مؤتمر يبحث مستقبل العلوم الإنسانية في عصر الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
انطلقت بالجامعة العربية المفتوحة، اليوم، أعمال المؤتمر الدولي الثاني لمستقبل العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية في ضوء الذكاء الاصطناعي وبناء الإنسان المعاصر.
رعى حفل افتتاح المؤتمر معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من سلطنة عُمان، ومملكة البحرين، والكويت، والأردن، وفلسطين، ومصر، والجزائر، والمغرب، والعراق، وبحضور أكثر من 200 خبير وباحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية.
تركز أوراق العمل على عدة محاور، حيث تناول المحور الأول القيم والأخلاق في عصر الذكاء الاصطناعي، في حين ركز المحور الثاني على الفرص والتحديات التي يطرحها الذكاء الاصطناعي للعلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية، وناقش المحور الثالث استشراف مستقبل العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية في عصر الذكاء الاصطناعي، أما المحور الرابع فناقش الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة، فيما استعرض المحور الخامس مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، وتطرق المحور السادس إلى سبل تعزيز البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي من خلال مناقشة الابتكارات الرئيسية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في تيسير عمليات البحث وتحليل البيانات، وأهمية توضيح التحديات الأخلاقية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي كذلك.
ويهدف المؤتمر إلى تقديم رؤى شاملة وتوصيات عملية تسهم في تطوير مختلف المجالات العلمية، بما يتماشى مع متطلبات الذكاء الاصطناعي، من خلال تعزيز البحث التربوي وتحسين الممارسات التعليمية وفق أحدث المستجدات التقنية.
وأوضح الدكتور محمد بن حمدان البادي، رئيس الجامعة العربية المفتوحة - مسقط، أن المؤتمر يأتي انسجامًا مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، القائمة على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مؤكدًا أن هذه التحولات تستدعي تأهيل مخرجات تعليمية تمتلك المهارات اللازمة للمشاركة بفاعلية في التطورات العلمية والحضارية التي تشهدها المرحلة القادمة.
وتطرق الدكتور حميد بن مسلم السعيدي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة إشراق للصحافة والنشر، إلى أن المؤتمر يعقد في مرحلة حاسمة تشهد تحولات حضارية جذرية يقودها الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب استجابة علمية ومجتمعية قادرة على مواكبة هذه التحولات السريعة والمستدامة.
وبيّن أن انعقاد المؤتمر يتناغم مع "رؤية عُمان 2040"، التي تضع في أولوياتها بناء الإنسان العُماني وتعزيز قدراته المستقبلية، من خلال تطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية والشرعية، بما يتناسب مع متطلبات الثورة الرقمية التي نعيشها.
وأضاف: إن المؤتمر يهدف إلى دراسة الفرص والتحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على هذه العلوم، والاستفادة من التجارب الإقليمية والدولية لرصد الإشكاليات الناجمة عن التحولات الرقمية، كما يسعى المؤتمر إلى تقديم رؤى استشرافية استراتيجية لدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في ميادين البحث العلمي، والتعليم، والتنمية، بما يضمن جاهزية المجتمعات لاستقبال العصر الرقمي المتسارع وتحقيق التنمية المستدامة.
التقنيات الحديثة
ترأست الدكتورة بدرية بنت محمد النبهانية، مديرة التحرير بمجلة إشراق العُمانية ورئيسة اللجنة العلمية بالمؤتمر، الجلسة الرئيسة الأولى، حيث استعرض سعادة الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي، وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، ورقة علمية تناولت مستقبل التعليم في ضوء الذكاء الاصطناعي، متحدثًا عن دور التقنيات الحديثة في تطوير المناهج التعليمية وأساليب التدريس، مع التركيز على تعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة والمعلمين.
أما الورقة الثانية، فقدّمها الأستاذ المشارك خالد بن خميس السعدي، من جامعة صحار، متناولًا موضوع البحث العلمي في ضوء الذكاء الاصطناعي، من حيث التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على منهجيات البحث العلمي، وأهمية تسخير التقنيات الحديثة في تطوير وتحليل البيانات لتعزيز مخرجات البحث الأكاديمي.
وتناول الدكتور عيسى الهادي، أستاذ الإعلام الرياضي من الجزائر، في ورقته "واقع الإعلام العربي في ظل استخدامات الذكاء الاصطناعي"، حيث بحث مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي، كما ركز على الإعلام الرياضي كنموذج يوضح دور الذكاء الاصطناعي في تطور هذا المجال في المستقبل.
كما قدمت الدكتورة محفوظة بنت راشد المشيقرية، أستاذة مساعدة في الإرشاد والتوجيه بقسم التربية والدراسات الإنسانية في جامعة نزوى، ورقة بحثية مشتركة مع الدكتور ناصر بن سليّم المزيدي بعنوان "اتجاهات طالبات جامعة نزوى نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم لدى طلبة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بسلطنة عمان"، وتوصي الورقة بأهمية تدريب المعلمين على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وكذلك تدريب طلبة التربية في الجامعات على استخدامه، لضمان مواكبة التغيير وتوصيل المعلومة للطلبة بطرق أكثر فاعلية.
الجدير بالذكر أن المؤتمر خطوة مهمة نحو فهم التحديات المستقبلية التي قد تطرأ على المجالات الأكاديمية في ظل التقنيات المتقدمة، وتقديم حلول عملية لتعزيز الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم والبحث العلمي في العالم العربي، وتعزيز دور الأكاديميين والباحثين في تشكيل مجتمع معرفي قادر على مواجهة التحولات الرقمية بأدوات علمية مبتكرة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی عصر الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی البحث العلمی فی تطویر
إقرأ أيضاً:
«القومي لبحوث المياه» يحتفل بـ 50 عامًا من الابتكار.. ووزير الري يؤكد أهمية التعاون العلمي
أكد وزير الموارد المائية والري، الدكتور هاني سويلم، أن الوزارة اتخذت إجراءات عديدة لضمان الاستخدام المستدام والفعال لمواردنا المائية، من خلال تنفيذ المحاور الثمانية للجيل الثاني لمنظومة الري المصرية (2.0)، والتي تعتمد بشكل أساسي على البحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار لتحقيق الإدارة الفعالة للمياه. وهذا يتطلب تعزيز التعاون مع شركاء التنمية وزيادة البحث العلمي لتقديم المزيد من الابتكارات الفعالة في مجال المياه.
جاء ذلك خلال حضور وزير الموارد المائية والري فعاليات احتفالية "اليوبيل الذهبي للمركز القومي لبحوث المياه"، المنعقدة بمناسبة مرور 50 عامًا على تأسيس المركز القومي لبحوث المياه.
وتوجه الدكتور سويلم – في كلمته خلال الاحتفالية – بالتحية إلى جميع الحاضرين من المسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات الدولية وشركاء التنمية والباحثين، الذين يجمعهم هدف مشترك وهو خدمة قطاع المياه في مصر، من خلال الاعتماد على البحث العلمي لتقديم حلول مبتكرة وخلاقة قابلة للتطبيق العملي على أرض الواقع لمواجهة تحديات المياه في مصر.
وأشاد الوزير بالمركز القومي لبحوث المياه، الذي أثبت على مدار 50 عامًا خبرته المتميزة في مجال أبحاث المياه، باعتباره ركيزة أساسية في مجال البحث العلمي والابتكار في قطاع المياه في مصر.
وأكد أهمية التعاون العلمي بين المركز القومي لبحوث المياه والجامعات والمراكز البحثية الأخرى في مصر وخارجها، وتعزيز منظومة البحث العلمي، وتشجيع شباب الباحثين، وتكثيف جهود المركز مستقبلًا بالتعاون مع أجهزة الوزارة وشركاء التنمية، لتطوير حلول متقدمة تضمن مواجهة تحديات المياه في مصر، خاصة في ظل تغير المناخ وتزايد الطلب على المياه.