بسبب نقص الأماكن.. في فيرفييه البلجيكية قرعة تحدد إن كان المشرّد سيقضي ليلته في العراء
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
في ذلك العالم، وبينما تنكمش على نفسك من الصقيع، قد تسأل إن كان من الممكن للحياة، وأنت تتوسد أرصفة الطرق المتسخة والباردة، ريثما يستمتع الآخرون بدفء المواقد، أن تكون أكثر سخرية منك. والحقيقة ستفاجئك بتهكمها.
في عالم موازٍ، قد يكون لأي واحد منا نصيبه من "الحظ السيء" ليقضي ليلته في العراء، مشرّدًا بلا مأوى، بينما يسري البرد في أوصال المدينة.
في ذلك العالم، وبينما ترتعد فرائصك من الصقيع وأنت تفترش أرصفة الطرقات المتسخة، وبينما يستمتع آخرون بدفء البيوت، قد تسأل إن كان يمكن للقدر أن يكون أكثر سخرية، فتجد نفسك أمام واقع سيفاجئك.
في شارع أورتمانز هوزر بمدينة فيرفييه البلجيكية، تقف مجموعة من الرجال والنساء المشردين أمام مأوى ليلي، يعدّون أنفسهم بفرح الأطفال، ويتمنون في أعماقهم ألا يأتي أحد بشكل مفاجئ. فإذ بقي عددهم كما هو، يفتح المركز أبوابه عند الساعة السادسة والنصف مساءً، ليحميهم من برد المدينة القارس، هكذا، دون أن يتم تفضيل أحد على الآخر.
لكن إذا تجاوز العدد قدرة المركز الاستيعابية، فسيلجؤون إلى لعبة قاسية وساخرة، لكنها ستحمي المركز من غضب المشردين واتهاماتهم. حينها، كما يحدث كل يوم، سيلعن المشرّد حظه ويلومه وهو يقامر بإجراء "قرعة"..
نعم، إنها القرعة التي تحدد من سيدخل ومن سيضطر للنوم في الخارج.
وفقًا لشروط القرعة، يجب على المشردين أن يمدوا أيديهم داخل كيس مخملي لسحب كرة رخامية. وفي تلك اللحظات، بناءً على ما يسحبونه، سيتحدد مزاجهم للساعات القادمة وحرارة أجسادهم أيضًا.
فإذا سحبوا الكرة الخضراء، فهذا يعني أنهم سيبقون في مكان دافئ، أما إذا جلب لهم حظهم التعيس الكرة الصفراء، فعليهم النوم في العراء.
من جهتها، تعلق سيرافينا فورتونا، رئيسة الخدمات الاجتماعية الطارئة والمأوى الليلي في مركز فيرفيرس للإيواء، قائلة: "إنه نظام قاسٍ، لكنه الأكثر عدلاً."
وتوضح رئيسة الخدمة الاجتماعية أن المركز في ديسمبر/كانون الأول اضطر لإبعاد 45 مشردًا، وفي يناير/كانون الثاني، أبعد أكثر من 60 شخصًا.
وتضيف: "نشعر بالغثيان من فكرة ترك البشر في العراء"، لكن المركز يمكنه استيعاب 12 مشردًا فقط وهو على النحو التالي: 9 في المبنى المخصص و4 في مكان مخصص للطوارئ، ومجهّز فقط بأسرّة للأطفال ويفتقر حتى إلى حوض غسيل. ومع ذلك، لا تزال الطاقة الاستيعابية غير كافية.
وتتابع قائلة: "عندما يُترك المشردون في البرد، يتم إعطاؤهم أكياس نوم."
لكن عندما لا يجد المشردون مأوى، فهم مضطرّون لقضاء ليلتهم في محطة القطار، كما يقول أحدهم، لكن الشرطة غالبًا ما تخرجهم بسبب إدمانهم على المخدرات والكحول، مضيفًا: "لذلك، قررت مغادرة مدينة فيرفييه قريبًا."
في هذا السياق، يطالب غاييل دينيس، رئيس مركز الرعاية الاجتماعية العامة في فيرفييه، السلطات بالحلول الجذرية قائلًا: "لسوء الحظ، وضع مراكز الرعاية الاجتماعية العامة معقد للغاية وليس لدينا الوسائل اللازمة للتدخل. لقد تلقينا نحو 50,000 يورو من أجل خطة البرد القارس لكامل البلدة، وهذا المبلغ غير كافٍ على الإطلاق."
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية انطلاق كرنفال البندقية السنوي بعروض مائية وبمشاركة واسعة من السكان والزوار "يورونيوز" ترسخ مكانتها كأكبر قناة إخبارية أوروبية: توسّع عالمي ونمو قياسي وأرباح غير مسبوقة 900 ألف مشرد أوروبي لن يصوتوا في الانتخابات الأوربية المرتقبة مشرد ـ بلا مأوىحقوق مدنيةقطاع الخدماتالطقسبلجيكاالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي بروكسل إسرائيل روسيا دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي بروكسل إسرائيل روسيا حقوق مدنية قطاع الخدمات الطقس بلجيكا دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي بروكسل إسرائيل روسيا الحرب في أوكرانيا قطاع غزة تقاليد سوريا مؤتمر ميونيخ للأمن طعن یعرض الآنNext فی العراء
إقرأ أيضاً:
ما الأماكن التي استهدفتها الغارات الأميركية في اليمن؟
يتعرض اليمن منذ منتصف مارس/آذار الماضي إلى مئات الغارات الأميركية التي استهدفت مناطق عدة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 217 مدنيا وإصابة أكثر من 430 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، حسب بيانات جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وجاءت الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد الحوثيين، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما".
وردت الجماعة بتأكيد أن تهديد ترامب "لن يثنيها عن مواصلة مناصرة غزة"، حيث استأنفت منذ أيام قصف مواقع داخل إسرائيل وسفنا في البحر الأحمر متوجهة إليها بالتزامن مع استئناف تل أبيب منذ 18 مارس/آذار الجاري حرب الإبادة على القطاع.
وتاليا أبرز المواقع التي استهدفتها الغارات الأميركية في اليمن.
العاصمة اليمنية صنعاءاستهدفت الغارات الأميركية عشرات المناطق في العاصمة صنعاء وضواحيها، مثل حي النهضة السكني، وسوق وحي فروة الشعبي بمديرية شعوب الذي خلف 12 قتيلا وإصابة العشرات، ومديرية الحصن ومنطقة المحجر في خولان، ومقبرة ماجل الدمة في مديرية الصافية.
منطقة الحفا الجبلية (جنوبي صنعاء)أوردت تقارير يمنية أن جماعة الحوثيين تمتلك في معسكر الحفا منشآت لتخزين الصواريخ وتصنيعها، لكن الجماعة لم تعلق على هذه التقارير بالتأكيد أو النفي.
مديرية نهم (شرق صنعاء)توصف بأنها البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، واتخذتها القوات الحكومية مسلكا لها في سبيل السيطرة على العاصمة صنعاء، ودارت فيها مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين منذ عام 2015 حتى بداية عام 2020، حينما استطاعت الجماعة السيطرة عليها بعد معارك خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين على مدار سنوات.
إعلان مديرية بني حشيش (شرق صنعاء)تعد مديرية بني حشيش واحدة من معاقل الحوثيين، وتحظى الجماعة فيها بحاضنة شعبية، كما تعد واحدة من المناطق الزراعية التي تستفيد منها الجماعة في تغذية أفرادها المقاتلين. واستهدفت الغارات عددا من المديريات مثل الثورة ومناخة.
محافظة الجوف (شمال شرق صنعاء)استهدفت القوات الأميركية مديريات عدة بغارات، مثل مديريات برط العنان وخب والشعف.
محافظة عمران (شمال صنعاء)استهدفت الغارات مناطق بينها مديرية حرف سفيان.
محافظة صعدة (شمال اليمن)تُعَد محافظة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، وترتبط بحدود برية مع السعودية، واستهدفت الغارات الأميركية محيط المدينة إضافة إلى مديرية آل سالم في المحافظة ذاتها.
محافظة الحديدة (غربي اليمن):استهدفتها القوات الأميركية بعدد من الغارات، وأشدها الغارة على ميناء رأس عيسى الذي أدى لمقتل 80 شخصا على الأقل وإصابة 150 آخرين من عمال وموظفي الميناء، إضافة إلى عناصر من الإسعاف كانوا يؤدون مهام إغاثية.
من جهتها، قالت واشنطن إنها دمرت في غاراتها منصة الوقود في ميناء رأس عيسى، وذلك بهدف تقويض قدراتهم الاقتصادية.
واستهدفت الغارات مناطق أخرى في المحافظة مثل جزيرة كمران.
محافظة البيضاء (جنوب شرق اليمن)من المناطق التي استهدفتها الغارات الأميركية مديرية الزاهر.
محافظة مأرب (وسط اليمن)استهدفت غارات أميركية مناطق بها مثل مديريتي رغوان ومدغل.