عمان تدعو أمام "مؤتمر المحيط الهندي" إلى ضرورة تأسيس اتحاد تجاري أكثر تنظيمًا بين بلدان الجنوب
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
مسقط- العُمانية
استعرض مؤتمر المحيط الهندي (IOC) الثامن في ختام أعماله أمس، عددًا من المحاور تناولت الفرص والتحديات التي تواجه دول المحيط الهندي وتعزيز التعاون الإقليمي.
المؤتمر الذي استضافته سلطنة عُمان تحت شعار "رحلة نحو آفاق جديدة من الشراكة البحرية"، شهد إقامة "منتدى الاقتصاد الهندي- المحيط الهندي" بحضور معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية والمشاركين في أعمال المؤتمر.
وأكد معاليه أهمية إدراك الموجة المتنامية من العولمة والتي تؤثر على السياسات الحمائية، وانقطاعات سلسلة التوريد، والتفتت الاقتصادي بشكل غير متناسب على الاقتصادات النامية، مشيرًا إلى أن هذا التحول يمنع العديد من الدول من تحقيق أهداف التنمية المستدامة وطموحاتها الاقتصادية، لافتا إلى "ضرورة إيجاد طريق جديد يعطي الأولوية للتعاون الإقليمي والتكامل التجاري بين بلدان الجنوب من خلال تأسيس اتحاد تجاري أكثر تنظيمًا بين بلدان الجنوب وهو ما يستفيد من نقاط قوتنا الجماعية، ويسهل التجارة داخل المنطقة، ويضمن أن الثروة الناتجة من مياهنا تعود بالنفع على اقتصاداتنا وشعوبنا".
وأضاف معاليه أن التحالف من شأنه الإسهام في زيادة تدفقات التجارة بين الاقتصادات الناشئة في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية وتعزيز مرونتنا الاقتصادية وتعزيز الاستثمار الجماعي في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيا.
فيما تطرق معالي تاكوما مياجي وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني إلى أهمية تعزيز المصالح المشتركة لكافة الدول المطلة على المحيط الهندي والروابط التي تجمعها لتعزيز النمو والازدهار لكافة الدول وتخطي الأزمات والتنافس الجيوسياسي والتغير المناخي الذي لها تأثيرات على الجميع وتعزيز وحماية الاقتصاد العالمي الحر وضمان الأمن الاقتصادي عبر تطوير التكنولوجيا المتقدمة واحترام الاتفاقيات الدولية وتطويرها وتعزيز العمل الأمني البحري.
وتضمن اليوم الختامي للمؤتمر عددًا من الجلسات الموضوعية جاءت الأولى بعنوان "تعزيز التعاون البحري العالمي" وركزت على أهمية التعاون المشترك بين الدول لضمان أمن وحرية الملاحة وتعزيز التجارة البحرية والدولية وحماية البيئة البحرية وتنمية الاقتصاد الأزرق وتحديات التغير المناخي وأهمية تطوير الاتفاقيات الدولية الجديدة لتنظيم الملاحة.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان "الأمن المبتكر للموانئ" وتطرقت إلى أهمية التكنولوجيا والابتكار في أمن الموانئ والتعاون الدولي والإقليمي في وضع معايير لتعزيز الأمن البحري. وتطرقت الجلسة الموضوعية الثالثة إلى "إدارة الموارد البحرية العالمية.. التحديات والفرص"، وناقشت التحديات الرئيسة في إدارة الموارد البحرية والفرص المتاحة لتعزيز التعاون والحلول المستقبلية.
وفي ختام المؤتمر أقيمت جلسة حوارية مشتركة جمعت معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية والدكتور رام ماداف رئيس مؤسسة الهند وسعادة جايديب مازومدار وكيل شؤون الشرق بوزارة الخارجية الهندية.
وشهدت الجلسة تفاعلًا من المشاركين؛ حيث تلقى المتحدثون أسئلة متنوعة من الحضور حول مستقبل العلاقات بين دول المنطقة، ودور التعاون الدولي في تعزيز الأمن البحري والتجارة، إضافة إلى آليات مواجهة التحديات البيئية والاقتصادية في المحيط الهندي، حيث أكد معالي السيد وزير الخارجية أن المؤتمر شكّل فرصة مهمة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات الأمن البحري والتجارة والتنمية المستدامة، معرباً عن أمله أن تكون هذه النقاشات نقطة انطلاق لمزيد من الشراكات البنّاءة والمبادرات الهادفة التي تعود بالنفع على دول وشعوب المنطقة.
من جهته، قال سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في تصريح صحفي إن المؤتمر ناقش العديد من الموضوعات حول استغلال المحيطات بشكل عام والمحيط الهندي بشكل خاص لتعزيز الشراكة بين كافة الدول، مشيرا إلى أن المؤتمر مثّل فرصة لاستعراض ما توفره سلطنة عُمان من إمكانات للاستثمار، حيث جرى عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع الوفود المشاركة في المؤتمر من أكثر من حوالي 30 دولة وشركات القطاع الخاص، تناولت استعراض المقومات العُمانية وتبادل التجارب في كيفية الاستفادة من ما توفره المحيطات وتبادل الرؤى حول بعض التحديات التي تواجه المسارات البحرية.
من جانبه قال سعادةُ بانكاج كيمجي مستشار التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار: "تركز سلطنة عُمان على تعزيز القطاع الاقتصادي وهي دولة تجارية بسبب موقعها الاستراتيجي العالمي، وهناك العديد من التحديات والحواجز التي تعترض التجارة البحرية والتهديدات التي تواجهها، وفي ظل هذه الظروف أصبح من الأهمية أن تتعاون الدول المجاورة والبلدان المحيطة بالمحيط الهندي، وبحر العرب وبحر عُمان لتشكيل نوع من التحالف التجاري للتأكد من أن المنتجات والخدمات تنتقل عبر هذه المياه دون حواجز".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«الخارجية» تشارك في مؤتمر دولي حول معالجة الأمن المائي
لندن/وام
شارك عبدالله بالعلاء، مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة والاستدامة، في اجتماع وزاري عقدته وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة حول «معالجة الأمن المائي عبر ترابط المناخ والطبيعة والتنمية»، بهدف تسليط الضوء على الحاجة إلى عمل جماعي عاجل وقيادة مستدامة بشأن أزمة المياه العالمية.
كما شارك بالعلاء، في حفل استقبال استضافه الملك تشارلز الثالث تحت عنوان «المياه والمناخ»، وذلك بالتعاون مع منظمة «ووتر إيد»، في قصر باكينغهام. وترأست الاجتماع الوزاري الذي انعقد قبل أيام من اليوم العالمي للمياه «22 مارس»، البارونة تشابمان وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية وأمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي التي جمعت عدداً من الوزراء، من بينهم وزراء من المغرب والسنغال ونيجيريا ونيبال وبنغلاديش، إضافة إلى كبار القادة من الاتحاد الأوروبي والمؤسسات متعددة الأطراف والمنظمات الدولية الرئيسية، بما في ذلك المفوضية الأوروبية والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» وبرنامج الأمم المتحدة للمياه وبرنامج المعونة المائية واللجنة العالمية لاقتصادات المياه؛ بهدف تحديد مجالات التعاون ذات الأولوية على مدار العام المقبل، من أجل تحقيق تحول منهجي ومسؤول في معالجة أمن المياه عبر ترابط المناخ والطبيعة والتنمية. وسلّط بالعلاء، خلال الجلسة، الضوء على جهود دولة الإمارات للتحضير لمؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026؛ حيث أكد أن المؤتمر يسعى للتركيز على تسريع تنفيذ الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، وأن «هذا الهدف مُحفّز ومُمكّن لجميع أهدافنا المجتمعية والبيئية والاقتصادية العالمية».
وبناءً على مناقشات الاجتماع الوزاري، اتفق المشاركون على استغلال الفترة الحاسمة خلال العام المقبل للبناء والمحافظة على استدامة العمل في مجال توفير المياه النظيفة، بما يُمكّن من تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة، والعمل على بناء شراكات متعددة الأطراف لدفع حلول مبتكرة وشاملة وقابلة للتطوير لأزمة المياه، والتعاون مع العمليات الأممية القائمة لتعزيز دمج المياه في جدول الأعمال الدولي متعدد الأطراف.