أفاد حساب على منصة إكس منسوب لحافظ الأسد، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بأنه سيكشف عن "روايات وأسرار" عبر بودكاست مرتقب.

وجاء في تغريدة منشورة، امس الأحد"بعض الفصول طُويت قبل أن تُقرأ، وبعض الحقائق بقيت في الظل لسنوات. لكن لا شيء يبقى مخفيًا إلى الأبد".

ونقلت إحدى التغريدات "لكل حدث روايات، ولكل مرحلة أسرارها.

ليس الهدف إثارة الجدل، بل أن تُروى القصة كما كانت، بعيدًا عن التوتر والاتهامات. ما كان في الظل، حان الوقت ليُروى كما هو".

وأضافت تغريدة أخرى "الوطن في القلب، وحبّه لا يتغير. أحيانًا، تفرض الظروف مسارات لم تكن في الحسبان، والأخطاء كانت حاضرة في كل زمن. لكن الحقيقة تبقى أكبر من أي رواية".

كما أُعلن في التغريدات عن أن نجل الأسد سيروي "القصة كاملة من المصدر نفسه" في حلقة بودكاست "ستكشف كل التفاصيل".

وقبل أيام نشر حافظ الأسد نجل بشار الرئيس المخلوع روايته الخاصة عن الطريقة التي هربت بها العائلة إلى موسكو على حساب في منصة إكس، قبل أن تعلق المنصة الحساب بعد فترة وجيزة.

بعدها أصر حافظ على الظهور بمقطع فيديو نشره على تلغرام للتأكيد أن الحساب الذي نشر القصة خاص به بالفعل.

تحدث حافظ الابن عن تفاصيل كثيرة تتعلق بليلة الهروب من دمشق أثناء تقدم فصائل المعارضة تجاهها ونجاحهم في النهاية بإسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.

وأشار حافظ إلى أن مسؤولا روسيا وصل لمقر إقامة عائلة الأسد في منطقة المالكي بدمشق صباح يوم الثامن من ديسمبر وطلب انتقال بشار إلى اللاذقية لبضعة أيام بسبب خطورة الوضع في دمشق.

وأضاف أنه ونتيجة لذلك توجهوا لمطار دمشق الدولي "ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر (الأسد) هناك".

وبين حافظ أن "المطار كان خاليا من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".

"بعدها ونتيجة لخطورة الموقف في قاعدة حميميم طلبت موسكو من قيادة القاعدة موسكو تأمين انتقالنا إلى روسيا، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل" وفقا لحافظ.

فهل نشر حافظ لهذه القصة والتأكيد عليها عفوي أم أن هناك معلومات يريد إيصالها مثل هروب ماهر الأسد معهم إلى موسكو؟

يقول المحلل والإعلامي السوري نضال معلوف إن ما تكلم به حافظ "ليس له أهمية تذكر في التأثير على الأحداث الكبرى التي تجري حاليا في سوريا".

ويضيف لموقع "الحرة" أنه "مجرد اجتهاد شخصي ليس له أي دلالات سياسية".

ويلفت معلوف إلى أن "عائلة الأسد وعندما كانت في الحكم وتمتلك كل أدوات السيطرة على البلاد لم تتمكن بالنهاية من مواجهة الرفض الشعبي وسقط النظام، فكيف الحال وهو اليوم هاربون في موسكو؟".

لكن اللافت فيما ورد بكلام حافظ هو ذكره لعمه ماهر الأسد الذي تضاربت الأنباء بشأن مصيره ومكان تواجده بعد سقوط نظام الأسد.

تقارير سابقة ذكرت أن بشار لم يصطحب سوى بضعة أشخاص، من بينهم أقرب معاونيه منصور عزام، أمين عام شؤون رئاسة الجمهورية، عندما فر لموسكو.

كما رافقه مستشاره الاقتصادي يسار إبراهيم الذي يدير الإمبراطورية المالية للأسد وزوجته أسماء، بحسب مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته.

ووفقا للتقارير فإن الأسد لم يخبر شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة المكلفة بحماية دمشق، بهروبه إلى روسيا.

وتوجه الشقيق الأصغر بمروحية إلى العراق ومنه إلى روسيا تاركا خلفه جنوده، بحسب مصدر عسكري سوري.

وقال مسؤول أمني عراقي لفرانس برس في حينه إن ماهر الأسد وصل بطائرة في السابع من ديسمبر إلى بغداد حيث مكث لنحو خمسة أيام.

يشار إلى أن بغداد نفت وجود ماهر الأسد أو علي مملوك على الأراضي العراقية.

وترددت شائعات في سوريا مؤخرا عن عودة ماهر الأسد للبلاد ولقائه بمجموعة من أفراد الجيش في النظام السابق.

وعن هذا يقول معلوف إن الإشارة التي بعثها حافظ في كلامه حول عمه ماهر يفشل الكثير من السيناريوهات والشائعات التي تتحدث أنه في العراق وبأنه سيعود لسوريا.

ويبين أن "هروب ماهر الأسد معهم لموسكو معناه أنه سيلقى ذات مصير شقيقه بشار والمتمثل بعدم القدرة على التحرك خارج إطار التفاهمات الروسية مع الإدارة الجديدة في سوريا.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: ماهر الأسد

إقرأ أيضاً:

مشاهد لافتة لمن يزورها للمرة الأولى.. رحلة في دمشق ما بعد الأسد

دمشق- لم تعد العاصمة السورية كما كانت؛ تغيّر إيقاعها، واختلفت تفاصيل يومياتها، وصارت الحياة فيها تتدفق بوتيرة جديدة. في شوارع دمشق المتشابكة وأزقتها العتيقة، يتداخل صوت محركات السيارات مع صخب الأسواق، وتمتزج رائحة المازوت بدخان المقاهي، بينما تتردد في الأرجاء نقاشات سياسية بلا تحفظ أو مواربة، فـ"الحيطان لم تعد لها آذان" كما كان يقول السوريون.

لم يعد شيء على حاله، فالاختناق المروري تضاعف بعد سقوط النظام، وأعداد السيارات في الشوارع زادت بشكل ملحوظ. الصرافون الجوالون صاروا جزءا من المشهد اليومي، يتنقلون بأوراق نقدية مكدسة، يعرضون خدماتهم علنا دون خوف من الملاحقة. أما الجدران التي لطالما حملت صور حافظ وبشار الأسد، فقد أضحت فارغة، إيذانا بدخول حقبة جديدة.

شوارع دمشق تعيش اختناقا مروريا

في قلب العاصمة السورية، لا تكاد السيارات تتحرك، لا سيما في مناطق وسط البلد. يشكو سكان دمشق من ازدحام غير مسبوق، وهو ما يؤكده سائقو التاكسي الذين يقضون ساعات في الطرقات. يقول أحدهم إنه بدأ يشكو من ألم في ركبتيه من كثرة التنقّل بين دواستي الوقود والدبرياج.

يرجع البعض السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الانخفاض الحاد في أسعار السيارات، إذ باتت تلك التي كانت تُباع قبل أشهر بـ15 ألف دولار، تُعرض الآن بـ3 آلاف فقط. ومع هذا التراجع المفاجئ، اندفع كثيرون نحو الشراء، خشية أن تعاود الأسعار ارتفاعها في أي لحظة.

يتغيّر سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار بشكل متكرر يوميا (الجزيرة)

لكن ليس هذا العامل الوحيد لتفاقم المشكلة، فقد توافد إلى دمشق عدد كبير من السوريين القادمين من المحافظات الأخرى بسياراتهم الخاصة، وهو أمر لم يكن مألوفا في السابق حينما كانت البلاد مقطّعة الأوصال. كما اختار بعض المغتربين القدوم إلى سوريا بسياراتهم، ليضيفوا عبئا جديدا على الشوارع التي لم تكن مصممة لاستيعاب هذا العدد من المركبات.

إعلان

اللافت أن الاختناقات المرورية لم تعد مصحوبة بالتوتر المعتاد، بل اختفت الشتائم التي كانت تُطلق في أثناء الزحام -حسب سائق التاكسي المسن الحاج أبو طارق- الذي قال إن "الكفريات" (الألفاظ الكفرية) لم تعد تُسمع أيضا.

بورصة مفتوحة على الأرصفة

في ساحات المدينة وعلى أرصفتها، باتت تجارة العملات مشهدا مألوفا؛ عشرات الصرافين الجوالين ينتشرون في الشوارع، يحملون رزما ضخمة من الأوراق النقدية، ينادون على المارة، ويعرضون أسعار الصرف التي تتغير كل لحظة.

حتى وقت قريب، كان التعامل بالدولار في السوق السوداء جريمة قد تودي بصاحبها إلى غياهب السجون. أما اليوم، فقد أصبح الأمر علنيا تماما. بعض هؤلاء الصرافين يستخدمون عدادات نقدية لإضفاء طابع الاحترافية، بينما يعمد آخرون إلى استغلال الزحام والضجيج لخداع الزبائن، حيث يقومون بإنقاص ورقة أو اثنتين من المبلغ المتفق عليه من دون أن يلاحظوا ذلك.

أكشاك الصرافة تنتشر في معظم الشوارع الرئيسية بالعاصمة دمشق (الجزيرة)

المفارقة أن الأوراق النقدية القديمة من الدولار لم تعد تحظى بالقيمة نفسها، إذ يرفض الصرافون قبولها بالسعر نفسه الذي تُصرف به الأوراق الجديدة، بل يفرضون عليها خصما عند التصريف.

كما بات موضوع الصرافة أشبه بالبورصة، إذ يتغير سعر الصرف كل بضع دقائق، ويجد المواطنون أنفسهم مضطرين لمتابعة هذه التقلبات عن كثب، خشية أن تفقد أموالهم جزءا من قيمتها بين لحظة وأخرى.

حقيبة الأموال ضرورة يومية

في ظل غياب أنظمة الدفع الإلكتروني العالمي، بات حمل كميات كبيرة من النقود أمرا لا مفر منه، إذ لا وجود لبطاقات ائتمانية دولية، ولا مجال للتحويلات المصرفية، فالأموال تتنقل مباشرة من يد إلى يد في اقتصاد يعتمد على التعامل النقدي بالكامل.

حجم الرزم المالية اللازمة لدفع حساب عشاء 4 أشخاص في أحد مطاعم دمشق (الجزيرة)

ومع تضخم الأسعار، أصبحت المبالغ المطلوبة للمعاملات اليومية ضخمة إلى الحد الذي لم تعد معه المحافظ التقليدية أو الجيوب كافية لرزم النقود السميكة، وهو ما يضطر كثيرين إلى حمل حقائب صغيرة مخصصة للنقود.

إعلان بائعو البنزين المتجولون

لم تعد العملات وحدها السلعة الغريبة التي تباع على الأرصفة، فالبنزين أيضا أصبح سلعة متاحة على قارعة الطريق، حيث تصطف عبوات الوقود بانتظار الزبائن الذين بات بعضهم يعتمدون على المهربين بدلا من محطات الوقود.

بعض الباعة المتجولين يبيعون البنزين على قارعة الطرقات في العاصمة السورية (الجزيرة)

يزعم البعض أن هذا البنزين مصدره لبنان، حيث يُشترى من هناك بأسعار أقل، ثم يُهرب إلى دمشق ليباع مقابل هامش ربح جيد. أما آخرون، فيقولون إن جودته (95) أفضل من ذاك المتاح في محطات الوقود (91).

الجدران بلا صور آل الأسد

وفي شوارع العاصمة السورية، لم يعد هناك أثر للصور الضخمة التي لطالما غطت الجدران لعقود، فاختفت صور الرئيس السابق حافظ الأسد وابنه المخلوع بشار تماما، من دون أن تحل محلها صور للرئيس الجديد أحمد الشرع، كما اختفت الأقوال "المأثورة للقائد الخالد" حسبما يطلق عليه محبوه.

وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي إقدام البعض على طباعة أعلام تحمل صورة الرئيس الشرع، سرعان ما صدرت تعليمات رسمية بإزالتها ومنع طباعتها مجددا.

بقايا العلم السوري القديم لا تزال موجودة على أبواب بعض المحال التجارية في العاصمة السورية (الجزيرة)

في المقابل، لا تزال بقايا العلم السوري القديم موجودة وإن بخجل، خصوصا على الأبواب الحديدية لبعض المحال التجارية.

أما في محلات التحف والمقتنيات القريبة من الجامع الأموي، فلا تزال بعض التذكارات تحمل رموز العهد السابق، لكن كثيرا منها خضع لتعديلات سريعة، كما قال أحد التجار مبتسما، "في يوم سقوط النظام، أمسكت القلم وبدأت أعدل على بعضها. أجريت عملية ’تكويع‘ سريعة لبعض التحف والتذكارات".

إحدى المقتنيات التي تعرضت لعملية "تكويع" بعد يوم من سقوط نظام الأسد (الجزيرة) المقاهي "تتنفس" سياسة

في مقاهي العاصمة السورية، لم تعد السياسة موضوعا محظورا، بل باتت هي الموضوع الأكثر تداولا بين الجالسين. بعد أن كانت هذه النقاشات تتم في الماضي همسا وبصوت منخفض -هذا إن تجرأ أحدهم على خوضها- أصبح الجميع يتحدثون اليوم بلا قيود، يذكرون أسماء السياسيين الجدد ويناقشون مستقبل البلاد بصوت مرتفع وبلا خوف.

يكسو الظلام معظم شوارع دمشق في الليل بسبب انقطاع التيار الكهربائي (الجزيرة)

الأمر اللافت أن بعض المقاهي، مثل مقهى الروضة الشهير، لم تكتفِ بذلك، بل بثت أغاني ساخرة عن النظام السابق، وسط تفاعل كبير من رواد المكان، الذين لم يعتادوا مثل هذا الانفتاح من قبل.

إعلان

دمشق التي تغيرت ملامحها، بات فيها كل شيء مختلفا، من حركة المرور إلى التداول العلني للعملات الصعبة، وصولا إلى خوض الناس في السياسة بلا خوف. ومع ذلك، تحتفظ هذه المدينة العريقة بروحها الفريدة، حيث يمتزج القديم بالجديد في مشهد لا تراه في كثير من المدن.

مقالات مشابهة

  • داعية فلسطيني يوجه رسالة إلى بشار الأسد من جبل قاسيون.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • شاهد: أحمد الشرع ممتطيا الحصان الأسود.. ظهور غير رسمي للرئيس السوري
  • مشاهد لافتة لمن يزورها للمرة الأولى.. رحلة في دمشق ما بعد الأسد
  • مجمع اللغة العربية يسلم جائزة الدكتور حسني سبح في العلوم الصحية للدكتورين لمى يوسف ومحمد بشار عزت
  • لافروف يكشف عن اتصالات رفيعة المستوى بين موسكو ودمشق الأسبوع المقبل
  • بالفيديو .. السلطات الإيرانية تعتقل فنانا في طهران بسبب إهانة بشار الأسد .. ماذا قال؟
  • السلطات الإيرانية تعتقل فنانا في طهران بسبب إهانة بشار الأسد.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • مطار دمشق كما لم تعرفه من قبل
  • ايران تعتقل عازفاً موسيقياً بارزاً بتهمة إهانة بشار الأسد
  • سوريون يقتحمون منزل مفتي سورية السابق ويطالبون بمحاكمته – فيديو