بعد مرور عشر سنوات على الهجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية قرب دمشق الذي تسبب بمقتل 1400 شخص، يحيي سوريون يعيشون في مناطق خارج سيطرة النظام هذه الذكرى الأليمة عبر نشاطات ثقافية تذكر وتعرف بما حدث. ويتهم النظام السوري بارتكاب المجزرة، فيما يأمل السوريون بتحقيق العدالة للضحايا وذويهم.

ونظم أهالي الضحايا وناشطون ومسعفون تجمعات منذ مساء الأحد في مناطق عدة بشمال وشمال غرب سوريا لإحياء ذكرى الهجوم الذي ينفي النظام السوري أي تورط له به.



في عفرين بشمال سوريا، شارك عدد من الناجين ذكرياتهم الأليمة بينما جسّدت مسرحية للأطفال المأساة التي طبعت ذلك اليوم.

في الذكرى العاشرة لـ #مجزرة_الغوطة.. أهالي #الأبزمو بريف #حلب يُشعلون 1400 شمعة بعدد ضحايا #مجزرة_الكيماوي#أورينت pic.twitter.com/9hLYwEgD7u

— Orient أورينت (@OrientNews) August 20, 2023

من سمع ليس كمن رأى ????
مشاهد كثيرة
لقطات تحزن القلب
صور لاتنساها الذاكرة
سنوات مرت على مجازر الكيماوي في الغوطتين
عجزت الكلمات عن وصفها وعجزت الأقلام عن تدوينها#مجزرة_الكيماوي#مجزرة_الغوطة pic.twitter.com/IE18QzrWKD

— Wedad Hamad ❤️???? (@Gurbtwatan) August 21, 2023
"سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة"
وقال محمّد دحلة، وهو أحد الناجين لوكالة "فرانس برس": "نقيم هذه الفعالية ليس لنتذكّر نحن المجزرة، فهي تعيش في ذهننا بشكل يومي"، مضيفا: "سنبقى مصرّين على محاسبة بشار الأسد المجرم المسؤول عن المجزرة". وعبر عن أسفه لتنفيذ النظام السوري "غيرها من المجازر فيما بعد نتيجة تخاذل العالم".

في 21 آب/ أغسطس 2013، وقع هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (الغوطة الغربية)، أبرز معاقل الفصائل المعارضة آنذاك قرب العاصمة، واتهمت المعارضة النظام السوري بتنفيذه.

وتم تداول عشرات مقاطع الفيديو في الأيام والأسابيع اللاحقة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر جثث أطفال ونساء ورجال صدمت العالم، وأكد ناشطون أن عائلات بكاملها قضت.

في نهاية آب/ أغسطس من ذلك العام، أعلنت الولايات المتحدة أنها على "قناعة قوية" بأن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا. وفي 16 أيلول/ سبتمبر، نشرت الأمم المتحدة تقريرا لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، يتضمن "أدلة واضحة" على استخدام غاز السارين.

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما اعتبر في تصريحات في بداية الحرب السورية أن استخدام الأسلحة الكيميائية "خط أحمر". وكان على وشك شن ضربات عقابية ضد دمشق، لكنه تراجع. وأبرمت بلاده في أيلول/ سبتمبر من العام ذاته، اتفاقا مع روسيا حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.


 "شممت رائحة الموت"
واستعاد المسعف محمّد سليمان، ابن بلدة زملكا في الغوطة، الذي فقد خمسة من أفراد عائلته، تفاصيل يوم الهجوم.

وقال: "حوالي الساعة الثانية والنصف تقريبا، جاءتنا إشارة عبر الأجهزة اللاسلكية عن وقوع قصف كيميائي في مدينة زملكا، توجهت إلى المكان (...) وجدت عددا كبيرا من المصابين والشهداء، كأنه يوم القيامة، مشهد لا يوصف". ويضيف "شممت رائحة الموت، قمت بنقل الجثث (...) إلى مركز طبي قريبا من منزلي"، مشيرا إلى أنه كان يلف وجهه بوشاح لحماية نفسه من تنشق الغاز.

ويروي أنه بعدما توجّه إلى منزل عائلته، لم يجد أحدا. في هذه الأثناء، طُلب من جميع السكان إخلاء المنطقة ودخل المسعفون الذين يرتدون ألبسة وقائية فقط.

وقفة تضامنية في الدنمارك من أجل ضحايا مجزرة الكيماوي في الغوطتين pic.twitter.com/uvPxCSC3xy

— أبو الخيرمحجوب (@Xd60euW24gEtWPp) August 21, 2023
"أذكر أن رقم أبي كان 95"
لكنه واصل مع شقيقه البحث عن عائلته. في مركز طبي قريب من المنزل: "وجدت أبي وسكانا من الحي وقد وضعت على جثثهم أرقام من دون أسماء، أذكر أن رقم أبي كان 95. وضعت الأسماء على الجثث التي تعرفّت عليها من سكان الحي".

وتبيّن لاحقا أن شقيقه وزوجة شقيقه الآخر مع اثنين من أولادها، قضوا في الهجوم. وتابع: "حفرنا مقبرة جماعية تتسّع لمئات الأشخاص، وقمنا بدفن الجثث قرب بعضها، يفصل بين الواحد والأخرى حوالي خمسة سنتيمترات".

وقال سليمان: "نتمنى من دول العالم إنصافنا.. فهي تستطيع أن تحاسب" المسؤولين عن الهجوم، مضيفا "نرجو من الله أن يأخذ حقّ الناس الأبرياء".

ورغم تأكيد دمشق تسليمها مخزونها من الأسلحة الكيميائية، تكررت بعد ذلك الاتهامات الموجهة إليها بشن هجمات كيميائية.

من جهته قال أحمد أبو محمد، أحد الشهود على الهجوم الكيماوي، إنهم اختبأوا في الملاجئ تحت وطأة القصف العنيف الذي نفذه النظام السوري وداعموه عام 2018، بحسب وكالة الأناضول.

وأفاد أبو محمد أن الهجوم الكيماوي عام 2013 الذي وصف بالأكبر في سوريا ما زال حاضرا في ذاكرته.

وأضاف: "كان مخبأنا بالقرب من نقطة الهدف، لم يستطع أحد الخروج بسبب القصف، الجميع تأثروا بتلك الرائحة".

وأشار أن إجلاءهم من المنطقة بدأ بعد الهجوم الكيماوي 2018: "بعد 4 أشهر حملت زوجتي، كنا نذهب كل شهر للمعاينة الدورية، إلا أن ابني علي ولد بأصبعين في يده اليمنى، انتابنا عقبها الخوف من إنجاب طفل جديد".

ولفت إلى أن منفذي الهجوم الكيماوي معروفون لكن لم تتم محاكمتهم حتى الآن، داعيا المجتمع الدولي لمحاسبة القتلة.

وأضاف: "نريد العدالة للضحايا، أسر بأكملها ماتت خنقا، لقد كان يوما فظيعا لا ينسى".

بدوره، قال محمد الحريري إنه شهد هجمات بالأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية عامي 2013 و2018، قبل أن ينتقل إلى منطقة الباب (شمال) ليستقر فيها.

وأوضح الحريري أن المشاهد كانت حزينة للغاية في كلا الهجومين، مؤكدا أنه لم يتمكن من التغلب على آثار الهجمات.

وذكر أنه كان في مخبأ تحت الأرض مع زوجته خلال هجوم دوما في 2018، مشيرا إلى أن جميع من كانوا في المخبأ تأثروا من الهجوم.


توثيق الهجوم
ووثق تقرير أصدره مشروع "الأرشيف السوري" لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، الاثنين، بمناسبة الذكرى العاشرة على "مجزرة الكيماوي"، المواقع الرئيسة لسقوط الصواريخ، ومواقع عسكرية ذات صلة محتملة، ومرافق طبية حيث جرى علاج الضحايا، وأماكن تجميع الجثث، ومواقع الدفن.

والتقط الموثّقون، بحسب التقرير، مجموعة من المعلومات الأساسية التي من شأنها أن تظهر في أي خطة جمع مثالية لمحقق، وفق معدي التقرير وتتضمن: 327 مادة توثيقية توثق مؤشرًا واحدًا على الأقل للمواد الكيماوية السامة، بما في ذلك الحيوانات النافقة، دون إصابات جسدية واضحة، وغازات أو غبار متغير اللون. و 56 مادة توثق قوات عسكرية أو أمنية أو مسلحة. و38 مادة توثق مواقع سقوط الصواريخ. و35 مادة توثق ما يبدو أنه بقايا أسلحة كيماوية، يبدو أن ستة منها على الأقل تظهر علامات عن شركة مصنعة ما. وسبع مواد توثق مركبات مسلحة وأنظمة أسلحة مستخدمة من نوع ما. وسبع مواد توثق إطلاق ذخائر يُزعم أنها مرتبطة بالهجوم. وأربع مواد توثق لحظة الهجوم.

وتوفر كل مادة تقريبًا من أصل 460 مادة توثيقية، في مجموعة البيانات لدى "الأرشيف السوري"، معلومات حول ضحايا الهجوم، بالنسبة لنحو نصف المواد التي تم تحليلها، وهي 291 حالة، إذ وضع باحثو "الأرشيف السوري" علامة على تلك المواد على أنها “صادمة” نتيجة تصويرها لأعراض الأسلحة الكيماوية على الأطفال.

صور #مجزرة_الكيماوي لاتغيب عن أذهان العالم وهم مصطفيين وكأنهم نيام نوم أبدي لأكثر من 1500مدني أبرياء لم تخلف المجزرة البغيظة دماء ولا أشلاء فقط عيون شاخصة ونفوس مختنقة ذنبهم الوحيد أنهم طلبوا أن يعيشوا في حرية ألهذه الدرجة ضريبة الحرية ثقيلة على الشعب السوري
#لاتخنقوا_الحقيقة pic.twitter.com/mont2qpyTl

— Osama Alshamy (@OsamaAlshamy166) August 20, 2023

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الغوطة سوريا سوريا الغوطة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری pic twitter com

إقرأ أيضاً:

توطين 1400 أسرة واستصلاح 7000 فدان ضمن مشروع الجذب السكاني بالوادي الجديد

أعلنت محافظة الوادى الجديد عن استكمال مراحل تنفيذ أكبر مشروع الجذب السكاني بمنطقة أبو طرطور التابعة لمركز الخارجة بالمحافظة، وذلك انفاذا لبنود القرار الجمهورى رقم 157 لسنة 2016 بشأن المدينة السكنية الكائنة بمنطقة فوسفات مصر بأبو طرطور بالوادى الجديد.

حيث وافق الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على نقل أصولها وملحقاتها لمحافظة الوادى الجديد، بعد أن ظلت تلك المدينة السكنية المتكاملة حائرة بين الجهات الحكومية وسط نزاع لم يحسمه إلا قرار الرئيس بعد مرور 30 عاما على إنشائها دون الاستفادة منها، حيث بذل اللواء محمد الزملوط، محافظ الإقليم، جهودا كبيرة من أجل تحقيق الاستفادة من تلك المدينة.

وبدأت محافظة الوادي الجديد في تنفيذ بنود بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه بشأن تسليم كل منتفع بالمشروع منزل و5 أفدنة جاهزة للزراعة بمنطقة أبو طرطور ، حيث جرى البدء في أعمال رفع كفاءة المنازل والوحدات الخدمية الموجودة تمهيداََ لبدء تسليم المنتفعين، كما أعلنت هيئة تنمية الصعيد عن طرح ممارسة عامة لحفر 50 بئرا في 4 مناطق بنطاق هضبة مشروع أبو طرطور بعمق 800 متر لكل بئر .
 

محافظ الوادي الجديد يتفقد مشروع "قرى آمنة غذائيا" بالفرافرة

 

وتابع اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، مشروع الجذب السكاني بمنطقة أبو طرطور؛ للوقوف على جاهزية المرافق والخدمات لتوطين الأسر، يرافقه إبراهيم بركة سكرتير عام المحافظة المساعد، وعددٌ من القيادات التنفيذية المعنية، حيثُ تفقّد المحافظ محطات الكهرباء ومياه الشرب والصرف الصحي المنفذة بنطاق المشروع، مُشددًا على وضع خطة زمنية عاجلة للانتهاء من جميع الأعمال ووجه بالتعاقد مع استشاري متخصص في تخطيط وتقسيم الأراضي لعمل مقترح لأرض المشروع، بهدف توطين 1400 أسرة، واستصلاح 7000 فدان حيث يحصل المستفيد على منزل و 5 أفدنة لاستصلاحها، والتركيز على المناطق الأقرب للمساكن بالنسبة للأراضي الزراعية، وتحديد نقطة لكل بئر طبقًا لمساحة الري.

كما وجه المحافظ بالبدء في إجراءات طرح مناقصة لحفر آبار الري، و️حفر بئر مياه احتياطي لمحطة المياه، وتكليف مركز الخارجة بتنفيذ تجربة لإنارة الشوارع؛ للتأكد من دخول الكهرباء واستقرار التيار، وتدبير العمالة الخاصة بمحطة المياه وعمل تشغيل تجريبي.

وكان اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد،  أعلن ان رئيس مجلس الوزراء، شهد  مراسم توقيع 3 بروتوكولات تعاون بين محافظة الوادي الجديد من ناحية، ومحافظات المنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، من ناحية أخرى؛ وذلك لاستخدام مساحات من الأراضي بالوادي الجديد لصالح هذه المحافظات، مشيرًا إلى أن المحافظة ملتزمة بتقديم كافة التيسيرات والخدمات للأسر المستفيدة من المشروع بهدف استصلاح الأراضى الصحراوية وزيادة الرقعة الزراعية بالمحافظة وفتح آفاق استثمارية جديدة بالمناطق الغير مأهولة بالسكان من خلال تخصيص مساحات من الأراضي القابلة للزراعة في محافظة الوادي الجديد لصالح المحافظات الثلاث ضمن المشروع القومي للجذب السكاني للأراضي الجاهزة للاستصلاح الزراعى، لحل أزمة عدم وجود ظهير صحراوي لتلك المحافظات.

وأكد الزملوط أن الأجهزة التنفيذية بالمحافظة تقوم بتوفير كافة أشكال الدعم الممكنة لإنجاح أنشطتها، وتقديم جميع البيانات والمعلومات اللازمة الخاصة بالمشروع، إلى جانب تحديد منسق عام من المحافظة للتنسيق مع المحافظات الثلاث، مع اتخاذ الإجراءات التي من شأنها استيعاب أبناء المنتفعين بالمدارس، وتقديم كافة الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية لهم، إلى جانب تقديم كافة التسهيلات المتوفرة بالمحافظة، والمتضمنة إرشاد زراعي، وخدمات بيطرية، وري، حال احتياج المحافظات لذلك.

مقالات مشابهة

  • الشرعية تدق ناقوس الخطر بعد إفراج الحوثيين عن القيادي بالقاعدة الذي ارتكب مجزرة العرض العسكري بميدان السبعين
  • توطين 1400 أسرة واستصلاح 7000 فدان ضمن مشروع الجذب السكاني بالوادي الجديد
  • آصف رحمن.. الموظف الأمريكي الذي سرّب وثائق الهجوم الاسرائيلي إلى طهران
  • ما نظام دعم الفيديو الذي يخطط الفيفا لاعتماده بدلا من فار؟
  • حسين فهمي: السينما جزء من تاريخ الوطن ونرمم 1400 فيلما قديما
  • FP: لماذا لم يدعم النظام السوري غزة وتجنّب دخول الحرب المستمرة بالمنطقة؟
  • الصيادون يحيون التراث العماني بموسم صيد "الصفيلح".. ومطالبات بتطوير الإجراءات لضمان استدامة الثروة البحرية والدخل
  • النظام الجزائري الذي أقسم بأن جيشه مستعد للذهاب إلى فلسطين يرفض إستقبال قيادات حركة حماس بعد إغلاق مكتبها في قطر
  • رحلة كيت ميدلتون من العلاج الكيماوي إلى العودة لممارسة ‏المهام الملكية ببريطانيا
  • "بعد إحالة أوراقه للمفتي".. جنايات الجيزة تعقد جلسة النطق بالحكم على سائق قتل زوج شقيقته بالطالبية