◄ استعراض مراحل إطلاق الهوية الترويجية لعُمان لتعزيز مكانتها الدولية

◄ المطيري: من الضروري تطوير تجارب سياحية مبتكرة لتعزيز تنافسية القطاع

◄ البديوي: القطاع السياحي في المنطقة يشهد تحولا نوعيا نحو مستقبل مزدهر

◄ تنظيم فعالية سياحية خليجية مشتركة العام المقبل على هامش منتدى الاقتصاد العالمي بدافوس

الكويت - مدرين المكتومية

اختتمت، الاثنين، أعمال الاجتماع التاسع لأصحاب المعالي والسعادة الوزراء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث ترأس وفد سلطنة عُمان المشارك في الاجتماع معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة.

وفي بداية الاجتماع، ألقى عبدالرحمن المطيري وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب بدولة الكويت، كلمة أكد فيها أهمية تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى لتعزيز قطاع السياحة، خاصة في ظل المتغيرات العالمية والتحديات التي تواجه هذا القطاع الحيوي.

وأضاف: "السياحة لم تعد مجرد نشاط اقتصادي، بل أصبحت ركيزة أساسية في التنمية المستدامة، وجسرًا للتواصل بين الثقافات وتعزيز التقارب بين الشعوب، كما باتت السياحة أداة فعالة لدعم الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، وهو ما يجعل الاستثمار في هذا القطاع ضرورة ملحة، ومع تطور التقنيات الرقمية والتغيرات في تفضيلات المسافرين، أصبح من الضروري تطوير تجارب سياحية مبتكرة تعزز من تنافسية القطاع وتجعله أكثر جذبًا للسياح، سواء من داخل المنطقة أو خارجها،  وإن تبني استراتيجيات التحول الرقمي، وتوفير بيئة داعمة للاستثمار في السياحة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، تعد جميعها عوامل مساهمة في ازدهار السياحة الخليجية.

وأشار المطيري إلى أن الدول الخليجية تمتلك مقومات سياحية غنية ومتنوعة، تجمع بين التراث الأصيل والموروث الثقافي العريق، إلى جانب البيئة الطبيعية الفريدة، والبنية الأساسية المتطورة، مبينا: "من المعالم التاريخية العريقة إلى الوجهات السياحية الفاخرة، تملك دول الخليج القدرة على استقطاب السياح من مختلف أنحاء العالم، وما يدعونا للفخر والاعتزاز ما قامت به دولنا الخليجية باستضافة وتنظيم العديد من الفعاليات الإقليمية والقارية والعالمية بمستوى إبداعي يليق بسمعة ومكانة الخليج العربي، والتي كانت بالأمس القريب محط أنظار العالم من خلال التميز في الاستضافة والتنظيم، ونحن مقبلون على استضافات وفعاليات قارية وعالمية، ونتطلع إلى المزيد من النجاح والتميز خلال الفترة القادمة وإعطاء صورة مُشرفة للسياحة الخليجية والعربية والمستقبل الخليجي".

وتابع المطيري قائلا: "نحن مطالبون بوضع سياسات واستراتيجيات موحدة تعزز من التعاون السياحي الخليجي وتحقق الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة، فالتخطيط المشترك والترويج المتكامل للوجهات الخليجية كمنظومة سياحية واحدة سيسهم في تعزيز مكانة الخليج على الخريطة السياحية العالمية، كما أن تطوير برامج سياحية مستدامة تأخذ في الاعتبار الحفاظ على البيئة والهوية الثقافية، وتعزز من دور المجتمعات المحلية في التنمية السياحية، هو أمر ضروري لضمان استدامة هذا القطاع، فالسياحة ليست مجرد صناعة، بل هي عامل أساسي في بناء المجتمعات وتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي بين الشعوب".

وفي السياق، أكد معالي جاسم بن محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دول الخليج حققت إنجازات بارزة تعزز مكانتها على الساحة الدولية، مهنئا دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة مدينة العين التي استحقت اختيارها عاصمة للسياحة الخليجية لعام 2025، ويؤكد مكانتها كواحة تجمع بين عراقة التاريخ وجمال الطبيعة، ويعزز حضورها كوجهة سياحية متميزة في المنطقة، كما قدم التهنئة على تجديد عضوية الإمارات  في المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة من 2025 حتى 2029، ولمملكة البحرين عاصمة السياحة الخليجية لعام 2024م، إذ أسهمت الفعاليات المتميزة التي نظمتها العاصمة في زيادة عدد السياح بنسبة 18.5% مقارنة بعام 2023، مما يعكس التأثير الإيجابي لهذه المبادرات على قطاع السياحة.

وأكد البديوي أن هذا اللقاء الأخوي "يجسد أسمى معاني التعاون والتكامل" بين دول الخليج، معربًا في هذا السياق عن تهنئته لصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، ومشيدًا بتوجيهات سموه ودعمه اللامحدود لمسيرة العمل الخليجي المشترك. وهنأ البديوي دولة الكويت بمناسبة الذكرى الـ64 لعيد الاستقلال والذكرى الـ34 ليوم التحرير، وبالنجاح الباهر الذي حققته في استضافة كأس الخليج 26.

كما هنأ البديوي المملكة العربية السعودية على فوزها باستضافة كأس العالم 2034م، والذي يعكس التميز الكبير في مجالي الرياضة والبنية الأساسية، ويؤكد قدرة المملكة على تنظيم أكبر الفعاليات الرياضية العالمية باحترافية وتميّز.

وتوجه البديوي بالتهنئة إلى سلطنة عُمان بمناسبة إطلاق الهوية الترويجية الموحدة للسلطنة، والتي ستسهم في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية واستثمارية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وهنأ قطر على النجاح الكبير في استضافة الاجتماع الـ51 للجنة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للشرق الأوسط، إضافة إلى مؤتمر "السياحة الرياضية وصناعة السياحة بعد كأس العالم".

وقال البديوي: "إن الإنجازات المتتالية لأصحاب المعالي والسعادة تفوق ما يمكن أن تعبر عنه الكلمات، وتؤكد التزام دولنا بالعمل المشترك لتحقيق مستقبل مزدهر لقطاع السياحة في منطقتنا، إذ إن القطاع السياحي في دول مجلس التعاون بات يشهد تحولاً نوعيًا، بفضل التوجيهات السامية لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله ورعاهم- ثم بفضل جهود أصحاب المعالي والسعادة، فالإحصائيات السياحية تشير إلى أرقام وحقائق تبعث بنا نحن أبناء مجلس التعاون بالفخر والسعادة".

واستعرض البديوي إحصائيات قطاع السياحة وهي كالتالي: بلغ إجمالي عدد السياح الدوليين القادمين إلى دول المجلس 68.1 مليون سائح حتى عام 2023، بمعدل نمو قدره 42.8% مقارنة بعام 2019، محققةً بذلك نسبة 52.9% من المستهدفات الخليجية لعام 2030م، وبلغت قيمة العائدات من السياحة 110.4 مليار دولار للعام 2023م، بمعدل نمو 28.2% مقارنة بعام 2019، لتسجل دول المجلس بذلك قفزات نوعية فاقت كل التوقعات، من خلال تحقيقها لـ58.7% من مستهدف 2030 والبالغ 188 مليار دولار، كما بلغت الحصة السوقية لدول الخليج 5.2% من السياحة العالمية، و7.2% من العائدات السياحية الدولية، مما يرسّخ مكانتها كمحور رئيسي في المشهد السياحي العالمي وعلى مستوى القيمة المضافة للناتج المحلي، وحقق القطاع السياحي مساهمة اقتصادية بارزة بلغت 223.4 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولنا، مع معدل نمو سنوي لافت قدره 29.4% بين عامي 2022 و2023، وأخيرا أضاف القطاع السياحي 1.5 مليون وظيفة خلال العام 2023، بمعدل نمو 17% مقارنة بعام 2020".

واختتم البديوي كلمته قائلا: "أصحاب المعالي والسعادة، إن جدول أعمال اجتماعكم يتضمن العديد من المواضيع، والتي تخص مشاريع تنفيذ الاستراتيجية الخليجية للسياحة (2023-2030)، ومشاريع مستقبلية في الترويج المشترك، والسياسات الموحدة، في انتظار توجيهاتكم الكريمة حيالها، كما أتقدم إليكم أصحاب المعالي والسعادة بخالص الشكر والتقدير على دعمكم وموافقتكم على فكرة الأمانة العامة الرامية إلى إقامة فعالية سياحية خليجية مشتركة، التي سيتم تنظيمها على هامش منتدى الاقتصاد العالمي في مدينة دافوس خلال العام القادم، لتعزيز وإبراز جهود دولنا في مجال السياحة عالميا، وما وصلت إليه من مكانة عالمية في هذا المجال".

وشهد الاجتماع، تقديم عرض مرئي لـ"إطلاق استراتيجية الهوية الترويجية لسلطنة عُمان" والذي يشرح بدايات المشروع ومراحل تطوره؛ حيث تهدف إلى ترسيخ الصورة الذهنية الإيجابية عن السلطنة وتعزيز مكانتها كوجهة اقتصادية واجتماعية وسياحية جاذبة محليًا وإقليميًا وعالميًا؛ حيث استغرق المشروع أكثر من عام، وشهد مشاركة واسعة من مختلف الجهات الحكومية والخاصة وإشراك المجتمع أيضًا.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

المنظمة العربية للسياحة توصي بإرساء مبدأ السياحة للجميع

أنهت المنظمة العربية للسياحة مشاركتها في أعمال المؤتمر الدولي الأول للأكاديميين والمهنيين في السياحة والضيافة تحت عنوان: "السياحة في سلطنة عُمان: رؤى وممارسات وطنية وعالمية" الذي أقيم في بمجمع السُّلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة باستضافة من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة الذي انطلق برعاية الدكتور أحمد بن محسن الغساني رئيس بلدية ظفار.

وأوضح المتحدث الاعلامي الرسمي للمنظمة الدكتور وليد علي الحناوي بأن المنظمة قد شاركت بالجلسة الرئيسية انطلاقاً من أهدافها في تنمية وتطوير العنصر البشري العامل في مجال السياحة حيث هدف المؤتمر  إلى استعراض أحدث الاتجاهات والممارسات في قطاع السياحة والضيافة.

تابع قائلا: انه تم مناقشة التجارب الوطنية والعالمية بمشاركة عدد من المتحدثين والخبراء يمثلون 15 دولة حيث تضمنت فعاليات المؤتمر حلقات عمل متخصصة ومعرضًا مصاحبًا ضم 25 جهة حكوميّة وخاصّة ومؤسسات التعليم العالي والعديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المهتمة بهذه الصناعة الكبرى إلى جانب مشاركة ثلاث مؤسسات تعليمية في المسابقة الطلابية لتعزيز التعاون بين الأكاديميين والمهنيين في قطاع السياحة، والتركيز على الفرص والتحديات التي تواجه القطاع .


واضح الحناوي بأن الجلسة الافتتاحية بدأت بكلمة للدكتور أحمد بن علي الشحري مساعد رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة أشار فيها إلى التزام الجامعة من خلال تنظيم المؤتمر بتعزيز البحث العلمي والتطوير في قطاع السياحة والضيافة، انطلاقا من دورها في ربط المعرفة الأكاديمية بالممارسات العملية، والمساهمة في تحقيق رؤية "عُمان 2040" التي تجعل من السياحة إحدى ركائز التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة. 

اشار إلى أن السياحة أصبحت قطاعًا تنافسيًّا يتطلب الابتكار والتطوير المستمر نحو تحسين جودة السياحة والضيافة؛ لذلك فإن المؤتمر سيناقش محاور جوهرية تشمل الاستدامة السياحية، ودور التكنولوجيا في تحسين تجربة السياح، وفرص الاستثمار الاستراتيجي في هذا القطاعِ الحيوي، كما يسعى إلى تعزيز فهم أعمق للتحديات والفرص التي تواجه السياحة في سلطنة عُمان، وطرح رؤى علمية تدعمُ صناع القرار في صياغة السياساتِ والاستراتيجيات الفاعلة.
كما تحدث الدكتور علي بن سعيد عكعاك رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر مشيرا لأهميته تعزيز التبادل المعرفي والخبرات بين المشاركين في قطاع السياحة والضيافة حول موضوعات متعدّدة تشمل الاستثمار السياحي، وحوكمة الوجهة السياحية، والاستدامة في الأعمال السياحية، بالإضافة إلى استراتيجيات التسويق السياحي، والضيافة، وتطوير التعليم والتدريب لمواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي.
وقال الحناوي بأن المنظمة العربية للسياحة قدمت في الجلسة الافتتاحية الرئيسية اخر الأرقام والاحصاءات السياحية العربية وأهم نتائج الدول العربية عالميا واقليميا وترتيبها على المستوى العالمي وايضا قدمت ورقة عمل في الجلسة الثانية تتعلق بشمولية المقاصد السياحية العصرية وأهمية ربطها بالإعلام الرقمي الجديد لتعميمها على مستوى الوطن العربي لتكن مقاصدنا السياحية العربية محطة للسياحة العالمية .


مشيرا بأن المؤتمر صدرت عنه عدة توصيات تمثلت في اهمية تطوير المناهج والبرامج التعليمية والتدريبية، مما يعزز دور الكوادر العمانية وخبرتهم في تنمية قطاع السياحة والضيافة في سلطنة عمان، وتحسين البنية التحتية في المناطق ذات الجذب السياحي (الريفية) من خلال توفير مرافق متكاملة وتطويرها، بحيث تضمن تجربة سياحية مريحة وجاذبة للزوار بمختلف احتياجاتهم تحقيقا لمبدأ السياحة للجميع .

اضاف إلي ان مراجعة التشريعات والسياسات بما يتماشى مع التوجه العالمي نحو المزيد من حوكمة الوجهات السياحية من خلال إشراك أصحاب المصلحة؛ مما يضمن تنمية مستدامة في دعم القطاع السياحي في سلطنة عمان، تطوير استراتيجيات تسويق ابتكاري بالاستفادة من تجارب مقارنة مع وجهات سياحية ناجحة، مشابهة لسلطنة عمان من حيث الطابع الثقافي والتراثي والطبيعي.

ضاربا المثل بصناعة الأفلام، واستضافة المهرجانات العالمية وغيرها، والاستفادة من تجارب الدول والمنظمات المتخصصة وخبراتها؛ بهدف تحقيق أهداف الخطة الاستراتيجية الوطنية التي تتماشى مع "رؤية عمان 2040"؛ لتطوير قطاع السياحة في سلطنة عمان.

 كما شدد المشاركون على أهمية جذب وتعزيز الاستثمارات والمشاريع السياحية المحلية والإقليمية والعالمية المستدامة في مختلف مناطق سلطنة عمان وتعزيز جاذبية السلطنة كوجهة سياحة متفردة من خلال استقطاب خطوط طيران إقليمية وعالمية تربط سلطنة عمان بالعالم، والعمل على تشجيع الجمعيات الأهلية ورواد الأعمال والأسر المنتجة في الانخراط مع مختلف المشاريع السياحية، مما يعزز مشاركة المجتمع المحلي في القطاع السياحي.

كما حرص المشاركون في المؤتمر على تطبيق المعايير العالمية للاستدامة: Global Sustainable Tourism Council وGreen Destinations في المشاريع والبرامج والخدمات والمنتجات السياحية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير الخدمات والمنتجات السياحية.


الجدير بالذكر فقد أكدت المنظمة في ختام المؤتمر بأن العالم العربي رغم الأحداث الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة خلال هذه الفترة فأن السياحة العربية تقود قاطرة هذه الصناعة الكبرى عالميا  حيث حققت نسبة نمو لإعداد السائحين بنهاية عام ٢٠٢٤ وصلت الي ١٣٢% محققة المركز الأول عالميا .

مقالات مشابهة

  • المنظمة العربية للسياحة توصي بإرساء مبدأ السياحة للجميع
  • السياحة الخليجية.. نمو وتكامل
  • إنشاء مجلس تنسيق سباقات الخيل «الخليجية» برئاسة الإمارات
  • رئيس وزراء كرواتيا: نسعى لتعزيز العلاقات مع مصر في مجال السياحة
  • وزير السياحة يشارك في الاجتماع التاسع للوزراء المسؤولين عن السياحة بدول مجلس التعاون
  • وزير السياحة يشارك في الاجتماع التاسع لوزراء السياحة بدول مجلس التعاون
  • الإمارات تشارك في الاجتماع التاسع لوزراء السياحة بدول الخليج في الكويت
  • الإمارات تؤكد أهمية دعم الجهود لتعزيز التكامل للسياحة الخليجية
  • وزراء السياحة بدول مجلس التعاون الخليجي يزورون معرض (جاردينيا) ويحضرون العرض المسرحي التاريخي (محيط الأرض)