المسلة:
2025-03-20@05:17:28 GMT

تعطيل الدور الرقابي : أزمة سياسية أم منهج مقصود؟

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

تعطيل الدور الرقابي : أزمة سياسية أم منهج مقصود؟

17 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

مهند الخزرجي

يُعَدّ مجلس النواب العراقي السلطة التشريعية والرقابية الأعلى في البلاد، إذ يتمتع بصلاحيات واسعة لمساءلة الحكومة، ومراقبة أدائها، وضمان تطبيق القوانين بما يخدم المصلحة العامة. إلا أن الدور الرقابي للمجلس يواجه تحديات متزايدة، جعلته في كثير من الأحيان عاجزًا عن أداء وظيفته الدستورية بشكل فعال.

وهناك أسباب واضحة لتعطيل الدور الرقابي للمجلس عكسها تراجع الأداء عبر الدورات البرلمانية الخمس المتتالية من بين تلك الأسباب التوافقات السياسية والمحاصصة مما جعل العديد من القرارات والملفات خاضعة للمساومات السياسية ، حيث تمنع المصالح الحزبية فتح ملفات الفساد أو مساءلة شخصيات تنتمي إلى كتل متنفذة. فالضغوط الحزبية والتدخلات الخارجية وجهت القرارات الرقابية بما يتماشى مع مصالحها. كما أن التدخلات الإقليمية والدولية تؤثر أحيانًا على استقلالية القرار البرلماني، خاصة في القضايا ذات البعد الاستراتيجي.

وعلى الرغم من توفر الأدوات الدستورية للمساءلة، مثل الاستجواب وسحب الثقة، إلا أن ضعف الإرادة السياسية وعدم الجدية في محاسبة الفاسدين جعلت هذه الآليات شبه معطلة. فكثيرًا ما تتحول جلسات الاستجواب إلى استعراضات إعلامية، دون أن تترتب عليها قرارات حقيقية.

يرافق ذلك التعطيل المتعمد للجلسات البرلمانية حيث يشهد مجلس النواب في كثير من الأحيان مقاطعات متكررة للجلسات، إما بسبب خلافات سياسية، أو لضمان عدم تمرير قرارات معينة. كما أن بعض الكتل تعمد إلى عرقلة النصاب القانوني عند طرح ملفات حساسة، مثل الفساد وضعف الشفافية. إذ إن بعض النواب يتورطون في صفقات مشبوهة، أو يتم استخدامهم كأدوات لحماية شخصيات متهمة بالفساد، مما يُفرغ الدور الرقابي من مضمونه الحقيقي.

النتائج والتداعيات وسبل تفعيل الدور الرقابي

لقد ترتب على الداء الرقابي المتعثر لمجلس النواب ؛ ضعف ثقة المواطن بالمؤسسات الديمقراطية، حيث يرى الشعب أن المجلس لا يقوم بمهامه في حماية المال العام ومكافحة الفساد. كما ان غياب الرقابة الفاعلة شجع على المزيد من الفساد وسوء الإدارة، مما يؤدي إلى تراجع الخدمات، وهدر الأموال العامة، وتعطيل مشاريع التنمية.

اضافة إلى ذلك ادى ضعف الرقابة البرلمانية، إلى ان تتجه الحكومة نحو التفرد بالقرار، مما افقدنا التوازن بين السلطات، وقلل من المساءلة الحقيقية لصناع القرار.

ولاجل تفعيل الدور الرقابي لمجلس النواب لابد من:

1. إصلاح النظام البرلماني وتقليل تأثير المحاصصة الحزبية على عمل المجلس.

2. تعزيز استقلالية النواب عن الأحزاب من خلال تشريعات تمنع التأثير السياسي على الدور الرقابي.

3. فرض إجراءات أكثر صرامة لمكافحة الفساد داخل المؤسسة التشريعية.

4. تعزيز الشفافية من خلال نشر تقارير دورية عن الأداء الرقابي للمجلس.

5. تفعيل الدور الإعلامي في تسليط الضوء على القضايا الرقابية وإجبار النواب على تحمل مسؤولياتهم.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الدور الرقابی

إقرأ أيضاً:

عبد المحسن سلامة: «برنامجي يعتمد على 3 محاور.. ويجب تجاوز التصنيفات الحزبية داخل النقابة»

أكد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، المرشح على منصب نقيب الصحفيين، أن لديه خبرات سابقة وخطة لإنشاء مستشفى خاص بالصحفيين خلال الدورة المقبلة، لتقديم خدمات طبية متكاملة لأعضاء النقابة وأسرهم، بالإضافة إلى تطوير مشروع العلاج وتعزيز الدعم الطبي لحين اكتمال المستشفى.

واستعرض سلامة إنجازاته السابقة في النقابة، مشيرًا إلى إنشاء مكتب للشهر العقاري بالدور الرابع للنقابة، ومركز تدريب حديث بالدور السادس، لتقديم دورات متخصصة ترفع كفاءة الصحفيين، مؤكدا على استمرار دعم الصحف المتوقفة عبر إعانات البطالة، التي لا تزال تُصرف حتى اليوم.

وأكد خلال جولته في موقع صدى البلد، على التزامه باستكمال المشروعات القائمة التي تهم الصحفيين، مشيرًا إلى أهمية إنشاء مستشفى الصحفيين وعدم إلغاء مشروع العلاج القائم.

وأشار سلامة إلى أن هناك تجارب ناجحة يمكن البناء عليها، مستشهدًا بتجربة نقل مؤسسة الأهرام إلى منطقة أكثر استقرارًا، والتي أسفرت عن تحقيق فائض في مخزون الورق يكفي لعدة أشهر.

عبد المحسن سلامة المرشح لمنصب نقيب الصحفيين

وأوضح أن برنامجه الانتخابي يحتوي على ثلاثة محاور رئيسية حرية الصحافة، وتطوير المهنة والنقابة و تحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين، مؤكدا على التزامه بخدمة جميع الصحفيين دون تمييز، وأنه يسعى ليكون نقيبا لكل أفراد الجماعة الصحفية، وليس لفئة أو تيار معين، مشددا على ضرورة تجاوز التصنيفات الحزبية داخل أروقة النقابة التى هى بيت للجميع وليس لفئة معينة.

وأكد سلامة، أنه يسعى لتعزيز حرية الصحفيين باعتبار الصحافة مهنة محورية لنقل الأحداث بمصداقية، مشيرًا إلى تجربته النقابية السابقة وحرصه على بناء نقابة قوية تدافع عن حقوق الصحفيين وتضمن استقلاليتهم.

وأشار الى ان هناك حزمة اقتصادية غير مسبوقة لدعم الصحفيين، سيتم الإعلان عنها لاحقًا فى جميع الملفات.

اقرأ أيضاًوزير المالية يعلن تفاصيل زيادة الـ25% في معاش تكافل وكرامة

مدبولي يبحث مع وزراء المجموعة الاقتصادية تبسيط إجراءات إصدار الرخص وتحسين مناخ الاستثمار

مقالات مشابهة

  • أزمة سياسية ومظاهرات عارمة في تركيا بعد اعتقال عمدة إسطنبول.. ماذا يحدث؟
  • عبد المحسن سلامة: «برنامجي يعتمد على 3 محاور.. ويجب تجاوز التصنيفات الحزبية داخل النقابة»
  • مسؤول ايراني يربط بين انتخابات العراق واعفاءات الطاقة
  • شخصيات سياسية وإعلامية موقوفة في أكبر عملية لمكافحة الفساد في إسطنبول
  • العراق يدرس عقبات استرداد الأموال وتسليم المطلوبين
  • الإطار التنسيقي يراهن على القوائم المتفرقة في انتخابات النواب
  • محلية النواب تناقش طلب إحاطة بشأن أزمة مساكن الكوكاكولا بالإسماعيلية
  • محلية النواب تواصل مناقشة طلب بشأن أزمة مساكن الكوكاكولا بالإسماعيلية
  • برج إيفل بالحجاب.. إعلان تجاري يتحول إلى معركة سياسية
  • البرلمانية التامني تقول إن أزمة الثقة في المؤسسات "تعمقت" بعد سحب الحكومة مشروع قانون الإثراء غير المشروع من البرلمان