البرهان: لن تُفرض أي حكومة على الشعب السوداني
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
بورتسودان: «الشرق الأوسط» خاطب عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الاثنين، الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، قائلاً إن الشعب السوداني «لن تُفرَض عليه أي حكومة»، وأضاف البرهان، في كلمة ألقاها في بورتسودان: «على كل من يتحدث نيابة عن الشعب السوداني في الخارج ألا يحلم بأن يعود لحكم السودان.
وتابع البرهان قائلاً، إن على المجتمع الدولي «ألا يبذل جهداً في محاولة إعادة شخصيات منبوذة» إلى السودان.
وكانت قوى سياسية وشخصيات سودانية رافضة لمقترح تشكيل حكومة موازية، قد أعلنت، الأسبوع الماضي، تشكيل «التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة» (صمود) برئاسة حمدوك، وذلك بعد حل «تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية» (تقدم) إثر خلافات بين أعضائها حول مسألة تشكيل حكومة بديلة للحكومة التي عينها الجيش، وتتخذ من بورتسودان مقراً لها.
وفي وقت سابق اليوم، أكدت قوى سياسية وحركات مسلحة و«قوات الدعم السريع» أنها بصدد توقيع ميثاق سياسي في كينيا، غداً الثلاثاء، لتكوين حكومة موازية.
ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023، بعد خلافات حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.
وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم المناطق في إقليم دارفور، وعلى مساحات واسعة من ولاية كردفان. واستعاد الجيش في الأشهر القليلة الماضية السيطرة على عدة مناطق في وسط السودان كما يسيطر على شمال وشرق والبلاد.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تطور مفاجئ في الخرطوم.. الجيش السوداني يسيطر على القصر الجمهوري وفرار قوات الدعم السريع
شمسان بوست / متابعات:
في تطور ميداني مفاجئ، سيطر الجيش السوداني صباح اليوم الجمعة على القصر الجمهوري في وسط العاصمة الخرطوم، بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع التي كانت تتحصن داخل المبنى. وأكدت مصادر ميدانية أن القوات المسلحة السودانية نفذت عملية نوعية استمرت لساعات، مستخدمة الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، أسفرت عن استعادة السيطرة الكاملة على واحد من أهم رموز السيادة في البلاد.
شهود عيان تحدثوا عن دوي انفجارات ضخمة واشتباكات متواصلة منذ الفجر وحتى ساعات الصباح الأولى، تخللها تقدم آليات الجيش السوداني من عدة محاور نحو محيط القصر، قبل أن تتمكن وحدات الاقتحام من دخوله وتطهيره بالكامل. وبحسب المصادر، فقد انسحبت قوات الدعم السريع بشكل مفاجئ من الموقع، بينما تم القبض على عدد من أفرادها، بعضهم في حالة إصابة بالغة.
القصر الجمهوري، الذي ظل خلال الأشهر الماضية تحت سيطرة قوات الدعم السريع، يمثل نقطة استراتيجية وسيادية بالغة الأهمية، لكونه مقر الحكم ورمز الدولة السودانية، ويقع في موقع حساس وسط العاصمة وعلى مقربة من مؤسسات ومقار دبلوماسية بارزة. استعادة هذا الموقع من قِبل الجيش تعتبر ضربة موجعة لقوات الدعم السريع التي تراجعت ميدانيًا في أكثر من جبهة خلال الأسابيع الماضية.
وتأتي هذه التطورات بعد قرابة عامين من اندلاع الصراع المسلح بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والذي خلّف آلاف القتلى والجرحى، وتسبب في نزوح ملايين السودانيين داخليًا وخارجيًا، وسط انهيار شبه تام في مؤسسات الدولة والخدمات الأساسية.
ردود الفعل على السيطرة الجديدة تنوعت ما بين الترحيب الحذر من القوى السياسية والمدنية، والقلق الشعبي من اتساع رقعة المواجهات في الخرطوم، خاصة مع استمرار الاشتباكات في بعض المناطق الجنوبية والغربية للمدينة. المواطنون، رغم شعور بعضهم بالأمل جراء هذا التقدم، ما زالوا يعيشون تحت وقع القصف والانفلات الأمني، في ظل غياب أفق واضح لحل سياسي شامل.
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه قوات الدعم السريع أي بيان رسمي بشأن انسحابها من القصر، تحدثت حسابات تابعة لها عن “إعادة تموضع تكتيكي” دون الخوض في تفاصيل، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات لهجمات مضادة في الساعات أو الأيام المقبلة.
السيطرة على القصر الجمهوري تمثل من الناحية العسكرية والمعنوية تقدمًا كبيرًا لصالح الجيش، وقد تعيد رسم خارطة السيطرة داخل العاصمة، إلا أن المشهد العام لا يزال هشًا، في ظل غياب تسوية سياسية حقيقية، واستمرار حالة الاحتراب التي تعصف بالبلاد منذ ربيع عام 2023.