تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تفكيك القضية الفلسطينية ومنح الأرض بصك وهمي من "ترامب" تذكير بوعد بلفور المشئوم

نجحت مصر طيلة الأيام الماضية في إيصال رسالة واضحة للعالم برفضها مخطط ترامب لتهجير الفلسطينيين ودعم قضيتهم وحقوقهم المشروعة. كما أدرك العالم أيضاً أن قناعة مصر "الرسمية والشعبية" راسخة، وشعورها صادق بالمسئولية الوطنية لدعم الفلسطينيين.

القناعة ترتكز على تاريخ لا يكذب ولا يتجمّل حيث إن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية مصر الأولى لحماية أمنها القومي وأمتها العربية، وهو ما يدفع كل الجهات المصرية حالياً لمواصلة التنسيق بشكل فعال مع الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية انتظاراً للقمة العربية المرتقبة في القاهرة، وهذا ما يفسر أيضاً اتصالات الرئيس السيسي بعدد من زعماء دول العالم، وكذلك الزيارات المكوكية لوزير الخارجية إلى عدة عواصم ولقاءاته مع مسئولين دوليين.
قناعة المصريين من صغيرهم لكبيرهم مبدئية، وفلسطين في القلب التي يرددونها ليست شعاراً بل فعلاً؛ ومن هنا فإنهم مصممون على الرفض القاطع لمنع مخططات تهدف لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم ونشر الفوضى في الشرق الأوسط. وتتضاعف المسئولية المصرية بالتأكيد في هذه المرحلة الخطيرة من الصراع العربي الإسرائيلي، حيث إن اللحظة الآن فارقة في تاريخ نضال الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة، في ظل ظروف إقليمية ودولية مليئة بالصعوبات والتحديات، في مقدمتها المسعى الأمريكي لتفكيك القضية ومنح الأرض بصكّ وهميّ من الرئيس ترامب، يذكّر العالم بوعد بلفور المشئوم في 2 نوفمبر عام 1917 الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، وذلك بناء على المقولة المزيّفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" وهو مضمون الرسالة التي بعث بها آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا (1916 – 1919) إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد كتأييد من الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. كان روتشيلد صهيونياً نشطًاً وصديقًا لحاييم وايزمان رئيس الكيان الإسرائيلي، وهو من تولى صياغة إعلان فلسطين وطناً لليهود. وها هو ترامب يلوّح من جديد بمخططه للتهجير القسري لاستكمال نكبات بلفور. 
وأبلغ الرئيس السيسي الأمريكيين مراراً وتكراراً أن مصر لا ترى حلاً للصراع الحالي سوى حل الدولتين ومنح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة داخل دولتهم المستقلة. كما ترفض مصر أي وجود إسرائيلي في قطاع غزة، سواء كاحتلال كامل أو إقامة حزام أمني أو إنشاء منطقة عازلة داخل حدود غزة. وأكدت مصر بكل وضوح، مستخدمة كل الأدوات السياسية والدبلوماسية، أنه إذا لم تتم تسوية القضية فلن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار. كما دعمت كل المبادرات في إطار "حل الدولتين" بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه، وقد تبنت استراتيجية شاملة لدعم الفلسطينيين والتنسيق بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بهدف التعامل مع جذور الصراع، وليس إدارته فقط.
وبينما كانت الدول الكبرى تقف متفرجة على مليونين ونصف المليون فلسطيني وهم يعانون من حرب إبادة وأزمة إنسانية كارثية ويواجهون العقاب الجماعي والحصار والتجويع والضغوط المكثفة للتهجير، كانت مصر تناضل لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة. وقد خاطبت دول العالم، خلال جلسة مجلس الأمن يوم 8 ديسمبر 2023 حول وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة من خلال مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة على خطورة حالة العجز التي أضحى عليها مجلس الأمن دون أداء واجبه في وقف الحرب، بل وعرقلة المحاولات الجادة لوقف إطلاق النار، وهذا يوضح إلى أى مدى أصبحت مصداقية الأمم المتحدة في التعامل مع الأزمات محلّ شكّ. وطالما نددت مصر بتلك المعايير المزدوجة وخاصة الفجوة الكبيرة بين الاستجابة الدولية للأزمة الأوكرانية وبين القضية الفلسطينية وشعبها الذي يعيش أزمة منذ عام 1948.
كما أن مصر لم تلتفت للحملات المغرضة التي تحاول التشكيك في دعمها للفلسطينيين ولم تتأخر عن تقديم المساعدات للقطاع الطبي الفلسطيني الذي تعرض للقصف العشوائي والتدمير الممنهج، وفي ذات الوقت استقبلت الجرحى والمرضى من غزة للعلاج في المستشفيات المصرية. وقدّرت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الحرب الإسرائيلية ضد غزة بنحو 29.9 مليار دولار وفقاً للتقييم السريع للأضرار الذي أجراه البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، إضافةً للأضرار التي امتدت إلى مصر والأردن ولبنان، وتجاوزت 10 مليارات دولار في عام 2023، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
إن من عاش التحديات التي واجهتها مصر خلال نصف القرن الماضي، ومن قرأ التاريخ الحديث حول تضحيات مصر لمنع التمدد الصهيوني في المنطقة يعرف معدن هذا الشعب وأنه لا يتردد في تقديم الغالي والنفيس من أجل الوطن وفي مواجهة أي أخطار تحدق به وبجيرانه، وهو شعب الجبارين برجاله ونسائه من سلالة الشهداء الذين لا يخافون الضغوط والتهديدات، ومن يراهن على عكس ذلك فلم يتعلم شيئا عن هذا الشعب. لذلك، لا خوف عليه وسوف يقف بكل فئاته صفاً واحداً رغم الداء والأعداء وهم الآن يرددون – وبلسان الناس قبل الحكام والسياسيين- "ياما دقت على الرءوس طبول" في إشارة لا تحيد عن الهدف وهو رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر؛ فهم يفدون بأرواحهم وطنهم وأمنه وعزته. وخلص الكلام والوقت الآن للأفعال!.

المصدر: البوابة نيوز

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: الدور المصري أساسي في القضية الفلسطينية

أكد المستشار طه الخطيب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الدور المصري في القضية الفلسطينية هو الأساس، مشيرًا إلى أن مصر تلعب دورًا محوريًا في دعم الفلسطينيين، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.

وأضاف الخطيب، خلال مداخلة في برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم"، أن هناك أفكارًا غامضة تسيطر على بعض العقول منذ عام 2016، بعد قرار بعض الأطراف الفلسطينية الخروج من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهو ما أدى إلى تغيير المعادلات السياسية في المنطقة.

وأشار إلى أن التوجهات الأخيرة لبعض الأطراف شملت توزيع رسائل الشكر بشكل متباين تجاه جهات مختلفة، مما يعكس اختلاف الرؤى داخل الصف الفلسطيني.

وشدد على أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية والسياسية من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة، وحماية الحقوق الفلسطينية في ظل التحديات الراهنة.

مقالات مشابهة

  • رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين.. نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء إسبانيا
  • ماذا قال ترامب عن محادثات الرياض بين أمريكا وروسيا.. ونشر قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا؟
  • محلل سياسي: الدور المصري أساسي في القضية الفلسطينية
  • مظاهرة في سان فرانسيسكو رفضا لمخططات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • مرصد الأزهر يستعرض الجوانب التاريخية لمخططات تهجير الفلسطينيين
  • القاهرة الإخبارية: رفض مصري قاطع لتهجير الفلسطينيين واستمرار دعم إعمار غزة
  • كيف تُثير «صدمات ترامب» الفوضى في الشرق الأوسط؟
  • السيسي: أثمن دور المملكة الرائع في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة
  • عضو أمناء الحوار الوطني: موقف مصر لا يمكن أن يتغير في قضية فلسطين