انطلاق منتدى اليمن الدولي في عمّان.. هل يقترب الحل؟
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
شمسان بوست / عمان:
انطلقت يوم الأحد، أعمال الدورة الثالثة من منتدى اليمن الدولي في العاصمة الأردنية عمّان، بمشاركة أكثر من 300 ممثل يمني من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية، إلى جانب دبلوماسيين وخبراء إقليميين ودوليين.
ويأتي انعقاد المنتدى في مرحلة حرجة وظروف غير مستقرة تمر بها اليمن. فبعد التقدم المحرز في المحادثات أواخر عام 2023، تعثرت عملية السلام في عام 2024، الأمر الذي يهدد بتجدّد الصراع وبمزيد من الانهيار الاقتصادي في اليمن.
تمهيد الطريق لسلام شامل
وافتتح وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، أعمال المنتدى مؤكداً أن الحكومة اليمنية “معنية بجهود إحلال السلام وإنهاء الحرب”، لكنه أشار إلى أن هذه الجهود “اصطدمت بتعنت جماعة الحوثيين”، معرباً عن تمسك حكومته بالحل السياسي القائم على “الشراكة الوطنية لكافة اليمنيين”.
وشدّد الزنداني على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية عبر توحيد الجهود داخل منظومة الشرعية، وتفعيل قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا سيما القرار 2216، الذي يدعو إلى وقف إمداد الحوثيين بالأسلحة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى “ممارسة ضغوط فعالة” على الحوثيين، مطالباً دولاً أخرى بـ”استكمال الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية”.
من جهتها، أشارت سفيرة مملكة هولندا في اليمن، جانيت سيبين، إلى أن انعقاد المنتدى يأتي في “أوقات أكثر تعقيداً”، لافتةً إلى تأثير الصراع في البحر الأحمر على الأوضاع الإنسانية والأمنية. وأكدت أن “الحلول العسكرية ليست حلاً”، معربةً عن استعداد بلادها لمواصلة دعم الحوارات بين الأطراف اليمنية، سواء عبر “خارطة الطريق” أو من خلال منصات مثل منتدى اليمن الدولي.
تحديات عابرة للحدود
وتركز النسخة الثالثة من منتدى اليمن الدولي على مقاربة متكاملة تجمع بين تعزيز الحوار اليمني-اليمني، والانخراط الإقليمي الفعّال، لمواجهة مخاطر التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
كما تبحث جلساته سبل التعامل مع التداعيات الأمنية الناجمة عن عدم الاستقرار الإقليمي، لا سيما في البحر الأحمر، إلى جانب التحديات البيئية مثل ندرة الموارد المائية وتغير المناخ، والتي تُعتَبر عوامل مهدِّدة للاستقرار على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، قال ماجد المذحجي، رئيس مركز صنعاء للدراسات، إن اختيار عمّان مقراً للمنتدى “كان أمراً مقصوداً”، نظراً للتداخل بين الأزمة اليمنية والتطورات الإقليمية، ما يستدعي حوارات استراتيجية معمّقة.
وأضاف المذحجي أن العاملين في المجتمع المدني اليمني “لم يسبق أن عاشوا تحت هذا القدر من التهديد”، في إشارة إلى حملات الاعتقال التي تستهدف الموظفين العاملين في المجال الإنساني.
صوت الضحايا كمطلب أساسي
من جانبه، حذّر جوليان هارنيس، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، من أن “قلة تمثيل اليمنيين في صنع القرار” تُعَد إحدى أكبر المشاكل، معلناً التزام الأمم المتحدة بـ”إشراك الجميع في عملية صنع القرار والتمويل الإنساني”.
وعبّر هارنيس عن خيبة الأمل التي يشعر بها اليمنيون بسبب تصرفات الحوثيين، في إشارة إلى عمليات الاعتقال والاحتجاز التي نفذتها جماعة الحوثيين بحق العاملين في الإغاثة الإنسانية.
وشهدت جلسة الافتتاح وقفة تضامنية مع المحتجزين في سجون الحوثيين وغيرها، وقالت السفيرة الهولندية جانيت سيبين إن أي حوار في اليمن لا بد أن يكون شاملًا، محذّرةً من أن خطر انعقاد اتفاق بشكل ضيق يبدو واقعًا.
وأكّد أسامة الروحاني، المدير التنفيذي في مركز صنعاء، أن المنتدى يُعتبر “مساحة شفافة وثابتة” تجمع كافة الأطياف اليمنية، وتعزز الحوار مع المجتمع الدولي.
وأوضح أن نجاح المنتدى لا يكمن في “النقاشات الرسمية”، بل في “الحوارات الإيجابية التي تُبنى عليها خطوات ملموسة بعد انتهائه”.
ومنذ إطلاق نسخته الأولى عام 2022، شهد منتدى اليمن الدولي مشاركة أكثر من 500 من الوفود السياسية وصانعي القرار ووسطاء سلام وخبراء وممثلين عن المجتمع المدني، الذين ساهموا في رفد مبادرات سلام متعددة المحاور بدءًا من المشاركة السياسية والمدنية إلى العدالة الانتقالية والتهدئة الاقتصادية، وصولًا إلى نقاشات تبحث العلاقة بين القضايا البيئية والصراع.
ويُعد منتدى اليمن الدولي هو الأبرز بين مؤتمرات السياسة والأمن في اليمن، الذي يحرص على حضوره مسؤولون يمنيون رفيعو المستوى، وقادة سياسيون، وزعماء قبليون، ونساء، وشباب، وفاعلون من المجتمع المدني، وممثلون عن الأقليات.
وتُجرى في المنتدى حوارات بين الأطراف اليمنية بهدف رفد عملية السلام الرسمية وجهود المسار الثاني التي تقودها الأمم المتحدة، وتشجيع الحوار المتواصل والجامع لكل الأطياف.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: منتدى الیمن الدولی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
منتدى المنح الدراسية يختتم أعماله بمسقط
العُمانية/ اختُتمت اليوم أعمال منتدى "آيسف ICEF " الشرق الأوسط للمنح الدراسية في نسخته الثانية، الذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالتعاون مع مؤسسة "آيسف ICEF" ، لتعزيز التبادل في البرامج الأكاديمية.
وشهدت أعمال اليوم الختامي من المنتدى إقامة حلقة عمل حول التعاون بين مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان ومؤتمر نافسا العالمي، وعقد اجتماعات ثنائية بين مؤسسات التعليم العالي العُمانية والخليجية مع نظيراتها من الدول العالمية المشاركة، والجهات التي تقدم خدمات الابتعاث.
وقال أحمد بن خميس القطيطي مدير دائرة التعاون الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن استضافة المنتدى للعام الثاني في سلطنة عمان يأتي امتدادًا للنجاح الذي تحقق في نسخته الأولى، وإكمالًا لجهود الوزارة في توأمة مؤسسات التعليم العالي المحلية بنظيراتها العالمية، ولدعم مؤسسات التعليم المحلية في استقطاب الطلبة الدوليين بما يسهم في رفع مؤشراتها الدولية.
وأقيمت اليوم حلقة عمل حول التعاون بين مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عُمان ومؤتمر نافسا العالمي، بمشاركة (63) مشاركًا من مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، وركزت على جهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في تحسين مؤشر استدامة التعليم العالي، وجذب الطلاب الدوليين للدراسة في سلطنة عمان، بالإضافة إلى الترويج للجامعات والكليات الخاصة بهدف رفع تصنيفها في مؤشر QS العالمي.
ويعد مؤتمر ومعرض نافسا السنوي أكبر وأنشط حدث تعليمي دولي في العالم، حيث يجمع معرض نافسا آلاف المهنيين من أكثر من (100) دولة، ويسلط الضوء على البرامج والمنتجات والخدمات المتنوعة والمبتكرة التي تعزز مستقبل التعليم والتبادل الدولي.
وناقشت الحلقة سياق التعليم الدولي مستعرضة الاتجاهات في تنقّل الطلاب الدوليين على مدى العقود الأخيرة، والعوامل الدافعة للتنقل الطلابي، وأشكال تقديم التعليم الدولي، وتقديم تحديثات الوضع الحالي في مجال التعليم الدولي، فضلا عن التركيز على متطلبات بناء تسجيل الطلاب الأجانب وتعزيز الدولية.
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني من المنتدى عقد لقاءات ثنائية بين المؤسسات المشاركة، وحول الفائدة المرجوة من هذه اللقاءات؛ قالت بثينة بنت حميد الجامعية مديرة دائرة القبول والتسجيل بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا: إن الهدف الرئيسي من المشاركة في هذا المنتدى هو الالتقاء بالجامعات الخارجية، والجهات المانحة للابتعاث لتعزيز التعاون في مجالات استقطاب الطلبة الدوليين، وبحث فرص التعاون مع هذه الجهات بما يتوافق مع رؤية الجامعة ورؤية "عُمان 2040".
من جانبه قال عبدالله سالم البكري من مؤسسة التعليم فوق الجميع بدولة قطر: " تهدف مؤسسة التعليم فوق الجميع إلى المساهمة في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية من خلال توفير تعليم ذي جودة عالية، مع التركيز بشكل خاص على المتضررين من الفقر والصراع والكوارث، وتدعم المؤسسة احتياجات الأطفال والشباب والنساء لتمكينهم من أن يصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم".
وأضاف أن هذا المنتدى يعد فرصة لبحث التعاون ومناقشة المؤسسات التعليمية والجامعات التي تقدم المنح الدراسية، واستكشاف فرص الشراكات المستقبلية المحتملة.
وفي السياق ذاته قال البروفيسور حازم باقر طاهر من دائرة البعثات والعلاقات الثقافية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالعراق: "يجمع هذا المنتدى عددًا كبيرًا من الجامعات الإقليمية والدولية للالتقاء بالمؤسسات الحكومية والرسمية التي تبحث عن إيجاد فرص دراسية لطلبتها أو منتسبيها من أجل رفع كفاءتهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمتابعة سوق العمل ومتطلباته".
وأضاف: "سنوضح في هذا المنتدى خطة إرسال الطلبة المبتعثين العراقيين إلى الجامعات الخارجية، حيث تم إرسال قرابة (1000) مبتعث هذا العام من ضمن خطة لإرسال (5000) من الطلبة على مدى 4 سنوات، وسيتم التركيز على الجامعات الموجودة بالتصنيفات العالمية".