تواجه المرشحون البارزون المتنافسون على منصب المستشار الألماني في مناظرة تلفزيونية حامية، أمس الأحد، حيث تبادلوا الاتهامات حول قضايا مثل سياسة الهجرة، والحرب في أوكرانيا، والاقتصاد البطيء، وذلك قبل أسبوع واحد فقط من الانتخابات الوطنية.

ودافع المستشار الحالي أولاف شولتس، عن سجل حكومته ضد هجمات منافسه المحافظ فريدريش ميرتس- الذي يتقدم تحالفه من حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي في استطلاعات الرأي بنسبة تقارب 30% - وأليس فايدل من حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.

وأثناء تبادل الاتهامات الحادة، كان هناك أيضاً توافق كبير في دعم أوكرانيا بين شولتس، وميرتس، ونائب المستشار روبرت هابيك، وذلك بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تمهد الطريق لمفاوضات سلام على حساب كييف.

German Chancellor Olaf Scholz on Sunday described US Vice President JD Vance's comments on the German election campaign as "completely unacceptable."https://t.co/x2ZeZs5iME

— dpa news agency (@dpa_intl) February 16, 2025

ووصف شولتس تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، بشأن الحملة الانتخابية الألمانية في مؤتمر ميونخ للأمن بأنها "غير مقبولة تماماً"، بينما قال ميرتس إنه "يستنكر هذا التدخل".

وقال ميرتس: "لن أسمح لنائب رئيس أمريكي أن يخبرني لمن يجب أن أتحدث معه هنا في ألمانيا"، وذلك رداً على دعوة فانس لإلغاء "الجدار الناري" الذي يمنع التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا.

وتعرض الحزب اليميني المتطرف، الذي يصوت له حالياً حوالي 20% من الناخبين، لانتقادات شديدة من القادة المعتدلين، حيث اتهم شولتس فايدل بأنها "هراء" وسلط الضوء على أوجه الشبه مع الماضي النازي للبلاد.

وأشار المستشار إلى تصريحات من قبل أحد مؤسسي حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي وصف النظام النازي بأنه "مجرد فضلات الطيور" في ألف عام من تاريخ ألمانيا. ورفضت فايدل عدة مرات الرد على هذه التعليقات، ووصفت حزبها بأنه "ليبرالي محافظ"، ودفعت بأن حزب البديل من أجل ألمانيا قد تعرض لتشويه صورته.

وقالت: "يمكنكم إهانتي هنا الليلة كما تشاءون. أنتم تهينون ملايين الناخبين". وأضافت "هذا لا يؤثر علي على الإطلاق. أنا أمثل هؤلاء الناخبين".

The leading candidates to become Germany's next chancellor clashed over the country's struggling economy in a heated four-way TV debate.https://t.co/5l3r3eJn6O

— dpa news agency (@dpa_intl) February 16, 2025

ووصف ميرتس حزب البديل من أجل ألمانيا، بأنه حزب يميني متطرف راديكالي إلى حد كبير وتعهد بأن تحالفه يمين- الوسط- المكون من الاتحاد المسيجي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي في بافاريا- لن يتعاون مع حزب فايدل في البرلمان المقبل.

وكان تحالف الاتحاد المسيحي قد أثار احتجاجات على مستوى البلاد في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد تمرير اقتراح بشأن إصلاح الهجرة بدعم من حزب البديل. وجاءت المناظرة الرباعية بعد 3 أيام من هجوم بسيارة في مدينة ميوني جنوبي البلاد، أسفر عن مقتل شخصين، حيث اعترف مواطن أفغاني بارتكاب الحادث.

وقال شولتس إن حكومته ستفعل كل ما في وسعها للحد من الهجرة غير النظامية. وقال: "سنستمر في ذلك ويجب أن نواصل القيام بذلك".

ومع ذلك، قال ميرتس إن عدد عمليات الترحيل التي تنفذها الحكومة منخفض جداً وانتقد برامج اللاجئين من أفغانستان. وانتقد هابيك تصريحاته، حيث وصف طالبان بأنها "نظام إرهابي" وأنه لا ينبغي لألمانيا التعاون معهم.

ودخل المرشحون أيضاً في خلافات حول الاقتصاد، حيث تساءل ميرتس عن قرار إغلاق محطات الطاقة النووية في البلاد، وانتقد قانون سلاسل التوريد الذي أقرته حكومة شولتس. وقال ميرتس:"علينا الخروج من هذا الركود"، داعياً إلى السيطرة على "الوحش البيروقراطي" وتخفيض الضرائب على الشركات.

وتشهد ألمانيا حالة ركود للسنة الثانية على التوالي، حيث تم اتهام هابيك - الذي يشغل منصب وزير الاقتصاد منذ 2021 - بالمسؤولية عن الأزمة. وقال هابيك إن القواعد الدستورية الصارمة بشأن اقتراض الحكومة يجب أن يتم تخفيفها.

وفي استطلاع سريع نشرته محطة "أر تي إل" بعد المناظرة، يرى المشاهدون أن ميرتس كان الأفضل أداء بنسبة 32%، يليه شولتس بنسبة 25%، بينما حصل هابيك وفايدل على 18% لكل منهما. ومن المقرر أن يلتقي المرشحون مرة أخرى في سلسلة من الظهور التلفزيوني، بتنسيقات مختلفة الأسبوع المقبل قبل التصويت يوم الأحد المقبل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية المستشار الحالي ألمانيا حزب البدیل من أجل ألمانیا

إقرأ أيضاً:

«نيويورك تايمز»: سياسات ترامب تُهيمن على الانتخابات البرلمانية الألمانية

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في عددها الصادر، اليوم الإثنين، أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخطاباته الأخيرة التي أثارت جدلًا وانقسامات واسعة النطاق بين الخصوم والحلفاء على حد سواء هيمنت بشدة على الأجواء داخل الشارع الألماني، بالتزامن مع اقتراب إجراء الانتخابات البرلمانية.

وقالت الصحيفة في سياق تحليل إخباري، إن سياسات ترامب لفتت الانتباه بعيدًا عن الهجوم والقضايا التي تشغل ذهن الناخب الألماني، خاصة ما يدور حول سياسات الهجرة داخل البلاد، والتي كانت تُعتبر في السابق القضية الانتخابية الأكثر سخونة خاصة في مدينة ميونيخ، حيث صدم لاجئ أفغاني بسيارته حشدًا من الناس، مما أسفر عن مقتل طفلة تبلغ من العمر عامين ووالدتها وإصابة ما يقرب من أربعين آخرين.

وأضافت الصحيفة، أن وسائل الإعلام الألمانية والكثير من القيادات السياسية في البلاد انغمسوا إلى حد كبير في عاصفة من التصريحات المتعلقة بالسياسات الخارجية لإدارة ترامب بينما اجتمع زعماء الغرب في مؤتمر ميونيخ للأمن.

وأثار المؤتمر السنوي الذي انتهى، أمس الأحد، غضب العديد من الألمان الذين حضروه، حيث اتهموا فريق ترامب بمحاولة التأثير على التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال إلقاء محاضرات علنية للساسة الألمان بشأن منع حزب اليمين المتطرف من الوصول إلى الحكومة.

وغادر القادة الألمان ميونيخ وهم قلقون للغاية بشأن علاقة البلاد بالولايات المتحدة، حيث بدا أن إدارة ترامب، حسبما قالت الصحيفة، تستبعد أوروبا من المناقشات الجوهرية حول خطة السلام لأوكرانيا، على الأقل في الوقت الحالي.

وتابعت «نيويورك تايمز»، أن موجة الأخبار القادمة من المؤتمر دفعت بسياسات ترامب إلى قلب الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية في ألمانيا، مما حوّل التركيز جزئيًا بعيدًا عن القضايا المحلية، مثل سلسلة الهجمات الدامية التي نفذها مهاجرون ولاجئون في أنحاء البلاد خلال العام الماضي.

وتضمن المقال الرئيسي على الصفحة الأولى لأكبر صحيفة في ميونيخ، وهي صحيفة «زود دويتشه تسايتونج»، أمس الأول صورة لنائب ترامب، جيه دي فانس، وهو يلقي خطابًا ينتقد الأوروبيين، مما أذهل الحاضرين في المؤتمر، وكان عنوان المقال (خطاب غير دبلوماسي).

ففي خطابه، حث فانس القادة الألمان على السماح لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بالدخول إلى الحكومة الفيدرالية، دون ذكر أي من الأسباب التي جعلت الأحزاب الرئيسية تتجنب الحكم معه، بما في ذلك إدانة بعض أعضائه باستخدام شعارات نازية، كما امتلأت منافذ الأخبار الألمانية الأخرى بقصص عن تداعيات ظهور فانس وتحركات إدارة ترامب الأخرى في ميونيخ.

وأشارت التغطية الإعلامية في برلين إلى تحول واضح مفاده أنه حتى نهاية هذا الأسبوع، كان الرئيس الأمريكي يُهيمن على ذهن العديد من الألمان، ورغم أنه لم يكن حقًا قضية في السباق على منصب المستشار، أصبح كذلك الآن.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تحليلها، أنه لم يتضح بعد ما إذا كان أي حزب، إن وجد قد يستفيد من التركيز الجديد على ترامب، وقالت إن تصرفات إدارته منحت منصات للعديد من الأحزاب الرائدة، وتشمل هذه الأحزاب (البديل من أجل ألمانيا)، المعروف باسم A f D، الذي تلقى ما وصفته وسائل الإعلام الألمانية بـ(هدية الحملة) من فانس في خطابه يوم الجمعة الماضية.

وتضمن ذلك أيضًا حزب الديمقراطيين الاجتماعيين الحاليين والمستشار أولاف شولتز، اللذان يحتلان المركزين الثالث أو الرابع في استطلاعات الرأي، وفجأة سنحت لهما الفرصة لإبراز الدبلوماسية على المسرح العالمي والمحلي، وكان الأمر نفسه صحيحًا بالنسبة للديمقراطيين المسيحيين المتصدرين في استطلاعات الرأي ومرشحهم لمنصب المستشار فريدريش ميرز.

ولفتت «نيويورك تايمز» إلى حقيقة أن ميرز وشولتز أمضيا وقتهما في مؤتمر ميونيخ في إخبار ترامب وفريقه علنًا بالبقاء بعيدًا عن السياسة الألمانية.. فمن جانبه، قال ميرز ردًا على سؤال منسق لجنة ميونيخ حول خطط السلام في أوكرانيا، إن الألمان يحترمون انتخابات أمريكا، ونتوقع من الولايات المتحدة أن تفعل الشيء نفسه هنا.

وقال ستيفن إي سوكول، رئيس المجلس الأمريكي لألمانيا، الذي حضر المؤتمر، إن رد الفعل كان قويًا للغاية بسبب (التجارب التاريخية العميقة لألمانيا مع الفاشية، لقد كان فانس بمثابة صدمة للنظام)، وحذر سوكول من أنه (لا يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كان الخطاب له تأثير على نتائج الانتخابات المقبلة).

وكانت الحملة الألمانية قصيرة نسبيًا خاصة وفقًا للمعايير الأمريكية، إذ تم الدعوة إلى الانتخابات المبكرة بعد انقسام الائتلاف الحاكم الأخير في نوفمبر، وبعد بداية بطيئة للعطلة فلم تشتعل المنافسة حقًا إلا في يناير الماضي وحتى نهاية هذا الأسبوع، ركز المرشحون بشكل كبير على قضيتي الهجرة والاقتصاد الراكد في ألمانيا.

وكان المتنافسون الرئيسيون على منصب المستشار، بمن فيهم ميرز وشولتز، يتنافسون في الغالب حول الإنفاق الحكومي والاقتراض وسياسة الطاقة وأفضل السبل لإصلاح قوانين الهجرة والتعامل مع الملايين من طالبي اللجوء الذين دخلوا ألمانيا على مدى العقد الماضي.

وانتقد المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت تعليقات مماثلة أدلى بها فانس في مقابلة إعلامية، وقال إن الأجانب لا ينبغي لهم التدخل في الشئون الداخلية لدولة صديقة، مضيفًا أنهم قد لا يكون لديهم رؤية كاملة للنقاش السياسي في ألمانيا.

اقرأ أيضاًترامب: الرئيس الروسي يريد وقف القتال في أوكرانيا

خبير بالشؤون الأمريكية: ترامب لن يستجيب للضغوط بشأن سياسته الخارجية |فيديو

غزة.. من جحيم نتنياهو إلى جحيم ترامب

مقالات مشابهة

  • الأنصار يفوز على النجمة.. مباراة حامية وهذه نتيجتها
  • حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير قانونية.. المتبرع ودوافعه في دائرة الشك
  • مناظرة أكاديمية حول موثوقية الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • تحقق: مزاعم مضللة تستهدف شولتس قبل الانتخابات.. لا حالة طوارئ في ألمانيا
  • فريدريش ميرتس.. قاض مسيحي ديمقراطي يسعى لقيادة ألمانيا
  • البنك المركزي يحذر من أن ألمانيا معرضة للخطر بسبب رسوم ترامب
  • إيفو: ضعف الاقتصاد في ألمانيا يقلص فجوة العمالة الماهرة
  • «نيويورك تايمز»: سياسات ترامب تُهيمن على الانتخابات البرلمانية الألمانية
  • ستيف ويتكوف.. "رجل الصفقات" الذي يعيد تشكيل السياسة الأمريكية