ضربت كوارث طبيعية العديد من دول العالم، إذ تعرضت بعض المدن لفيضانات وزلازل وبراكين وأمطار غزيرة وموجات البرد القاسية والرياح الشديدة، وتسببت في عدة كوارث وإصابات وقتلى، لتشكل إنذارا حقيقيا حول الخطر المستقبلي للطبيعة.

الولايات المتحدة.. فيضانات وطقس مضطرب

أعلن أندي بيشير، حاكم ولاية كنتاكي، مواجهة الولاية كارثة طبيعية جديدة تمثلت في فيضانات ضخمة اجتاحت الولاية، معلناً أن الفيضانات تسببت في مقتل 9 أشخاص في أنحاء الولاية، متوقعاً ارتفاع عدد القتلى، مؤكداً إنقاذ أكثر من ألف شخص حتى الآن، موضحاً أن الفيضان تسبب في انقطاع الكهرباء عن 40 ألف شخص وإغلاق 300 طريق على مستوى الولاية وخروج نظامين للصرف الصحي وتضرر آخر، مشيرا إلى ضرورة بقاء السكان في منازلهم لتسهيل عمل القوارب والمركبات والعمال في الحالات الطارئة والوصول إلى المحتاجين، محذرا من حدوث عاصفة ثلجية وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز».

وكانت موجة الطقس السيئة التي أصابت ولاية جورجيا وأدت إلى انخفاض حاد في درجات الحرارة وهطول الأمطار بغزارة ونشاط الرياح أثر سلبيا على السكان، إذ صرح سكوت باول، مسؤول خدمة الإطفاء المحلية، بمقتل شخص بالولاية، موضحاً أن سبب الوفاة هو سقوط شجرة كبيرة على منزله بسبب وفقاً لوكالة «رويترز».

ونشرت التنبؤات الجوية وجود كتلة هوائية قطبية شديدة البرودة على وسط الولايات المتحدة هذا الأسبوع، ما يُسبب موجة برد قياسية، وفقاً لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية.

وتأتي الموجات الأخيرة وسط حالة من عدم الاستقرار المناخي التي تضرب الولايات المتحدة الأمريكية كان أبرزها حرائق الغابات في ولاية كاليفورنيا عام 2025 وإعصار هيلين عام 2024.

أوروبا.. موجة زلازل وعواصف

ونقل المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين تعرض مدينة نابولي لسلسلة من الزلازل، كان أشدها بدرجة 3.9 ريختر، وتابع المعهد أن الهزة الأرضية الأكثر شدة وقعت في منطقة حقول فليغريان البركانية وهي منطقة عالية النشاط البركاني، مشيرا إلى أن الزلزال هو الثاني الذي يبلغ 3.9 درجة ويضرب المنطقة في أقل من 12 ساعة، موضحاً عدم تسجيل أي تقارير أولية عن الأضرار أو الإصابات، مؤكداً إغلاق المدارس في مدينة بوزويلو كإجراء احترازي وفقاً لوكالة الأنباء الإيطالية «أنسا».

وتعاني أوروبا في الفترة الأخيرة، من موجات كبيرة من الزلازل القوية والعواصف التي تؤدي إلى عديد من الإصابات والقتلى والتدمير للبنية مثل الزلزال اليوناني في منطقة سانتوريني وعاصفة بوريس شرق ووسط أوروبا وفيضان منطقة بروتاتي غرب فرنسا.

الهند.. زلازل منتظمة

أعلنت الشرطة الهندية تعرض العاصمة نيو دلهي لزالزال بقوة 4 درجات، معلنة أن مركز الزلزال بعمق 10 كيلو مترات فقط، مشيرة إلى اتباع حالات السلامة والاستعداد لهزات أخرى ارتدادية محتملة، معربة عن أملها في أن يكون جميع المواطنين سالمين، ونشرت رقم هاتف للضرورة والحالات الطارئة وفقاً لمنشور لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحدث زلازل منتظمة في منطقة شمال الهند بسبب التقاء الصفيحة التكتونية الهندية مع الصفيحة الأوراسية.

ويشهد العالم حالة من عدم الاستقرار المناخي في ظل المخاطر التي تواجهها الطبيعة بسبب ارتفاع الاحتباس الحراري وذوبان الجليد وانتشار التلوث البيئي الذي يهدد الحياة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الطقس الولايات المتحدة الاحتباس الحراري التلوث البيئي

إقرأ أيضاً:

ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !

صلاح المقداد

حتى وإن بدأ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب المُثير للجدل لدى الكثيرين، لا سيما أولئك الذين تنحصر نظرتهم على بعض القشور، الظاهرة رجلاً معتوهًا وكثير التخبط، ونوع من رجال السياسة الذين عدا طوره بما يصدر عنه من تصريحات وتصرفات غير مقبولة تُعبر عن الدولة الأعظم قوة في العالم ، ويعتبرونه بذلك إنسان غير مُتزن تجاوز حدود الممكن والمقبول والمعقول، ويكتفون بهذا التوصيف والتحليل لشخصية ترامب كظاهرة أمريكية قديمة جديدة وتتكرر في التاريخ بإستمرار مع اختلاف في بعض التفاصيل، فإن هذا كله لا يعني كل الحقيقة أو حتى أقل القليل منها .

وتأسيسًا على ما ترسخ في أذهان من انحصرت نظرتهم لترامب على جوانب مُعينة، فلا غرابة أن تقتصر نظرتهم لهذا الرئيس الأمريكي على الإعتقاد الخاطئ بأنه “سوبرمان زمانه وأوانه”، وهؤلاء لا يجدون غضاضة من أن يعتبروا بأن ترامب الذي تم الدفع به للبيت الأبيض تلبيةً لمتطلبات تقتضيها المرحلة، هو أول رئيس أمريكي يستطيع أن يفعل ما يشاء ومتى شاء بلا أي عائق ومانع واعتراض، وتنحصر نظرتهم للرجل عند هذا الحد فقط.

والأكثر غرابة من ذلك أن بدأ ترامب لهؤلاء الذين ينظرون إليه تلك النظرة القاصرة والمحدودة كذلك، وكأنه خارق للعادة ومُغاير لما هو مألوف ومعهود من أمريكا وديمقراطيتها الزائفة التي وصلت اليوم لأسوأ المراحل في تاريخها الأسود لأكثر من سبب يطول شرحه، ويخال لهم أن ترامب جاء بما لم يستطع أن يأتي به من سبقوه في الوصول إلى البيت الأبيض والتربع على كرسي رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .

وفي الحقيقة أن ما بناه أصحاب هذا الإعتقاد عن ترامب يُجافي أهم مضامين الحقيقة التي تُؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن ترامب لا يعدو عن كونه رجل المرحلة العُتل الصفيق بالنسبة لأمريكا ولما تحتاجه هذه الدولة الشريرة المارقة التي أشغلت العالم، وقد جاء ترامب هذا ليؤدي دوره ومهمته المحددة والمطلوبة منه ثم يمضي لحال سبيله.

فضلاً عن أن حقيقة ظاهرة ترامب التي حجبت عن الكثيرين هي ذاتها من تشير صراحةً إلى أن ترامب هذا ينتمي لعالم البزنس والمال ويمثل طبقة الإقتصاد الرأسمالي الإستغلالي الجشع وخصوصياته البرجوازية والإحتكارية بكل مساوئه.

ووفقًا لنفس الحقيقة التي تستعصي على الحجب والتغييب، فإن ترامب كظاهرة أمريكية ميكيافيلية مرحلية لا يمكن في الواقع اعتباره استثناء ومن أكثر الرؤساء الأمريكيين صرامة وقدرة على اتخاذ القرار وبأنه يمتلك كل الصلاحيات التي تخوله وتعطيه حق التصرف ليفعل ما يريد، وتصور أنه يتصرف من تلقاء نفسه بحسب رؤية البعض الضيقة واعتقادهم الخاطئ بشأن الظاهرة الترامبية هذه.

والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب الذي تم انتخابه عن الحزب الجمهوري وينتمي إلى طبقة رجال المال والأعمال، هو رجل أمريكا الذي يمثلها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، وما يصدر عنه يعبر عنها في كل الأحوال، والأهم من ذلك أنه يُؤدي مهمة وظيفية محددة ومرحلية طُلبت منه أو كُلف به، وما كان له أن يتصرف من رأسه كما يتصور البعض.

وقد أستهل ترامب فترة رئاسته الثانية بسلسلة من التصريحات الصاخبة واصدار القرارات المُثيرة للجدل التي لاقت استهجانًا وانتقادات دولية واسعة، ومنها اعلانه اعتزام ضم الولايات المتحدة، كندا وجزيرة غيرلاند وخليج بنما وأجزاء من المكسيك إليها، ورفع الرسوم الجمركية على عدد من الدول، والتهديد بإستخدام القوة في بعض القضايا والأماكن في العالم، والدعوة إلى تهجير سكان غزة وتأجيرها للولايات المتحدة وتهديد سكانها بالجحيم إن رفضوا التهجير القسري .

ولم يكتف ترامب بذلك بل وجه الدعوة مُطالبًا دول عربية واسلامية بدفع مليارات الدولارات لأمريكا نظير حماية وخلافه.

حيث طالب السعودية التي وصفها في فترة رئاسته السابقة بـ”البقرة الحلوب” بدفع خمسة ترليون دولار مقابل حماية وعقود سلاح قال أنها سددت ترليون منها قبل زيارته المرتقبة لها قريبا، وطالب دولة الكويت بالتنازل لبلاده عن نصف ايرادات نفطها لمدة 50 عاماً كنفقات خسرتها أمريكا حسب زعمه في تسعينيات القرن الماضي عند تحرير الكويت من القوات العراقية، وردت عليه الكويت بسداد إلتزامتها المالية تلك في حينه.

كما طالب البحرين خلال لقاء جمعه بولي عهدها قبل أيام بدفع الأموال لأمريكا وقال إن امتلاك دولة كالبحرين مبلغ 750 مليار دولار كثيرُ عليها وعليها دفع نصف هذا المبلغ لواشنطن نظير حماية، وطالب مصر بدفع نصف إيرادات قناة السويس للولايات المتحدة، وهذه المطالب من قبل رئيس الولايات المتحدة لدول معينة اعتبره عدد من المحللين والمراقبين بأنها نوع من الإبتزاز الرخيص والإستغلال الفج الذي تلجأ إليه واشنطن عادة وكانت تطلب تلك المطالب في السابق سراً واليوم اعلنتها وطالبت بها جهاراً بلا تحرج ولا خجل .

وما كان ترامب الذي لا يمكن مقارنته بأطنابه من رؤساء وزعماء العالم الثالث الذين يختزلون دولهم وحكوماتهم وقوانينها في شخصياتهم، كون أمريكا دولة مؤسسات وترامب مجرد موظف له صلاحيات محددة لا يتجاوزها، فيما الأمر يختلف بالنسبة لزعماء وحكام العالم الثالث الذين يمسكون بأيديهم مقاليد الأمور ويعتبرون كل شيء في بلدانهم ومصدر كل شيء وفوق كل القوانين.

وترامب الذي يثير اليوم الجدل والإهتمام وتسلط عليه الأضواء، نظراً لتصريحاته الغريبة ومواقفه الأكثر عجبا وإثارة للجدل في قضايا عدة على مستوى العالم، يمثل ظاهرة خاصة بالولايات المتحدة ويعبر عنها، وبإختصار شديد يمكن القول اجمالاً : إن ترامب بصفاقته وجرأته وحدة وقاحته وصراحته هو الرجل الذي اسقط القناع عن وجه أمريكا القبيح وكشف بما يصدر عنه حقيقتها وهذا هو التعليل الأنسب والأصدق للظاهرة الترامبية وما يترتب عليها من آثار وتداعيات.

مقالات مشابهة

  • انهيار أمريكا أصبح حتمية تاريخية
  • الأغذية العالمي يعفي ثلث موظفيه حول العالم بسبب تمويلات أمريكا المتوقفة
  • الكوارث الطبيعية والحروب وتأثيرها على عمل الإعلام في السودان
  • لست وحدك يا أهلي.. أزمة نتائج تضرب فرق المجموعة الأولى بكأس العالم
  • تقلبات جوية عنيفة تضرب السعودية.. أمطار وسيول ورياح قوية تهدد 8 مناطق
  • عاجل - حرائق واسعة تضرب رمات جان ونهر الفرات وبيت شيمش.. والسلطات الإسرائيلية تدفع بقوات حماية مدنية
  • حاكم كاليفورنيا يعلن الولاية رابع أكبر اقتصاد في العالم.. تجاوزت اليابان
  • تحذير عاجل من ولاية إسطنبول: عاصفة قوية تضرب المدينة
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • فورين بوليسي: أمريكا ستفتقد بشدة زمن الوصاية والنفوذ على أوروبا