جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-25@04:02:37 GMT

كيف ترد بذكاء؟

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

كيف ترد بذكاء؟

 

 

 

جابر حسين العُماني **

jaber.alomani14@gmail.com

 

يعد فن الرد من المهارات التربوية الأساسية التي ينبغي على الآباء والأمهات الاهتمام بتعليمها لأبنائهم، وذلك لتهيئتهم على التواصل المباشر مع الآخرين بما يتوافق مع شخصياتهم، وسمو أخلاقهم، ومكانتهم الاجتماعية في الأسرة والمجتمع، وفن الرد هو مهارة تحتاج إلى سرعة البديهة والذكاء عند إطلاق الرد، كما تحتاج إلى القدرة الكافية على اختيار أفضل الكلمات المناسبة وأعذبها.

هناك العديد من الأساليب التي من الممكن تعلمها، وهي في حد ذاتها تساعد على تحسين الرد وتقديمه للآخرين بأجمل حلة وصورة، بلا تلعثم أو تردد أو خجل، فما هي الأساليب النافعة والفعالة لتحسين مهارة فن الرد؟

أولًا: كن مستمعا جيدًا قبل اتخاذ قرار الرد، وذلك يتطلب منك فهم من يتحدث معك، وهو أسلوب يساعدك كثيرًا على إبراز وتقديم أفضل الردود بذكاء ودقة وفطنة. ثانيًا: عليك بالانتظار قليلًا قبل إطلاق الكلام، وبعبارة أخرى، حاول أن تتجنب التسرع في الرد على حديث الآخرين، خذ وقتا قصيرًا جدا للتفكير في نوعية الرد المؤثر والمقنع والحكيم الذي ينبغي عليك أن تقدمه مع من يتحدثون معك. ثالثًا: اختر كلماتك التي تريد إطلاقها للآخرين بعناية فائقة، وجعلها لطيفة وجميلة ومريحة وحفظها جيدًا حتى تستطيع تقديم رد واضح للجميع ومقبول ومؤثر وملفت بلا تعقيد أو تصعيب. رابعًا: تحكّم بنبرة صوتك أثناء الرد، فلا تجعلها عالية فتؤذي، ولا خافتة فلا تُسمع، بل اجعلها لطيفة مسموعة مفهومة بشكل لائق تعكس من خلالها مدى أخلاقك وذوقك الرفيع. خامسًا: كن دبلوماسيا في ردك فأنت بحاجة ماسة أحيانا إلى تجاهل الرد والاكتفاء بالصمت لتفادي التصعيد والمواجهة، خصوصا مع من يمارسون الاستفزاز، والصمت يكون في كثير من الأحيان من أفضل الردود وأحسنها وهو في حد ذاته انتصار، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (الفرقان: 63). وقال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: "مَنْ كٰانَ يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَاَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ". سادسًا: إذا كان من يتحدث معك يستخدم أسلوبا معينا خاصا به فينصح في كثير من الأحيان بالرد بنفس الأسلوب، على أن يكون الرد مبنيا على اللياقة اللغوية، والقوة التعبيرية بما يتناسب مع المقام. سابعًا: إذا كنت تريد أن يكون ردك أكثر إقناعا وحكمة ودراية عليك باستخدام الأمثلة والحجج والبراهين التي من خلالها تدعم موقفك وكلامك مع الآخرين. قال تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111]. ثامنًا: ركز على عنصر الابتسامة والبشاشة، أصحبهما معك في كل ردودك مع الآخرين، وذلك لأهميتهما في إبداء الرد الأجمل والأفضل، وهما في حد ذاتهما يلعبان دورا هاما في تخفيف حدة الحوار وتقريب وجهات النظر مع الآخرين، كما يجعلان الآخرين يتقبلون كلامك وحوارك بأريحية دون أي تكلف. تاسعًا: توظيف لغة الجسد أثناء الرد فلغة الإشارة الجسدية وتعبير الوجه والإيماءات لها دورها الفاعل في إعطاء الرد رونقه الأجمل والأفضل. عاشرًا: الثقة بالنفس أثناء الرد، ويتجلى ذلك في عدم التسرع بالرد إلا بعد التأكد من المعلومات التي يراد طرحها وتوضيحها للجميع.

أخيرًا.. على الإنسان أن يدرك أن الله تعالى أعطاه لسانا ناطقا وميزه به من بين مخلوقاته بهدف تشكيل الكلمات الطيبة والعذبة التي من خلالها يستطيع إثبات إنسانيته وشخصيته وأخلاقه وقيمه ومبادئه لذا عليه ألا يتحدث به إلا بما يرضي الله تعالى لا ما يرضي به شيطانه، وقد قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب: "تَكَلّمُوا تُعْرَفُوا، فَإنّ المَرْءَ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ".

** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رمضان موسم الطاعات ومفتاح الفضل

 

تظللنا في هذه الأيام نفحات ربانية إيمانية عظيمة تحمل إلينا الرحمات والبركات والخيرات والذكريات العطرة المباركة، إنه شهر رمضان موسم الطاعات ومفتاح الفضل والذي يأخذ بأيدينا إلى أبواب النعيم ورضا الله عز وجل .

شهر نتنسم فيه معاني الصيام والقيام والقرآن والتقرب إلى الله، شهر تَتَروض فيه النفوس وتتأهب فيه القلوب.

شهر رمضان المبارك خير الشهور وهو شهر العبادة وتجديد الإيمان وزيادة التقى وهو شهر الصلاة وقراءة القرآن الكريم لهذا فإنّ المسلم يستغل هذا الشهر الفضيل في زيادة حسناته وتثقيل موازينه لنيل رضى الله تعالى، والخاسر حقًا هو الذي يفوته هذا الشهر دون أن يُجدد الإيمان في قلبه.

شهر رمضان المبارك شهر الصبر واستجابة الدعوات، فالمسلم عندما يمتنع عن تناول الطعام والشراب الذي يشتهيه فإنما يصبر عنها ويتعلّم كيف يشعر مع الفقراء ويؤدي فريضة عظيمة فيها الكثير من معاني الخير.

في شهر رمضان المبارك يؤدي المسلمون ركنًا من أركان الإسلام وهو الصيام وهو الركن الرابع منها وهذا يعني أنّ من لا يصوم شهر رمضان فإنّ إسلامه ليس كاملًا.

والصيام لا يكون فقط بالامتناع عن الطعام والشراب والشهوات وإنما يكون بصيانة حرمات الله تعالى والبعد عن كلّ ما يُنقض الصيام ومن الكبائر التي حرمها الله على عباده هي أكل مال اليتامى، فتلك معصية لأوامر الله بأخذ حقوق اليتامي بأي شكل من الأشكال ولنجعل هذا الشهر شهر تصفية من الذنوب والاثام.

فقد ميز الله تعالى شهر رمضان عن سائر الشهور بأن جعل فيه ليلة عظيمة هي أعظم ليلة على الإطلاق ألا وهي ليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم على النبي عليه الصلاة والسلام وهي ليلة خير من ألف شهر .

ومِنْ أعظم ما نستقبل به شهر رمضان أن نستشعر عطاء الله ومِنَّته تعالى علينا ببلوغه مع الفرح به والإلحاح على الله تعالى بأن يجعلنا فيه من الفائزين المعانين المسددين المقبولين، لا سيما ونحن نعيش ايام العشر الأواخر من رمضان المبارك .

ولا زالت أمتنا في متاهات الشتات تتفرج على غزة وأبنائها تحت القصف الاسرائيلي ويموتون جوعا من شدة الحصار.. فقد أصبحت أيامهم كلها صياماً ابتغاء مرضاة الله حتى يأتيهم الفرج القريب والنصر الموعود .

وهنا نجد الدعوة لازمة للجميع ونلح على الله تعالى بهذا الدعاء : «اللهمَّ أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»، ونكثر من الدعاء والاستغفار في هذه الليالي المباركة ليالي العشر الأواخر، فلعل ليلة القدر تفتح لك ذراعيها بالفوز العظيم.. وحتى نتقوى على العبادات في هذه الأيام المباركة لنيل الرحمات من المولى عز وجل في قراءة كتاب الله بإمعان وتدبر فتلك عبادة ربانية بين العبد وربه، فعبودية الذكر وتلاوة القرآن الكريم أعظم معين لك وأغلى من الدنيا وما فيها وهي لك بمثابة القوة لتحمل المشاق وتهبك قوة في البدن وحياة في القلب ونشاطاً في الروح، فكيف لو كان هذا الذكر في هذه الأيام والليالي المباركة وتخالطه معانٍ عظيمة وهو الافتقار إلى الله وطلب العون منه سبحانه وتعالى.

 

 

مقالات مشابهة

  • آداب سماع القرآن الكريم.. عليك بهذه الأمور لتنال الأجر العظيم
  • ليلة 25 رمضان .. إزاي تعرف إن ليلة القدر نزلت عليك؟.. 10 علامات تدلك
  • عون: لبنان دفع ثمن الخلافات الداخلية كثيرًا
  • ضبط مفحطين عرضوا حياة الآخرين للخطر
  • سياسي أنصار الله يندد بالتصعيد الصهيوني في لبنان وغزة ويؤكد على ضرورة الرد
  • شيخ الأزهر يُحذَّر من التفسير الماديِّ للقُرب الإلهي
  • رمضان موسم الطاعات ومفتاح الفضل
  • سياسي أنصار الله: تصعيد العدوان الصهيوني على لبنان وسوريا وغزة يؤكد ضرورة الرد
  • رمضان شهر التوبة
  • دعاء صلاة التهجد .. اغتنمه ففيه خير كثير