سياسي ألماني نشأ في هامبورغ وبدأ حياته السياسية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، كان عمدة مدينته في الفترة بين عامي 2011 و2018، ثم أصبح نائبا للمستشارة أنجيلا ميركل ووزيرا للمالية والشؤون الاجتماعية، وُصف بأنه صاحب الوجه البارد، لدرجة أنه أُطلق عليه بـ"شولزومات"، أي مختصر اسمه مضافا إليه كلمة "آلي".

المولد والنشأة

ولد أولاف شولتس يوم 14 يونيو/حزيران 1958 في مدينة أوسنابروك شمال ألمانيا، انتقلت عائلته إلى هامبورغ، التي تعتبر العاصمة التجارية للبلاد.

والده غيرهارد شولتس ووالدته كريستل شولتس، كانا يعملان في صناعة النسيج.

الدراسة والتكوين العلمي

درس شولتس القانون وتخرج في جامعة هامبورغ عام 1985، وبعد تخرجه أسس مكتبه الخاص في هامبورغ وتخصص في قانون العمل.

التجربة السياسية

بدأ شولتس توجهه السياسي بانضمامه للحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 1975، وكان لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية، وفي عام 1982 أصبح نائب رئيس منظمة الشباب الاشتراكي التابعة للحزب.

ثم انتقل من العمل في مجال القانون إلى العمل السياسي عام 1989، بعد انهيار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية وإعادة توحيد ألمانيا، الأمر الذي أحدث تغييرا جذريا في سوق العمل الألماني.

وفي عام 1998 خاض أول انتخابات برلمانية له في البوندستاغ (البرلمان الألماني) ممثلا عن دائرة هامبورغ-ألتونا، ضمن انتخابات عامة استغل فيها الحزب الاشتراكي الديمقراطي التباطؤ الاقتصادي واستياء الناخبين للإطاحة بحكومة المستشار هلموت كول، والتي استمرت 16 عاما.

وأثناء فترة وجوده في البوندستاغ نشأت علاقة قوية بينه وبين المستشار غيرهارد شرودر، مما ساعده على تسريع صعوده في المناصب داخل الحزب.

إعلان

وفي عام 2001 علّق شولتس عضويته في البوندستاغ وتولى منصب وزير الداخلية في حكومة هامبورغ، ثم عاد مجددا إلى البرلمان عام 2002 وأصبح أمينا عاما للحزب الاشتراكي الديمقراطي حتى عام 2004.

وفي عام 2007، أصبح وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية في حكومة أنجيلا ميركل، حينها قاد جهودا ناجحة ساعدت في تخفيف تداعيات الأزمة المالية العالمية على ألمانيا، منها برنامج العمل الجزئي الذي خفّض ساعات العمل بدلا من تسريح العمال.

ترك شولتس البوندستاغ وعاد إلى هامبورغ عام 2011 وخاض انتخابات لمنصب العمدة وحقق فوزا كاسحا في برلمان الولاية، وأثناء فترة ولايته أشرف على مشاريع بنية تحتية كبرى، من بينها استكمال قاعة الحفلات الموسيقية "إلب فيلهارموني"، وتوسيع شبكة النقل العام، وتعميق نهر إلبه لتمكينه من استقبال السفن الكبيرة.

كما ألغى رسوم الجامعات، وزاد الإنفاق على خدمات رعاية الأطفال، مع تعزيز الوضع المالي للمدينة، الأمر الذي سهّل إعادة انتخابه وحزبه عام 2015 لولاية أخرى.

ورغم ذلك لم يسلم شولتس من التحديات، فقد واجه انتكاسات عدة أثناء توليه منصب العمدة، أبرزها رفض استفتاء شعبي لمقترحه باستضافة أولمبياد 2024، ما شكّل خيبة أمل كبيرة.

كما شهدت المدينة أعمال عنف أثناء استضافتها قمة العشرين عام 2017، فقد اندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، مما أثر بشكل سيئ على صورة الحدث، إذ سلطت وسائل الإعلام الضوء على الفوضى والاضطرابات بدلا من التركيز على نتائج القمة السياسية والاقتصادية.

في سبتمبر/أيلول 2017 لم تحسم نتيجة الانتخابات الفدرالية التي أُجريت بألمانيا، وحصل الحزبان الرئيسيان (الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي المسيحي) معا على نصف أصوات الناخبين فقط، مما يعني أن لا أحد منهما حصل على أغلبية كبيرة.

وعقب هذه النتيجة غير الحاسمة استمرت المفاوضات بين الأحزاب شهورا دون التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة مستقرة.

إعلان

اقترح الحزب الاشتراكي الديمقراطي فكرة تشكيل تحالف كبير جديد مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بديلا عن إعادة الانتخابات، وبهدف إيجاد حكومة قادرة على العمل وتحقيق استقرار سياسي في البلاد.

وعلى إثر ذلك حصلت ميركل في مارس/آذار 2018 على منصب المستشارية في ولايتها الرابعة، بينما أصبح شولتس نائبا لها ووزيرا للمالية، ومن أبرز إنجازاته قيادة خطة إنقاذ ضخمة لدعم الاقتصاد المحلي أثناء جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، وتقديمه دعما ماليا لمن تأثروا من الجائحة.

ورغم نجاحه في إدارة الأزمة الصحية والاقتصادية، إلا أنه تعرض لانتقادات بسبب فضائح مالية كبيرة حدثت في ألمانيا أثناء فترة ولايته، منها انهيار شركة وايركارد، والتداول الضريبي في الأسواق المالية، لكن تلك التحديات لم تؤثر بشكل كبير على شعبيته.

مستشار ألمانيا

صوّت البرلمان الألماني يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2021 على اختيار أولاف شولتز مستشارا لألمانيا، خلفا لأنجيلا ميركل،بعد حصوله على تأييد 395 صوتا من إجمالي 707 أصوات -في الاقتراع السري-، متخطيا الحد الأدنى من التأييد، وهو 369 صوتا.

وبفوزه أعاد اليسار الوسط إلى الحكم، وطوى عهد ميركل الذي استمر 16 عاما، بفارق 9 أيام فقط من تحطيمها الرقم القياسي لأطول مدة في الحكم سجلها هيلموت كول (1981-1998).

وتولى شولتس المستشارية عبر ائتلاف من 3 أحزاب هي الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامته، والحزب الديمقراطي الحر بزعامة كريستيان  ليندنر، وحزب الخضر.

لكن الائتلاف انهار بعد خلاف على مدى شهور بشأن سياسة الميزانية وسبل إنعاش اقتصاد البلاد المتعثر، وتوجه ألمانيا الاقتصادي، مع انخفاض شعبية الحكومة وصعود القوى المتشددة من تياري اليمين واليسار.

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2024 خسر شولتس تصويتا على الثقة في البرلمان، وهي نتيجة أفسحت المجال لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في فبراير/شباط 2025.

إعلان

وصوّت 394 نائبا برفض منح الثقة للمستشار الألماني، مقابل 207 نواب أيدوا منحها، في وقت امتنع فيه 116 نائبا عن التصويت، وفقا لما أعلنته رئيسة البوندستاغ بربل باس.

قرارات حاسمة

اتخذ شولتس بعد الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022 قرارات حاسمة في السياسة الخارجية والدفاعية، بما في ذلك تعليق مشروع "نورد ستريم 2″ وإنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو لتحديث القوات المسلحة الألمانية.

الوظائف والمسؤوليات نائب رئيس منظمة الشباب الاشتراكي في الفترة بين 1982-1988. عضو في البوندستاغ في الفترة بين 1998-2001. وزير الداخلية في حكومة هامبورغ عام 2001. الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي من 2002 إلى 2004. وزير العمل والشؤون الاجتماعية من 2007 إلى 2009. عمدة هامبورغ من 2011 إلى 2018. نائب المستشارة أنجيلا ميركل ووزير المالية عام 2018. مستشار ألمانيا عام 2021.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحزب الاشتراکی الدیمقراطی أنجیلا میرکل وفی عام

إقرأ أيضاً:

بمشاركة الجاليتين اليمنية والفلسطينية.. مظاهرة في هامبورغ الألمانية تنديَدًا باستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة

الثورة نت/..

شارك أبناء الجاليتين اليمنية والفلسطينية في المانيا، السبت، في مسيرة حاشدة غاضبة شهدتها مدينة هامبروغ الألمانية بحضور نشطاء وحقوقيين ومتظاهرين ألمان، تحت شعار “كلنا من أجل غزة”.

وأدانت المسيرة ونددت بالإرهاب الإسرائيلي واستئناف حرب الإبادة بحق أبناء غزة.

ودعت المظاهرة شعوب العالم إلى انتفاضة حقيقية ضد المجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي منذ اتفاق وقف الحرب على قطاع غزة.

وطالبت المسيرة دول الاتحاد الأوروبي والدول الموقعة على اتفاقيات محكمتي الجنايات الدولية والعدل الدولية بتحمل المسؤوليات القانونية الدولية والأخلاقية في حماية المدنيين وتطبيق مبدأ ملاحقة ومحاكمة المجرمين المشاركين والمنفذين لحرب الإبادة.

والقى عدد من الحقوقيين الألمان المشاركين في التظاهرة كلمات أكدت جميعها إدانة سلوك إسرائيل الممنهج الإرهابي الاجرامي في عودة الحرب بأكثر وحشية مما كانت عليه من قبل.

وأكدت الكلمات على بشاعة العدوان الإسرائيلي، مشيرة إلى معاناة النازحين الأبرياء الذين حرمهم العدوان الإسرائيلي من أبسط مقومات الحياة وأوصلهم إلى وضع كارثي ومأساوي بلا غداء ولا دواء.

وأشارت الكلمات إلى موقف الدول الراعية والضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة “التي ابتلعت ألسنتها ودست رأسها في التراب”، معتبرة ذلك “ضوءا أخضرا منها لاستمرار العدوان “.

ودعا المتحدثون الألمان حكومة بلادهم إلى وقف كل أنواع الدعم لإسرائيل، “وهو نداء لكل الدول الداعمة”.

هتافات المتظاهرين نددت باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورفضت صمت الدول الراعية والضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، داعية المجتمع الألماني والاوروبي والشركات إلى إيقاف الدعم والمساندة لإسرائيل.

كما نددوا بالعدوان الأمريكي على اليمن، مطالبين العالم بالوقوف وقفة صدق مع قيم الحضارة الإنسانية، والمطالبة بإيقاف العدوان الأمريكي الوحشي على اليمن.

ودعا المتظاهرون أحرار العالم إلى انتفاضات واعتصامات مفتوحة بما يؤدي إلى إرسال الفرق الإغاثية لخلق ضغط عالمي يفضي إلى إيقاف الحرب وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • دفن جثمان شاب أنهى حياته في المعادي بسبب المخدرات
  • جنايات المنيا: إحالة أوراق مدرس أنهى حياة زوجته إلى فضيلة المفتي
  • السفير الألماني بالقاهرة يورجن شولتس يقدم أوراق اعتماده للرئيس السيسي
  • بمشاركة الجاليتين اليمنية والفلسطينية.. مظاهرة في هامبورغ الألمانية تنديَدًا باستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • مظاهرة في هامبورغ الألمانية تنديدا باستئناف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • مظاهرة في هامبورغ الألمانية تنديدا باستئناف العدوان على غزة
  • السفير الألماني بالقاهرة يزور العريش لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • دراسة: إدمان وسائل التواصل لا يقل خطرا عن الكحول
  • مستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية: كنت أترك العمل لتربية أطفالي ثم أعود إليه
  • سائح ألماني يتسلق هرمًا مقدسًا لحضارة المايا في المكسيك .. فيديو