جامعة أسيوط تُنظم برنامج تدريبي حول «التواصل والقيادة الفعالة» لتطوير مهارات العاملين بالجهاز الإداري
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
نظّمت الإدارة العامة لإدارة وتنمية المواهب، برنامج تدريبي بعنوان: "التواصل والقيادة الفعالة"، تحت إشراف شوكت صابر أمين عام الجامعة، وعبد القادر مهران رئيس الإدارة المركزية للموارد البشرية، والأستاذ خالد عمران مدير عام الإدارة العامة لإدارة وتنمية المواهب، وبمشاركة نحو (٤٥) متدرباً من العاملين بمختلف قطاعات وكليات الجامعة.
أوضح الدكتور أحمد المنشاوي: إن البرنامج التدريبي يأتي فى إطار خطة الجامعة لتطوير مهارات العاملين بالمستوي الوظيفي الأول من مجموعة الوظائف التخصصية، فى مختلف إدارات الجامعة، والوقوف على أحدث المستجدات والأساليب الفعالة، لإدارة الأزمات، والتغلب على المشكلات، وذلك من خلال التواصل الفعّال، لتحقيق النجاح المؤسسي، ورفع مستويات الإنتاجية.
وأضاف شوكت صابر: إن البرنامج التدريبي يهدف إلى إكساب المشاركين المعارف، والمهارات الأساسية اللازمة، والتي تمكنهم من القيام بعمليات القيادة الإدارية بكفاءة، وفعالية، لتحقيق النجاح والريادة، إلي جانب تعريفهم بفنون الإدارة، وكيفية التواصل والتأثير على الآخرين، والتعرف على أنماط، وسلوكيات القيادة الإدارية، وتعزيز الإمكانيات القيادية لكل العاملين.
الجدير بالذكر، إن البرنامج التدريبي يتناول على مدار ثلاث أيام من ١٦ إلي ١٨ من فبراير، مجموعة من المحاور التي تدور حول، تعريف الاتصال، وعناصره، وخصائصه، ودور الاتصال في فعالية القيادة، للدكتور محمد علي صادق المدرس المساعد بقسم إدارة الأعمال بكلية التجارة، كما يناقش البرنامج، التفكير الابتكاري في حل المشكلات، واتخاذ القرار، ودور الإبداع والابتكار في تطوير أداء المنظمات، للدكتور رأفت عبد المنعم حسنين الأستاذ بقسم الأمراض المشتركة، بكلية الطب البيطري، ويتضمن البرنامج أيضاً، مهارات الاتصال الفعال وفن طرح الأسئلة، وطرق وفن إلقاء الحديث، ولغة الجسد والحديث في التواصل الفعال، للدكتورة إيمان صلاح الدين الشريف الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بكلية التربية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: التواصل الجهاز الإداري برنامج تدريبي جامعة أسيوط
إقرأ أيضاً:
فن الإدارة في الإسلام.. نموذج فريد للتنظيم والقيادة
عبدالعزيز بن حمدان الإسماعيلي **
a.azizhh@hotmail.com
تُعد الإدارة عنصرًا أساسيًا في نجاح أي مؤسسة أو مجتمع، وقد قدم الإسلام نموذجًا إداريًا متكاملًا يستند إلى مبادئ العدل والشورى والمسؤولية والأمانة، وقد انعكست هذه المبادئ بوضوح في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، مما أسهم في بناء دولة إسلامية قوية ومستدامة.
الإدارة في الإسلام ليست مجرد عملية تنظيمية، بل هي منظومة متكاملة تهدف إلى تحقيق التنمية والاستقرار وفق مبادئ أخلاقية تعزز من العدالة والشفافية، فمبدأ الشورى يشكل جوهر الإدارة الإسلامية؛ حيث يعتمد القائد على التشاور مع أهل الرأي والخبرة قبل اتخاذ أي قرار مصيري، مما يضمن اتخاذ قرارات سليمة تحقق الصالح العام، كما أن العدل يعد ركنًا أساسيًا إذ يجب على القائد التعامل مع الأفراد بإنصاف بعيدًا عن المحسوبية والتمييز، مما يضمن الاستقرار وخلق بيئة عمل صحية.
المسؤولية والمحاسبة هما من الدعائم التي تقوم عليها الإدارة في الإسلام، إذ يُحمّل القادة مسؤولية أعمالهم ويخضعون للمحاسبة أمام الله وأمام الأمة، مما يؤدي الى توطيد روح النزاهة والالتزام، وإلى جانب ذلك تشكل الأمانة في القيادة عنصرًا أساسيًا، حيث يجب على المسؤولين أداء أدوارهم بصدق وإخلاص، متجنبين أي ممارسات قد تضر بالمصلحة العامة، أما التخطيط والتنظيم الفعّال فيُعد ركنًا جوهريًا لضمان استغلال الموارد بشكل أمثل وتحقيق الأهداف بكفاءة عالية.
ولقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائدًا إداريًا بارعًا، استطاع بناء دولة قوية رغم التحديات التي واجهته، فقد اعتمد في إدارته على الشورى فلم يكن يتخذ القرارات بشكل فردي بل كان يشاور أصحابه لضمان أفضل الخيارات الممكنة، أما على الصعيد المالي فقد وضع نظامًا دقيقًا للموارد المالية مثل الزكاة والغنائم، وخصصها لتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، فكان يعين القادة والمسؤولين بناءً على الكفاءة والنزاهة، مما عزز كفاءة المؤسسات الإدارية في الدولة.
ولم يقتصر نجاح النبي صلى الله عليه وسلم الإداري على الشؤون الداخلية، بل امتد ليشمل العلاقات الخارجية فقد برع في التفاوض وإبرام المعاهدات، مثل صلح الحديبية الذي شكّل نموذجًا بارعًا في الدبلوماسية وإدارة الأزمات، كما أنه وضع نظامًا دقيقًا للرقابة والمحاسبة، حيث كان يحاسب المسؤولين ويعفي من يقصر في أداء مهامه، مما وطد الانضباط الإداري والعدالة في تولي المناصب.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واصل الخلفاء الراشدون نهجه الإداري، كلٌ بأسلوبه الذي يعكس احتياجات عصره، فقد واجه أبو بكر الصديق رضي الله عنه تحديات كبيرة، أبرزها حروب الردة التي تعامل معها بحزم؛ مما أسهم في الحفاظ على وحدة الأمة، كما حرص على ترسيخ الاستقرار المالي، وأدار الموارد بفعالية لضمان استدامة الدولة، إلى جانب بدئه للفتوحات الإسلامية في العراق والشام؛ مما عزَّز نفوذ الدولة الإسلامية.
أما عُمر بن الخطاب فقد أحدث نقلة نوعية في الإدارة الإسلامية، حيث أنشأ الدواوين، مثل ديوان الجند وديوان الخراج، لتنظيم شؤون الدولة المالية والعسكرية، كما وضع نظامًا دقيقًا لمراقبة أداء الولاة والموظفين، لضمان النزاهة وتحقيق العدالة، ولم يقتصر إبداعه الإداري على ذلك؛ بل امتد إلى التخطيط العمراني، فأسس مُدنًا جديدة مثل الكوفة والبصرة مما أدى الى ارساء الاستقرار والتنمية وكان حريصًا على وضع تشريعات جديدة لحماية حقوق المواطنين وتنظيم الأسواق.
وعندما تولى عثمان بن عفان الخلافة ركز على التوسع العمراني، فعمل على توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسلمين، كما ساهم في تطوير الأسواق وتنظيم التجارة مما أسهم في ازدهار الاقتصاد لكن إنجازه الأبرز كان توحيد المصحف الشريف، حيث جمع الأمة الإسلامية على مصحف واحد، مما ضمن وحدة المرجعية الدينية وساهم في الحفاظ على النص القرآني.
أما علي بن أبي طالب- كرَّم الله وجهه- فقد ركز على الإصلاح الإداري؛ حيث عمل على تعيين الأكفاء في المناصب الإدارية ومحاربة المحسوبيات كما حرص على تحقيق العدالة الاجتماعية، فاتخذ إجراءات لضمان توزيع عادل للثروات والموارد بين المسلمين وعلى الصعيد العسكري واجه تحديات داخلية كبيرة حيث خاض معارك للحفاظ على استقرار الدولة الإسلامية وحماية وحدتها.
نجد اليوم ان المبادئ الإدارية الإسلامية لا تزال صالحة للتطبيق في المؤسسات الحديثة؛ حيث يمكن دمجها مع أحدث المفاهيم الإدارية لضمان تحقيق الأهداف بكفاءة، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية وتظل الحوكمة الرشيدة والتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء من أهم الأسس التي يمكن توظيفها لتطوير المؤسسات وفق مبادئ الإدارة الإسلامية.
ويُثبت التاريخ أنَّ الإدارة الإسلامية نموذج فريد يجمع بين الكفاءة والعدالة، ويظل هذا النهج صالحًا للتطبيق في مختلف العصور وعندما يُدار أي نظام وفق المبادئ الإسلامية، فإنه يُحقق النجاح والاستدامة، مما يجعل الإدارة الإسلامية نموذجًا يُحتذى به عالميًا.
** باحث دكتوراه في الإدارة العامة