عربي21:
2025-03-19@21:58:59 GMT

خطة ترامب وإذلال العرب

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

طوفان الأقصى أصبحت علامة فارقة، ونقطة تحول كبرى في كثير من الملفات الدولية والإقليمية، وأصبح شائعا التأريخ بما قبل الطوفان وما بعد الطوفان، وكل من أدرك أهميته أكد على أن هذا الطوفان له ما بعده، وأن دور غزة تخطى مرحلة الدفاع عن القدس وتحرير فلسطين، إلى كونها خط الدفاع الأول عن الأمة بأسرها، والذي يحول دون تغول أعدائها عليها.

وكانت الطبقات المترفة ترى ذلك لونا من المبالغة، بل إن خمس دول عربية -كما ذكرت تقارير أمريكية- وافقت على خطة القضاء على حماس، وطلبت ألا يستغرق ذلك وقتا طويلا حتى لا يحرج القادة أمام شعوبهم، وطالت المدة إلى 15 شهرا؛ فشلت فيها خطة القضاء على حماس، واستطاع كثير من حكام الدول العربية والإسلامية إلجام أفواه الشعوب عن التعاطف اللفظي مع أهل غزة، ناهيك عن السماح بالتظاهر، ومنعوا القنوت والدعاء، واعتقلت الشقيقة الكبرى مَن رفع علم فلسطين في مباريات كرة القدم، أو من خرج في مظاهرة تنديدا بالحرب، وبعضهم مازال رهن الاعتقال حتى الآن!

فشل "نتنياهو" في تحقيق أهدافه في حرب الإبادة الجماعية على غزة، مع التعاون الكامل من دول الجوار في تشديد الحصار، وتفعيل الاستفادة القصوى مع الدول التي طبعت معه، وجاء ترامب ليعوض الاحتلال عن هزائمه في الميدان، ليجعل ما فشلت فيه آلة الحرب الصهيونية، فرضا بقوة العنجهية الأمريكية.

قبل انتهاء مراحل تسليم الأسرى بين حماس والاحتلال، ظهرت تصريحات ترامب بتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن، ورفض كلا البلدين هذه التصريحات، ومع كل نفي عربي يخرج ترامب لنفي النفي، مؤكدا على ثقته في قبول خطته، وأكد على هذه الخطة في حضور "نتنياهو" الذي استقبله رسميا ضاربا عرض الحائط بأحكام الجنائية الدولية التي اعتبرته مجرم حرب، بل أمعن "نتنياهو" في تبجحه قائلا: إن مساحة الرفض المبدئي والأخذ والرد حول قضية التهجير، متفق عليه مع أصدقائنا القادة. وبدت أمارات صدقه في تراجع تصريحات ملك الأردن بعد لقاء ترامب، وأعلن النظام المصري عن تأجيل السفر إلى صاحب البيت الأبيض، وكانت المفاجأة المدوية في عرض "نتنياهو" تهجير الفلسطينيين إلى الأراضي الشاسعة في المملكة العربية السعودية، وكان رد المملكة عليه حاسما وواضحا،هل وصل استخفاف الرئيس الأمريكي بالأنظمة العربية إلى هذا الحد، أم أنها اتفاقات سابقة لم يكن متفقا على إعلانها بهذا الشكل؟ لكن ذلك أكد ما صرح به السيد عمر موسى -الأمين السابق لجامعة الدول العربية- أثناء طوفان الأقصى، أن إسرائيل لو انتهت من غزة ستتجه أنظارها إلى أجزاء من مصر والسعودية، وقوبل تصريحه ساعتها بالاستهجان!

وهذا كله يأخذنا إلى سؤالين:

الأول: هل وصل استخفاف الرئيس الأمريكي بالأنظمة العربية إلى هذا الحد، أم أنها اتفاقات سابقة لم يكن متفقا على إعلانها بهذا الشكل؟

الثاني: هل تعترف وفود التفاوض التي كانت تركض من كامب ديفيد إلى أوسلو، وراء سراب السلام الخادع، أن مشروع حل الدولتين كان كسبا للوقت، وأن الاحتلال لا يخفي أطماعه في دولة من النيل إلى الفرات، بل ويأمل في العودة إلى حصون خيبر؟

لو كان في الأنظمة العربية شيء من رشد لأنشأوا حماس قبل أن يفكر فيها الشيخ أحمد ياسين، ولأمدوها بكل وسائل الدعم إذا لم يكن ديانة وشهامة، فاتقاء لأطماع نتنياهو المتعجرف، ودرءا لأوهام الشقي الأصهب.

ومن الهزال البادي في الموقف العربي أن كل ما صدر من دونالد ترامب وضيفه مجرم الحرب، لم يقابله إلا الرفض المبطن بأعلى درجات الود، وبقي أن يرسلوه مع باقة ورد، ولو كان في الوجوه بقية من حمرة الخجل لاستدعي سفير التطبيع على عجل، للفت نظره وعتابه، ولا أقول لطرده أو توبيخه "لا سمح الله"!

من الهزال البادي في الموقف العربي أن كل ما صدر من دونالد ترامب وضيفه مجرم الحرب، لم يقابله إلا الرفض المبطن بأعلى درجات الود، وبقي أن يرسلوه مع باقة ورد
مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى "إن لم تستح فاصنع ما شئت"، لذا هرول الإعلام المتصهين، لإعلان البراءة من الصهاينة، والتحول لمدح قيم المقاومة، والوقوف في وجه المحتل، وربما يتطور الأمر لإذاعة أناشيد حمساوية أو بيانات الفارس الملثم الناطق الرسمي باسم المقاومين.

تذكر بعضهم على عجالة أن خير ضمانة في مؤازرة الشعب ومظاهرات الرفض، فأخرجوا قطعان المستأجرين وألبسوهم ثياب المتظاهرين، فظهروا كلابس ثوبي زور، وافتضح أمر النائحة المستأجرة، التي حولت المظاهرة إلى "حنة حنان"، لأن فوبيا المظاهرات ارتبطت عندهم بالثورات، فيحسبون كل صيحة عليهم، وكل مظاهرة ستنقلب ضدهم، وكلما قرأت ما كتبه الشاعر المبدع معروف الرصافي، وجدتني إلى تصديقه أميل، لأن الثقة في صبيان ترامب من العسير الصعب.

قال الرصافي:

لا يخدَعنْك هِتاف القوم بالوطن..
فالقوم في السر غير القوم في العَلَن

أحْبُولة الدِّين ركَّت من تقادمها..
فاعتاض عنها الورى أحبولة الوطن

فما لهم غير صيد المال من غرضٍ..
في اليوم والغد والماضي من الزمن

لم يقصدوا الخير بل يستذرعون به..
رميا إلى الشر أو قصدا إلى الفتن

فإن تهادن قوم فانتظر شغبا..
إذ ليس هدنتهم إلا على دخن

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه طوفان غزة عربية نتنياهو ترامب التهجير غزة نتنياهو تهجير عرب طوفان مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الاثنين، عن المواضيع التي سيناقشها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عندما يجريان اتصالا هاتفيا مرتقبا.
وقال ترامب إنه سيتحدث إلى بوتين، غدا الثلاثاء، بشأن إنهاء الأزمة في أوكرانيا، ومن المرجح أن تكون تنازلات كييف عن أراض والسيطرة على محطة زابوريجيا للطاقة النووية من أبرز القضايا في المحادثات.
وقال ترامب، للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية في رحلة من فلوريدا إلى واشنطن "نريد أن نرى مدى قدرتنا على إنهاء هذه الحرب. ربما نستطيع، وربما لا، لكنني أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للغاية... سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء. تحقق الكثير من العمل في مطلع الأسبوع".
ويريد ترامب كسب دعم بوتين لمقترح وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي قبلته أوكرانيا الأسبوع الماضي.
وحين سُئل عن التنازلات، التي يُنظر فيها في مفاوضات وقف إطلاق النار، قال ترامب "سنتحدث عن الأرض. سنتحدث عن محطات الطاقة... نحن نتحدث بالفعل عن ذلك، وعن تقسيم بعض الأصول".
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الاثنين، أن بوتين سيتحدث مع ترامب عبر الهاتف لكنه امتنع عن التعليق على تصريحات ترامب بشأن الأراضي ومحطات الطاقة.
وقال الكرملين إن بوتين أرسل رسالة إلى ترامب بشأن خطته لوقف إطلاق النار عبر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي أجرى محادثات في موسكو، وعبر عن "تفاؤل حذر" بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
وفي لقاءات مختلفة في برامج تلفزيونية، أمس الأحد في الولايات المتحدة، أكد ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار ترامب للأمن القومي مايك والتز أنه لا تزال هناك تحديات يتعين تذليلها قبل أن توافق روسيا على وقف إطلاق النار وقبل التوصل لحل سلمي للحرب.

أخبار ذات صلة الإدارة الأميركية تسرح موظفي وسائل إعلامية الكرملين: بوتين وترامب سيتحادثان هاتفياً المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • لن يقبل نتنياهو السلام.. فإلى أين تقوده حربه الدائمة؟
  • هآرتس: نتنياهو يكذب وإسرائيل هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • هآرتس: إسرائيل وليست حماس هي التي خرقت اتفاق وقف إطلاق النار
  • محللون: الدعم الأميركي شجع نتنياهو ولا يمكن إنهاء حماس لا بالحرب ولا بالصفقات
  • نتنياهو يتحدى جميع قادة العرب: هل ستكون هناك تبعات؟
  • تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
  • رئيس الوزراء: الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية
  • ترامب يكشف عن المواضيع التي سيناقشها مع بوتين
  • قناة: واشنطن تضغط على نتنياهو لقبول تولي اللجنة الحكومية الفلسطينية إدارة غزة
  • مقامرة ترامب التي ستضع الدولار في خطر