وكيل الشيوخ: الصناعة تساهم بـ16.2% من الناتج المحلي وندعو لتعميق التصنيع
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المستشار بهاء أبو شقة، وكيل أول مجلس الشيوخ، في كلمة له أمام الجلسة العامة للمجلس، والمنعقدة الآن، برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس المجلس، والتي تناقش 3 طلبات مناقشة عامة تخص وزارة الصناعة، إن قطاع الصناعة أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد المصري، حيث يساهم بنسبة 16.
وتابع "أبو شقة": القانون هو الذي ينظم حركة المجتمع لنصل إلى هدف محدد لابد أن نكون أمام ضوابط قانونية تقود للوصول إلى الهدف، فهل القوانين القائمة تقود لحل المشاكل الموجودة سواء المصانع المتعثرة أو غيرها ونستطيع أن نصل إلى اكتفاء ذاتي وتوطين الصناعة، فهناك بعض القوانين الحاكمة أصبحت عقيمة.
وأشار إلى أن القوانين الحاكمة تشمل قانون الاستثمار وقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة وقانون تفضيل المنتج المحلي، وكذلك قانون الجمارك، وقانون 207 لسنة 2020، وقانون الصناعة رقم 21 لسنة 1958، متابعا: لابد أن نكون أمام تدخلات تشريعية سريعة بتطوير وتسريع الإجراءات للحصول على التراخيص، وتطوير المصانع والتسويق لمنتجاتها لخلق بنية مشجعة للاستثمار الصناعي، وأن نكون أمام نصوص تنظم وتيسر الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص والمستمثرين، لا سيما وأطلقت مبادرة ابدأ لدعم الصناعة المصرية التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فلابد أن نكون أمام مبادرة لدعم الصناعة وإعادة تشغيل المصانع المتعثرة، ووضع استراتيجية وطنية للتصنيع والصناعة المصرية بنصوص تشريعية حديثة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المستشار بهاء أبو شقة مجلس الشيوخ الجلسة العامة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق وزارة الصناعة التصنيع المحلي أن نکون أمام
إقرأ أيضاً:
ميزان العدل الإلهي وقانون التاريخ
من مظاهر تلبيس إبليس على كثير من الناس وخاصة على المتدينين أنه يوهمهم بكونهم ليسوا معنيين بسنن التاريخ وليسوا مقصودين بخطاب الوعيد الإلهي، إنه يوهمنا بأننا معنيون فقط بآيات الوعد وخطاب النعيم والثناء لكوننا مؤمنين أو متدينين.
مثل هذا التلبيس يجعلنا ننظر إلى كل خيبة نقع فيها على أنها امتحان رباني وابتلاء أو على أنها نتيجة تآمر الأعداء علينا، فلا نربطها بالأسباب ولا نراجع أنفسنا ولا نقف على مواطن تقصيرنا وأخطائنا وحتى ظلمنا لأنفسنا ولغيرنا بل وحتى فسادنا وإفسادنا؛ لكوننا بشرا يعترينا الضعف والخوف والجهل والتقصير والخطأ والخطيئة. ومثل هذا الوهم يمنعنا من إصلاح أنفسنا ومن تحمل مسؤولياتنا ومن الاعتراف للناس بأخطائنا، في حين نظل ننظر لما يصيب الآخرين من سوء وخيبة بكونه عقابا إلهيا بسبب سوء علاقتهم بالدين أو بسوء تعاملهم معنا نحن، فلا نربط أيضا بين ما أصابهم وبين أسباب موضوعية سارية في التاريخ.
هذا التلبيس يجعلنا ننظر إلى كل خيبة نقع فيها على أنها امتحان رباني وابتلاء أو على أنها نتيجة تآمر الأعداء علينا، فلا نربطها بالأسباب ولا نراجع أنفسنا ولا نقف على مواطن تقصيرنا وأخطائنا وحتى ظلمنا لأنفسنا ولغيرنا بل وحتى فسادنا وإفسادنا؛ لكوننا بشرا
هذا التلبيس معيق للتفكير ومُخرّب للوعي ومنتج للكسل والتواكل، ومعطل لكل عملية نقد ذاتي أو مراجعة لما سبق منا من فهم ومن فعل في علاقة بأنفسنا وبالآخرين، فلا نظن أننا معنيون بآيات "الظالمين" وإنما نظنها خاصة بغيرنا.
فحين نقرأ قول الله تعالى "فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر" فإننا كثيرا ما نقرأ الآية خارج معنى "حسم" التاريخ الذي يحكمه قانون، فنظن أن غيرنا هم المعنيون بها، ولا نجد أنفسنا معنيين، وذاك هو الخطأ في فهم العدل الإلهي الكامن في قانون التاريخ، إن ذاك "الأخذ" إنما هو لحظة انتهاء مسار معين إلى نتيجة هي من جنسه، فذاك هو "الأخذ" وذاك هو العدل.
"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ" (الأعراف: 96).
فـ"الأخذ"/ "الحسم" هو في علاقة سببية بالـ"كسب"، وهي الأفعال التي نأتيها بإرادتنا أو بغير إرادتنا، فالتاريخ لا يبرر لنا ولا يفسر إنما يأخذ ويحسم.
"وحين نقرأ "قُلْ جَاءَ الحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الباطلُ وما يعيد" (سبأ: 49)، فإن تلبيس إبليس يجعلنا نفهم الآية كونها بُشرى لنا نحن بقرب النصر على "أعدائنا"، سواء من أعدائنا في الدين أو خصومنا في السياسة، وهذا الفهم يحيد بنا عن الإيمان بالعدل الإلهي الكامن في قانون التاريخ.
إن مجيء الحقّ إنما هو تحقّق لشروط مرحلة الانتصار، فالحق قيمة مطلقة سواء تحقق واقعا أم لم يتحقق، والمجيء هنا بمعنى التحقق، أي تحوله من قيمة مفارقة إلى حقيقة مرئية في عالم الناس وفي مسار التاريخ، ولا يكون ذلك إلا بتوفر الشروط الموضوعية والقيمية، فلسنا إزاء غلبة يُحققها الغالب المقتدر بالقوة، إنما نحن إزاء تحقق العدالة المستحقة بالسعي وبالقيم في آن.
للتاريخ عاطفة وليس لميزان العدل أهواء، وإننا نسيء لأنفسنا وللتاريخ ولميزان العدل حين نتوهم أن واقعنا ومستقبلنا في غير علاقة بالأسباب
لقد جاء الحق بعد غياب، ولم يغب إلا لكون شروطه لم تتوفر، وحين يغيب الحق يملأ الباطلُ الفراغ، ويظل الباطل قائما طالما عجز الحق عن التحقق لعجز أهله،
وإذا جاء الحق فإن الباطل يزول حتما لأنه لا يملك حظوظ المقاومة ولا حظوظ البقاء، فهو لا "يُبدئ" ولا "يُعيدُ"، بمعنى أنه لا يملك شروط التأسيس (البدء) فهو عاجز بذاته وقادر بعجز غيره، و هو يحضر لا لمقومات حضور متوفرة فيه، إنما يحضر لغياب الحق.
وإذا جاء الحق واختفى الباطل فإن حظوظ عود أهل الباطل مفقودة، فمن كان عاجزا عن البدء فإنه عن العود أعجزُ.
إن المشاريع البشرية التي لا تمتلك مقومات التأسيس إنما تكون وتستمر طالما ظل الحق غائبا، وهي إذا ما توفرت شروط قيام الحق تزول آليا ولا تملك مقومات عودتها، فمن عجز عن الاستمرار إنما هو عن العود أعجز.
ليس للتاريخ عاطفة وليس لميزان العدل أهواء، وإننا نسيء لأنفسنا وللتاريخ ولميزان العدل حين نتوهم أن واقعنا ومستقبلنا في غير علاقة بالأسباب، أي بما كسبت وستكسب أيدينا.
x.com/bahriarfaoui1