عائلات المحتجزين الإسرائيليين تصعّد: أخرجوهم وأخرجونا من الجحيم
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
#سواليف
تزامنًا مع مرور 500 يوم على #الحرب، أعلن منتدى #عائلات #المحتجزين الإسرائيليين عن سلسلة فعاليات، اليوم الإثنين، وأعلن عن الصوم 500 دقيقة بدءًا من قبيل الظهر، فيما انطلقت مسيرة شعبية نحو #الكنيست، علاوة على نشاطات أخرى تُتوّج الليلة في تل أبيب تكافلًا معهم، وكل ذلك تحت عنوان “أخرجوهم وأخرجونا من جهنم”.
وقال “منتدى عائلات المخطوفين”، اليوم الإثنين، إن الشهادات الصادرة عن #الرهائن العائدين من #غزة لا تترك مجالًا للشكّ بأن وقت المخطوفين المتبقين في الأسر قد نفد، مشددين على ضرورة إحراز اتفاق شامل وفوري دون تأخير يعيد المخطوفين الأحياء والموتى.
وأُعلن عن عدة مواقع للتظاهر اليوم في القدس وتل أبيب ومواقع أخرى تطالب بلجنة تحقيق رسمية في الحرب وبمواصلة إتمام الصفقة، فيما دعت مجموعات الاحتجاج الإسرائيليين للخروج إلى الشوارع والتظاهر ضد الحكومة، وجاء في دعوتها للتظاهر: “500 يوم من الإهمال والاقتلاع والإفساد وفقدان الرحمة. 500 يوم وما زال هناك مخطوفون داخل القطاع. نصعّد الضغط ونتجه للقدس للتظاهر”.
هذا في الشارع، أما رسميًا فما زالت #حكومة_الاحتلال تنتهك الاتفاق بمنع دخول المعدات الثقيلة والبيوت المتنقلة المتكدسة على أعتاب معبر رفح، مثلما تتلكأ في دخول مفاوضات الجولة الثانية من الصفقة، وكان ينبغي أن تبدأ قبل أسبوعين ونيّف، طبقًا للائتلاف.
مقالات ذات صلة تجدد حالة عدم الاستقرار في هذه المناطق 2025/02/17ويواصل رئيس حكومة الاحتلال المماطلة والتهرب من ولوج الجولة الثانية بسبب مضمونها وطابعها السياسي، فهي تقضي بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل (على أن تبدأ إعادة الإعمار لاحقًا، في الجولة الثالثة)، لأن ذلك ببساطة يهدد مستقبل ائتلافه الحاكم، لا سيّما أن رئيس حزب “الصهيونية الدينية” سموتريتش، الذي سبق وهدد بتفكيك الحكومة بانسحابه منها على غرار بن غفير بحال تم الاتفاق على وقف الحرب، قد عاد أمس ولوّح بتهديده، ما دفع نتنياهو للالتزام أمامه بأن مفاوضات الجولة الثانية لن تبدأ إلا بمصادقة الكابينت، وفق ما كشفت عنه الإذاعة العبرية الرسمية صباح اليوم.
نتنياهو يلجأ لكسب الوقت علّه يتمكن من تثبيت ائتلافه المتأرجح وإقناع سموتريتش بالبقاء، وربما استعادة بن غفير للحكومة من خلال الوعود الأمريكية بالهدايا والعطايا الكبرى المرتبطة بالاستيلاء على غزة وتهجير الغزيين وضرب إيران، وهذا ما انعكس أمس في تصريحات نتنياهو خلال استقباله وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وفيها قال إنه يتشارك إستراتيجية مع الإدارة الأمريكية ولا يستطيع الكشف عن تفاصيلها الآن، مثل موعد فتح أبواب الجحيم على غزة، وهذه تهديدات أطلقها روبيو أيضًا في ذات اللحظة، وهي تهدف للضغط على العرب والفلسطينيين و”حماس” للقبول بإملاءات إسرائيلية- أمريكية تتعلق بمستقبل غزة و”حماس” من جهة، ومحاولة إرضاء وتهدئة اليمين الصهيوني الذي يجد نفسه بحالة إرباك في ظل وجود فجوات بين “النصر المطلق” وبين الوقائع على الأرض، خاصة بعد مشاهد التبادل داخل القطاع التي تظهر فيها “حماس” أنها صاحبة السيادة ومتماسكة وباقية.
مداولات الجولة الثانيةفي التزامن مع التهديدات الصادرة عن نتنياهو وروبيو أمس، كان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد قال، في حديث لشبكة “فوكس نيوز”، إن مداولات الجولة الثانية ستستمر هذا الأسبوع وإنها ستكون مركبة نوعًا ما، وهذا تصريح أربك ائتلاف نتنياهو مجددًا، فحتى الآن كان ينفي التقارير في الصحافة العبرية خلال الأيام الأخيرة عن بدء مفاوضات الجولة الثانية.
قبل ذلك، كان الرئيس الأمريكي ترامب قد أربك حكومة نتنياهو أيضًا مرتين من حيث لا يدري وبفعل قلة صبره وكونه نزقًا ومسكونًا بجنون العظمة، حينما بدا أنه يزاود عليها من جهة اليمين، فاضطر مكتب نتنياهو لإصدار بيانات متفاوتة وضبابية امتنعت عن تبني تصريحات ترامب بالكامل ولتحاشي استفزازه في ذات الوقت واستفزاز سموتريتش الذي اشترط البقاء في الائتلاف مقابل التزام برهن مفاوضات المرحلة الثانية بقرار مسبق للكابينت، وهذا ما حصل. إذ يفترض أن يلتئم “الكابينت” مساء اليوم الإثنين للبحث في المرحلة الثانية من الصفقة، فيما أُعلن عن نية حكومة الاحتلال إرسال طاقم مفاوضات للقاهرة اليوم لمتابعة تطبيق المرحلة الأولى من الصفقة.
وفي محاولة لتحقيق غاية مشتركة، تتواصل الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لتغيير الاتفاق مع “حماس” لدفعها للإفراج عن الرهائن الستة الأحياء والثمانية الموتى دفعة واحدة هذا الأسبوع من خلال دمج النبضتين السابعة والثامنة كشرط للموافقة على إدخال معدات ثقيلة وبيوت متنقلة للقطاع، وهذا ما ألمح له تلميحًا غليظًا الوزير زئيف إلكين، في حديث للإذاعة العبرية العامة صباح اليوم.
الفلسطينيون ليسوا الهنود الحمروهذا يجري على ما يبدو ضمن المعركة الدائرة على الوعي وعلى الصورة والهيبة، فهو يفتح فرصة لإنزال ترامب عن الشجرة وحفظ ماء وجهه بعدما هدّد مجددًا بجحيم بحال عدم استعادة كل المخطوفين ظهر السبت، مثلما يعطي نتنياهو وجبة أوكسجين لتثبيت ائتلافه وتوفير الغطاء لبقاء سموتريتش فيه قبيل انطلاق مداولات الجولة الثانية.
نتنياهو بحاجة لذلك من جديد في ظل مواصلة ترامب إطلاق تصريحات تبدو فعلًا مربكة له، كونها غير محسوبة وتزعزع أرضية هذا الائتلاف بدلًا من تثبيته، وهذا ما يؤكده مراقبون إسرائيليون أيضًا.
في مقال تنشره صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يقول المعلق السياسي ناحوم بارنياع تحت عنوان “صاحب البيت أصابه الجنون” إنه للمرة الأولى هناك رئيس أمريكي ليس فقط صديقًا لإسرائيل وصهيونيًا بعيون نفسه، بل هو كاهاني تمامًا (ينتمي للحاخام العنصري مئير كاهانا). كما يقول بارنياع إن رؤية ترامب مستلهمة من أفلام كاوبوي قديمة ضد الهنود الحمر، لكن الفلسطينيين ليسوا هنودًا، والشرق الأوسط ليس الغرب القديم، وبدلًا من مساعدة نتنياهو للوقوف على أرض الواقع، فإن ترامب يدفعه نحو الحافة.
ويبقى السؤال الجوهري: هل تنم تهديدات إسرائيل والولايات المتحدة بالجحيم عن خطة متوافق عليها لمعاودة الحرب على غزة فعلًا، أم هي جزء من رافعات الضغط على “حماس” وعلى الدول العربية قبيل اجتماع القمة لمضاعفة المكاسب، خاصة ما يرتبط بحركة المقاومة الإسلامية “حماس” ومستقبلها السياسي والعسكري داخل القطاع؟
وبسبب رغبة ترامب الجامحة بالذهاب لصفقة سياسية أكبر، وتوسيع “اتفاقات أبراهام”، وإدراك نتنياهو أن الحرب الثانية على غزة ستكون إلى حد بعيد مغامرة بالنسبة له من ناحية موت المخطوفين ومقتل المزيد من الجنود وتفاقم حالة الانقسام في الداخل الإسرائيلي، فمن المرجح أكثر أن تكون هذه التهديدات بالجحيم محاولة ضغط أكثر منها رغبة حقيقية بشن حرب، وهذه ستُستبدل برهن الإعمار ودخول المساعدات الإنسانية بابتزاز “حماس” كي تتنحى وتوافق على نزع سلاحها.
كذلك، يبدو أن تصاعد ضغط الشارع الإسرائيلي من شأنه التأثير على حسابات نتنياهو، خاصة في ظل تصاعد دعوات كثيرة من أوساط إسرائيلية غير رسمية تطالب باستعادة المخطوفين أولًا، لأن الفرصة تبقى دائمًا مفتوحة لمعاودة الحرب، لا سيّما أن رئيسًا مثل ترامب هو الموجود في البيت الأبيض الآن.
كما تملك الدول العربية القدرة على التأثير في هذا السؤال الجوهري، فإن رغبت، فبمقدورها أن تبدي موقفًا موحدًا يضع خطوطًا حمرًا، وإلا فإن شهية ترامب ونتنياهو بالابتزاز والتعامل البلطجي المهين ستكبر وتطال الجميع.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الحرب عائلات المحتجزين الكنيست الرهائن غزة حكومة الاحتلال الجولة الثانیة وهذا ما على غزة
إقرأ أيضاً:
%68 من الإسرائيليين يفضلون خيار استعادة المحتجزين على إسقاط حماس
أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية أن 68% من الإسرائيليين يفضلون خيار استعادة المحتجزين على إسقاط حركة حماس حتى لو كان ثمن استعادتهم بقاء الحركة.
كما أظهر الاستطلاع أن 68% من الإسرائيليين يدعمون خطة تهجير الفلسطينيين من غزة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأظهر استطلاع القناة الـ12 أن 63% يؤيدون إنشاء لجنة تحقيق رسمية بأحداث السابع من أكتوبر، مقابل 19% فقط يؤيدون تشكيل لجنة حكومية.
ويأتي هذا الاستطلاع في ظل الحديث عن مفاوضات للمرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة، وتوسع رقعة المظاهرات المطالبة بإتمام صفقة التبادل وعدم عرقلتها لاعتبارات سياسية ومصالح شخصية.
ودعت عائلات الأسرى إلى مشاركتها في الإضراب عن الطعام لمدة 500 دقيقة، وذلك للمطالبة بإعادة جميع أبنائها.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المحتجين نقشوا على رمال البحر مقابل السفارة، شعارات تحمل رسالة للإدارة الأميركية بأن إسرائيل لن تتعافى قبل عودة جميع الأسرى من غزة، وطالبت العائلات بالاستمرار في الصفقة حتى إعادتهم جميعا.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، ويتم خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء المرحلتين الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
إعلانوينص اتفاق وقف إطلاق النار على بدء التفاوض على المرحلة الثانية بعد مرور 16 يوما على سريان المرحلة الأولى، أي في 3 فبراير/شباط الجاري، لكن نتنياهو أجّل إرسال وفده التفاوضي للدوحة بعد لقائه الرئيس الأميركي ترامب في الرابع من الشهر نفسه، وبعث وفدا فنيا غير مخول بالتفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق.