العين الحمراء قد تنفع أحيانًا!
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
د. أحمد بن علي العمري
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبدأ فترة رئاسته الثانية، وهو الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، بعد الفوز الكاسح للحزب الجمهوري ليس على مستوى الرئاسة فحسب؛ بل بمجلس النواب والشيوخ على السواء (الكونجرس)، وهذا إنجاز تاريخي له مقدر ومحترم ومحسوب ويجب احترامه وتقديره، وإنه لم يأت من فراغ، وإنما بجهد كبير وتخطيط طويل الأمد؛ الأمر الذي سيُسهل له مهمته بكل أريحية وبدون تكبد أي متاعب أو مشقة.
لقد بدأ ترامب حكمه بالهجوم على الجميع دون استثناء، وعبَّر عن رغبته في ضم جرينلاند وأن تكون كندا الولاية رقم 51 للولايات المتحدة الأمريكية، وأعلن أن قناة بنما ستعود للسيطرة الأمريكية، وأنه سيفرض رسوما جمركية على الصين وأوروبا والمكسيك وكندا، وتحويل غزة إلى منطقة استثمارية حسب مزاجه، وأن تكون أمريكية، دون أن يدفع دولارًا واحدًا ولا يرسل جنديًا واحدا!
فهل فخامة الرئيس المحترم يريد من العالم أن يخدمه ويكون طوع أمره، وملبيًا لتنفيذ أوامره ولا يُرفض له طلب؟
الغريب والمستغرب أنه عندما يتكلم عن كوريا الشمالية يتكلم بكل منطق وأدب وعقلانية واحترام وتقدير؛ بل ومدح وتمجيد وعبارات تصل لدرجة الغزل والمدح والثناء، فلماذا؟!
هل الرجل يريد من يُظهر له العين الحمراء حتى يحترمه مثل الرئيس الكوري الشمالي الذي لم يعبأ أبدًا بما يقوله ترامب؛ بل أكد بتصريح مباشر منه أن سلاحه النووي ليس مجالًا للتفاوض.
الظاهر أن القوة لا تقهرها سوى القوة المضادة لها والمختلفة في الاتجاه والمعاكسة لها. ولقد ألمح الرئيس الأمريكي إلى إمكانية فرض رسوم جمركية حتى على اليابان، وهي حليفة تاريخية لأمريكا منذ زمن بعيد، بينما لم يتطرق بتاتًا لمشكلة تايوان، وأنها حق تاريخي وجغرافي للصين.
كما أن حرب روسيا وأوكرانيا التي سبق وأعلن عندما كان مرشحًا رئاسيًا، أنه سيحلها من أول يوم له في البيت الأبيض، فإذا به يُمدِّد المهلة لستة أشهر، وقد بدأ يُفاوض أوكرانيا على مقايضتها في معادنها، ولقد صرح أن أوكرانيا يمكن أن تكون روسية يومًا ما، في سابقة غير معهودة.
لكن ماذا يحصل لو قاطعت كل هذه الدول أمريكا تجاريًا وقررت التبادل التجاري فيما بينها ومنعت التصدير لأمريكا أو الاستيراد منها؟
يا ترى ماذا ستكون ردة فعل الرئيس الأمريكي وهو رجل أعمال بارز على مستوى العالم وصاحب الصفقات والتعاقدات؟
المؤكد أن السحر سوف ينقلب على الساحر، وسوف تنقلب الطاولة على من يجلس حولها.
لماذا نحن في العالم العربي والإسلامي لا نوضح ونُبيِّن العين الحمراء إذا اتفقنا وتضامنا، لأننا ونحن مختلفون نقول على الدنيا السلام.
إنني أعتقد وأجزم تمامًا بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعمل بالمثل القائل: "خالف تعرف"، وكل تصرفاته توحي بهذا التوجه، فإن صارت معه الأمور بشكل جيد، نفَّذ، وإن تعسرت أو تعارضت مع توجهه، توقف وغيَّر المسار والتوجه! ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أزمة دبلوماسية حول زيارة الوفد الأمريكي إلى جرينلاند
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وجرينلاند تصاعدًا حادًا في التوتر، على خلفية زيارة مرتقبة لوفد أمريكي رفيع المستوى إلى الجزيرة، وهي خطوة وصفها رئيس وزراء جرينلاند، موتي إيجيدي، بأنها "عدوانية للغاية"، في إشارة واضحة إلى النوايا غير المعلنة وراء الزيارة.
أطماع أمريكية متزايدة
لطالما كانت جرينلاند، الإقليم التابع للدنمارك، محط اهتمام الولايات المتحدة، لا سيما في ظل ثرواتها المعدنية الهائلة وموقعها الجيوسياسي الاستراتيجي. وازدادت هذه الاهتمامات منذ أن أعرب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رغبته في ضم الجزيرة "بطريقة أو بأخرى"، معتبرًا إياها "ضرورة مطلقة" للأمن القومي الأمريكي. وعلى الرغم من الرفض القاطع من قادة جرينلاند والدنمارك، فإن إدارة ترامب لا تزال تواصل ضغوطها لتحقيق هذا الهدف، مستغلة التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها الجزيرة.
تضم الزيارة التي تبدأ الخميس مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، وسيدة أميركا الثانية أوشا فانس، بالإضافة إلى وزير الطاقة الأمريكي كريس رايت، وهو ما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية خلف هذه الخطوة. وفي حين تؤكد الرواية الرسمية الأمريكية أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والاحتفال بالتاريخ المشترك بين البلدين، فإن وجود والتز، وهو شخصية بارزة في قضايا الأمن القومي، يوحي بغير ذلك، خاصة وأن إيجيدي نفسه أعرب عن قلقه من أن "مجرد وجوده في جرينلاند سيؤجج الاعتقاد الأمريكي بمهمة ترامب للسيطرة على الجزيرة".
توقيت حساس وغياب الاحترام السياسي
أحد أبرز العوامل التي زادت من حدة الأزمة هو توقيت الزيارة، إذ تأتي في أعقاب انتخابات برلمانية في جرينلاند لم تُشكل حكومتها الجديدة بعد. ويرى قادة سياسيون في الجزيرة، مثل ينس-فريدريك نيلسن، أن هذه الخطوة تعكس "عدم احترام الأمريكيين لشعب جرينلاند"، حيث تمضي واشنطن في مخططاتها بغض النظر عن الظروف السياسية المحلية.