مدينة أمريكية مهددة بالغرق في قلب المحيط.. فناؤها مسألة وقت
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
ما هي إلا مسألة وقت وتتحول مدينة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا إلى أنقاض تحت الماء، فالمنطقة التي اشتهرت بأزمات مثل المخدرات وموجة الجرائم وحروب العصابات، تضيف الآن حقيقة غرقها ببطء في المحيط الهادئ إلى قائمة مشكلاتها، بعد أن كشفت دراسة حديثة لحركة الأرض نشرتها وكالة ناسا أن العديد من المناطق على طول الساحل الشمالي لكاليفورنيا، بما في ذلك مدينة الخليج سان فرانسيسكو التي تعاني من الجريمة، سوف تغرق بسبب عوامل طبيعية وأخرى من صنع الإنسان.
مارين جوفورسين، عالم الاستشعار عن بُعد في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، قال عن غرق مدينة فرانسيسكو: «في العديد من أجزاء العالم، مثل الأرض المستصلحة تحت سان فرانسيسكو، تتحرك الأرض إلى الأسفل بسرعة أكبر من ارتفاع البحر نفسه»، ورغم أن الانخفاض المستمر في مستوى الأرض على طول الساحل الغربي لا يتجاوز بضعة بوصات سنوياً، إلا أنه قد يشكل أهمية بالغة لمستقبل المدينة، وفق «ديلي ميل».
وبحسب الدراسة تهدد التغيرات الجيولوجية التي لاحظها الباحثون في وكالة ناسا بزيادة مخاطر الفيضانات المحلية والتعرض للأمواج وتسلل المياه المالحة في السنوات المقبلة، وهذا خبر سيئ للمدينة التي تعاني بالفعل من مجموعة من المشكلات الأخرى التي تحتاج إلى معالجتها.
مناطق أخرى مهددة بالغرقوأظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من مختبر وكالة ناسا في جنوب كاليفورنيا، أن أجزاء من وادي كاليفورنيا المركزي، بما في ذلك مناطق في سان رافائيل، وكورتي ماديرا، وجزيرة باي فارم، تهبط بمعدل ثابت يزيد عن 0.4 بوصة سنويا، ومن المرجح أن يكون الغرق التدريجي، أو الهبوط، نتيجة لضغط الرواسب، وهي عملية جيولوجية يتم فيها دفع جزيئات الرواسب إلى بعضها البعض، ما يقلل المساحة بينها، كما يمكن أن يشكِّل ضغط الرواسب تعقيدات للمناطق الحضرية لأنه يقلل بشكل كبير من قدرة التربة على امتصاص الماء، ما يؤدي إلى زيادة الجريان السطحي والفيضانات المحتملة وضعف نمو النباتات.
ونتيجة لذلك، قد تشهد مستويات سطح البحر المحلية ارتفاعا يزيد عن 17 بوصة بحلول عام 2050 في المناطق المنخفضة - وهو أكثر من ضعف التقدير الإقليمي البالغ 7.4 بوصة، وفقا للدراسة، وعلى طول التضاريس الساحلية الوعرة بما في ذلك مناطق مثل جبال بيج سور أسفل سان فرانسيسكو وشبه جزيرة بالوس فيرديس في لوس أنجلوس، تمكَّن الباحثون من تحديد مناطق الحركة الهبوطية المرتبطة بالانهيارات الأرضية البطيئة الحركة، كما اكتشف الباحثون في شمال كاليفورنيا اتجاهات نحو الغرق في الأراضي الرطبة والبحيرات الضحلة المحيطة بخليجي سان فرانسيسكو ومونتيري.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سان فرانسيسكو وكالة ناسا كاليفورنيا سان فرانسیسکو
إقرأ أيضاً:
القمر أم المريخ؟ صراع الأولويات يشتعل داخل أروقة ناسا
في جلسة استماع دورية، مثل رائد الأعمال وقائد المهمات الفضائية جاريد إيزاكمان يوم الأربعاء الماضي أمام لجنة العلوم والنقل التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، بوصفه مرشح الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لتولي إدارة وكالة الفضاء ناسا.
وقد حملت الجلسة في طياتها العديد من الأسئلة المهمة والنقاش الساخن بشأن صلة إيزاكمان برائد الأعمال إيلون ماسك، ومدى التزامه بأولوية برنامج "أرتيمس" للهبوط على سطح القمر، في ظل ما يبدو أنه توجه رئاسي متزايد نحو استعمار كوكب المريخ.
ورغم نفي إيزاكمان وجود أي تواصل مع ماسك بشأن إدارة ناسا، فقد امتنع عن الإجابة عندما سئل عما إذا كان ماسك حاضرا لحظة عرض الرئيس ترامب عليه المنصب، وهو ما أثار تساؤلات عن مدى استقلاليته في إدارة وكالة تعتمد في كثير من مشاريعها على مقاولات "سبيس إكس"، الشركة التي أسسها ماسك وتُعد حاليا أكبر شريك تجاري للوكالة.
وفي قلب الحديث الدائر، برز مصير برنامج أرتميس، الذي أُطلق في عهد ترامب في فترته الرئاسية الأولى قبل نحو 8 سنوات، ويهدف إلى إعادة الولايات المتحدة إلى سطح القمر خلال هذا العقد.
وقد شدد السيناتور الجمهوري تيد كروز، ممثل ولاية تكساس التي تضم مركز جونسون للفضاء، على خطورة التراخي في هذا المسار، قائلا إن "التخلي عن القمر لصالح الصين الشيوعية سيكون خطأ كارثيا في سباق الفضاء".
ويأتي استهداف المريخ كوجهة للاستكشاف بمركبات مخصصة لرواد الفضاء بمثابة تحد تقني ومالي يفوق القدرات الحالية والمخصصة لاستكشاف القمر، ذلك لأن المريخ يتمتع ببيئة ديناميكية متقلبة وشديدة على عكس القمر الذي يعمّه السكون والهدوء أغلب الأوقات، مما يجعل مهمة الكوكب الأحمر أصعب وأعقد بكثير، فضلا عن المسافات الشاسعة وصعوبة الوصول.
إعلانلكن ثمة علاقة فريدة تجمع بين ماسك وترامب، بالنظر إلى حجم التعزيزات من خلال الدعم العلني للرئيس المنتخب وتقديم تبرع سخي لحملته. العلاقة التي يفسرها البعض بأنها ستصب في مصلحة الصناعات الفضائية، يمكن أن تكون السبب في تخطي هذه التحديات.
وقد علق أحد المستشارين والمختصين في صناعة الفضاء دوغ لوفيرو بأن هذه الخطوة قد تمهد لخطط أكثر واقعية وجدية نحو احتلال المريخ، إذ من المتوقع أن يندرج المريخ ضمن الأهداف الإستراتيجية على المدى القريب، لا سيما أن ترامب سبق أن أشار إلى أن مشروع القمر يمثل نقطة انطلاق نحو المريخ.
ويعتقد المحللون أن إدارة ترامب تفضل عقد شراكات ثابتة مع شركات خاصة مثل سبيس إكس، بحيث تتحمل هذه الشركات جزءا كبيرا من المسؤولية المالية، وذلك لتخفيف الضغوط على ميزانية مشروع أرتميس.
كما أن ماسك يطمح إلى التحرر من بعض القيود التنظيمية التي تفرضها الحكومة الأميركية على الرحلات الفضائية التجارية، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في مكتب الفضاء التجاري التابع لإدارة الطيران الفدرالية، الذي كان يشكل دائما تحديا أمام تطوير نظام الإقلاع الفضائي "ستارشيب" التابع لسبيس إكس، كما قد سبق أن عُلّقت رحلات صاروخ "فالكون 9" التابع لسبيس إكس هذا العام في عدة مناسبات بسبب بعض الأعطاب.
وبينما تتصاعد التساؤلات بشأن أولوية القمر مقابل المريخ، حاول إيزاكمان تبديد المخاوف بقوله إن ناسا قادرة على المضي قدما في المهمتين معا. إلا أن مواقفه السابقة من "نظام الإطلاق الفضائي"، وهو الصاروخ المخوّل لبرنامج أرتميس، لا تزال تُلقي بظلالها على موقفه، لا سيما بعد وصفه للمشروع بـ"باهظ التكاليف إلى حد غير معقول".
ومع ذلك، أوضح خلال الجلسة أنه "أفضل وأسرع وسيلة متاحة حاليا" لإيصال طاقم "أرتميس 2" إلى القمر.
إعلانوفي سياق متصل، أثيرت تساؤلات عن العلاقة المتشابكة بين ناسا وشركة سبيس إكس، التي تحظى بعقود تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار لتأمين النقل الفضائي للرواد وبناء مركبة الهبوط القمرية.
وأكد إيزاكمان أن "الولاء يجب أن يكون لناسا، لا للمقاولين"، مشددا على أن "سبيس إكس تعمل لصالح الوكالة، وليس العكس"، في إشارة إلى أهمية الحفاظ على التوازن بين الاعتماد على القطاع الخاص وضمان استقلالية القرار الفضائي الأميركي.
ومن بين المواضيع التي فجّرت خلافا ضمنيا بين إيزاكمان وماسك، كان مصير محطة الفضاء الدولية، إذ دعا ماسك إلى إنهاء مهامها بحلول عام 2027، قبل موعدها المحدد بـ3 سنوات. غير أن إيزاكمان عبّر عن رفضه لهذا المقترح، معتبرا أنه "لا مبرر لتغيير خطة إنهاء الخدمة في 2030″، في ظل نية ناسا استبدال المحطة بمحطات فضائية خاصة في العقد المقبل.
ورغم افتقاده إلى الخلفية السياسية التي ميزت قادة ناسا السابقين، يرى إيزاكمان أن تجربته في ريادة الأعمال وقيادة المهمات الفضائية تمنحه زاوية نظر مختلفة قد تفيد الوكالة في مرحلة التحول الراهنة. وقد حظي ترشيحه بدعم تحالف صناعي يضم أكثر من 85 شركة فضائية، إضافة إلى تأييد 28 رائد فضاء سابقا.
وإن تأكد تعيينه، فإن إيزاكمان سيكون أول مدير للوكالة يأتي من خلفية تجارية بحتة، في لحظة فارقة قد تعيد تشكيل ملامح الوكالة في عصر تتقاطع فيه الطموحات السياسية مع متغيرات السوق الفضائي المتسارع.