مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكشف عن مواعيد دورته الخامسة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي اليوم عن مواعيد دورته الخامسة المرتقبة، التي تقام خلال الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر في مقره الدائم بمنطقة البلد التاريخية بجدة، المملكة العربية السعودية.
تشكل هذه الدورة علامة فارقة في مسيرة المهرجان، حيث تحتفي بالذكرى السنوية الخامسة لانطلاقته، لتعزز بذلك إرثه المعروف في دعم التميز السينمائي، وإلهام الإبداع، ومساندة صنّاع الأفلام في منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
يأتي هذا عقب النجاح الكبير الذي حققته الدورة الرابعة من المهرجان، التي سجلت أعلى نسبة حضور في تاريخ الحدث، حيث اُفْتُتِحت بالعرض العالمي الأول لفيلم "ضي" للمخرج كريم الشناوي. وتحولت منطقة البلد التاريخية خلال الفترة من 5 إلى 14 ديسمبر 2024 إلى حفل سينمائي عالمي، حيث جمعت بين عمالقة القطاع وأهم المخرجين المبدعين وعشاق السينما من مختلف أنحاء العالم.
واحتفل شعار المهرجان العام الماضي، "للسينما بيت جديد"، بعودته إلى منطقة البلد المدرجة على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي. كما مهد لتنظيم الدورة الأضخم في تاريخ المهرجان، مما ساهم في تعزيز الروابط المؤثرة عبر القطاع، وإبرام صفقات غير مسبوقة وشراكات جديدة. وسجل المهرجان مشاركة قياسية، حيث حضره أكثر من 40 ألف شخص، بينهم قرابة 7,000 ضيف مسجل، حيث عُرِض 122 فيلماً من 85 دولة، بينها 61 عرضاً حصريًا.
وبلغ إجمالي العروض 302 عرضًا، مع تقديم نصف الأفلام كعروض عالمية أو دولية أولى، بما في ذلك 46 عرضاً عالمياً، و15 عرضاً دولياً، و53 عرضاً إقليمياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد عزز هذا النجاح مكانة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي كواحد من أهم المحافل الثقافية والسينمائية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وعلى صعيد نجاح المهرجان، اختتم سوق البحر الأحمر نسخته الناجحة بمشاركة 142 شركة عارضة، و40 متحدثًا في جلسات السوق، بالإضافة إلى سوق المشاريع الذي تميز بعرض 24 مشروعًا قيد التطوير أو الإنتاج و7 أعمال في مرحلة ما بعد الإنتاج، من إخراج مخرجين عرب وأفارقة وآسيويين.
وترأس سبايك لي لجنتي التحكيم في المهرجان عبر 14 فئة، حيث تنافس 16 فيلماً روائياً طويلاً على الجوائز الكبرى، إلى جانب أفلام قصيرة من العالم العربي و آسيا وإفريقيا شاركت في برامج سينما السعودية الجديدة للأفلام القصيرة والأفلام القصيرة العربية.
كما تكللت السجادة الحمراء الخاصة بالمهرجان بحضور نخبة من نجوم العالم، وقد شهدت هذه النسخة تكريم إميلي بلانت، وعامر خان، ومنى زكي، وفيولا ديفيس، وبريانكا شوبرا جونسون. كما حضر الحدث نجومًا عالميون بارزون، من بينهم ميشيل يوه، وكارينا كابور خان، وجوني ديب، ويسرا، وفين ديزل، وكاثرين زيتا جونز، وسينثيا إريفو، وبريندان فريزر، ومحمد سامي، وغيرهم الكثير.
وشهدت الدورة الرابعة أيضاً تنظيم 25 ندوة حوارية مع شخصيات بارزة مثل عامر خان، وإميلي بلانت، وسينثيا إريفو، وبريندان فريزر، ومحمد سامي، وسبايك لي، مما أتاح للجمهور فرصة ثمينة للقاء كبار نجوم السينما العالمية.
وفي إطار التزامه برعاية المواهب السينمائية، دعم صندوق البحر الأحمر حتى الآن أكثر من 280 مشروعاً سينمائياً، بما في ذلك فيلم رُشح لجائزة الأوسكار، ما يعزز دوره الحيوي في صناعة السينما إقليمياً ودولياً.
ومع استعداده للدورة الخامسة، يواصل المهرجان التزامه بالاحتفاء بفن السرد السينمائي، ودعم الأصوات الجديدة، والمساهمة في رسم ملامح مستقبل صناعة السينما.
مؤسسة البحر الأحمر السينمائي هي جهة مستقلة غير ربحية تم تأسيسها لتحويل المملكة العربية السعودية والعالم العربي إلى مركز عالمي لصناعة الأفلام، وتأتي تحت مظلتها عدة أقسام شاملة لجميع جوانب الصناعة السينمائية تساهم معًا في تشكيل هيكلها وبناء كيانها، وهي: سوق البحر الأحمر، وصندوق البحر الأحمر، ومعامل البحر الأحمر، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مهرجان البحر الأحمر السينمائي كريم الشناوي منى زكي فيلم ضي المزيد البحر الأحمر السینمائی
إقرأ أيضاً:
هكذا قاد حلم الطفولة فاطمة الرميحي إلى نهضة السينما القطرية
وفي حلقة 2025/4/12 من بودكاست ملهمات في "أثير" (يمكن مشاهدة الحلقة كاملة عبر هذا الرابط) استعرضت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي، رحلتها المهنية الملهمة في تشكيل المشهد السينمائي القطري والعربي، والتحديات التي واجهتها، والإنجازات الكبيرة التي حققتها المؤسسة على الساحة الدولية.
ونشأت علاقة الرميحي بالفن السابع منذ طفولتها، فكانت رحلاتها العائلية خارج قطر فرصة لارتياد دور السينما التي لم تكن متوفرة في بلدها آنذاك.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 412 فيلمًا حظيت بدعم "الدوحة للأفلام" تشارك في مهرجان البندقية السينمائيlist 2 of 4مهرجان أجيال السينمائي يستعرض "لحظات تشكّلنا" بـ66 فيلمًا من 42 دولةlist 3 of 4أفلام عربية مشاركة في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائيlist 4 of 4محاضرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب تستعرض ثراء وتنوع الثقافة في دولة قطرend of listوبين الأفلام الهوليودية والبرامج التلفزيونية التي كانت تعرض على القناة الأجنبية القطرية، تشكل شغفها وفضولها لهذا العالم الساحر، حتى إنها كانت تتابع بشغف ما يحدث خلف الكواليس وتفاصيل صناعة الأفلام، وتسهر لمشاهدة مراسم السجادة الحمراء وحفلات توزيع جوائز الأوسكار.
ولم تكن تعلم أن خبرا صحفيا بسيطا في عام 2009 عن إقامة مهرجان سينمائي في الدوحة سيشكل "شرارة" تغير مسار حياتها المهنية بالكامل.
وفتحت مجرد مكالمة استفسار عن هذا المهرجان أبوابا لها لولوج عالم طالما تابعته من بعيد، لتنتقل خلال أسبوع واحد للعمل مع اللجنة المنظمة، ولتسافر بعدها بأسبوعين لحضور أول مهرجان سينمائي في حياتها، إذ وصفت تجربتها حينها بأنها "كطفل يدخل محل حلويات ولا يعرف ماذا يختار".
إعلان
تجاوز النظرة التقليدية
لم تكن الطريق معبدة أمام الرميحي، فقد واجهت تحديات جمة خاصة مع النظرة المجتمعية المحدودة للسينما التي كانت تختزلها في كونها وسيلة للترفيه فقط.
وحملت على عاتقها مهمة تغيير هذه النظرة وتوضيح الأهداف الحقيقية للمؤسسة، موضحة أن الدولة اعترفت بهذا المجال كونه مهما وأسست له مؤسسة ومهرجانا، مما يعني أن هناك أهدافا إستراتيجية من وراء هذه المنظومة.
وخلال عملها مع المؤسسة منذ تأسيسها، اكتشفت الرميحي القوة الحقيقية للأفلام في تغيير المجتمعات وتشكيل الوعي وحتى التأثير في القوانين وأنماط الحياة.
إنجازات ملموسة
تمكنت مؤسسة الدوحة للأفلام تحت قيادة الرميحي من تحقيق إنجازات لافتة، فدعمت أكثر من 850 مشروعا سينمائيا من قرابة 75 دولة.
وحققت هذه المشاريع نجاحات باهرة، بمشاركتها في أكثر من 1800 مهرجان سينمائي وحصدها لأكثر من 800 جائزة عالمية.
ويكمن سر نجاح المؤسسة في نهجها لاختيار الأفلام التي تدعمها، إذ تتبنى معايير بسيطة تركز على جوهر القصة وإبداعها وقدرتها على تقديم منظور جديد، متجاوزة الاعتبارات التقليدية كجنس المخرج أو خبرته.
وأثمر هذا النهج الإنساني المتوازن نتائج ملفتة، إذ إن نحو 50% من الأفلام الممولة من المؤسسة من إخراج نساء، دون وجود نظام حصص محدد مسبقا.
شراكات إستراتيجية
ولم تكتف المؤسسة بالدعم المالي للمشاريع السينمائية، بل بنت شبكة علاقات واسعة مع المؤسسات السينمائية العالمية لتعزيز حضور الأفلام القطرية والعربية في المحافل الدولية.
ومن أبرز مبادراتها برنامج "قمرة" الذي يوفر منصة للأفلام في مراحل التطوير وما بعد الإنتاج، ويستقطب خبراء عالميين في صناعة السينما لاكتشاف المواهب ودعم الأعمال الواعدة.
كذلك تشكل الشراكة مع مهرجان جيفوني الإيطالي، أحد أقدم وأكبر المهرجانات السينمائية في أوروبا المتخصصة بسينما الأطفال والشباب، نموذجا للتعاون الدولي، حيث استلهمت المؤسسة القطرية منه فكرة مهرجان أجيال السينمائي الذي يضع الأطفال والشباب في قلب العملية النقدية كمحكمين أساسيين للأعمال المشاركة.
إعلان
مهرجان أجيال
واستطاع مهرجان أجيال السينمائي خلال 12 نسخة أن يرسخ مكانته كمهرجان عالمي ذي بعد مجتمعي، يعرض أفلاما من شتى بقاع الأرض بلغاتها الأصلية مع ترجمات للعربية والإنجليزية، وما يميزه هو لجنة تحكيمه الرئيسية من الشباب والأطفال بين سن 8 أعوام و25 عاما، موزعين على 3 فئات، كل منها تقيّم مجموعة محددة من الأفلام.
ورغم التساؤلات الأولية التي واجهت المهرجان حول قدرة الأطفال على تقييم الأعمال السينمائية، فإن النتائج أثبتت نجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها في العالم العربي.
إذ يعمل فريق متخصص على إعداد المحكمين الشباب من خلال جلسات نقاشية وورش عمل، ويستعين بخبراء في المجالات النفسية والاجتماعية عند تناول أفلام تعالج قضايا حساسة.
وتؤكد الرميحي أن نجاح المهرجان يكمن في الصدق والعفوية والدقة التي تتسم بها تقييمات الأطفال والشباب، مما جعل العديد من المخرجين العالميين يعتبرون مشاركتهم في أجيال من أثرى تجاربهم المهنية.
السينما أداة للتغيير
وتنظر الرميحي للسينما كأداة قوية للتغيير، واصفة إياها بـ"السلاح" في أوقات الأزمات، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة.
وترى أن من أهم أهداف المؤسسة تصحيح الصورة النمطية المشوهة عن الإنسان العربي والمسلم، وبالأخص المرأة العربية والمسلمة، التي تشكلت على مدى قرن كامل.
وتشدد على أهمية وجود أفلام عربية في المنصات العالمية تروي القصص بأصالتها وعمقها، من منظور أصحابها الحقيقيين، وليس كما يريد الغرب تقديمها، وقد تجلى ذلك في مشاركة 6 أفلام مدعومة من المؤسسة في مهرجان كان السينمائي الأخير، وفوز بعضها بجوائز مرموقة.
ورغم التحديات المتعددة التي تواجه الصناعة، تثق الرميحي في أن للسينما العربية مستقبلا واعدا، مشيرة إلى مفارقة مهمة تتمثل في أن الأفلام العربية غالبا ما تصل للجماهير العالمية أكثر من الجماهير العربية نفسها، وهو تحدٍ تعمل المؤسسة جاهدة على معالجته.
إعلان الصادق البديري12/4/2025