المحاكم الأمريكية..خط المقاومة الأخير ضد ترامب وماسك
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك لانتكاسة أخرى في خطتهما لإصلاح الحكومة الأمريكية من خلال تسريح الموظفين، وخفض الإنفاق، وتفكيك البيروقراطية في أكبر اقتصاد في العالم.
في محكمة نيويورك يوم الجمعة، مددت القاضية جانيت فارغاس قراراً يمنع ماسك من الوصول إلى نظام الخزانة الذي يوزع تريليونات الدولارات من المدفوعات.
وبحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، يعد هذا الحكم أحدث دليل على أن أكبر عائق أمام ترامب وسلطته التنفيذية ليس الكونغرس أو الحزب الديمقراطي، بل المحاكم الأمريكية.
قال رئيس منظمة "المواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن" نوح بوكبيندر، وهي مجموعة رفعت دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب خططها لتسريح الموظفين الحكوميين: "الملاذ المؤسسي الوحيد هو المحاكم".
وأضاف: "رد فعل الكونغرس كان ضعيفاً للغاية... وإذا لم يدافع عن سلطاته الرقابية والتشريعية والمالية، فسوف يفقد كل سلطته ولن يكون قادراً على أداء دوره الدستوري في نظام الضوابط والتوازنات". السلطات الدستورية وحدودها
يمنح الدستور الأمريكي الرئيس سلطات واسعة، لكنه يمنح الكونغرس سلطة كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بجمع الأموال العامة وإنفاقها، كما يكلف المحاكم بمهمة فرض الحدود على السلطتين الأخريين.
ومع ذلك، فقد أصدر ترامب منذ توليه منصبه عدداً كبيراً من الأوامر التنفيذية التي شملت بعض القرارات المتعلقة بالإنفاق أو بوقف الإنفاق الذي خصصه الكونغرس.
US judges are the last line of resistance against Donald Trump https://t.co/K7NudD0Q68
— FT World News (@ftworldnews) February 17, 2025بينما لم يُظهر المشرعون الجمهوريون أي رد فعل يُذكر تجاه هذه التحركات، فإن المحامين والقضاة كانوا أكثر صراحة.
فقد أمر قاضٍ اتحادي في رود آيلاند الأسبوع الماضي الإدارة الأمريكية برفع التجميد عن المدفوعات المخصصة لأكبر معهد أبحاث طبية في البلاد وللمشاريع المتعلقة بالطاقة النظيفة، واصفاً خطط تعليق التمويل الفيدرالي بأنها "على الأرجح غير دستورية".
تثير هذه الأحكام قلق ترامب لدرجة أنه وحلفاءه بدأوا في مهاجمة مبدأ الرقابة القضائية على السلطة التنفيذية، مدعين أن ذلك قد يهدد الديمقراطية نفسها.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" يوم السبت: "من ينقذ بلاده لا ينتهك أي قانون".
أما ماسك فكتب على منصة "إكس" يوم الخميس: "إذا كان بإمكان أي قاضٍ في أي مكان إيقاف أي إجراء رئاسي في كل مكان، فنحن لا نعيش في ديمقراطية".
If ANY judge ANYWHERE can stop EVERY Presidential action EVERYWHERE, we do NOT live in a democracy.
— Elon Musk (@elonmusk) February 13, 2025يؤكد الخبراء القانونيون، أن القضاء أصبح أكثر أهمية في ظل هجوم إدارة ترامب على أشكال الرقابة الأخرى، مثل الخدمة المدنية، التي تتعرض لخفض الميزانيات ومحاولات إغلاق الهيئات التنظيمية، وكذلك المراقبين المستقلين مثل المفتشين العامين للوكالات الفيدرالية، حيث تم طرد أكثر من 12 منهم.
في هذا السياق، استقال العديد من كبار المدعين في مانهاتن، بمن فيهم دانييل ساسون، المدعية العامة المؤقتة التي عينها ترامب لمنطقة جنوب نيويورك، بعد صدور أمر حكومي بإسقاط قضية فساد ضد عمدة نيويورك، إريك آدامز.
كتب مساعد المدعي العام للمنطقة الجنوبية لنيويورك هاغان سكوتن، في خطاب استقالة شديد اللهجة: "فقط شخص غبي أو جبان هو من يمكن أن يوافق على إسقاط هذه التهم الجنائية".
قد تصل بعض الدعاوى القضائية ضد إجراءات ترامب إلى المحكمة العليا، التي تنقسم حالياً بين ستة قضاة محافظين وثلاثة ليبراليين، بعد أن عين ترامب ثلاثة قضاة يمينيين خلال ولايته الأولى.
وقد طلبت إدارة ترامب بالفعل من المحكمة العليا إلغاء حكم يمنعها من إقالة رئيس مكتب المستشار الخاص هامبتون ديلينغر، وهي وكالة تحمي المبلغين عن الفساد في الحكومة.
تعرضت المحكمة العليا لانتقادات متزايدة في السنوات الأخيرة بسبب قراراتها المثيرة للجدل، والتي غالباً ما تنقسم على أسس أيديولوجية. ففي أحد الأحكام العام الماضي، منحت الأغلبية المحافظة ترامب حصانة واسعة من الملاحقة الجنائية عن أفعاله كرئيس، مما أثار تساؤلات خطيرة حول مساءلة الرؤساء، بحسب التقرير.
???? BREAKING: Fox News reports that Trump’s @TheJusticeDept is dropping the case against Mayor Eric Adams—just months after Adams spent his time groveling to Trump.
This isn’t justice. This is corruption in plain sight. The rule of law is officially dead. pic.twitter.com/qooJbkvIFp
لكن بعض الخبراء القانونيين يرون أن إدارة ترامب قد تخسر في المحكمة العليا إذا تم النظر في قضية الطعن في خطته للحد من منح الجنسية بالولادة، حيث يجادل معارضو الخطة بأنها تنتهك التعديل الرابع عشر للدستور، الذي ينص على أن "كل الأشخاص المولودين أو المجنسين في الولايات المتحدة هم مواطنون أمريكيون".
أما السيناريو الأكثر خطورة فهو إذا رفض الرئيس الامتثال لأوامر المحكمة، مما قد يؤدي إلى أزمة دستورية لم تشهدها الولايات المتحدة منذ الحرب الأهلية، حين تجاهل الرئيس أبراهام لنكولن أمراً من المحكمة العليا بمنع احتجاز الأفراد دون مذكرة قضائية.
في هذه الحالة، قد تصدر المحاكم أوامر بازدراء الحكومة ضد المسؤولين، لكن الأستاذة جيليان ميتزغر من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا أوضحت أن مثل هذا الإجراء نادر للغاية، وقد يثير تساؤلات جديدة حول مدى امتثال المسؤولين له.
أشار القاضي الفيدرالي في رود آيلاند اليوم الإثنين، إلى أن هناك أدلة على أن الحكومة استمرت في حجب بعض الأموال الفيدرالية، في انتهاك لأمر سابق، مما يثير تساؤلات حول قدرة القضاء الأمريكي على ضمان امتثال إدارة ترامب لأحكامه. وقد بررت الحكومة ذلك بمشاكل في أنظمة الدفع.
يرى أستاذ القانون بجامعة شيكاغو أزير هوك، أن حركة "اجعل أمريكا عظيمة مجدداً" قد تشعر بالتحرر إذا لم يكن للقضاء سلطة على السلطة التنفيذية، لكنه أضاف أن ذلك قد يؤدي إلى فوضى قانونية غير مسبوقة.
وقال: "إذا لم يعد هناك صوت واحد يحدد القانون، فإن الأمر لن يفتح الباب فقط أمام مزاعم السلطة المطلقة للرئيس، بل سيؤدي إلى تداخل أصوات متعددة، بدلاً من وجود سلطة موحدة تفسر القانون".
وختم حديثه بالقول: "لا أحد يعرف كيف سيبدو هذا السيناريو، لكنني لا أعتقد أنه سيكون كما يتخيله مؤيدو ترامب المتشددون
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب ماسك ترامب إيلون ماسك المحکمة العلیا إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
الصين ترد بقوة على تعريفات ترامب.. دعت الاتحاد الأوروبي إلى “المقاومة معا”
#سواليف
أعلنت #الصين، الجمعة، رفع رسومها الإضافية على المنتجات الأمريكية إلى نسبة 125%، في تصعيد جديد في #الحرب التجارية مع الولايات المتحدة فيما يحاول الاتحاد الأوروبي من جهته إيجاد مسار دبلوماسي.
وأكدت لجنة #الرسوم_الجمركية التابعة لمجلس الدولة في #بكين أن “فرض #الولايات_المتحدة رسوما جمركية مرتفعة بشكل غير طبيعي على الصين يشكل انتهاكا خطرا لقواعد #التجارة_الدولية”، مستنكرة “سياسة الترهيب والإكراه الأحادية” الجانب بحسب بيان نشرته وزارة المال الصينية، الجمعة.
وأضافت: “عند هذا المستوى من الرسوم الجمركية، لم تعد للمنتجات الأمريكية المصدرة إلى الصين أي إمكانية لقبولها في الأسواق الصينية”، مشيرة إلى أنه إذا واصلت واشنطن زيادة رسومها فإن “الصين ستتجاهلها”.
مقالات ذات صلة هل يستطيع صندوق “الضمان” رفع موجوداته بنحو (2.2) مليار دينار سنوياً.؟ 2025/04/12واعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، أن سياسته بشأن الرسوم الجمركية “تبلي بلاء حسنا”، على رغم الاضطرابات في الأسواق العالمية وتراجع الدولار أمام عملات أخرى.
وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشال” للتواصل الاجتماعي: “نحن نبلي بلاء حسنا في سياستنا بشأن التعرفات. (أنباء) مفرحة لأمريكا والعالم!!! تمضي بشكل سريع”.
ويستمر المشهد الضبابي الناجم عن سياسات ترامب في التأثير على سعر صرف #الدولار الذي وصل، الجمعة، إلى أدنى مستوى في مقابل اليورو منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وعادت البورصات الأوروبية التي كانت الوحيدة الصامدة الخميس، إلى التراجع بعد إعلان بكين، لكن من دون تسجيل الانهيار الذي شهدته مطلع الأسبوع.
“المقاومة معا”
وكان ترامب أعلن، الأربعاء، تجميد الرسوم الجمركية الإضافية مدة 90 يوما بعدما فرضها قبل أيام على 60 شريكا تجاريا للولايات المتحدة، إلى حين إجراء مفاوضات تجارية مع هذه الأطراف. إلا أن الرئيس الأمريكي استثنى الصين من هذا الإجراء، وزاد الرسوم عليها.
ومنذ مطلع أبريل/ إبريل، حافظت الولايات المتحدة على الرسوم الجمركية الإضافية عند مستوى أدنى هو 10%، والرسوم الجمركية الإضافية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم والسيارات، خصوصا ضد الاتحاد الأوروبي.
أما بكين فقد فرضت عليها واشنطن رسوما إضافية ضخمة بلغت 145%.
وخلال استقباله، الجمعة، رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ الاتحاد الأوروبي إلى “المقاومة معا” لمواجهة الحرب التجارية التي يشنها دونالد ترامب.
وقال شي جين بينغ في بكين: “على الصين والاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولياتهما الدولية وحماية العولمة الاقتصادية وبيئة التجارة العالمية بشكل مشترك، ومقاومة أي إكراه أحادي الجانب”.
بدوره، قال رئيس الوزراء الإسباني للصحفيين إن “إسبانيا وأوروبا لديهما عجز تجاري كبير مع الصين وعلينا تصحيحه”. لكن “علينا ألا نسمح للتوترات التجارية بعرقلة إمكانات نمو العلاقات (…) بين الصين والاتحاد.
كذلك اعتبرت الصين، الجمعة، أن تعرفات ترامب “لعبة أرقام… ستصبح أضحوكة”.
وقال ناطق باسم وزارة التجارة الصينية إن رسوم واشنطن على منتجات بكين “أصبحت لعبة أرقام لا أهمية عملية لها في الاقتصاد”. وأضاف: “لن يؤدي ذلك إلا إلى فضح المزيد من الإكراه الذي تمارسه الولايات المتحدة. سيصبح الأمر أضحوكة”.
“هدنة هشة”
ورأى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، أن على أوروبا “حشد كل الأدوات المتاحة لحماية نفسها”. واعتبر عبر منصة “إكس” أن تعليق ترامب فرض الرسوم الإضافية هو “هدنة هشة”، مؤكدا أن على أوروبا “أن تستمر في العمل على اتخاذ جميع التدابير المضادة اللازمة”.
وقرر الاتحاد الأوروبي تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها على مجموعة من المنتجات الأمريكية، في خطوة اعتبر ترامب بأنها “ذكية جدا”.
ويتوجه المفوض الأوروبي للشؤون التجارية ماروس سيفكوفيتش، الاثنين، إلى واشنطن للبحث في المسألة، على ما أعلن ناطق باسم المفوضية الأوروبية، الجمعة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه إذا فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة، قد تفرض بروكسل ضرائب على شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة.
وقالت لصحيفة “فايننشال تايمز”: “ثمة مروحة واسعة من التدابير المضادة”، متحدّثة عن “فرض ضريبة على عائدات الإعلانات من الخدمات الرقمية”، واللجوء إلى أداة “الردع التجاري ومكافحة الإكراه” الخاصة بها المعروفة باسم “بازوكا”.
من جهتها قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الجمعة، في وارسو إن المؤسسة “تراقب الوضع ومستعدة دوما للتدخل” باستخدام الأدوات المتاحة لها، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وتتوخى دول آسيوية أخرى تعتمد بشكل كبير على صادراتها إلى الولايات المتحدة، موقفا حذرا ولم تتخذ أي تدابير مضادة، على غرار فيتنام وكمبوديا البلدين المنتجين للمنسوجات والعضوين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي أكدت بدورها أنها لن تتخذ تدابير رد.