذجاً يُحتذى به في المنطقة، حيث تثبت أن التطور الاقتصادي والاجتماعي لا يكتمل دون تطور ثقافي وفكري. هذه النهضة هي إرث للأجيال القادمة، ورسالة للعالم بأن المملكة ليست فقط أرض النفط، بل هي أرض الإبداع والفكر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الهوية الوطنية بناء الإنسان تطوير المجتمع المزيد العربیة السعودیة

إقرأ أيضاً:

تكريم فرق الفنون الشعبية الأجنبية والمصرية المشاركة بمهرجان أسوان الدولى الـ12 للثقافة والفنون

التقى اللواء الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، برؤساء وممثلي وفود 26 فرقة من فرق الفنون الشعبية الأجنبية والمحلية المشاركة في المهرجان، وذلك استمرارًا للجهود المبذولة لضمان نجاح فعاليات مهرجان أسوان الدولي للثقافة والفنون، الذي يُقام في الفترة من 16 إلى 22 فبراير الحالي، ضمن الاحتفال بتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبده في أبو سمبل.

وحضر اللقاء المهندس عمرو لاشين، نائب المحافظ، والفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الفنية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ويوسف محمود، مدير عام فرع الثقافة، بالإضافة إلى لفيف من القيادات والمسؤولين بوزارة الثقافة.

ورحب اللواء الدكتور إسماعيل كمال بضيوف أسوان من الدول الأجنبية الصديقة، بالإضافة إلى الفرق المصرية، مؤكدًا أن أسوان على استعداد تام لاستضافة واحتضان المزيد من الفعاليات والمهرجانات الكبرى، وعلى رأسها مهرجان الثقافة والفنون في دورته الثانية عشرة.

وأشار المحافظ إلى أن هذا المهرجان أصبح من أبرز وأكبر المهرجانات العالمية التي تُقام على أرض عاصمة الثقافة والاقتصاد والشباب الإفريقي، ليس باعتباره فعالية فنية فقط، بل لكونه "رسالة محبة وسلام" تُبرز قوة الفن في كسر الفوارق ومد جسور التواصل والتقارب وتبادل الثقافات بين الشعوب والدول المشاركة.

وخلال اللقاء، أشاد الدكتور إسماعيل كمال بأوجه التنسيق والتعاون المتواصل بين وزارة الثقافة، بقيادة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمحافظة، لتنفيذ وإنجاح فعاليات مهرجان الثقافة والفنون وغيرها من الفعاليات والمهرجانات التي تحتضنها أسوان.

كما لفت إلى دور ذلك في تعزيز الترويج والتسويق السياحي، بالإضافة إلى المساهمة في إثراء الوعي الثقافي والفني، وإدخال البهجة والسرور لدى الأهالي والمواطنين، فضلًا عن السائحين والزائرين لأسوان.

 وقد حرص الدكتور إسماعيل كمال على تقديم التحية والشكر للفرق الفنية الشعبية الأجنبية والمصرية على مشاركتهم المتميزة، متمنيًا أن يكونوا سفراء لدى شعوبهم لنقل تجربتهم في أسوان وما تتمتع به من سحر وجمال طبيعي، إلى جانب المعابد الأثرية والمعالم السياحية، فضلًا عن أهلها الطيبين الذين يتميزون ببشاشة الوجوه وحسن المعاملة لكافة الأفواج السياحية والزائرين.

ومن جانبهم، قدم ممثلو وفود الفرق الشعبية الشكر لمحافظ أسوان، ولوزارة الثقافة، وكافة الجهات المعنية، لحفاوة الاستقبال وروعة التنظيم، وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة في فعاليات مهرجان الثقافة والفنون. وأوضحوا أن هذا الحدث الفني الكبير يُعد فرصة هائلة لتبادل الخبرات والموروث الثقافي والفني، بالإضافة إلى التعرف عن قرب على التاريخ والحضارة المصرية العريقة.

وفي ختام اللقاء، قام محافظ أسوان بتكريم رؤساء الوفود من خلال تقديم الدروع والتقاط الصور التذكارية تقديرًا لجهودهم في إثراء المهرجان بعروضهم الفنية المتميزة، بالإضافة إلى تكريم خاص للفنان هشام عطوة، مخرج حفلي الافتتاح والختام للمهرجان.

مقالات مشابهة

  • تكريم فرق الفنون الشعبية الأجنبية والمصرية المشاركة بمهرجان أسوان الدولى الـ12 للثقافة والفنون
  • محافظ أسوان يكرم ممثلي وفود فرق الفنون الشعبية المشاركة في مهرجان أسوان الدولي
  • شكرًا المملكة العربية السعودية
  • بوريس جونسون: المملكة أصبحت مركزًا محوريًا للسياسة العالمية
  • بوريس جونسون في المنتدى السعودي للإعلام: المملكة أصبحت مركزًا محوريًا للسياسة العالمية
  • وسط ترقّب لمحادثات السلام الخاصة بأوكرانيا.. كيف أصبحت أسعار النفط والذهب؟
  • الثقافة تقدم "مسرح عرائس" و"ماريونت" بحديقة الفنون اليوم
  • «الثقافة» تعلن فتح المتاحف الفنية فترتين يوميا ونهاية الأسبوع
  • «الثقافة» تقرر فتح المتاحف الفنية الكبرى أمام الجمهور فترتين وأيام الجمعة