دشنت اللجنة العمانية لحقوق الإنسان اليوم البرنامج التوعوي "قيم وانتماء" بالتعاون مع "جمعية الأطفال أولًا"، تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم.

يهدف البرنامج إلى تعزيز مبادئ المواطنة المسؤولة والانتماء الوطني لدى الأطفال، إلى جانب مناقشة مشكلة التنمر بجميع أشكالها وتأثيرها على الأطفال، مع تقديم حلول وقائية وعلاجية عبر برامج موجهة للطلبة والمعلمين وأولياء الأمور.

كما يسعى البرنامج إلى إبراز دور مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص في حماية حقوق الطفل وتفعيل الشراكات المجتمعية لتحقيق بيئة متكاملة لدعمه.

وقالت صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد رئيسة "جمعية الأطفال أولًا": إن الجمعية تتبنى في خطتها الاستراتيجية الخمسية 2021-2025 رؤية واضحة تهدف إلى توعية وتنمية وتمكين الطفل من المجالات التربوية والصحية والثقافية، بما يعزز قدراته ويحقق حقوقه ليصبح فردًا فاعلاً في المجتمع، وأضافت أن الجمعية تسعى من خلال استراتيجيتها إلى إيجاد بيئة ثقافية تعزز مفاهيم المواطنة والهُوية الوطنية، وتدعم قيم المواطنة بما يتكامل مع جهود الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم.

وأوضحت سموها أن هذا التعاون بين الجمعية واللجنة يعكس رغبة الجهتين في وضع إطار محدد للتنسيق المشترك، مما يعزز حقوق الإنسان من خلال تبادل المعارف، مثل البيانات والإحصاءات والزيارات، إلى جانب إقامة البرامج التدريبية وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات المشتركة. كما أكدت أن هناك عددًا من البرامج التي سيتم تنفيذها هذا العام، والتي تتناول موضوعات حقوق الطفل، والقيم الوطنية، والانتماء، بالإضافة إلى حماية الطفل من الإساءة والتنمر، وذلك في إطار قانون الطفل رقم 22/2014 واتفاقية حقوق الطفل.

وأشادت سموها بالدعم الذي تحظى به مؤسسات المجتمع المدني من الحكومة لتحقيق أهدافها، مشيرة إلى أن هذا الدعم أسهم في مشاركة الجمعيات الأهلية في تنمية المجتمع، كما أوضحت أن الجمعية قامت العام الماضي بتقييم برامجها وأنشطتها لقياس مدى نجاحها وتأثيرها، بهدف تحديث الأهداف والعمل عليها خلال السنوات الخمس القادمة بما يتوافق مع الخطة الخمسية الحادية عشرة للدولة.

من جانبه، أكد الدكتور راشد بن حمد البلوشي رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان أن إطلاق البرنامج التوعوي يعد نتيجة للتعاون البناء بين اللجنة و"جمعية الأطفال أولًا"، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، مشيرا إلى أن حماية حقوق الطفل وغرس قيم الانتماء والمواطنة هي مسؤولية وطنية وإنسانية تتطلب تعاونًا مستمرًا بين مختلف الجهات الحكومية والوطنية ومؤسسات المجتمع المدني، لضمان بيئة آمنة تدعم نمو الأطفال جسديًا، ونفسيًا، واجتماعيًا، وتعليميًا.

وأوضح الدكتور البلوشي أن اللجنة عملت على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التوعوية خلال السنوات الماضية، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث قدمت محاضرات توعوية لطلبة المدارس في مختلف المحافظات شملت المدارس الحكومية والخاصة والأجنبية. كما نظمت حلقات تدريبية للمعلمين والمختصين لتعزيز قدراتهم في مجال حقوق الطفل. وأضاف أن جهود اللجنة لم تقتصر على العام الدراسي فقط، بل شملت البرامج الصيفية التي تنظمها الوزارة، حيث شاركت اللجنة بشكل فاعل في استغلال وقت الأطفال بأفضل الطرق.

وأشار إلى أن البرنامج التوعوي يعد خطوة مهمة نحو تحقيق بيئة تعليمية وثقافية تعزز من قيم المواطنة والانتماء والمسؤولية لدى الأجيال القادمة. ولفت إلى أن البرنامج لا يقتصر على الجانب التوعوي فحسب، بل يتضمن محاور متعددة تتناول أهم القضايا المرتبطة بالطفل، أبرزها التعريف بحقوق الطفل وفقًا للمواثيق والتشريعات الوطنية والدولية، وتعزيز مفهوم الحماية من جميع أشكال الإساءة والاستغلال والعنف، بالإضافة إلى توعية الأطفال وأولياء الأمور والمعلمين بآليات التبليغ والدعم. كما يشمل البرنامج ترسيخ قيم المواطنة والهُوية الوطنية والانتماء، وتنمية مهارات الأطفال وتمكينهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع.

وأوضح أن البرنامج لا يستهدف الأطفال والطلبة فحسب، بل يمتد ليشمل المعلمين، والأخصائيين الاجتماعيين، وأولياء الأمور، وجميع الفئات المعنية. ويهدف البرنامج إلى تزويد المعلمين بالمعرفة والمهارات اللازمة لنشر ثقافة حقوق الطفل، وقيم المواطنة والانتماء في البيئة التعليمية، وكذلك تعريف الأخصائيين الاجتماعيين بآليات الحماية والتدخل الفعّال، إضافة إلى تمكين أولياء الأمور من تعزيز أساليب التربية الإيجابية.

تخلل تدشين البرنامج إقامة ورقتي عمل، الأولى كانت بعنوان "جهود وبرامج اللجنة العمانية لحقوق الإنسان لتعزيز وحماية حقوق الطفل"، قدمتها شذى بنت عبدالمجيد الزدجالية، مديرة دائرة المنظمات والعلاقات الدولية باللجنة العمانية لحقوق الإنسان. استعرضت الزدجالية خلالها جهود اللجنة في مجال حقوق الطفل على المستوى الوطني، مشيرة إلى أن اللجنة عملت على وضع استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان ومتابعة تنفيذها بالتنسيق مع كافة الجهات المختصة، كما قدمت اللجنة المشورة للجهات الوطنية المعنية في قضايا حقوق الطفل وحرياته. وتحدثت الزدجالية عن وسائل رصد الانتهاكات المتعلقة بحقوق الطفل، التي تشمل الرصد الميداني والزيارات التفقدية للمؤسسات الإصلاحية مثل مراكز الأحداث، أماكن التوقيف، والمستشفيات، وكذلك متابعة تقارير الإعلام من الصحف والقنوات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضحت الزدجالية أن اللجنة شاركت في البرنامج الصيفي لطلبة المدارس (صيفي همم وقيم) لعام 2024، والذي استهدف 13 مركزًا صيفيًا و700 طالب وطالبة، وتم إصدار 1500 كتيب توعوي، إلى جانب 11 مطبوعة للأطفال و5 أفلام توعوية.

أما الورقة الثانية، فقد قدمتها جوخة بنت علي المعمرية، عضو مجلس إدارة "جمعية الأطفال أولًا"، تحت عنوان أدوار وبرامج "جمعية الأطفال أولًا"، لتنمية أطفال سلطنة عمان"، تحدثت خلالها عن جهود الجمعية في توعية وتنمية وتمكين الطفل في المجالات التربوية والصحية والثقافية لتلبية احتياجاته وتطوير قدراته وتعزيز حقوقه، بهدف تمكينه ليكون فردًا فاعلًا في المجتمع. وأكدت المعمرية أن الجمعية تسعى إلى خلق بيئات آمنة ومحفزة للأطفال، وترسيخ مفاهيم المواطنة والانتماء لديهم، بالإضافة إلى تعزيز الانفتاح الواعي على الثقافات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: اللجنة العمانیة لحقوق الإنسان التربیة والتعلیم قیم المواطنة حقوق الإنسان حقوق الطفل إلى أن

إقرأ أيضاً:

بين الجرأة والواقع.. كيف تناول "لام شمسية" قضية البيدوفيليا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أثار مسلسل "لام شمسية" في موسم رمضان 2025، جدلاً واسعًا بتطرقه لقضية حساسة ونادرة الطرح في الدراما العربية، وهي "البيدوفيليا" أو التحرش الجنسي بالأطفال، وتناول المسلسل هذه القضية بجرأة، مما دفع المشاهدين والنقاد للتفاعل والنقاش حولها، وتقدم لكم “البوابة نيوز” فيما يلي نقاط تسلط الضوء على هذا الموضوع النادر الطرح بالدراما المصرية والعربية 

"لام شمسية".. هل يكسر التابوهات ويتناول البيدوفيليا بجرأة؟

اضطراب الاشتهاء الجنسي للأطفال، هو ميل جنسي للبالغين نحو الأطفال الذين لم يبلغوا سن البلوغ، ويُعتبر هذا الاضطراب من المشكلات النفسية الخطيرة التي تتطلب تدخلاً وعلاجًا متخصصًا، وفي مسلسل "لام شمسية"، تتهم "نيللي" (أمينة خليل) صديق زوجها "وسام" (محمد شاهين) بالتحرش بابن زوجها "يوسف"، مما يفتح الباب لمناقشة قضية البيدوفيليا. 

فيما أكد المخرج كريم الشناوي  أن المسلسل لا يمكن اختزاله في قضية البيدوفيليا فقط، مشيرًا إلى أن العمل يتناول تجارب إنسانية متعددة الطبقات ولا يمكن تلخيصه في عنوان أو فكرة واحدة.

وقد لاقى المسلسل إشادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي لتناوله الجريء لقضية التحرش بالأطفال، مع إشادة بأداء الممثلين وعمق الطرح الدرامي، فيما يقوم تسليط الضوء على مثل هذه القضايا في الدراما يساهم في زيادة الوعي المجتمعي حول مخاطر البيدوفيليا وضرورة حماية الأطفال من التحرش، فقد أظهر مسلسل "لام شمسية" كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة فعّالة لفتح نقاشات مجتمعية حول موضوعات قد تكون مسكوتًا عنها، مما يعزز الوعي ويشجع على البحث عن حلول، كما يعرض المسلسل الصعوبات التي يواجهها ضحايا التحرش وأسرهم في التعامل مع المجتمع، مما يبرز الحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي لهم، ويُبرز دور المجتمع في حماية الأطفال، بدءًا من الأسرة وصولاً إلى المؤسسات التعليمية والدينية، وضرورة توفير بيئة آمنة لهم.

فيما تُظهر الأحداث أن التعامل مع المتحرشين يجب أن يشمل العقاب المناسب والتأهيل النفسي لمنع تكرار السلوك، وقد يشجع نجاح "لام شمسية" الدراما العربية على تناول مزيد من القضايا الحساسة بجرأة وموضوعية في المستقبل، فهو خطوة جريئة في الدراما العربية، مما يفتح المجال لنقاش أوسع حول كيفية حماية الأطفال وزيادة الوعي المجتمعي بهذه الظاهرة الخطيرة. 

 

د جمال فرويز من الضحية إلى الجاني.. كيف يؤثر الاعتداء على هوية الطفل وسلوكه

حذر الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وطب المخ والاعصاب بجامعة عين شمس، من أن حالات التحرش بالأطفال غالبًا ما تبدأ من داخل نطاق الأسرة أو من المقربين، مثل الأصدقاء، الجيران، الخال، العم، أو حتى المدرس، حيث يستغل هؤلاء موقعهم القريب من الطفل والثقة التي يمنحهم إياها الأهل لتحقيق أهدافهم الدنيئة.  

وأوضح فزوير أن المعتدي غالبًا ما يستغل انشغال الأبوين، فيطلب الجلوس مع الطفل بحجة التسلية أو المساعدة، ثم يبدأ في فرض سيطرته من خلال التخويف والترهيب، مما يمنع الطفل من البوح بما يتعرض له، وأكد أن أحد أكبر الأخطاء التي تقع فيها الأمهات هو ترك الأطفال مع أشخاص مقربين دون تدقيق، سواء لتخفيف مسؤولياتهن أو بسبب ضغوط الحياة والعمل، وهو ما يعرض الطفل لخطر الاستغلال.  

وأشار إلى أن بعض الأطفال يظهرون رفضهم لهذا الأمر بالبكاء والصراخ، لكن بعض الأمهات قد يصررن على إرسالهم إلى الأقارب أو الجيران لإنجاز مهام المنزل، دون الالتفات إلى إشارات الخطر التي قد تصدر عن الطفل.  

وشدد “فرويز” على ضرورة توعية الأهل بأهمية حماية أطفالهم، ومراقبة تصرفاتهم وردود أفعالهم، وعدم الثقة العمياء في أي شخص مهما كانت درجة قرابته، مؤكدًا أن حماية الطفل تبدأ من إدراك الأهل للمخاطر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وأوضح  أن الأطفال الذين يتعرضون للتحرش قد تظهر عليهم علامات صامتة لا ينتبه إليها الأهل في البداية، مثل الانطواء، السكوت المستمر دون مبرر، ضعف الانتباه والتركيز، مما يؤدي إلى تراجع في التحصيل الدراسي، إضافة إلى أعراض أخرى مثل الاكتئاب، اضطرابات النوم، وفقدان أو زيادة الشهية بشكل غير طبيعي.  

وأكد أن معظم الأهالي لا يلتفتون لهذه العلامات إلا عند ظهور آثار جسدية واضحة، مثل النزيف أو الجروح، وهو ما يعني أن الطفل يكون قد تعرض للأذى لفترة قبل أن يُدرك الأهل حجم الخطر.  

فيما شدد على ضرورة توعية الأطفال لحمايتهم من التحرش، من خلال تعلّيمهم تجنب الجلوس بمفردهم مع شخص غريب، أو الذهاب معه لأي مكان، أو الدخول إلى الحمام برفقة الآخرين، كما يجب تنبيههم لعدم الجلوس على أرجل الكبار أو السماح بلمس أجسادهم بشكل غير لائق.  

كما شدد على ضرورة غرس مفهوم حرمة الجسد لدى الطفل منذ الصغر، وتعويده على عدم تغيير ملابسه أمام الآخرين، أو الاستحمام المشترك حتى بين الإخوة، وذلك لحمايتهم من أي استغلال أو أذى نفسي قد يتعرضون له دون أن يدركوا حقيقته.

وفيما يخص ردود فعل الأطفال تجاه التحرش، أكد أن تعرض الطفل للتحرش بشكل متكرر قد يؤدي إلى ردود فعل متباينة، حيث ينقسم الأطفال إلى نوعين من الاستجابات النفسية والسلوكية، فبعض الأطفال يواجهون الصدمة بانغلاق تام على أنفسهم، فيميلون إلى العزلة، ويفقدون الثقة في الآخرين، مما قد يؤدي إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد مثل القلق والاكتئاب، واضطرابات النوم، والتردد في التعامل مع الأشخاص حتى داخل الأسرة.  

وعلى الجانب الآخر، قد يظهر الطفل رد فعل عكسيًا من خلال السلوك العدواني، سواء تجاه أقرانه أو الكبار، كرد فعل دفاعي على ما تعرض له، وقد يتحول هذا الطفل في المستقبل إلى شخص يمارس العنف أو الاعتداء على الآخرين، سواء جسديًا أو نفسيًا.  

وحذر من أن هذه التأثيرات النفسية قد تستمر حتى مرحلة البلوغ، حيث قد يتحول الضحية إلى شخص يعاني من اضطرابات في الهوية الجنسية أو يتبنى سلوكًا عدوانيًا تجاه المجتمع، لذا، فإن التدخل المبكر من قبل الأهل والمتخصصين يعد ضروريًا لمنع تفاقم هذه التأثيرات، وذلك من خلال توفير الدعم النفسي المناسب للطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، واحتوائه عاطفيًا لمساعدته في تجاوز الصدمة. 

وأوضح “فرويز” أن الأطفال دون العشر سنوات يعتمدون نمط التفكير الكونكريتي (Concrete Thinking)، وهو التفكير الحرفي أو العياني، أي أن الطفل يفكر بطريقة مباشرة وملموسة، دون القدرة على التجريد أو فهم المعاني الرمزية والمفاهيم المعقدة، فعلى سبيل المثال، إذا قُلتَ لطفل صغير "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، فإنه لن يفهم المعنى المجازي، بل قد يتخيل أن الوقت شيء مادي يمكن حمله أو قطعه.  

ويظهر التفكير الكونكريتي بوضوح عند الأطفال في المراحل المبكرة من النمو، حيث يفهمون الأشياء بناءً على ما يرونه أو يختبرونه بشكل مباشر، دون تحليل عميق أو تأويلات مجردة، لذلك يقوم المتحرش بتخويفهم بعبارات مثل "لو حكيت هقطع لسانك أو أموتك أو أهلك هيكسروك من الضرب"،  لذلك يجب احتواء الأطفال توعية الأطفال بشأن الأمان الشخصي أو مخاطر التحرش، يجب استخدام لغة واضحة وبسيطة، تعتمد على أمثلة ملموسة وسهلة الفهم.

دراسات عربية حديثة تناولت قضية البيدوفيليا 

البيدوفيليا، أو اضطراب الاشتهاء الجنسي للأطفال، هو موضوع حساس وقليل الطرح في الأبحاث العربية، ومع ذلك، هناك بعض الدراسات العربية التي تناولت هذا الموضوع.

1- دراسة بعنوان "اضطراب البيدوفيليا: دراسة تحليلية في ضوء علم النفس الجنائي"

المؤلف: الدكتور محمد عبد الله العتيبي

الناشر: مجلة العلوم النفسية

العام: 2020

الملخص: تتناول الدراسة تحليل سلوك البيدوفيليا من منظور علم النفس الجنائي، مع التركيز على العوامل النفسية والاجتماعية المؤدية لهذا الاضطراب.

2- دراسة بعنوان "البيدوفيليا في المجتمعات العربية: الأسباب والتداعيات"

المؤلف: الدكتورة سعاد محمد الحربي

الناشر: مجلة العلوم الاجتماعية

العام: 2019

الملخص: تستعرض الدراسة انتشار ظاهرة البيدوفيليا في بعض المجتمعات العربية، مع التركيز على الأسباب والتداعيات الاجتماعية والنفسية.

3- دراسة بعنوان "العلاج النفسي لاضطراب البيدوفيليا: مقاربة معرفية سلوكية"

المؤلف: الدكتور أحمد خالد النجار

الناشر: مجلة العلاج النفسي

العام: 2021

الملخص: تقدم الدراسة استعراضًا لأساليب العلاج النفسي المعتمدة في معالجة اضطراب البيدوفيليا، مع التركيز على المقاربة المعرفية السلوكية. 

تحذيرات من تأثير لام شمسية على الأطفال.. هل نحتاج إلى إعادة ضبط المعروض على الشاشات؟

أكدت الدكتورة سامية خضر صالح، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على ضرورة إعادة النظر في الموضوعات التي تُعرض على الشاشات، خاصة تلك التي تتناول قضايا حساسة قد تؤثر سلبًا على الأطفال والمراهقين.

وأوضحت أن مناقشة مثل هذه الموضوعات علنًا قد يكون لها أضرار تفوق فوائد التوعية بها، حيث قد تثير فضول الأطفال والمراهقين، مما يدفعهم إلى محاولة استكشافها أو حتى تقليدها بدافع الفضول.  

وشددت على أن الإنسان بطبيعته ميّال إلى التقليد، خاصة عندما يتعلق الأمر بأشياء غير مألوفة أو محاطة بالغموض، مما قد يفتح الباب أمام سلوكيات خطيرة لم تكن موجودة من قبل، وأشارت إلى أهمية انتقاء المحتوى الإعلامي بعناية، وضبط ما يُعرض للأطفال والمراهقين، بحيث يكون هادفًا ومفيدًا دون التسبب في إثارة فضول غير مرغوب فيه.  

كما دعت إلى ضرورة وضع استراتيجيات واضحة لتقديم التوعية حول القضايا الحساسة، بحيث تتم مناقشتها بطرق مدروسة، بعيدًا عن الإثارة أو الترويج غير المباشر لها، مع التركيز على توعية الأهل بكيفية التعامل مع هذه القضايا بطريقة مناسبة لعمر الطفل ومستوى إدراكه.  

فيما أوضحت الدكتورة سامية، على أهمية التوعية السليمة والهادئة عند التعامل مع القضايا الحساسة، مشيرة إلى أن استخدام "القوى الناعمة" هو الأسلوب الأكثر فعالية في إيصال الرسائل التوعوية، خاصة داخل الأسرة، حيث تلعب الأسرة الدور الأكبر وربما الأوحد في توجيه الأطفال وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة.  

وأشارت إلى أن التوعية لا يجب أن تكون مبنية على الترهيب أو الصدمة، بل يجب أن تعتمد على الحوار الهادئ والشرح المناسب لعمر الطفل، بحيث يفهم دون أن يتولد لديه خوف غير مبرر أو فضول غير مرغوب فيه، مضيفة أن الأهل يجب أن يكونوا المصدر الأول للمعلومات بالنسبة لأطفالهم، حتى لا يلجأوا إلى مصادر أخرى قد تكون غير موثوقة أو مضللة.  

وشددت على ضرورة تعزيز الثقة بين الأهل وأطفالهم، مما يسمح للأطفال بالتعبير عن مخاوفهم وتساؤلاتهم دون تردد، مؤكدة أن الأسرة الواعية هي الدرع الأول في حماية الطفل من أي تأثيرات سلبية قد يتعرض لها من محيطه أو وسائل الإعلام.

كما أكدت على أن مناقشة مثل هذه الموضوعات يجب أن تتم عبر خطط تربوية مدروسة توجه للآباء والأمهات، بدلاً من طرحها في مسلسلات تعرض خلال شهر رمضان، حيث إن هذه الحالات نادرة، ولا يجب تسليط الضوء عليها بشكل قد يثير الفضول أو القلق في المجتمع.  

وأضافت أن التركيز يجب أن يكون على إنتاج برامج توعوية موجهة للأطفال على غرار برامج الزمن الجميل مثل البرنامج الإذاعي بابا شارو ، الذي قدم محتوى تعليميًا وترفيهيًا يحمي الطفل من التعرض لأفكار غير مناسبة، مشددة على أن للأسرة الدور الأعظم في تنشئة الطفل سلوكيًا وأخلاقيًا، وأنه يجب منح كل طفل حقه في التربية والاهتمام، مع مراعاة الفروق العمرية بين الأبناء حتى لا يشعر أحدهم بالإهمال.  

وأوضحت أن صلاح الطفل أو فساده يبدأ من الأسرة، فإذا احتضنته عائلته ودعّمته عاطفيًا وفكريًا، فلن يكون عرضة للتأثر السلبي من محيطه، ولن يقع تحت تأثير الأشخاص السيئين، كما شددت على ضرورة الرقابة الجيدة على الأعمال الفنية، خاصة التي تتناول المناطق الشعبية، إذ تعكس الدراما في كثير من الأحيان صورة مغلوطة عن هذه البيئات، من خلال إبراز البلطجة والاعتداءات كجزء من الحياة اليومية فيها.  

كما انتقدت تقديم شخصية المتحرش في المسلسل باعتباره شخصًا ناجحًا اجتماعيًا وأكاديميًا، مثل كونه "دكتور جامعي محبوب وبارّ بأمه"، معتبرة أن ذلك يكسر بعض التابوهات بطريقة قد تؤدي إلى تشويه صورة النماذج الإيجابية في المجتمع، مشيرة إلى أن الدراسات تؤكد أن المتحرش غالبًا ما ينشأ في بيئة غير سوية، ويمر بظروف اجتماعية قاسية تؤثر على سلوكه، داعية إلى فرض رقابة أكثر صرامة على الدراما، وتوجيه صناع المحتوى نحو إنتاج أعمال تعزز القيم الإيجابية بدلاً من التركيز على الجوانب السلبية التي قد تؤدي إلى تطبيع بعض السلوكيات غير المرغوب فيها داخل المجتمع.

قبل لام شمسية.. أعمال درامية عالمية ناقشت ظاهرة البيدوفيليا 

فيلم "لوليتا" (1962 و1997): مستندًا إلى رواية فلاديمير نابوكوف، يتناول الفيلم العلاقة المثيرة للجدل بين رجل بالغ وفتاة في الثانية عشرة من عمرها، وقد أثار الفيلم نقاشات حول موضوع البيدوفيليا وكيفية تقديمه في السينما.

فيلم "Cuties" (2020): أثار الفيلم الفرنسي جدلاً واسعًا بعد عرضه على منصة نتفليكس، حيث اتُهم بالترويج لجنسنة الأطفال، وقد دافع البعض عن الفيلم باعتباره نقدًا للضغوط المجتمعية على الفتيات الصغيرات، بينما رأى آخرون أنه يساهم في تطبيع البيدوفيليا.

فيلم "صوت الحرية" (2024): يتناول الفيلم قضية الاستغلال الجنسي للأطفال وتجارة البشر، مسلطًا الضوء على الجهود المبذولة لمكافحة هذه الجرائم.

مقالات مشابهة

  • حوارات ثقافية| أحمد فضل شبلول لـ «البوابة نيوز»: «أدب الأطفال في الوطن العربي قضايا وآراء».. وقفة حول الشكل الجديد والمؤثر فى عالم الطفل تابعت جهود 22 شاعرا عـربيا قدموا 525 نصًّا شعريَّا للصغار
  • أحمد فضل شبلول: المسيرة الحقيقية لأدب الطفل بدأت من الشاعر أحمد شوقي
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا تدريبيًا حول مهارات التواصل الفعال
  • شوقي علام: الإسلام اهتم بحقوق الطفل في جميع مراحل حياته
  • جامعة قناة السويس تنظم برنامجًا تدريبيًا لمواجهة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب
  • اطلاق مبادرة الحكايات الشعبية لإحياء التراث المعنوي بمدرسية سيما ومقزح
  • بين الجرأة والواقع.. كيف تناول "لام شمسية" قضية البيدوفيليا؟
  • 1500 صندوق من «فرحة عيد» للأطفال
  • “مؤسسة الجليلة” تطلق حملتها الرمضانية لدعم مبادرة “صندوق الطفل”
  • ندوة توعوية حول أحكام حقوق المرأة والطفل بالجامعة الروسية بالقاهرة