أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أن العلوم ركيزة أساسية في بناء مستقبل مستدام ومزدهر في رأس الخيمة ودولة الإمارات والعالم مشيراً إلى أن الإمارة، من خلال تنظيم “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة” سنوياً، تجدد التزامها الراسخ بتعزيز التقدم العلمي والمساهمة الفاعلة في النقاشات العالمية حول المواد المتقدمة.


جاء ذلك خلال حضور سموه افتتاح الدورة الـ 16 من الورشة، التي تُقام على مدار ثلاثة أيام في منتجع إنتركونتيننتال رأس الخيمة ميناء العرب، بمشاركة أكثر من 200 عالم وطالب ومختص في المواد المتقدمة من مؤسسات أكاديمية وبحثية مرموقة حول العالم.
وفي كلمته الرئيسية أمام المشاركين، قال صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي: “إن استثمارنا في تطوير المواد المتقدمة يعكس رؤيتنا لبناء مستقبل أكثر إشراقاً لرأس الخيمة والعالم أجمع، إذ نؤمن بأن الاكتشافات العلمية في هذا المجال تمتلك القدرة على إحداث تحولات جذرية في قطاعات حيوية مثل الطاقة والنقل والتصنيع”.
وأضاف سموه: “العلوم هي جوهر المعرفة، والأداة التي تمكّننا من استكشاف أسرار الكون وإيجاد حلول للتحديات التي تواجه الحضارة البشرية. كما أنها الركيزة الأساسية لبناء مستقبل أكثر استدامة لرأس الخيمة ودولة الإمارات والعالم، في ظل إيماننا بالدور الفاعل الذي تلعبه الأجيال الشابة في سعينا المستمر لاكتساب المعرفة وتوظيفها في خدمة الإنسانية”.
منصة علمية عالمية.
تستقطب الورشة هذا العام أكثر من 200 عالم ومتحدث وطالب من مختلف أنحاء العالم، من بينهم البروفيسور أندريه جيم، الحائز على جائزة نوبل من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، حيث تشمل الفعاليات إلقاء محاضرات وعقد جلسات نقاشية حول دور المواد المتقدمة في رسم ملامح المستقبل.
ويشهد الحدث حضور نخبة من العلماء من أبرز المؤسسات الأكاديمية العالمية، بما في ذلك جامعة كامبريدج وجامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، وجامعة كاليفورنيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا.
تلقت الورشة هذا العام نحو 400 مشاركة بحثية للنظر فيها وعرضها خلال الفعاليات، بمشاركة علماء وطلاب من أكثر من 20 دولة، من بينهم نحو 100 مشارك من دولة الإمارات، و51 من الهند، و11 من الولايات المتحدة الأمريكية، و9 من الجزائر. كما سيشهد الحدث تقديم 21 محاضرة من قبل خبراء بارزين، بالإضافة إلى مساهمات بحثية يقدمها 5 طلاب على مدار الأيام الثلاثة.

تعاون أكاديمي لتعزيز الابتكار
في إطار التزامها بتشجيع البحث العلمي، تتعاون “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة” هذا العام مع دائرة رأس الخيمة للمعرفة والمركز الأكاديمي لجامعة بولتون في رأس الخيمة لتنظيم “تحدي رأس الخيمة للابتكار والاستدامة 2025″، الذي يتيح لطلبة المدارس والجامعات في الإمارة بالإضافة إلى المتخصصين في الصناعة، فرصة المشاركة في سبع مسابقات تهدف إلى تطوير حلول مبتكرة للتحديات اليومية، مع تخصيص جوائز نقدية للفائزين.
وفي اليوم الثالث من الفعالية، سيتم تنظيم جلسة علمية مخصصة لطلاب المدارس الثانوية، بالشراكة مع مؤسسة الشيخ سعود بن صقر لبحوث السياسة العامة، حيث سيقوم علماء المواد المتقدمة بزيارة الشركات التي تتخذ من رأس الخيمة مقراً لها، لتسليط الضوء على كيفية توظيف المواد المتقدمة في تحسين عمليات الإنتاج الصناعي. كما ستتضمن الورشة جلسة خاصة لاستعراض الفرص المتاحة أمام شركات رأس الخيمة للتعاون مع مختبر الشيخ صقر في مركز جواهر لال نهرو للأبحاث العلمية المتقدمة في الهند، الذي يحمل اسم المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي، “طيّب الله ثراه”.
مواد متقدمة لمستقبل مستدام
تشهد الورشة هذا العام استضافة جلسة خاصة تحت عنوان “المواد ودورها في التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة”، بمشاركة متحدثين من جامعات رائدة في الدولة، وهي: جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة نيويورك أبوظبي.
وتشمل المواد المتقدمة المعادن والسيراميك والبوليمرات، سواء كانت جديدة أو تم تطويرها، حيث يمكن العثور عليها في الهواتف المحمولة، والأجهزة الإلكترونية، والمواد المركبة، والأصباغ، وأنظمة الطاقة، وأجهزة الاستشعار، والأغشية وغيرها. وتتمتع هذه المواد بقدرة كبيرة على إحداث ثورة في العديد من القطاعات الصناعية، مثل الطيران، والنقل، والبناء، والرعاية الصحية، كما يمكنها المساهمة في تقليل البصمة الكربونية وخفض استهلاك الطاقة.
رعاية
تُقام “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة” هذا العام برعاية شركة “ستيفن روك”، إحدى أكبر شركات المحاجر في العالم، والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من 80 مليون طن من الأحجار سنوياً، مما يعكس التزامها بدعم البحث والابتكار في هذا المجال.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المواد المتقدمة سعود بن صقر رأس الخیمة هذا العام أکثر من

إقرأ أيضاً:

«الفاو» تكرم الشيخة فاطمة لإسهاماتها بتمكين المرأة

كرمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ، تقديراً لإسهامات سموها البارزة في تمكين المرأة وتعزيز التنمية المستدامة على المستويين الوطني والدولي.
جاء ذلك خلال احتفالية عقدت في أبوظبي بمقر الاتحاد النسائي العام، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة، وذلك بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
تسلمت التكريم نيابة عن سموها، نورة خليفة السويدي الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، وذلك بحضور لفيف من المسؤولين وممثلي البعثات الدبلوماسية في الدولة، حيث تم تسليط الضوء على مسيرة «أم الإمارات» وإرثها الممتد في دعم المرأة وتمكينها للاضطلاع بدورها الحيوي بمسيرة التنمية المستدامة. وشهد الحفل عرض مقطع مرئي خاص يستعرض مسيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك وجهود سموها في مجال دعم وتمكين المرأة على المستويين الوطني والدولي وأبرز المبادرات التي أطلقتها سموها لتعزيز دور المرأة في مختلف القطاعات، ومساهمة سموها الرائدة في دعم التنمية المستدامة ومكافحة الفقر والجوع.
وعبّر كيان أكرم جاف، رئيس بعثة مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، عن امتنانه لقيادة دولة الإمارات لالتزامها المستمر بقضايا التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن إرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، لا يزال مصدر إلهام في جهود مكافحة الجوع والفقر.
واستشهد كيان بوجود «مركز الشيخ زايد للإعلام والمعرفة» في المقر الرئيسي لمنظمة الفاو بروما، والذي يجسد الشراكة التاريخية بين دولة الإمارات والمنظمة في دعم التنمية الزراعية والأمن الغذائي.
وفي تصريحات لوكالة أنباء الإمارات (وام) أعرب رئيس بعثة مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن فخرهم في منظمة الفاو بتكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لجهودها المستدامة ودعم المرأة والأطفال.
ومن جانبها صرحت نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، قائلة: «التزمت دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة منذ لحظة تأسيسها بتنمية المجتمع والمساهمة الفاعلة في دعم مبادرات التنمية حول العالم، وهو ما أصبح جزءاً أصيلاً من محددات السياسة الخارجية للدولة. كما كان دعم القيادة الرشيدة وسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية» «أم الإمارات»، دافعاً لتحقيق قفزات على صعيد تمكين المرأة. ونحن في الاتحاد النسائي العام نعمل تحت توجيهاتها وفي ضوء رؤيتها السديدة لأهمية دمج المرأة، وتفعيل قيادتها ضمن كافة خطط وبرامج التنمية».
وقالت الدكتورة موزة الشحي، مديرة مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة لدول مجلس التعاون الخليجي: «سعدنا بالتكريم المستحق لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» لدورها الريادي عالمياً في تمكين المرأة، ولقيادة سموها لإسهامات دولة الإمارات في هذا المجال. وأود التأكيد أن التعاون مع برامج ومنظمات الأمم المتحدة إنما يبرهن على التزام الإمارات الراسخ بدعم النساء في مواجهة التحديات البيئية وتعزيز التنمية المستدامة». وأضافت الشحي: «ويؤكد الاحتفال مجدداً على المكانة الدولية الرفيعة التي تحظى بها الإمارات بفضل إسهاماتها الإنسانية، التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في مجال الأمن الغذائي والعمل الإنساني، هذا الإرث المستمر يعزز من رؤية الإمارات في دعم التنمية المستدامة وتمكين المرأة، ويبرز دور القيادة الرشيدة في دعم مساعي الأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية العالمية والأمن الغذائي».
ويُعد هذا التكريم علامة فارقة في مسيرة (الفاو)، حيث يأتي في سياق التزام المنظمة بتعزيز الشراكات التي تدعم أهداف التنمية المستدامة، وتدعم دور المرأة كعنصر أساسي في تحقيق الأمن الغذائي والتكيف مع التغيرات المناخية. (وام)

مقالات مشابهة

  • «الوطني»: الإمارات نموذج متميز في الدبلوماسية البرلمانية الفاعلة
  • «الفاو» تكرم الشيخة فاطمة لإسهاماتها بتمكين المرأة
  • سعود بن صقر يستقبل العلماء المشاركين في ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة
  • التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بـ"بتوفير المواد الغذائية بأسعار مناسبة" قبل شهر رمضان
  • "الوطني الاتحادي": الإمارات نموذج متميز في الدبلوماسية البرلمانية الفاعلة
  • وزير الخارجية: مصر ملتزمة بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • سعود بن صقر: رأس الخيمة ملتزمة بتعزيز التقدم العلمي
  • سعود بن صقر: رأس الخيمة ملتزمة بتعزيز التقدم العلمي والمساهمة في النقاشات حول المواد المتقدمة
  • سعود بن صقر: العلوم ركيزة أساسية لبناء مستقبل مستدام ومزدهر في الإمارات والعالم