لندن- انتقد النائب البريطاني السابق جيرمي كوربين تأخر الحكومة البريطانية في اتخاذ موقف حازم تجاه تصريحات رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب المتعلقة بتهجير الشعب الفلسطيني، واعتبر بقاء الحكومة البريطانية دون اتخاذ إجراءات ضد هذه الانتهاكات أمرا مقلقا.

وكان كورين من بين الذين استدعتهم الشرطة البريطانية وقامت باستجوابهم بتهم خرق النظام العام على خلفية مشاركتهم في المظاهرات، ومنها مسيرة 18 يناير/كانون الثاني الماضي، التي شهدت اعتقال عدد غير مسبوق من النشطاء.

وفي سياق حديثه عن الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، أكد النائب البريطاني السابق في تصريح، للجزيرة نت، أن ما يحدث لسكان غزة أكثر فداحة، وأنه لا يستطيع التركيز على ما تعرض له من استجواب.

من مظاهرة  شارك فيها آلاف المؤيدين للفلسطينيين بلندن للاحتجاج على اقتراح الرئيس دونالد ترامب (غيتي) احتجاج ضد التهجير

وأكد كوربين أن بريطانيا يجب أن تدين تماما فكرة إبعاد أي شخص من غزة، وتلتزم بدعم حق الفلسطينيين في البقاء بأرضهم.

وندد بالتصريحات التي تدعو إلى تهجير الفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة وضع برامج تهدف إلى تنمية غزة، وتوفير الموارد اللازمة لذلك.

واعتبر جيرمي كوربين أن الحكومة البريطانية تأخرت بالفعل في وضع حد لإمدادات الأسلحة إلى إسرائيل، خصوصا أجزاء طائرات "إف-35"، التي تسببت في أضرار مدمرة لقطاع غزة.

إعلان

وأضاف كوربين أن المحاكم الدولية قد خلصت إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم إبادة جماعية في غزة، مشيرا إلى أن أوامر اعتقال صدرت ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، مما يفرض على بريطانيا أن تتخذ موقفا دوليا صارما ضد تلك الانتهاكات.

ورغم القمع الذي تعرضت له المظاهرات، أكد كوربين أن الاحتجاجات في لندن جاءت لتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية.

 

تظاهر عشرات الآلاف من المناصرين للقضية الفلسطينية وسط لندن تنديدا بتصريحات ترامب (غيتي)

 

وتظاهر عشرات الآلاف من المناصرين للقضية الفلسطينية وسط لندن، فيما وصفه المنظمون بأنه من أكبر الاحتجاجات منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل. 

واحتشدت حملة التضامن مع فلسطين أمام مقر السفارة الأميركية بلندن، السبت، للاحتجاج على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول دراسة الولايات المتحدة إمكانية التملك الجزئي لقطاع غزة.

وقال النائب البريطاني "نحن هنا اليوم بأعداد هائلة لإظهار دعمنا للفلسطينيين الذين يعانون تحت الاحتلال والهجوم، والآن تحت تهديد الإبعاد عن غزة بالكامل".

وأضاف كوربين أن هذا الحضور الضخم يعكس فشل محاولات قمع التظاهرات، كما أشار إلى أن موقفه يعكس رأي الأغلبية داخل النقابات العمالية وحزب العمال في بريطانيا، وأكد أيضا أن مطالب المسيرات الوطنية تسير في الاتجاه نفسه.

 

الأعلام الفلسطينية ترفرف في حين يقف ضباط الشرطة أمام السفارة الأميركية خلال مسيرة مؤيدة للفلسطينيين بلندن (الفرنسية) رسائل تحذير

وبخصوص التعليق على معلومات تهم رسائل وُجهت إلى بعض نواب الحزب الذين انضموا إلى المظاهرات، تحذر نواب حزب العمال من انتقاد الحكومة علنا، قال كوربين، للجزيرة نت، "يجب على أعضاء حزب العمال أن يخرجوا بقوة لدعم حقوق الفلسطينيين، وإحلال السلام في غزة، وإزالة المستوطنات الإسرائيلية".

وحظرت قيادة حزب العمال على نوابه انتقاد الحكومة علنا، في خطوة وصفتها الصحف المحلية بالمتشددة، في ظل تدهور شعبية الحكومة في استطلاعات الرأي.

إعلان

ووجّهت قيادة الحزب رسائل تهديد إلى 10 نواب من حزب العمال، الذين صوتوا ضد رفض الحكومة تعويض النساء اللواتي تأثرن بنظام المعاشات التقاعدية، وهو ما يظهر تصعيدا في سياسات الحزب الداخلية.

هذه السياسات تأتي في وقت حساس، وعلّق عليها كوربين بالقول إن هذا التحرك يعكس قمعا متزايدا من قِبل قيادة الحزب ضد الأصوات المستقلة التي قد تتعارض مع سياساتها، وهو ما اعتبره متناقضا مع مطالب الشعب البريطاني بشكل عام فيما يتعلق بدعم حقوق الفلسطينيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حزب العمال

إقرأ أيضاً:

“جكر في ترامب”.. فلسطينيون يعقدون صفقة أبدية مع غزة رفضا للتهجير / شاهد

#سواليف

لا يتصور الرئيس الأميركي دونالد #ترامب أن إعلان نيته #تهجير #الفلسطينيين من #غزة، قد يعزز #صمود #سكان_القطاع الذين عاشوا #الإبادة_الإسرائيلية على مدار 15 شهرا، وقاوموا كل أشكال الموت.

تصريحات الرئيس الأميركي وتمسكه بخطته، التي زلزلت المنطقة والعالم، دفعت سكان غزة المنكوبة إلى إلغاء فكرة السفر إلى الخارج طوعا، بل ” #جكرا_في_ترامب “، وهو مصطلح شعبي يعني #العناد، على اعتبار أنه لا يملك السلطة لتهجيرهم قسرا.

وجلب #مشروع_ترامب، الذي يتمسك بفكرة أن “غزة لم تعد مكانا صالحا للسكن”، قصص التجذر بالأرض مهما بلغ العدوان والدمار الإسرائيليان عبر منصات التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة لبنان يعتبر أي وجود إسرائيلي “احتلالا” وتحذير أممي من انتهاك القرار 1701 2025/02/18

في كل مرة ترهبونهم بالموت والتهجير والنزوح يحدثكم أطفال غزة عن الحياة والأمل والبقاء والصمود.. pic.twitter.com/8YcZb5fBrK

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) February 17, 2025

واحدة من هذه القصص، حكاها الفلسطيني نبيل عيد الذي يعمل معلما، وقال إنه “منذ الشهور الأولى للمقتلة التي تعرضنا إليها، باشرت بتجهيز جوازات سفر لي ولأسرتي بقصد مغادرة قطاع غزة، وربما كنت قد عقدت النية بتقديم أوراق التقاعد المبكر وعدم العودة للقطاع ثانية، ليس هربا من الموت ولكن بحثا عن مستقبل أفضل لصغاري”.

وأضاف عيد -في منشور له عبر صفحته في فيسبوك- أنه بينما استعد للسفر، سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح ومنع حركة الدخول والخروج في مايو/أيار الماضي، لكن بعد تصريحات ترامب “قررت عدم المغادرة جكرا (عنادا) فيه”.

ورغم عدم إخفاء نية #الهجرة_الطوعية عند البعض واعتبارها “ملاذ المواطن المنكوب في غزة، فإن قرار ترامب لتهجير سكان القطاع، سيغير تلك النوايا” كما كتبت نعمة حسن.

ورأى مدونون أن أقوى رد على تصريحات ترامب، خاصة بعد #صمود_الفلسطينيين لنحو 15 شهرا تحت آلة القتل الإسرائيلية، هو أن “غزة ليست للبيع” وأن الرئيس الأميركي أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يستطيعان إجبار أكثر من مليوني مواطن على ترك وطنهم قسرا.

ولم يكن ترامب يظن أن الفلسطينيين سيردون على عرض التهجير بعبارة “شكرا ترامب”، فبعد محاولة إحباطهم بفكرة أن القطاع مكان غير صالح للسكن، رد مدونون بأن المشروع حفّز الغزّيين على البقاء في الأرض وإلغاء فكرة السفر إلى الخارج وإن كانت طوعا.

وظن ترامب بعد إمعان #نتنياهو في حرب الإبادة على غزة، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة نحو 160 ألف شخص، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بأن النكبة قد تُعاد، وأن كل الخسارات على مدار 15 شهرا قد تدفع الفلسطينيين لبيع غزة كما يتصور تاجر العقارات.

ووجه الفلسطيني يوسف شرف سؤالا لترامب: أتظننا نعطيك غزة هكذا بعد كل فاتورة الدم والعطاء؟ وبعدما أبادت إسرائيل 37 فردا من عائلتي، ودمّرت بيتي وأحلامي، بل اعتقلتني بعد حصار مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ونال مني التعذيب على مدار 10 أشهر أسيرا.

وسأل شرف مرة أخرى: “هل تظن أننا بعد كل هذه الخسارات نبيع غزة؟.. يا أبله لم يعد لدينا ما نخسره سوى هذه الأرض التي تراها أنت ركاما، بينما نراها نحن فرصة ثانية للبناء وللبقاء وللتجذر مدى العمر، لسنا صفقة عقارية لأننا عقدنا مع الأرض صفقة أبدية”.

"أمانة الله ما تفرجيهم دمعتك"
شاب غزاوي بعد لقائه بوالده لحظة تحريره من سجون العدو الصهيوني..

لنا الله يا أبطال، وحرية شعبنا وأقصانا قريبة يقيناً بالله.. pic.twitter.com/mtJPt6MLrb

— أدهـم ابراهيم أبـو سلميـة (@pal00970) February 16, 2025

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يواصل ترامب ترويجه لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

مقالات مشابهة

  • سفير بريطانيا بعد لقائه سلام: الحكومة الجديدة فرصة للتغيير والإصلاح
  • «تنظيف المنزل».. ترامب يطرد المدعين العامين الأمريكيين الذين عينهم بايدن
  • “جكر في ترامب”.. فلسطينيون يعقدون صفقة أبدية مع غزة رفضا للتهجير / شاهد
  • جكر في ترامب.. فلسطينيون يعقدون صفقة أبدية مع غزة رفضا للتهجير
  • خبراء للجزيرة نت: مقترح تهجير الفلسطينيين فاشل وسيؤدي لاضطراب عالمي
  • موقف شجاع ومبداي ..العاهل الأردني يكرر موقفه في شأن الفلسطينيين: "كلا للتهجير، كلا للتوطين، كلا للوطن البديل"
  • كلا للتهجير وكلا للتوطين وكلا للوطن البديل..ملك الأردن يشدد على اللاءات الثلاث
  • غزة بدون حماس.. الذين ينصرون نتنياهو!
  • حرب ترامب التجارية تدفع بريطانيا لدعم صناعتها الحيوية