كيف تؤثر انتخابات الاتحاد الأفريقي على مستقبل الرئاسة بكينيا؟
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تشهد الساحة السياسية في كينيا تطورات متسارعة بعد خسارة زعيم المعارضة رايلا أودينغا في سباق رئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، وهي هزيمة وصفتها صحيفة ستار الكينية بأنها "منعطف خطير" قد يعيد تشكيل المشهد السياسي في البلاد.
وذكرت الصحيفة أن الخسارة تشكل انتكاسة كبيرة لحسابات الرئيس وليام روتو، الذي كان يأمل في دعم أودينغا لتعزيز موقفه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027.
وأوضحت أن روتو يواجه تحديا مزدوجا، يتمثل في فقدان دعم منطقة جبل كينيا ذات الثقل الانتخابي الكبير، وذلك بعد خلافه الحاد مع نائبه السابق ريغاثي غاتشاغوا، الذي انتهى بإقالته من منصبه. وردا على ذلك، تعهد غاتشاغوا بالانتقام السياسي والعمل على عرقلة روتو في سعيه للفوز بولاية ثانية.
في الوقت ذاته، كان روتو يعوّل على فوز أودينغا بمقعد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ليستفيد من قاعدته الشعبية، ويكسب دعم ناخبيه التقليديين. لكن هذه الإستراتيجية تعرضت لانتكاسة كبيرة بعد خسارة أودينغا في الجولة السابعة من الانتخابات التي أجريت في أديس أبابا، حيث تفوق عليه مرشح جيبوتي محمود يوسف.
المشهد السياسيتوقعت صحيفة ستار أن تؤدي هذه التطورات إلى إعادة تشكيل التحالفات السياسية في كينيا، إذ كان تحالف روتو وأودينغا يستند إلى مصالح متبادلة، ومع خسارة أودينغا، أصبح مهددا بالتفكك.
إعلانويعتقد المراقبون أن الحكومة الائتلافية التي شكلها روتو قامت على افتراض أن جميع الأطراف ستستفيد سياسيا، إلا أن خسارة أودينغا أخلّت بهذه المعادلة. وفي هذا السياق، نقلت ستار عن المحلل السياسي والصحفي دانيال وانغوي قوله "الحكومة الائتلافية بنيت على وهم أن الجميع سيخرجون منتصرين، لكن مع خسارة أودينغا، سنشهد إعادة ترتيب في التحالفات السياسية".
ولم تقتصر الأزمة على التحالفات السياسية، بل امتدت إلى البرلمان، حيث أثار قرار رئيس الجمعية الوطنية موسى ويتانغولا بمنح تحالف "كينيا كوانزا" الحاكم الأغلبية البرلمانية غضب تحالف "أزيميو" المعارض.
ومن المتوقع أن يشهد البرلمان جلسة حاسمة يوم الثلاثاء القادم، حيث يصر نواب "أزيميو" على أنهم يمثلون الأغلبية الشرعية، مما ينذر بمواجهة سياسية جديدة قد تزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد.
مستقبل أودينغارغم الخسارة في أديس أبابا، لا يبدو أن رايلا أودينغا يفكر في الاعتزال السياسي، فقد صرّح عند عودته إلى نيروبي بأن لديه "الكثير من العمل للقيام به".
واعتبر مراقبون هذا التصريح إشارة واضحة إلى استعداده للبقاء لاعبا أساسيا في السياسة الكينية، وهو ما دفع خصوم روتو، بقيادة غاتشاغوا، إلى محاولة استمالته لمعسكرهم بهدف إضعاف فرص الرئيس الحالي في الفوز بولاية ثانية.
وفي هذا السياق، قال غاتشاغوا لأودينغا "أفريقيا كانت بحاجة إليك، لكن الله قرر أن تبقى في كينيا. نحن، إخوتك وأخواتك، لدينا عمل لم يكتمل معك لتحرير بلادنا من التهور".
في المقابل، نفت شخصيات سياسية مقربة من روتو وأودينغا احتمال انهيار التحالف بينهما بسبب هذه التطورات. وأكد كيثور كينديكي نائب الرئيس أن على الطرفين تجاوز الضغوط السياسية والاستمرار في العمل معا من أجل استقرار البلاد.
ونقلت صحيفة ستار عن كينديكي قوله "نريد أن نطلب من الرئيس ورئيس الوزراء الأسبق، وجميع القادة، أن يواصلوا العمل معا من أجل بناء كينيا موحدة".
إعلانوختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن التطورات الأخيرة تضع كينيا أمام مرحلة جديدة من إعادة ترتيب التحالفات السياسية، حيث تبدو الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت مع استمرار التجاذبات بين القوى السياسية المتنافسة. ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن روتو من احتواء هذه الأزمة السياسية، أم أن المشهد سيشهد تغيرات جذرية تعيد رسم مستقبل القيادة في كينيا؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التحالفات السیاسیة الاتحاد الأفریقی فی کینیا
إقرأ أيضاً:
مستقبل وطن: جولات الرئيس السيسي تجسد رؤية مصر لتعزيز التضامن العربي ودعم فلسطين
أشاد هاني عبد السميع، أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بمحافظة البحر الأحمر، بتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، إلى العاصمة القطرية الدوحة، في مستهل جولة خليجية تشمل دولتي قطر والكويت، مؤكدًا أن هذه الزيارة تمثل خطوة استراتيجية مهمة على طريق تعزيز العمل العربي المشترك، ودعم القضايا الإقليمية الحيوية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وقال "عبد السميع"، في بيان اليوم الأحد، إن جولات الرئيس السيسي تعكس حرص القيادة السياسية المصرية على التشاور والتنسيق مع الأشقاء العرب في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة، مشيرًا إلى أن توقيت الجولة الخليجية يحمل رسائل واضحة بشأن وحدة الصف العربي وأهمية تضافر الجهود لاحتواء التحديات الراهنة، وفي مقدمتها الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
زيارة الرئيس الدوحه والكويتوأضاف أن توجه الرئيس السيسي للدوحة والكويت يعكس عمق العلاقات بين مصر وأشقائها في قطر والكويت، والتي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية بفضل الإرادة السياسية المشتركة، موضحًا أن تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية سيكون أحد المحاور الرئيسية لهذه الزيارة الهامة.
وأكد أمين مساعد حزب «مستقبل وطن» بالبحر الأحمر أن الرئيس السيسي يحرص دائمًا على بناء علاقات متوازنة تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهو ما يجعل مصر طرفًا رئيسيًا في جميع المبادرات الساعية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، لافتًا إلى أن التنسيق مع قطر والكويت يعزز جهود إنهاء الأزمات الإقليمية، ويدفع بمسارات التنمية الاقتصادية في المنطقة العربية نحو آفاق أرحب.
واختتم "عبد السميع" بالتأكيد على أن الشعب المصري يثق في حكمة القيادة السياسية، وقدرتها على تحقيق المصالح العليا للدولة المصرية ودعم قضايا أمتنا العربية، معتبرًا أن الجولة الخليجية الحالية تجسد التزام مصر الثابت بدعم الأمن القومي العربي والعمل من أجل إحلال السلام في المنطقة، خاصةً فيما يتعلق بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وإعادة إعمار قطاع غزة.