تحديات وفرص مفوض الاتحاد الأفريقي الجديد: قراءة في التحديات الراهنة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تحديات وفرص مفوض الاتحاد الأفريقي الجديد: قراءة في التحديات الراهنة
محمد تورشين *
يعد انتخاب السيد محمود علي يوسف مفوضًا للاتحاد الإفريقي خلفًا للمفوض السابق موسى فكي محمد خطوة مهمة من شأنها أن تساهم في استمرارية بناء هياكل الاتحاد الإفريقي، بما في ذلك اختيار ممثليه في المواقع الحيوية، مثل مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأعضاء مجلس السلم والأمن الإفريقي للفترة القادمة، بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى ذات التأثير المباشر على صنع القرار داخل الاتحاد.
إن اختيار وزير الخارجية الجيبوتي السابق لهذا المنصب يحمل دلالات هامة، إذ يُمثل انتصارًا للدول الناطقة بالعربية والفرنسية داخل الاتحاد الإفريقي. فرغم صغر حجم جيبوتي، إلا أن دورها الدبلوماسي يظل حاضرًا في العديد من الملفات الإفريقية، لا سيما تلك المتعلقة بمنطقة القرن الإفريقي. كما أن العلاقة بين المفوض الجديد وممثلي الجزائر في الاتحاد الإفريقي قد تفتح الباب أمام تعاون في معالجة العديد من القضايا، رغم ما قد يواجهه من تحديات كبرى.
التحديات الرئيسية أمام القيادة الجديدةيمكن تلخيص أبرز التحديات التي ستواجه المفوض الجديد في ثلاث قضايا رئيسية:
قضية التمويل والاستقلالية المالية للاتحاد الإفريقيرغم أن القارة الإفريقية تُعد من أغنى القارات من حيث الموارد الطبيعية، إلا أن مؤسسات الاتحاد الإفريقي تعاني من شُح التمويل، مما يفتح المجال أمام التدخلات الخارجية من قوى إقليمية ودولية تؤثر على قراراته. فعلى سبيل المثال، تلعب بعض الدول، مثل الإمارات، دورًا في النزاعات القائمة في السودان وليبيا، وهو ما ينعكس على مصداقية الاتحاد الإفريقي. وبالتالي، على القيادة الجديدة التركيز على تعزيز مساهمات الدول الأعضاء في ميزانية الاتحاد لضمان استقلالية قراراته.
النزاعات المسلحة وغياب دور الاتحاد الإفريقي في حل الأزمات النزاع في السودان دخل عامه الثالث، ومع ذلك لم يكن للاتحاد الإفريقي دور فعال في حل الأزمة، حيث ظل السودان معلق العضوية دون تحرك جاد لاستعادة استقراره السياسي. كذلك، في شرق الكونغو الديمقراطية، لم تتمكن قوات الاتحاد الإفريقي من توفير الأمن أو حماية المدنيين بشكل كافٍ، مما يعكس ضعف دور الاتحاد في حل النزاعات الكبرى. من الضروري أن تعمل القيادة الجديدة على إعادة تفعيل دور الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات من خلال التنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لضمان تقديم الدعم الإنساني والاستجابة للأزمات بفاعلية. استعادة عضوية الدول المجمدة في الاتحاد الأفريقيشهد الاتحاد الإفريقي خلال السنوات الأخيرة تجميد عضوية عدة دول نتيجة لانقلابات عسكرية وأزمات سياسية. وعليه، سيكون أمام المفوض الجديد تحدٍّ كبير في التفاوض مع هذه الدول لإعادة دمجها في الاتحاد، وذلك عبر مسار سياسي متوازن يراعي مصالح جميع الأطراف.
أفريقيا بين التحديات الدولية وفرص الشراكات الاقتصاديةفي ظل التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا، تواجه القارة تحديات متزايدة تتطلب موقفًا موحدًا:
التدخلات الأمريكية في السياسات الإفريقية، لا سيما عبر فرض العقوبات أو تقليص المساعدات لبعض الدول مثل جنوب إفريقيا، مما يتطلب موقفًا إفريقيًا مشتركًا لمواجهة هذه التحديات. ضرورة تنويع الشراكات الاقتصادية مع قوى عالمية مثل الصين، روسيا، والهند لضمان تحقيق تنمية متوازنة بعيدًا عن الاعتماد المفرط على القوى الغربية. إعادة النظر في دور الاتحاد الأوروبي في القارة الإفريقية، بحيث يكون التعاون قائمًا على الندية والمصالح المشتركة وليس على الإملاءات السياسية والاقتصادية. ختامًاإن المرحلة المقبلة ستشكل اختبارًا حقيقيًا لقيادة محمود علي يوسف في مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث يتعين عليه التعامل مع تحديات التمويل، وحل النزاعات، واستعادة عضوية الدول المجمدة، بالإضافة إلى تعزيز دور إفريقيا في الساحة الدولية. فهل سينجح في تجاوز هذه العقبات وتحقيق نهضة حقيقية للاتحاد الإفريقي؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
* باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية
الوسومأفريقيا الاتحاد الأفريقي الاتحاد الأوروبي السودان الصين الكونغو الديمقراطية الهند روسيا محمد تورشين محمود علي يوسف مفوضية الاتحاد الأفريقيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفريقيا الاتحاد الأفريقي الاتحاد الأوروبي السودان الصين الكونغو الديمقراطية الهند روسيا محمود علي يوسف مفوضية الاتحاد الأفريقي للاتحاد الإفریقی الاتحاد الأفریقی الاتحاد الإفریقی دور الاتحاد
إقرأ أيضاً:
حزب الوعي يشكر الاتحاد الأفريقي لموقفه الداعم لفلسطين
تقدم "حزب الوعي" بالتحية والتقدير والاحترام إلى الاتحاد الإفريقي على موقفه المشرف خلال أعمال القمة الإفريقية الثامنة والثلاثين، حيث عبّر بوضوح عن رفضه القاطع للعدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، وأكد مجددًا موقف إفريقيا التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية العادلة، التي تمثل أحد الملفات المركزية في مسيرة التحرر الوطني ضد الاحتلال والاستعمار.
ويرى الحزب أن القرارات الصادرة عن القمة الإفريقية، والتي تضمنت دعوة الدول الإفريقية إلى وقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإدانة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، تعكس التزام القارة الإفريقية بمبادئها الرافضة للاستعمار والتمييز العنصري، والتي لطالما شكلت ركيزة أساسية في سياساتها الدولية.
ويشيد الحزب كذلك بموقف الاتحاد الإفريقي الداعي إلى إعادة النظر في عضوية إسرائيل كمراقب داخل المنظمة القارية، وهي خطوة ضرورية لحماية المبادئ التأسيسية للاتحاد، التي تقوم على نصرة الشعوب المقهورة ورفض الاحتلال والاستعمار بجميع أشكاله.
كما يثمّن الحزب الدور الذي يمكن أن تلعبه إفريقيا على المستوى الدولي في دعم القضية الفلسطينية من خلال، توظيف ثقلها السياسي والدبلوماسي في الأمم المتحدة والمحافل الدولية للضغط باتجاه قرارات صارمة تدين الاحتلال الإسرائيلي، وترفض التهجير القسري أو الضغوط من أجل تحقق التهجير الطوعي للشعب الفلسطيني، وتعزيز الدعم السياسي والاقتصادي لفلسطين عبر الاتحاد الإفريقي، ومن خلال العلاقات الثنائية بين الدول الإفريقية ودولة فلسطين، بما يسهم في كسر الحصار السياسي والاقتصادي الذي تحاول إسرائيل فرضه، بالإضافة إلي تنشيط الحراك الدبلوماسي الإفريقي للحد من محاولات إسرائيل التغلغل في القارة الإفريقية سياسيًا واقتصاديًا، وقطع الطريق على مشاريعها الاستعمارية الجديدة، التي تهدف إلى إعادة إنتاج هيمنتها عبر أدوات غير تقليدية.
وأخيرًا، يؤكد "حزب الوعي" أن هذا الموقف الإفريقي المشرف يعكس صحوة سياسية ودبلوماسية إفريقية تجاه المخاطر الحقيقية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، كما يجدد الحزب دعمه الكامل لكل الجهود الإفريقية التي تسعى إلى ترسيخ العدالة الدولية ونصرة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.