تنسيق وتشاور.. شكري وبلينكن يتحركان لمواجهة التحديات المتزايدة على الساحتين الإقليمية والدولية
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
تعد مصر حليفًا جيو استراتيجى لـ الولايات المتحدة لأسباب متعددة ترجع فى أساسها إلى عدد من العوامل ذات الأهمية، أبرزها الموقع الاستراتيجى لمصر، إضافة إلى العنصر البشرى، والثقل السياسى والتاريخى، وهى الأمور التى تجتمع لتجعل للقاهرة مكانة خاصة فى الاستراتيجية الأمريكية على كافة الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية .
شكري وبلينكن يجريان مباحثات
وفي هذا الإطار، أجرى وزير الخارجية، سامح شكري، أمس الاثنين 21 أغسطس، اتصالًا هاتفيا بنظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، والملفات والأوضاع في المنطقة وأبرزها الوضع في السودان وليبيا والنيجر وسوريا وفلسطين.
وقال المتحدث الرسمي باسم بوزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبوزيد، في بيان عبر صفحة الوزارة على فيسبوك، إن "سامح شكري وزير الخارجية المصري، أجرى اتصالاً هاتفيًا، مع وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني بلينكن، في إطار متابعة أبرز المستجدات على صعيد العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
بلينكن: على روسيا إنهاء حربها على أوكرانيا فورًا ارتفاع معدلات الرهن العقاري لأعلى مستوى في أمريكا.. تفاصيلوأضاف أبو زيد، أن الوزيرين أكدا خلال الاتصال، على "أهمية العمل على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بالدفع بمختلف أطر التعاون التنموية والاقتصادية والعسكرية".
وأردف أبوزيد في البيان أنه "تم بحث المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وبخاصة الأوضاع في السودان وليبيا والنيجر، ونتائج اجتماع لجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا، والتطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتابع البيان أن "الوزيرين أكدا حرصهما على استمرار التنسيق والتشاور خلال الفترة القادمة، لمتابعة مسارات التعاون بين البلدين، والعمل المشترك من أجل مواجهة التحديات المتزايدة في المنطقة".
العلاقات المصرية الأمريكيةوسبق هذا الاتصال مكالمة أخرى أجريت بين الوزيرين في 4 أغسطس الجاري، تم خلالها بحث تنسيق الجهود لإنهاء الصراع في السودان، ودعم الممثل الخاص للأمم المتحدة عبدالله باثيلي في التوسط في مسار انتخابات ناجحة في ليبيا، وتعزيز تدابير متساوية للأمن والكرامة والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين.
من جانبه، قال الخبير في الشئون الأمريكية، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن مصر تتمتع بثقل كبير في الأجندة والسياسة الأمريكية، خاصة في التعامل مع قضايا وملفات وصراعات مهمة في المنطقة، وينبع ذلك من العمق الاستراتيجي الذي يحكم العلاقات بين البلدين.
بلينكن يتحدث هاتفيا مع بول ويلن المعتقل الأمريكي بروسيا منذ 4 سنوات بعد خلافها مع الولايات المتحدة.. المكسيك تعلن قبولها لنتائج لجنة تجارة الذرةوأضاف سيد، في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة هي علاقات متشابكة ومترابطة على جميع المستويات الأمنية، والاقتصادية، السياسية، مشيراً إلى أنه يوجد إطار مؤسسي يحكم هذه العلاقات دائماً ويسهم في دفعها وتطويرها للأمام.
وأكد الخبير في الشئون الأمريكية، أن هذه العلاقات شهدت طفرة كبيرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب، خاصة بعد أن تسببت سياسات إدارة الرئيس السابق أوباما، في إيجاد نوع من التباعد، ولكنها لم تصل إلى مرحلة القطيعة، لأنها علاقات استراتيجية متواصلة ومستمرة، مما يعكس دائما الرؤية الأمريكية في التعاون مع مصر في القضايا والأزمات وتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والعالمي، مضيفاً أن التنسيق المصري الأمريكي، يمثل جزءا مهما في استراتيجية التعاون مع القضايا والملفات.
مصر والولايات المتحدةتعاون مشترك بين الولايات المتحدة ومصرويجمع مصر بالولايات المتحدة الأمريكية علاقات قوية خاصة خلال الأشهر الأخيرة، فعندما اشتعلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، عمل الرئيسان عبد الفتاح السيسي وجو بايدن معًا للتوسط في وقف إطلاق النار والالتزام بتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، وتلعب مصر اليوم دورًا أساسيًا في تثبيت التهدئة تمهيدًا لإطلاق جهود سلام جادة.
ومع ترقب إجراء الانتخابات الرئاسية في ليبيا، لعبت مصر دورًا حاسمًا في التقريب بين جميع الأطراف، ومع انهيار مناقشات قمة برلين بشأن مستقبل ليبيا بما هدد انتخابات ديسمبر عملت مصر والولايات المتحدة بسرعة لضمان نجاح مؤتمر باريس حول ليبيا، وتعملان معًا لإبقاء عملية الانتخابات في مسارها الصحيح وإجراء الاستحقاقات في أوقاتها المحددة.
وفي أغسطس الماضي، عندما أنذرت الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان بالفوضى، عملت مصر والولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق مع الدول المجاورة للسماح لمصر بتزويد لبنان بالغاز الضروري لدعم وإعادة المستشفيات والشركات والخدمات الحكومية للعمل بعدما كانت على حافة هاوية.
ومع المخاطر والشكوك التي أثارها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، نسقت وزارة الدفاع المصرية والقيادة المركزية الأمريكية مع 21 دولة عمليات جوية وبرية وبحرية مشتركة في شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، في رسالة للجميع بأن مصر والولايات المتحدة وحلفاؤها على أهبة الاستعداد لحماية السلام والاستقرار معًا.
وفي قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP26)، وقفت مصر إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى للإعلان عن التزامات خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واختيار مصر لقيادة جهود تغير المناخ وصولًا إلى استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 في شرم الشيخ يعد دليلاً واضحًا على الثقة الدولية في مصر الجديدة اليوم.
وتواكب جهود مصر المشتركة دوليًا مع الولايات المتحدة تقدمًا كبيرًا يقوده الرئيس السيسي في الداخل، بهدف حماية الأرواح وحقوق الإنسان بطريقة شاملة ومتوازنة لجميع المصريين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولايات المتحدة شكري بلينكن وزير الخارجية سامح شكري السودان ليبيا النيجر سوريا فلسطين أمريكا مصر والولایات المتحدة الولایات المتحدة بین البلدین
إقرأ أيضاً:
زيارة مرتقبة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران.. ووزير خارجية إيران: هناك محاولة لزرع الألغام في العلاقات المعقدة مع الولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إلى أن سياسة الولايات المتحدة ضد إيران ودعمها لحلفائها الإقليميين تعيق التقدم على الجبهات الدبلوماسية وتفاقم الأزمات الإقليمية.
وفي مؤتمر صحفي له يوم الاثنين، انتقد بقائي استمرار المواقف العدائية الأمريكية تجاه إيران، وأكد أن هذه السياسات كانت سائدة خلال السنوات الأربع الماضية.
وأضاف المتحدث أن "المشكلة الحقيقية تكمن في سياسات الإدارة الأمريكية الحالية"، معبرًا عن أمله في أن يتعلم المسؤولون الأمريكيون في المستقبل من هذا الوضع، مشيرًا إلى أن "المنطقة وكل الدول تراقب تصرفات الولايات المتحدة".
وجاءت هذه التصريحات في وقت تزايدت فيه توترات المنطقة بسبب دعم إيران للمجموعات المسلحة مثل حزب الله في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، والفصائل في سوريا، ما جعلها قادرة على التأثير على خصومها مثل السعودية وإسرائيل والولايات المتحدة دون مواجهة مباشرة. ومع تزايد التنسيق بين إسرائيل والدول العربية، أصبحت هذه المجموعات أكثر نشاطًا، مما يزيد من خطر اندلاع صراعات أوسع وزيادة عدم الاستقرار في المنطقة.
وفيما يتعلق بالاتهامات الأمريكية الأخيرة لإيران بمحاولة اغتيال مسؤولين أمريكيين، رفض بقائي هذه الاتهامات، مؤكدًا أن ربط إيران بهذه المؤامرات لا يؤدي إلا إلى زيادة التوترات. وقال: "هذه محاولة لزرع الألغام في العلاقات المعقدة بين إيران والولايات المتحدة."
وتزامن حديث بقائي مع زيارة مرتقبة لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران هذا الأسبوع.
وأوضح بقائي أن الزيارة جزء من التفاعلات المستمرة بين إيران والوكالة، مؤكدًا أن إيران كدولة عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تواصل التعاون مع الوكالة في إطار برنامجها النووي السلمي.
يُذكر أن إيران استأنفت تخصيب اليورانيوم بنسبة عالية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، مما أدى إلى تزايد القلق الدولي من احتمالية تطويرها للأسلحة النووية.