معتصم أقرع: حكومة موازية لغسيل الأموال
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أستطيع أن أخمن هدفين محتملين من إنشاء حكومة موازية:
الأول هو تهديد الجميع بتقسيم البلاد وخلق مجالاً للابتزاز السياسي وتوفير مساحة للحلفاء الآخرين للمناورة والظهور بمظهر الجماعة العاقلة، المعتدلة، الحادبة علي مصلحة الوطن.
الهدف الثاني، وهو الأهم، هو أن توفر الحكومة الموازية قناة لغسيل الأموال والدعم الدبلوماسي الخارجي للجنجويد.
من الواضح أن الإدانة الدولية للجنجويد قد ألحقت بهم تكلفة باهظة، وخاصة الإدانات من قبل الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية الرائدة ووسائل الإعلام الغربية.
هذه الإدانات التي اتهمت الجنجويد بالتطهير العرقي وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية جعلت دعم الجنجويد محرجًا ومحفوفًا بالمخاطر بالنسبة للممولين الأجانب وموفرى السلاح. بالإضافة إلى تلويث سمعة داعمي الجنجويد، فإن الإدانات تعرضهم أيضًا لمشاكل محتملة مع القانون الدولي والمحاكم الدولية.
يمكن للداعمين الاجانب الإلتفاف حول هذه المخاطر عبر تشكيل حكومة مدنية موازية تصلح لتمرير الأموال والسلاح والدعم الدبلوماسي للجنجويد مع تقليل المخاطر بالنسبة للممولين. وبهذا المعنى، قد تتدفق الأموال والأسلحة من الخارج إلى الحكومة الموازية ومنهم إلى الجنجويد. وايضا يمكن لرؤساء ووزراء أجانب التواصل مع الحكومة الجديدة بعد أن صار التواصل مع حميدتى وجماعته عيبة.
كما يخلق هذا السيناريو احتمال انتقال أعداد كبيرة من المقاتلين من صفوف الجنجويد إلى جيش جديد تديره الحكومة الموازية ليصبح جنود الجنجا فجأة نظيفين ومحترمين بعد غسلهم في البرمة.
هذه هي الخطة، ولكن هل ستنجح؟ لا أحد يعلم، فهناك قانون العواقب غير المقصودة الأكثر فعالية في السودان، وهناك وعي الشعب السوداني وصلابته، وهناك نقص الكفاءة الشديد والغباء السياسي المركب لجميع أطراف تحالف الجنجويد. وقد يشير أخرون ربانيون إلي دور العناية الإلهية في دحر مكرهم ويستدلون بمعجزة الصمود الأسطوري للدولة والشعب السوداني قد تكالبت عليه أمم الأبالسة.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مشكلة السودان هي الكوزوفوبيا .. هي أجندة الجنجويد وأسيادهم
(الإرهاب مارسه النظام السابق وليس الشعب) .. حمدوك أمام الجمعية العامة، عندما ظن أنه يتهم النظام السابق ويلطخ “الكيزان” بالوحل، فأثبت الإرهاب على (دولة السودان) التي يمثلها لأن الخلف إذا اتهم السلف يتحمل تبعات التهمة، ويعتبر الاعتراف سيد الأدلة.
قبلها، كان سير القضية في المحكمة له اتجاه مختلف لأن السودان أثبت أنه تعاون وقدم عروضا، وشهد له بذلك الطرف الأمريكي الذي قدم له الفريق الفاتح عروة العرض الذي رفضته إدارة كلنتون، وهي بذلك تتحمل المسئولية لأن السودان تعاون، ويوجد فصل في كتاب عن هذا الأمر بعنوان Losing Bin*Ladin
لكن للأسف، المريض بالكوزوفوبيا لا يميز بين كلامه كمسئول، محسوب الكلام، أو ناشط أو “ورجغة” في مزرعة مع سكرة السلطة.
حتى الآن مشكلة السودان هي الكوزوفوبيا .. هي أجندة الجنجويد وأسيادهم، هي الشيطان الرجيم يمشي على قدمين يبحث عن حلفاء وشركاء وعملاء .. هي ما برر به الملاعين سفك الدم وهتك العرض وسرقة مدن كاملة، لذلك من يستمر في الكوزوفوبيا هو شريك الجنجويد بل هو فاعل أساسي في كل جرائمهم، وسينال عذابه في الدنيا والآخرة باذن الله تعالى.
اللهم العن دعاة الكوزوفوبيا لعنا كبيرا، وافضح كل من ينشر هذه الهواجس ويقتات عليها ويستعين بها في السياسة .. اللهم من واصل في الكوزوفوبيا اقبض على أنفاسه وازهق روحه واجعله منبوذا في التاريخ يستحي أهله من اسمه، اللهم علقه من أقدامه على الملأ عاريا ومفضوحا.
مكي المغربي
إنضم لقناة النيلين على واتساب