حان الوقت لبناء مجتمعات قادرة على الصمود تنتقل من الفهم الى العمل " وتطبيق كل المبادئ التى أقرها إطار سنداى "2015 - 2030 " للحد من مخاطر الكوارث.. تلك كانت النقطة الجوهرية التى خرج بها إعلان الكويت فى المنتدى العربى السادس للحد من المخاطر والذى افتتحه الشيخ فهد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء الكويتى ووزير الدفاع والداخلية وبحضور السفير خليل إبراهيم الذوادي، الأمين العام المساعد للشؤون العربية والأمن الوطني لجامعة الدول العربية والمحافظ عبد الله ناصف مدير تدبير المخاطر الطبيعية في وزارة الداخلية المغربية.

المنتدى شاركت فيه 22 دولة عربية وممثلو الأمم المتحدة لبرنامج الحد من مخاطر الكوارث undrr) ) وممثلو المجتمع المدنى والمنظمات الإقليمية والعربية والدولية وممثلو الإعلام والمرأة وذوو الهمم والشباب والصليب والهلال الأحمر على مدار أربعة أيام، تضمنت مؤتمرين و3 جلسات عامة، و4 جلسات مواضيعية، و6 جلسات خاصة و 18 حدثًا جانبيًا، ومؤتمرًا صحفيًا، وسوقًا مخصصة وحلولاً مبتكرة لتعزيز جهود الحد من مخاطر الكوارث.

المنتدى انتهى بإعلان الكويت الذى أكد ضرورة تقديم الدعم اللازم والعاجل للدول العربية المتضررة من الاحتلال الإسرائيلي، وعلى وجه الخصوص دولة فلسطين وإعادة إعمار المناطق المتضررة في قطاع غزة والضفة الغربية من خلال خطة الإغاثة والتعافي المبكر المعدة من قبل الحكومة الفلسطينية والمنظمات الإقليمية والدولية.

البيان أكد ضرورة وجود إدارة شاملة لمخاطر الكوارث التى أصبحت تسبب خسائر بشرية واقتصادية كبيرة وتحد من تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية.

كما أكد البيان ضرورة الاستفادة من نتائج الدراسة التي نفذتها الشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد) عن النزوح بسبب الكوارث في المنطقة العربية وزيادة استخدام العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتحسين تقييم المخاطر وأنظمة الإنذار المبكر.

الاعلان شدد على أهمية الاستفادة من قرارات قمم المناخ والتصحر وأهمية تطوير نهج شامل يتضمن الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والمكونات الشبابية والفئات الأكثر قابلية للتضرر والقطاع الخاص ووسائل الإعلام للحد من مخاطر الكوارث في المجتمعات العربية.

أكد البيان أيضا أهمية زيادة الاستثمار في أنشطة الحد من مخاطر الكوارث بالتعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني مع ضرورة دعم الدول للاستفادة من آليات التمويل الدولية وبرامج التخفيف من آثار تغير المناخ والتمويل الأخضر.

إطار سنداى:

قد يكون السؤال الذى يجب أن نبدأ به: ما هو إطار سنداى الذى تعهد كل الحاضرين فى المنتدى الالتزام به؟

وللإجابة قد يكون علينا أن نعود لسنوات طويلة عندما قام زلزال توهوكو 2011 والذي وقع في المحيط الهادى ويعد الأعنف من نوعه حيث بلغت قوته 9 ريختر ليضرب سواحل اليابان ورفع مستوى البحر إلى 10 أمتار كان نصيب مدينة سنداى منها تغطية المياة لها ولكل المنشآت فيها من 8 إلى 10 أمتار وإزالة المدينة كاملة وخلف دمارا شاملا وضحايا، لتقوم الأمم المتحدة بعقد اجتماع عاجل لوضع إطار يحدد كيفية الحد من مخاطر الكوارث ويتم إقراره عام 2015 فى نفس العام الذى تم فيه خروج اتفاقية باريس لتغير المناخ ليحدد إطار سنداى 2015- 2030 معالم التنفيذ فى إطار خطط التنمية المستدامة للدول حيث يُعتبر إطار سنداي تتويجًا لجهود الأمم المتحدة في مجال الحد من مخاطر الكوارث ويتضمن مجموعة من المبادئ والأهداف والإجراءات التي تهدف إلى جعل العالم أكثر أمانًا وقدرة على الصمود في وجه الكوارث، والحد من الخسائر في عدد الوفيات والإصابات والأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث، واتخاذ إجراءات استباقية لتقليل المخاطر المحتملة، مع الاستعداد والاستجابة للكوارث بما في ذلك توفير الإنذار المبكر، وتدريب المجتمعات على كيفية التعامل مع الكوارث، وتنسيق جهود الإغاثة.

أرقام:

إذن المبادئ موجودة والتنفيذ هو المطلب الأساسى لمواجهة أخطار أصبحت تهدد المنطقة العربية أكثر من أى وقت مضى، فبحسب التقرير العالمى ترسم توقعات المناخ صورة مثيرة للقلق للمنطقة العربية، فقد أظهرت الأحداث الكارثية التي وقعت في عام 2023 هشاشة المنطقة، حيث تسببت الزلازل في سوريا والمغرب والفيضانات في ليبيا في فقدان أكثر من 20، 000 شخص لحياتهم وتشريد ما يزيد على 243، 000 شخص وإحداث أضرار اقتصادية هائلة.

فيما لفتت التقارير الدولية إلى تزايد موجات الحرارة الشديدة وما يتبعها من جفاف للمنطقة العربية الصحراوية أساساً حيث إنه بحلول الفترة من "2041 إلي 2060" سوف تشهد العديد من المناطق أكثر من 100 يوم في السنة تتجاوز فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مع وصول بعضها إلى 175 يومًا سنويًا بشكل واسع النطاق وعلى سبيل المثال في الجزائر وتونس سجّلت درجات الحرارة 48.7 درجة مئوية و49 درجة مئوية على التوالي ليصبح الحر الشديد هو القاتل الصامت فى منطقتنا العربية.

فيما ستتأثر المدن الساحلية بدرجة الحرارة الحضرية و تفاقم الأزمة، حيث شكلت درجات الحرارة المرتفعة مشكلة صحية عامة وتحديًا كبيرًا للأمن الغذائي وموارد المياه والاستقرار الاقتصادي لما لها من مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة، في حين تنخفض الإنتاجية الزراعية بسبب الجفاف وفشل المحاصيل والتصحر، وحتى النظم الإيكولوجية البحرية تتأثر مع تبييض الشعب المرجانية وانخفاض مستويات الأكسجين في البحر الأحمر وبحر العرب، فالكوارث التى تحدث فى العالم مدمرة ومخاطرها كبيرة ولعل ما قاله الأمين العام انطونيو جوتيريش فى الاحتفال باليوم العالمى للحد من المخاطر يؤكد أنه عندما تحلّ الكوارث، فإنها تلحق دمارًا جسيماً بالأفراد والمجتمعات والاقتصادات ويكون لموجات الموت والخراب والنزوح تداعيات لا يمكن تخيّلها، واليوم زاد تغير المناخ من حدة هذه الكوارث وهو ما رأيناه فى زلزال المغرب وفيضانات ليبيا، حيث يستمر العدُّ بالآلاف.

ففي المغرب أودى زلزال بلغت قوته سبع درجات بجبال الأطلس بحياة ما يقرب من ثلاثة آلاف وأوقع أكثر من 5500 مصاب، وفقا للأرقام الرسمية فقد أطاح الزلزال الأقوى من حيث عدد القتلى في المغرب منذ عام 1960، بالبنية التحتية للقرى النائية في المنطقة الجبلية الوعرة، ودمر المنازل وتسبب في انقطاع الكهرباء، تاركاً سكان هذه القرى في معاناة مع الأجواء الباردة وتسبب في انهيار جزئي أو كلي لنحو 50 ألف منزل.

أما في ليبيا، فكانت كارثة العاصفة «دانيال» بالساحل الشرقي لليبيا و التى ضربت مدينة بنغازي قبل أن تتجه شرقا لتضرب عدة مدن حتى وصلت إلى درنة وهي المدينة الأكثر تضرراً بعد انهيار سدودها لتجرف العديد من المباني مع سكانها ويصل عدد الضحايا إلى ما يزيد على 3800 شخص إضافة إلى آلاف المفقودين.

أما تقرير التقييم الإقليمي للدول العربية 2024 فقد قدم تحليلاً شاملاً لمخاطر الكوارث في المنطقة العربية، مع تسليط الضوء على المخاطر النظامية الناجمة عن تغير المناخ والتوسع الحضري وندرة المياه والضعف الاجتماعي والاقتصادي.

وترسم نتائج التقرير صورة قاتمة لمشهد المخاطر في المنطقة العربية حيث تتضافر عوامل تغير المناخ وندرة الموارد والقدرات المؤسسية الضعيفة لخلق تهديدات متتالية ومركبة.

ويؤكد التقرير الطبيعة المترابطة لهذه المخاطر ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الحوكمة، وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر، والاستثمار في تدابير بناء القدرة على الصمود.

وكشف التقرير أن المنطقة العربية تمثل مشهدًا فريدًا ومعقدًا من المخاطر، إذ تتعرض لمجموعة متنوعة من الأخطار الطبيعية والبشرية التي تزداد حدتها بفعل تغير المناخ والتقلبات المناخية على مدى العقود الخمسة الماضية، حيث شهدت المنطقة خسائر اقتصادية كبيرة تجاوزت 60 مليار دولار، معظمها ناتج عن الجفاف والزلازل والأحداث المناخية الشديدة، وقد كان للجفاف وحده تأثير مدمر على المجتمعات الريفية في دول مثل العراق والمغرب وسوريا والأردن والصومال، حيث أدى إلى انخفاض خصوبة الأراضي وتراجع الإنتاج الزراعي وفقدان كبير في التنوع البيولوجي.

وتكشف النتائج أن المنطقة العربية معرضة بشكل متزايد للمخاطر المرتبطة بالمناخ، مع تزايد تكرار موجات الجفاف الطويلة وموجات الحر والفيضانات المدمرة فيما تستمر فجوات الحوكمة في إعاقة إدارة مخاطر الكوارث بشكل فعّال، مما يحد من قدرة المؤسسات على تنسيق الاستجابات وتنفيذ استراتيجيات طويلة الأجل. وتمتد عواقب هذه الثغرات إلى ما هو أبعد من المخاوف البيئية فالجفاف على سبيل المثال يعمل كمضاعف رئيسي للتهديد، مما يؤدي إلى تفاقم الصراعات على موارد المياه الشحيحة وتكثيف الفجوات الاجتماعية والاقتصادية. كما يعمل تغير المناخ على إعادة تشكيل أنماط التنقل البشري، مما يجبر المجتمعات على النزوح حيث تكافح المجتمعات الطقس المتطرف ونقص الموارد والتدهور البيئي، وعلاوة على ذلك أصبحت التأثيرات الصحية لتغير المناخ في المنطقة العربية واضحة بشكل متزايد، مع ارتفاع حالات الأمراض المرتبطة بالحرارة والأمراض المنقولة بالنواقل والمخاوف المتزايدة بشأن الأمن الغذائي.

التمويل

:

كمال كيشور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث ورئيس مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث قال: إن " تمويل البنية التحتية المرنة يشكل تحديًا كبيرًا ولكن تحقيق ذلك على النحو الصحيح يوفر مكافآت كبيرة لأن التكلفة الاقتصادية للكوارث من المتوقع أن تزداد نتيجة لتغير المناخ.

وأضاف كيشور أن أي كيان بمفرده لا يستطيع تحقيق هذا الهدف "فلا يمكن لأي وكالة حكومية بمفردها أن تتولى إنشاء وصيانة أنظمة الإنذار المبكر بل يتطلب الأمر دعم العديد من الشركاء داخل الحكومة وخارجها ويشمل ذلك الشركاء في القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني.

وشدد كيشور على أهمية الحوكمة في الحد من مخاطر الكوارث قائلاً: "ينبغي لهذه المنطقة أن تفخر بالتقدم الذي أحرزته في تعزيز الحد من مخاطر الكوارث، وخاصة فيما يتصل بتعزيز أطر حوكمة المخاطر، وهو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة لافتاً إلى أهمية تبادل الدروس المستفادة وتوسيع نطاق العمل.

وقال: "خذوا الممارسات الجيدة من هذه المنطقة وشاركوها مع العالم مع بقاء خمس سنوات فقط لتحقيق أهداف إطار سنداي، إذا تمكنت هذه المنطقة من تحقيق ذلك، فيمكن للعالم أن يحقق ذلك".

فيما دعا السفير خليل إبراهيم الذوادي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من مخاطر الكوارث التى تهدد المنطقة العربية مؤكدًا ضرورة الانتقال من السياسة إلى التنفيذ قائلاً: "إن الإرادة السياسية المتوفرة لدى الدول العربية المنعكسة في كافة السياسات والآليات العربية يجب ترجمتها الى عمل آني ملموس على الارض ويجب التوقف عن الانتظار حتى حدوث الكارثة لمجابهة تداعياتها" وأضاف: "يجب البدء في التحسب والاستعداد المقرون بنظم إنذار مبكر إقليمية تمتد على طول المنطقة العربية

النزوح:

النزوح كان على رأس التوصيات التى خرج بها إعلان الكويت ولعل نظرة واحدة للرقم الذى نشره مركز رصد النزوح الداخلى عن أن هناك 15.3 نازح داخلى فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأنها خلال العام الماضى شكلت زيادة هى الاعلى على الاطلاق وتضمن التقرير رصدا لحالات النزوح التى زادت بسبب موجة الدمار التى أعقبت 7 اكتوبر 2023 لتصل إلى ثلاثة أضعاف حالات النزوح التى رصدتها المنظمة والتى بحسب الكسندرا بيلاك مدير مركز رصد النزوح بجنيف لم يتم رصد كافة حالات النزوح بعد ما حدث من اعتداءات وربما يساعدنا تسهيل الرصد فى الفترة القادمة لقياس حجم النزوح الذى تخلف عن الدمار وحالات النزوح الداخلى من الشمال للجنوب والعكس وهناك جهود يقوم بها المجلس الترويج للاجئين لتوفير المساعدات الإنسانية لأهالى غزة والضفة الغربية.

الدكتور عماد عدلى رئيس الشبكة العربية للشباب والبيئة ( رائد ) ـ وهى الشبكة التى اهتمت برصد النزوح الداخلى فى المنطقة العربية ـ وبذلت مجهوداً كبيراً لكى يتم وضع قضية النزوح فى الاعلان الختامى للمنتدى قال: قمنا بجهود كبيرة بعمل دراسة عن النزوح فى منطقة بنجر السكر بالنوبارية وأثبتنا أن لدينا مشكلة كبيرة بسبب ملوحة التربة والجفاف واستمر العمل حتى وضعت جامعة الدول العربية موضوع النزوح فى دائرة الاهتمام وقدمنا الدراسة التى شارك فيها كل نقاط الاتصال بالعالم العربى.

الإعلام شريك:

الإعلام شريك. هكذا أكد جميع من حضروا الجلسات فى المنتدى وقد كانت جلسة "الاعلام شريك " التى قادتها الإعلامية مى الشافعى رئيس الشبكة الإعلامية العربية للحد من مخاطر الكوارث تؤكد ذلك حيث تم فيها التأكيد على تعهد الإعلاميين المنتمين للشبكة على بذل قصارى الجهد فى النشر والتوعية للوصول إلى رأى عام مشارك فى الحلول التى تتطلبها التنمية المستدامة ويقررها إطار سنداى للحد من مخاطر الكوارث.

الشافعى قالت: إن الإعلام كان له دور مفصلي فى توصيل الرسالة سواء إلى صانع القرار أو إلى المواطنين و يمثل اهم دعائم الانذار المبكر. لافتةً إلى أن أعضاء الشبكة الإعلامية ليسوا مجرد إعلاميين يقومون بالتغطية الصحفية لكنهم تحولوا إلى متخصصين فى القضايا البيئية مشيرةً إلى رغبة الاعلاميين فى التوسع كما و كيفا ليتحول إلى منتدى إعلامى عربى للحد من مخاطر الكوارث بالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية و مجموعات أصحاب المصالح ليكون الإعلام مشاركاً فى استراتيجيات مواجهة المخاطر قبل و أثناء و بعد حدوثها.. مع أهمية بناء قدرات العاملين فى المجال الاعلامى علميا و الاعتماد على تقارير عربية و ليست عالمية.

المجتمع المدنى:

المجتمع المدنى له دور كبير فى تنسيق الجهود كما تقول غادة أحمدين منسق شبكة المجتمع المدنى العربى للحد من المخاطر مشيرةً إلى أنه مع اقتراب انتهاء المدة الزمنية لإطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث «2015-2030»، وأهداف التنمية المستدامة، واتفاق باريس لتغير المناخ، يتزايد التركيز الدولي والإقليمي على تقييم مدى التقدم المحرز والتحديات المتبقية لتحقيق الأهداف المنشودة خاصةً وأنه خلال الأعوام الأخيرة، شهد العالم تغيرات كبيرة في طبيعة المخاطر، حيث تصاعدت آثار تغير المناخ، وازدادت حدة الظواهر الجوية القاسية مثل الفيضانات والجفاف وحرائق الغابات، مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة

فيما أكد حاتم الروبي رئيس مؤسسة سفراء العمل التطوعى أن المنتدى ركز على التكامل بين الحد من المخاطر وتغير المناخ والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والممارسات الناجحة بين الدول العربية حيث سيقوم المنتدى بتقييم التقدم في تنفيذ إطار سنداي والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث، مع تحديد الأولويات الإقليمية للعامين المقبلين، واعتماد إعلان الكويت وخطة العمل للسنوات 2025-2027.

الروبي لفت إلى أن مؤسسة سفراء العمل التطوعي أطلقت برنامج الرخصة الدولية لإدارة الكوارث والمخاطر بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعى تحت رعاية وزارة التضامن الاجتماعي ووزارة الشباب والرياضة المصرية، وسيتم التنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالعمل التطوعي وإدارة المخاطر والكوارث، وذلك لتوثيق الجهود المبذولة على المستويين المحلي والدولي.

فيما لم يخل المنتدى من نماذج ملهمة أثرت النقاشات وقدمت نفسها لتكون بارقة أمل متجددة ومنهم كان علاء النادى الذى أبكت قصته الحضور عندما تحدث وهو جالس على كرسيه المتحرك عن حادثة كبيرة توفيت فيها أمه وصديقه الوحيد وتغير محور حياته سواء فى كليته التى درس بها الهندسة ونظرات الشفقة التى كان يراها فيمن حوله بعد أن تحول فجأة من شاب كله حيوية إلى شخص حبيس كرسي متحرك. تحدث علاء عن معاناته فى الدراسة لعدم توافر وسائل مساعدة لتنقله ثم رفضه من شركات كبرى رغم تميزه وكان السبب هو الكرسي المتحرك لكن تغيرت حياة علاء النادى عندما قابل رئيس شركة اهتم بتفكيره وتميزه ولم يتوقف عند إعاقته وبدأ علاء يتميز فى عمله ليصبح أحد أكبر المسئولين عنها، ثم بدأ يفكر فى مبادرة تقوم بتسهيل حياة من هم فى ظروفه وبالفعل نجح فى أن يجمع ٤٠ مليون متابع على الفيس بوك ويشارك بشركته الناشئة فى تسهيل حياة ذوى الإعاقة.

اما الدكتور مصطفى عطية الذى لم تمنعه إعاقته (كفيف ) لأن يتميز فى مجال عمله حتى يكون الاستشاري الدولي في دمج الإعاقة في المكتب الإقليمي العربي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث والذى تحدث عن العوائق التي تحول دون دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في استراتيجيات تقليل المخاطر الكارثية في المنطقة العربية، وخطوات اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لدمجهم على المستوى العملي قبل وأثناء وبعد المخاطر الكارثية، وأثرها الإيجابي ضمن استراتيجيات التنمية الشاملة للحد من المخاطر الكارثية.

بقي القول: إن التحديات كبيرة كما تقول نورا أشقر، رئيس المكتب الإقليمى لبرنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث فمخاطر تغير المناخ وارتفاع معدلات الحرارة فى المنطقة العربية باتت تعطى مؤشراً بأن هناك أخطارًا متزايدة على المنطقة العربية وقد شهدنا عام 2024 معدلات مرتفعة قصوى للحرارة وفيضانات وسيولا وغيرها من الأحداث المناخية القاسية.

أشارت أشقر إلى أنه فى إطار مراجعة إطار سنداى سمح التقدم فى أنظمة الانذار المبكر المسبق بإنقاذ الكثير من الأرواح والتقليل من الخسائر البشرية والمادية ولكن ما زال تطبيق إطار سنداى يتم بوتيرة غير كافية ولا تسمح بالوصول للأهداف المحددة حتى عام 2030.

وتابعت: ما زالت هناك تحديات كبيرة فى مجال جمع البيانات تقف عائقاً كبيراً أمام تحقيق الأهداف ومع ذلك وجدنا تقدما فى 131 دولة لديها استراتيجية وطنية لتخفيف اضرار الكوارث ولكن عددا قليلا من الدول هى التى ضمنت فى استراتيجيتها موضوع تخفيف الأخطار والكوارث وإدخال النوع الاجتماعى الذى لم يزل غير كافٍ.

في الختام نقول بأن نتائج المنتدى الإقليمي العربي السادس، بما في ذلك إعلان الكويت وخطة العمل العربية، ستسهم في إثراء المناقشات في المنتدى العالمي الثامن للحد من مخاطر الكوارث المقرر عقده في جنيف في يونيو 2025 حيث تشكل هذه الإنجازات أساسًا للجهود المستمرة التي تبذلها المنطقة للحد من المخاطر وحماية الأرواح وتعزيز التنمية المستدامة.

اقرأ أيضاً16 سبتمبر.. انعقاد المنتدى العربى السادس للمياه بـ أبوظبى بمشاركة 22 دولة

رئيس المنتدى العربى: مصر شهدت فى عهد السيسي اهتماماً غير مسبوق بالمرأة ومجلس النواب لا يدخر جهداً في الدفاع عنها

انطلاق أعمال المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من الكوارث البيئية بالكويت

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مخاطر الكوارث المنتدى العربى السادس المتحدة للحد من مخاطر الکوارث الحد من مخاطر الکوارث فی المنطقة العربیة التنمیة المستدامة للحد من المخاطر الإنذار المبکر المجتمع المدنی المجتمع المدنى الأمم المتحدة الدول العربیة إعلان الکویت لتغیر المناخ تغیر المناخ العربیة ا أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

"منتدى الرؤية الاقتصادي" يوصي بإطلاق مبادرات نوعية لتحفيز نمو القطاع الخاص ودفع جهود "التنويع"

 

 

◄ مسؤولون وخبراء يستعرضون قضايا الاستدامة ومسارات التنويع الاقتصادي

◄ الطائي: التحديات الاقتصادية تمثل فرصةً لاتخاذ قرارات حاسمة ومحفزة للنمو

◄ استعراض جهود "كريديت عُمان" في تعزيز منظومة التصدير الوطنية

 

◄ علي اللواتي: على الحكومة خلق "الزبون" والاهتمام بالقطاع المُحفِّز لنمو الاقتصاد

◄ السياحة العائلية تصلح لأن تكون محفزًا اقتصاديًا يحرك جميع القطاعات الأخرى

◄ إيجاد "الزبون" يتحقق من خلال السياسات الحكومية لأن القطاع الخاص غير قادر على ذلك

 

الرؤية- سارة العبرية

تصوير/ راشد الكندي

رعى معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، صباح الأربعاء، افتتاح أعمال الدورة الرابعة عشرة من منتدى الرؤية الاقتصادي "الاستدامة المالية ومسارات توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني"، وذلك برعاية ذهبية من "كريدت عُمان".

وانطلقت أعمال المنتدى هذا العام في ضوء محورين رئيسيين: "مستهدفات الاستدامة المالية في سلطنة عُمان.. التحديات والآفاق"، و"نحو مسارات عملية لتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني".

وألقى حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية الأمين العام رئيس اللجنة العليا للمنتدى، كلمة، أكد خلالها أن الحديث عن الاستدامة المالية والتنويع الاقتصادي اليوم، يحتم علينا إبراز ما تحقق من منجزات ملموسة مع نجاح تطبيق خطة "التوازن المالي"، خلال السنوات الأربعة الماضية؛ حيث استطاعت حكومتنا الرشيدة ترشيد الإنفاق المالي وضبط المصروفات بأنواعها، علاوة على اتخاذ ما يلزم لضمان زيادة الإيرادات العامة للدولة، واستعادة الجدارة الاستثمارية مع رفع التصنيف الائتماني السيادي لسلطنة عُمان، أكثر من مرة، ليصل إلى أعلى معدل في سبع سنوات.


 

وأشار إلى أن هذه النتائج عكست تحولًا ملحوظًا في منهجية التفكير الإستراتيجي المستهدف لتبني نهج الاستدامة المالية، بديلًا عن "التوازن المالي، تمهيدًا للمسار أمام اقتصادنا الوطني لبلوغ أعلى درجات التعافي والنهوض، لا سيما وأن خطة التوازن المالي على نتائجها الإيجابية البارزة، إلا أنها تسببت في الحد من فرص النمو الاقتصادي، وأضعفت نوعًا ما القطاع الخاص، وأحدثت تراجعًا في المعروض الوظيفي، فتنامت أعداد الباحثين والمسرحين عن عمل؛ نتيجة عدم قدرة شركات القطاع الخاص على تحمل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتي لا تخفى تداعياتها وآثارها عليكم جميعًا.

وأضاف الطائي أن التحديات الاقتصادية عادةً ما تمثل فرصةً لاتخاذ قرارات حاسمة ومحفزة للنمو، وتسهم في تعميق الاقتصاد؛ لذلك ينبغي على المعنيين لدينا -كل من منطلق مهامه ومسؤوليته- البناء على ما تحقق من إنجازات في مسألة "التوازن المالي"، ومن ثم البدء دون تأخير في اتخاذ كل ما يلزم لإنعاش الاقتصاد الوطني، وإطلاق العنان للقطاع الخاص كي يقود المرحلة الراهنة والمستقبلية؛ بما يعمل على إيجاد الوظائف لحلحلة ملف التوظيف، وزيادة إسهام القطاعات غير النفطية في النمو الاقتصادي؛ إذ إن استمرار الوضع على ما هو عليه لن يساعد في تحقيق التطلعات المستقبلية، وعلى رأسها رؤيتنا الوطنية الواعدة التي نحلم بتنفيذها في أسرع وقت ممكن، رؤية "عُمان عشرين أربعين".

وشدد الطائي على أن غياب خطط واضحة للتنويع الاقتصادي وربطها بمؤشرات أداء وجدول زمني معلوم لدى الجميع، ومحاسبة كل مسؤول عن هذه المؤشرات والجدول الزمني، لن يساعدنا في تحقيق أي من الأهداف المبتغاة، وستذهب الأفكار والمقترحات أدراج الرياح، لعدم وجود ضمانات كفيلة بتنفيذها على أرض الواقع. وتابع أن استمرار التفكير في بُعد مالي محاسبي واحد يتمثل في توفير النفقات وزيادة الضرائب، سيفاقم هو الآخر من حدة الانكماش الاقتصادي، وستظل الاستثمارات محدودةً في قطاعات بعينها، استثمارات تأتي للاستفادة من خيرات البلد، لا لتعظيم الاستفادة منها لصالح الاقتصاد الوطني.

وأشاد الطائي بالتوجه المحمود حاليًا نحو دعم الشركات التقنية الناشئة، العاملة في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وتوظيفها في القطاع الصناعي والقطاعات الإنتاجية الأخرى، بما يسهم في رفع الفوائد المرجوة منها، وتعظيم عوائدها؛ كتوجهٍ نأمل أن تتوسع الحكومة معه في البرامج والخطط الداعمة له، بما يضمن تعزيز التواجد العُماني على مؤشرات التنافسية الرقمية العالمية من جانب، وحفز قطاعات جديدة لتعزيز مسيرة التنمية الشاملة من منظور أوسع وأكثر تفاؤلًا بالمستقبل.

وأكد الطائي أن المرحلة الراهنة وما تفرضه من تحديات وفرص، لتتطلب ضرورة البدء في مرحلة جديدة من العمل الوطني، مرحلة يكون دور الحكومة فيها تنظيميا وإشرافيا وليس منافسًا للقطاع الخاص.

كريديت عُمان

من جهته، قدَّم أحمد بن حمدان الفارسي أخصائي أول إعلام وتسويق لدى "كريديت عُمان" عرضًا مرئيًا عن جهود "كريدت عُمان" في تعزيز منظومة التصدير العُمانية، وكذلك أهمية تأمين الائتمان للمُصدِّر العُماني للتقليل من المخاطر التجارية؛ بما يُساعد المُصدِّرين على بيع منتجاتهم محليًا وعالميًا بكل ثقة وأمان دون القلق من عدم سداد المشتري.


 

واستعرض المخاطر التي تغطيها "كريدت عُمان"؛ وهي المخاطر التجارية والتي تشمل عدم التزام المشتري بسداد قيمة البضائع المستلمة وإعسار المشتري أو التخلف عن السداد. وأبرز الفارسي كذلك المخاطر غير التجارية للصادرات، والتي تتمثل في فرض تشريعات أو قيود قد تتخذها حكومات البلد المُصدَّر إليه، أو وقوع أحداث سياسية وعقبات اقتصادية، إضافة إلى فرض قيود جديدة على الصادرات.

وتناول الفارسي في عرضه المرئي الحديث عن آلية الدخول للأسواق العالمية والخدمات التي توفرها "كريدت عُمان"، والمتعلقة ببوليصة تأمين الائتمان المحلي للمبيعات داخل سلطنة عُمان، وبوليصة تأمين الصادرات المتعلقة ببيع المنتجات من سلطنة عُمان وإلى العالم، إضافة الى بوليصة متعدد المشترين.

حوارات ومناقشات

وشهدت الجلسة الحوارية الأولى من المنتدى مناقشات مُعمَّقة تحت عنوان "مُستهدفات الاستدامة المالية في سلطنة عُمان: التحديات والآفاق"؛ حيث تناول الخبراء والمسؤولون أبرز القضايا المتعلقة بتطوير السوق المالي وتعزيز البيئة الاستثمارية في السلطنة. وشارك في الجلسة سعادة الشيخ عبدالله السالمي الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات المالية، وسعادة محمود العويني أمين عام وزارة المالية، والمكرم الدكتور ظافر الشنفري رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الدولة، فيما أدار الجلسة الدكتور خالد العامري رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العُمانية.


 

وناقش المشاركون تطورات سوق رأس المال ودوره المحوري في تمويل المشاريع الاقتصادية وتعزيز النمو المستدام، وأشاروا إلى أن سوق رأس المال في السلطنة استطاع خلال السنوات الماضية جمع حوالي ملياري ريال عُماني سنويًا؛ مما أسهم في تمويل مشاريع اقتصادية كبرى. وفي عام 2024، تمكن السوق من تمويل ما يقارب مليار ريال عُماني، مما يعكس ديناميكية القطاع وقدرته على استقطاب الاستثمارات. كما تم تسليط الضوء على تصنيف السلطنة كواحدة من أنشط الأسواق الأولية عالميًا، وهو مؤشر يعكس ثقة المستثمرين واستقرار البيئة المالية في البلاد. ومع ذلك، أشار الخبراء إلى أن هناك فرصًا غير مُستغلة بقيمة تتجاوز 600 مليون ريال عُماني يمكن لقطاعي سوق المال والتأمين الاستفادة منها، داعين إلى جانب ضرورة توسيع نطاق التأمين الصحي ليشمل المزيد من المواطنين؛ حيث يبلغ عدد المستفيدين حاليًا 600 ألف شخص.

وأكد المتحدثون أهمية مواصلة تطوير القوانين والتشريعات المالية لضمان تعزيز البيئة الاستثمارية في عُمان. وشهدت الجلسة الحوارية التطرق إلى عدة محاور رئيسية؛ منها: قانون الودائع المالية وأثره على استقرار النظام المالي، وآليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودورها في ضخ السيولة وتعزيز التنمية، وقانون حماية المنافسة وأهميته في تعزيز بيئة اقتصادية عادلة وجاذبة للاستثمارات، والتحديات المرتبطة بالسياسات المالية المتناقضة، والحاجة إلى معالجتها لضمان انسجام الاستراتيجيات الاقتصادية الوطنية.


 

وفي إطار أوسع، ناقش المنتدى استراتيجيات توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وتعزيز الفرص الاستثمارية، وذلك خلال الجلسة الحوارية الثانية بمشاركة سعادة أحمد بن سعيد الشرقي رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الشورى، والمهندسة عائشة السيفية نائب رئيس البرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات "نزدهر"، وبدر بن سيف الحارثي مشرف التنويع الاقتصادي بوحدة متابعة تنفيذ "عُمان 2040"، إضافة إلى رجل الأعمال علي بن محمد اللواتي، فيما أدار الجلسة أدارها الخبير الاقتصادي الدكتور يوسف بن حمد البلوشي.

وتناولت الجلسة أهمية تنويع مصادر الدخل وتعزيز القطاعات غير النفطية، مثل التكنولوجيا، والسياحة، والصناعات التحويلية؛ باعتبارها محركات رئيسية للنمو الاقتصادي المستدام. وسلط المتحدثون الضوء على دور البرامج الوطنية في تحفيز الاستثمار ودعم ريادة الأعمال، من خلال سياسات وتشريعات تُسهم في تعزيز بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية؛ مما يُعزِّز من مكانة السلطنة كوجهة استثمارية تنافسية على مستوى المنطقة.

وأكد المشاركون أن السلطنة تمتلك مقومات قوية لتعزيز الاستدامة المالية، وذلك عبر تحسين التشريعات، وزيادة الاستثمارات، وتطوير سوق المال والتأمين، كما شددوا على ضرورة الاستفادة من الفرص المتاحة وتعزيز بيئة الأعمال لضمان تحقيق نمو اقتصادي متوازن ومستدام.


 

وقال رجل الأعمال علي بن محمد اللواتي إن برنامج التوازن المالي حقق نجاحًا كبيرًا أسهم في خفض الدين وتقليل العجز المالي، مشيرًا إلى أهمية تعزيز أدوار القطاع الخاص في قيادة النمو الاقتصادي. وأكد اللواتي أهمية تعزيز القوة الشرائية من خلال الاهتمام بـ"الزبون"، والذي يمثل الحل لقضية التنويع الاقتصادي، الذي يواجه تحديات كبيرة. وأضاف أنه يتعين على الجهات المعنية إيجاد المُحفِّز الاقتصادي "catalyst"، من خلال الاهتمام بالقطاع الذي يحرك قطاعات كثيرة أخرى، على أن تكون ميزة هذا القطاع أنه يستقطب "الزبون"، ومن ثم كل القطاعات التي تتصل مع هذا الزبون ستنال التحفيز. وأكد اللواتي أن "المُحفِّز" لا يحتاج إلى استثمارات حكومية، كما إنه يتميز بالاستدامة والديمومة، كما يسهم في خلق فرص عمل متنوعة ولمختلف مستويات التعليم وفي جميع أنحاء البلد. وأوضح أنه يجب أن نبحث عن هذا القطاع المُحفِّز، وضرب في هذا السياق مثالًا بقطاع السياحة العائلية؛ حيث إن هذا النوع من السياحة يناسب مجتمعنا المتحفظ، وأن تكون عُمان واحدة من الدول الرائدة في السياحة العائلية على مستوى المنطقة العربية. ودعا الحكومة إلى إعداد البنية التشريعية والتسويقية لقطاع السياحة العائلية واستقطاب الراغبين في قضاء السياحة العائلية. وأكد أن العديد من القطاعات ستنتعش إذا ما ركَّزنا على مثل هذه القطاعات المُحفِّزة. وقال إن مسألة إيجاد "الزبون" تتحقق من خلال السياسات الحكومية، بينما القطاع الخاص ليس في مقدوره أن يخلق الزبون.

وهدف المنتدى إلى تهيئة النقاش أمام المجتمعين للوقوف على جهود تحسين المؤشرات الاقتصادية وتطوير القطاع المالي في ضوء مستهدفات رؤية "عُمان 2040"، وخطط توجيه الموارد المالية نحو المشروعات التنموية ذات العوائد الاستثمارية لتعزيز التنمية الاقتصادية، والشراكة بين القطاعين لإيجاد قطاع مالي متطور وحيوي يسهم في الناتج المحلي الإجمالي، إضافة لمبادرات تحسين المؤشرات المالية العامة، وتطوير منظومة القطاع المالي لتمكين الأفراد والمؤسسات للقيام بأدوارهم في مسارات التنمية المختلفة، مع تسليط الضوء على تعزيز مشاركة القطاع المالي الخاص لتوفير خيارات تمويلية موجهة لمختلف الفئات، ونمو قطاعات التنويع الاقتصادي.


 

وتنظر اللجنة الرئيسية لأعمال المنتدى لمحوري النقاش "الاستدامة المالية" و"توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني" على اعتبارهما جزءًا أساسيًا من خطط التعاطي مع التحولات التنظيمية، لما يوفرانه من فرص مواتية للمساعدة في زيادة الكفاءة التشغيلية، وتحسين الإنتاجية، وتنويع مصادر الإيرادات، واستكشاف أسواق جديدة، وتحسين إدارة المخاطر، وتعزيز القدرة التنافسية، وفق تخطيط مالي استراتيجي يأخذ بعين الاعتبار الأهداف المالية طويلة الأجل.

*******************************

توصيات منتدى الرؤية الاقتصادي 2025

 

1.      إطلاق مبادرات اقتصادية تضمن تحفيز نمو القطاع الخاص ورفد القطاعات الاقتصادية الحيوية بعوامل النمو والازدهار، مع الحرص على الموازنة بين السياسات المالية والاقتصادية وفق متطلبات التنمية واستدامتها.

2.      تعزيز التوجُّهات نحو الاستدامة الاقتصادية بعد نجاح التوازن المالي والاستدامة المالية؛ وذلك من خلال وضع هدف حد أدنى لمتوسط النمو الاقتصادي عند 5% سنويًا.

3.      إطلاق العنان للقطاع الخاص كي يقود المرحلة الراهنة والمستقبلية؛ بما يعمل على إيجاد فرص العمل وحلحلة ملف التوظيف، وزيادة إسهام القطاعات غير النفطية في النمو الاقتصادي.

4.      تسريع الخُطى نحو الارتقاء ببورصة مسقط لتكون سوقًا ناشئة وتفعيل أدوارها في تمويل القطاع الخاص ومساعدته على التوسُّع.

5.      الإشادة بجهود جهاز الاستثمار العُماني للتخارج من الشركات الحكومية والدعوة لمواصلة هذه الجهود بما يضمن إتاحة المجال أمام القطاع الخاص لأداء المزيد من الأدوار.

6.      تعميق أدوار جهاز الاستثمار العُماني في الشق الاقتصادي بعيدًا عن الجوانب المالية والمُحاسَبية.

7.      إدخال مسارات اقتصادية بالتوازي مع المسارات المالية المحاسبية والسعي لخفض الضرائب والرسوم.

8.      إطلاق حوافز مالية ومصرفية تخصصية، من أجل تحقيق نمو اقتصادي على مستوى القطاعات وتوفير المزيد من الوظائف.

9.      ضرورة الاهتمام بالقطاعات الاقتصادية الواعدة وجذب المزيد من الاستثمارات والتوسع في المشاريع.

10.    تقديم مزيد من الدعم والحوافز لقطاع ريادة الأعمال باعتباره عنصر الأساس والحصان الرابح في رهان نمو الاقتصادات الحديثة.

11.    التوسع في التمويل السهل والمُيسَّر بما يُسهم في بناء منظومة عملاقة من الشركات ذات الحجم الصغير المتوسط والمتناهي الصغر.

12.    تعزيز التكامل والشراكة بين القطاعين العام والخاص بما يتماشى مع المستهدفات المستقبلية.

13.    اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين المؤشرات الاقتصادية وتطوير القطاع المالي في ضوء مستهدفات رؤية "عُمان 2040".

14.    توجيه الموارد المالية نحو المشروعات التنموية ذات العوائد الاستثمارية لتعزيز التنمية الاقتصادية، والشراكة بين القطاعين لإيجاد قطاع مالي متطور وحيوي يسهم في الناتج المحلي الإجمالي.

15.    تعزيز مشاركة القطاع المالي الخاص لتوفير خيارات تمويلية موجهة لمختلف الفئات، ونمو قطاعات التنويع الاقتصادي.

مقالات مشابهة

  • روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد الجيش
  • "منتدى الرؤية الاقتصادي" يوصي بإطلاق مبادرات نوعية لتحفيز نمو القطاع الخاص ودفع جهود "التنويع"
  • تعزيز التنسيق الأمني بين مصر وليبيا لدرء مخاطر الجماعات الإرهابية
  • رئيس الوزراء الإسباني يعلن دعم مقترح القمة العربية المقبلة في القاهرة
  • إمساكية رمضان 2025 في الكويت... مواقيت الأذان والإفطار
  • "العالمية للأرصاد" تحذر من المخاطر المناخية في المنطقة العربية
  • ختام اليوم الثالث لفعاليات دورة التنمية المحلية لتدريب الكوادر الأفريقية
  • المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذر حول المخاطر المناخية في المنطقة العربية
  • حزب العدل: اتحاد الدول العربية فرصة ذات أبعاد هائلة للقوة والنفوذ