أكاديمي فرنسي: استنتجت قبل عام أن مصير أوروبا سيتحدد في غزة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
كتب أستاذ العلوم السياسية جان بيير فيليو أنه لا جدوى من الغضب من مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحويل قطاع غزة، بعد إخلائه من سكانه الفلسطينيين، إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، ما لم يترجم ذلك في معارضة سريعة تقوم بالتعبئة الاستباقية لصالح حل الدولتين.
وتساءل الأستاذ -في زاويته بصحيفة لوموند- عن الزعماء الذين يشعرون الآن بالغضب من تصريحات البيت الأبيض، ماذا فعلوا حقيقة خلال 16 شهرا لمنع حدوث هذا الظلم، وأين كانت الديمقراطيات الغربية عندما كان القصف والجوع يضربان السكان العالقين تحت الخيام؟ وأين كانت الدول العربية عندما كان أهل غزة يطالبونها بالتدخل لرفع الحصار؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميديا بارت: مناورات الدولة الفرنسية لمنع توسعة مسجد نانتيرlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نحن نمشي في حقل ألغام وحماس ستطالب بأمور أخرىend of listوذكّر الكاتب بأن ترامب لم يكتف بتأكيد عزمه على امتلاك القطاع الفلسطيني، بل أوضح أن سكان غزة لن يكون لهم الحق في العودة إليها، ليضيف بذلك كلاما لا يقل وحشية عما يعيشونه من واقع غير إنساني.
ومع أن ترامب -كما يقول- لا يتحمل أي مسؤولية مباشرة عن تحويل غزة إلى "موقع هدم" ضخم، فإن قراره بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية في غزة، قتل فيها العشرات في مايو/أيار 2018، في أثناء حفل نقل السفارة.
إعلانولم تحاول أي دولة استغلال تلك الاحتجاجات الشعبية في غزة لتحدي قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هناك، كما لم تحاول أي دولة منع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من تأجيل الانتخابات العامة إلى أجل غير مسمى في أبريل/نيسان 2021، حسب الكاتب.
وكانت مسؤولية زعماء الاتحاد الأوروبي هائلة في حرمان الشعب الفلسطيني من الديمقراطية رغم أن الاتحاد هو المانح الرئيسي للسلطة الفلسطينية، مبررين ذلك باسم "استقرار" الأراضي الفلسطينية، وهو "استقرار" وهمي لأن الاستيطان مستمر في الضفة الغربية إلى جانب حصار غزة.
مصير أوروبا يتحدد في غزةوعندما تحطم هذا "الاستقرار" الوهمي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يحاول أصدقاء إسرائيل المعروفون منعها من "الوقوع في فخ حماس"، بل رافقوها في حملتها لتدمير غزة، وهي أخطاء لا علاقة لترامب بها -حسب الكاتب- بل إن وصوله إلى البيت الأبيض فتح الباب لهدنة سمحت -رغم هشاشتها- بعودة مئات الآلاف من النازحين إلى أنقاض ما كان في السابق موطنهم.
أما الآن -يضيف فيليو- فإن الرئيس الأميركي يعلن "بوقاحته المعتادة" عن الحالة التي سمحنا جميعا لغزة بالغرق فيها، من خلال التغاضي عن تدمير هذه المنطقة وإبادة شعبها، كما تعطي حماس -بظهورها هناك من جديد- الحجة لقادة إسرائيليين وأميركيين لطرد سكان القطاع، بذريعة "النصر الكامل" على الحركة.
وإذا كانت وحشية ترامب تميل بشدة إلى فرض الأمر الواقع في غزة، فعلى العالم عكس هذا الواقع من أجل فتح آفاق المستقبل أمام أكثر من مليوني نسمة من سكان القطاع، ومن أجل استعادة الشرعية لنظام متعدد الأطراف مهتز للغاية.
وذكّر الكاتب في هذا السياق بقوله قبل عام إن "احتمال النصر الروسي في أوكرانيا يتزايد بطول أمد الحرب في غزة، بسبب الفجوة التي يخلقها ذلك بين الديمقراطيات الغربية والجنوب العالمي، والتي تتجاوز بكثير العالم العربي".
إعلانوأمام رهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعادة انتخاب ترامب، قال فيليو إنه استنتج قبل عام أن "مصير أوروبا سيتحدد في غزة"، وبعد مرور تلك الفترة "ها نحن أمام إملاءات ترامب في غزة وتحدي إنقاذ القانون الدولي"، كما يختم الكاتب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة
إقرأ أيضاً:
على أوروبا تحمل أعباء الدفاع عن نفسها..ستارمر: ترامب محق
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الأحد إن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محق في مسألة تحمل الدول الأوروبية، قدراً أكبر من أعباء الدفاع الجماعي عن نفسها.
وقال ستارمر في مقابلة مع الصحيفة: "نحتاج إلى التفكير في الدفاع والأمن بطريقة أكثر إلحاحاً". وأضافت الصحيفة أن ستارمر يحاول حشد قوة عسكرية متعددة الجنسيات يصفها بتحالف الراغبين في الحفاظ على أمن المجال الجوي لأوكرانيا وموانئها وحدودها بعد أي تسوية سلمية.
A UK nuclear-armed submarine went to battle stations - in a drill for @Keir_Starmer. “You’re looking for the ideal conditions?” the PM asked onboard, as the captain explained how HMS Vanguard must be maneuvered to the right depth for launch
h/t @nytimeshttps://t.co/7Wbnaw944A
وعن ترامب، قال ستارمر: "أعتقد أن علاقتنا جيدة على المستوى الشخصي".لكنه أضاف أن سياسات الرئيس الأمريكي مثل فرض رسوم جمركية بـ 25 %على الصلب البريطاني وانتقاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تسببت في "قدر كبير من الارتباك".
وقال ستارمر: "لا أريد أن ألجأ إلى إثارة الهلع.. علينا التفكير في الدفاع والأمن بطريقة أكثر". وحسب ستامر كانت الأسابيع الماضية حاسمة، وإن كانت صادمة، للزعيم البريطاني الذي تولى السلطة منذ 8 أشهر وسط موجة من السخط على غلاء المعيشة، والذي يجد نفسه الآن يكافح لتفادي انهيار تحالف ما بعد الحرب العالمية الثانية بين أوروبا والولايات المتحدة.