متابعات تاق برس ـ في أم درمان، لا تخطئ الرصاصات الطائشة أهدافها، بل تجد ضحاياها حيث لا يتوقع أحد. طفل يلعب في فناء منزله، امرأة تنشر الغسيل، أو رجل يسير في شارع يظنه آمنا. كل يوم، تُضاف أسماء جديدة إلى قوائم المصابين، وكأن الحرب قررت أن تسكن البيوت إلى الأبد.

 

 

أم درمان.. رصاصة طائشة تحول ليلة مظلمة إلى كابوس
في أم درمان، لم يعد النوم في فناء المنزل مجرد عادة في ليالي انقطاع الكهرباء، بل قد يكون مخاطرة قاتلة.

شاب من ضاحية الثورة كان مستلقيا يحاول التقاط بعض الهواء البارد، قبل أن تمزق رصاصة طائشة قدمه، وفقًا لما ذكره أحد اقربائه لـ”العربية.نت والحدث.نت”.

إذ تم نقله إلى مستشفى النو بأم درمان، حيث خضع للعلاج والتغيير على الجرح لمدة 21 يوما. حادثة أخرى تضاف إلى قائمة الضحايا الذين يسقطون بسبب إطلاق النار العشوائي.

 

حين يصبح الهواء دامياً.. رصاص بلا هدف وضحايا بلا ذنب
بينما يتساءل سكان المدينة.. إلى متى سيظل الرصاص الطائش سيد الموقف؟ يقول أحد المواطنين لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”: “لم يعد إطلاق النار في الهواء مجرد وسيلة للتعبير عن الفرح، بل تحول إلى كابوس يومي يهدد حياتنا. في حفلات الزفاف، والمناسبات الاجتماعية، وحتى لحظات الفرح العابر، تصبح السماء مستودعًا للرصاص الطائش. لم يعد مستغربا أن يحمل شخصٌ رشاشا ويفرغ مخازنه في الهواء، وكأننا نعيش في ساحة رعب دائمة.

 

 

لكنّ الرعب لا يتوقف عند المناسبات، بل يمتد ليشمل كل إعلان عن “تحرير” منطقة ما، والذي بات بمثابة صفارة إنذار للخطر القادم. فور صدور أي بيان رسمي، يدرك سكان أم درمان أن السماء ستمطر رصاصا، وأن الشوارع ستتحول إلى ساحات معارك غير مرئية، حيث تتطاير قذائف الـ”قرنوف” بلا تمييز، لتضيع فرحة المواطنين.

رصاص بلا رحمة.. ومدنيون يدفعون الثمن
في غضون أسبوع واحد فقط من شهر فبراير الجاري، سجلت المستشفيات في أم درمان 51 إصابة على الأقل برصاص طائش، وفقًا لمصادر طبية تحدثت لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”. لكن الرقم الأكثر صدمة كان يوم إعلان استعادة السيطرة على ود مدني، حيث أصيب 55 شخصًا خلال ساعات قليلة، معظمهم داخل منازلهم أو أثناء تنقلهم في الشوارع.

 

 

يروي أحد الأطباء لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” قصة تقطع القلب قائلا: “أدخلوا إلى الطوارئ طفلة في السادسة، كانت تمسك بدميتها عندما أصابتها رصاصة في كتفها. كانت تبكي وتسأل والدتها: هل كنت فتاة سيئة؟ لماذا أطلقوا النار عليّ؟”. كلمات الطفلة كانت أكثر قسوة من جراحها، فهي لم تكن بحاجة إلى علاج طبي فقط، بل إلى إجابة على سؤال لا يملك أحد إجابة له.

 

مدارس مغلقة.. وخوف لا يتوقف
في ظل هذه الفوضى، يتساءل المواطنون بمرارة: كيف يمكن للأطفال أن يعودوا إلى مدارسهم بينما الطلقات تخترق الجدران والمساجد والمتاجر؟ كيف يمكننا أن نحيا حياة طبيعية في مدينة تمطر رصاصا؟. لم يعد السؤال “من يطلق النار؟” مهمًا، فالإجابة باتت واحدة: “لا تسأل.. من أنت لتسأل؟!”

 

السلاح لحماية الناس.. لا لقتلهم
وفي النهاية، يبقى التساؤل الأكبر كما يقول مواطنو أم درمان: لماذا يُستخدم السلاح ضد الأبرياء بدلًا من حمايتهم؟ في مدينة تعيش تحت تهديد مستمر بفعل الحرب الطاحنة والقذائف العشوائية، يبدو أن الرصاصة الطائشة لم تعد طائشة.. بل موجهة ضد الحياة نفسها.

الأعمىالإصاباتضحايا القناص

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: الأعمى الإصابات لـ العربیة نت فی أم درمان لم یعد

إقرأ أيضاً:

داخل المنازل.. جهاز مبتكر يحول الهواء الى ماء

بغداد اليوم -  متابعة

ابتكر باحثون في شركة WAIEA Water، "مولدات المياه الجوية" (AWGs)، لإيجاد حلول تضمن حصول المجتمع العالمي على مياه نظيفة، وبفضل التكنولوجيا، يُسهم هذا التطور الجديد في إزالة جميع القيود المتعلقة بالبنية التحتية والبيئة.

وقال الباحثون في تصريح صحفي، اليوم الاثنين (24 آذار 2025)، إن "الجهاز صُمم بطريقة تجمع الرطوبة الموجودة في الهواء، وتبردها، ثم تحولها إلى قطرات ماء، وتستمر العملية حتى تصل إلى لترات من الماء صالحة للشرب"، مشيرين الى أن "مولدات المياه الجوية مصممة لإنتاج ما يصل إلى 10 لترات من المياه يوميًا، مما يوفر للشركات الصغيرة والمنازل مياهًا نظيفة ومستدامة وسهلة الوصول".

وأضافوا أنه "يُناسب المناطق السكنية حيث يُمكن للناس شرب الماء فقط للترطيب والاستهلاك اليومي، وليس لأغراض مثل الغسيل أو الأنشطة الأخرى التي تستهلك كميات كبيرة من المياه".

ويشار الى أنه "مولدات المياه الجوية هي صديقة للبيئة من حيث استخراج المياه من الهواء؛ فلا حاجة للاعتماد على المياه المعبأة دائمًا، إذ يُساعد على تقليل التلوث والنفايات، والحفاظ على نظافة البيئة وتقليل البصمة الكربونية الناتجة عن النقل.

ووفقًا للدراسات، أفاد المستخدمون بأن طعم المياه نقي وعذب، بل إن البعض أشار إلى أنها أفضل من المياه المعبأة التقليدية.

أما الآثار البيئية فهي إيجابية؛ فلا توجد انبعاثات كربونية ولا يتم استخراج مكونات الأرض لإنتاج المياه. ولكن هناك ظروف بيئية تجعل الإنتاج مختلفًا بسبب تغير الرطوبة والمنطقة.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • أول إشارة روسية مشفرة من كلمتين في الهواء!
  • داخل المنازل.. جهاز مبتكر يحول الهواء الى ماء
  • رينارد: الإصابات جزء من كرة القدم وعلينا التأقلم مع اللعب في رمضان
  • اللجنة الوزارية العربية تدعو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة
  • اللجنة المكلفة من القمة العربية والإسلامية تدعو إلى العودة الفورية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • الإنجليزي مايكل أوين فتى ذهبي أوقفته الإصابات
  • المجموعة العربية بمجلس الأمن تدين إسرائيل لخرقها اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • ارتفاع ضحايا القصف الإسرائيلي على جنوب غزة إلى 30 قتيلاً
  • البرازيلي باتو موهبة ضاعت بسبب عدم الانضباط وحياة الليل
  • اللجنة العربية الإسلامية تبحث الأحد وقف النار في غزة