عيد ميلاد «الأسبوع».. 28 عاماً من الكفاح ونجحت المهمة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
"أَتَعرِفُ معنى الكلمة؟ مفتاح الجنة فى كلمة ودخول النارِ على كلمة وقضاءُ اللهِ هو كَلِمة.. الكَلِمةُ نور وبعض الكلمات قبور".. كلمات صاغها عبد الرحمن الشرقاوى فى مسرحيته (الحسين ثائرا) فالكلمة مسئولية سيحاسبنا عليها الله وعندما تكون الكلمة من أجل هذا الوطن تكون تلك هى الرسالة الواضحة التى آمن بها كل من دخل تلك الصحيفة وخرج منها لأماكن أخرى أو من ظل فيها.
نحكى عن "الأسبوع" وكأننا نعاصر ولادتها بالأمس القريب.. ونعيش مع العمل المهنى بروح مشاغب يبحث دائماً عما وراء الخبر ليخرج بقصة صحفية متميزة بها كل التفاصيل وبها كل الصدق والمحبة.
وفى سطورنا القادمة سنحاول أن نمارس دور الصحفى الذى يكتب عن تجربة مهمة عاش كل تفاصيلها منذ البداية وعاش أفراحا وأحزانا.. خلافات وتهديدات.. انتصارات وجوائز بمسابقات.. لنكمل مع جريدة بدأت قوية وما زالت تحافظ على ثباتها ومبادئها وتتحدى كل من يعوقها عن عمل آمنت به وهو الكلمة.
من الكلمة نبدأمن الكلمة الحرة نبدأ سطور إنشاء أول جريدة مستقلة فى مصر.. نعم كنا أصحاب السبق.. وكان المتربصون يراهنون على أننا سنغلق الأبواب فى العام الأول ولم يحدث فانتظروا للعام الثانى والثالث ولكن استمر الكفاح والعمل الصادق وانتصرت الكلمة، لأنها كلمة حق يقولها شرفاء نادرا ما تجدهم فى هذا الوقت.. شكلوا معا سيمفونية من العمل لصحيفة لم ترتعد فرائصها أبداً فواجهت ديناصورات "التمويل الأجنبي" منذ لحظات ميلادها الأولى ونبشت بقوة أوكار الإرهاب والفساد والرذيلة.. دافعت عن أخلاقيات المجتمع، وقيمه، وكانت بحق كما رفعت على صدر صفحتها الأولى "طريق الباحثين عن الحقيقة".. وكانت الرسالة واضحة ( لا توجد خطوط حمراء فى مصالح الناس)
من نحن؟عندما تسأل صحفيي الأسبوع من أنتم؟ ولمن تنتمى صحيفتكم ستأتيك الإجابة على الفور: نحن صحيفة ولدت على يد شباب لم يكن لديهم سوى الأمل وشحذ الهمم بالعمل.. صحيفة تحدت كل من أراد أن يقضى عليها فكانت معاركها كلها تنتهى لصالحها، لأن إيمان من يعملون بها فوق كل التحديات.
نحن "الأسبوع" التى خاضت حروبًا لم تهدأ، بعزيمة كتيبة الشرفاء من محرريها، وربانها الماهر «مصطفى بكري»، وشقيقه د.محمود بكري، وبقيت راسخةً في محراب الصحافة الصادقة، بعد أن سقطت كل الرهانات على وأدها، لينطلق العدد الأول منها في السابع عشر من فبراير ١٩٩٧م.
وكان القرار أن تكون صحيفة وطنية، لها بُعدها القومي، تضع التجربة الناصرية في القلب، لكنها لا تسد الباب أمام الأفكار والرؤى المختلفة، حلفاؤها هم أنصار الفقراء، وأعداء الفساد، والمناضلون من أجل الحرية، الذين يقفون في مواجهة المشروع «الأمريكي - الصهيوني»، الذي يستهدف الهيمنة على المنطقة، واحتلالها، وأعداؤها هم الذين يقفون على النقيض.. صحيفة كما وثق تجربتها الغالى "الدكتور محمود بكري" صحيفة تقف سدا منيعا أمام محاولات فتح "هويس الانهيار" في الجسد العربي، وتؤكد في كل لحظة وحين، أن الصهاينة سيظلون أعداءنا الأبديين، وأن المستعمرين الجدد، من الأمريكان والأوربيين، لن يهدأ لهم بال حتى يحطموا ما تبقى من جسد أمتنا، وأن ما فعلوه في فلسطين، هو ما تجري ترجمته على أرض العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من بقاع أرضنا المقدسة وهو ما كان جزءا من عقيدتنا ونحن نرصد ونوثق الإجرام الصهيونى ضد أهل فلسطين المحتلة والدمار والقتل الذى شهده قطاع غزة ونكشف ونواجه كل محاولات التهجير وما يفعله الصهاينة. كلمات ومشاهد كنا نتمنى أن يكون الضلع الثانى والرئيسى فى مسيرة "الأسبوع" موجودا معنا.. وقتها ربما كنا أول من يزحف على الحدود معا لنوثق الحقيقة على الأرض، كما فعلها د.محمود بكرى مرارا وتكرارا فى العدوان الغاشم على أهل غزة.
أحلام فى العراءكان الميلاد للصحيفة صعباً والتهديدات لا تتوقف.. وكنا ونحن نخطط للإصدار دون أن نعرف كيف ستسير أمور حياتنا الطبيعية فلا مورد رزق لأى منا وليس وراء الصحيفة رجل أعمال ولا أي مؤسسة.. كان فقط وراء الأصداء أحلام شباب يبحث عن اكتمال الطريق الذى بدأه ويحلم بأن يكون صوتا لمن لا صوت لهم.. عشنا أصعب ستة أشهر مرت على من أسسوا لتلك التجربة فقبل "الأسبوع" كنا مجموعة من أشطر الصحفيين فى جريدة الأحرار (هكذا يشهد تاريخنا وأعمالنا ومغامراتنا وموضوعاتنا) وعقب الخلافات التى ذهبت بالأحرار إلى طريق صعب كان أهم شرط فيه أن يخرج الأستاذ مصطفى بكرى من الجريدة.. وكنا مجموعة من الشباب على مشارف التعيين وحلم دخول النقابة وفجأة وجدنا أنفسنا بين خيارين إما أن نستمر فى جريدة الأحرار (ولها فى القلب تاريخ وعلامات) ونضمن الاستقرار والوضع الأفضل بمعايير ذلك الوقت، وإما أن نخوض مغامرة (كان أغلب المحيطين بنا يرونها محفوفة بالمخاطر)، لأننا سنخرج للعراء بلا صحيفة أو مقر أو حتى مبلغ مالى يضمن لنا جميعا بعضا من الأمان.
وقتها وقف الأستاذان مصطفى ومحمود وسألونا "تعبتم أم ما زالت لديكم أنفاس لنستمر؟.. وكان الرد بل سنستمر. وكان ما يمنحنا القوة هو الإيمان بالله ثم مهاراتنا ومعنا الأستاذان (مصطفى ومحمود بكرى) وبعد صراع في المحاكم والنيابات، استمر زهاء الستة أشهر، التى تقاسمنا فيها بحق كل شىء المال قبل الذكريات واللقمة الحلوة والتجهيز لعدد يبحث عن ترخيص (ياااه على تلك الأيام التى كنا نعدها على أصابعنا. نجهز التحقيقات التى تكشف كل مسكوت عنه ونجرى الحوارات ومعها التحقيقات ما بين الصادمة إلى الموضوعات الخفيفة) ليأتى الرد (لم يصدر الترخيص حتى الآن).
شهادة الإصداركان الترخيص هو كلمة السر التى تبعث فينا جميعا الأمل مع كل عدد نقوم بتجهيزه وكأنه سيصدر هذا الأسبوع لنظل طوال الأشهر الستة ونحن نصدر العدد (زيرو). كم كانت قاسية تلك الكلمة ونحن نقابل العديد من الأصدقاء يطلبون منا العودة أو البحث عن طريق آخر، لكن شيئاً ما ربطنا معا مع وليد اخترنا له الاسم معا.
ورُحنا نخوض غمار مواجهة حادة لإصدار صحيفة ليست قومية ولا حزبية بل "مستقلة" وهو مسمى كان جديداً فى عالم الصحافة ليتم تأسيس "شركة الأسبوع للصحافة والطباعة والنشر" وفقا لقانون الصحافة الجديد رقم 96 لسنة 1969.. وتم تجهيز الأوراق والإجراءات المطلوبة، وبعد جولات في مصلحة الشركات، وهيئة سوق المال، والمجلس الأعلى للصحافة برئاسة الراحل الدكتور مصطفى كمال حلمي آنذاك والجهات المسئولة الأخرى.. كان الجميع فى انتظار القرار. وفى يوم 21 يناير 1997، الذى ما زلنا نتذكر كل تفاصيله كانت الوجوه كلها سعيدة (الأستاذ مصطفى ود.محمود بكرى يضعان بين أيدينا نحن (الآباء المؤسسون) قرار ترخيص أول صحيفة مستقلة فى مصر بخطاب رسمى من الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة الراحل "جلال عيسى" ورد فيه ما نصه: "السيد الأستاذ محمد مصطفى بكري/ بالإشارة إلى كتابكم المؤرخ في ٨/١٢/ 1996 بشأن طلب الموافقة على إصدار جريدة باسم ( صحيفة الأسبوع- عن- شركة الأسبوع للصحافة والطباعة والنشر) نرجو الإحاطة بأنه طبقا لأحكام قانون تنظيم الصحافة، يحق للشركة إصدار الجريدة المشار إليها". لتصدر "الأسبوع" صباح 17 فبراير 1997 في عددها الأول.. ليحدد مؤسسها ورئيس تحريرها "مصطفى بكري" في صدر الصفحة الأولى فلسفة صدورها، وخطها المهني، ومعاركها بجملة مازالت تتصدر شعارها (طريق الباحثين عن الحقيقة) وكان الشعور بالفرحة يبعد عنا أى خوف خاصة عندما يسألنا زملاء المهنة (وما يدريكم أن الأسبوع ستغلق بعد عام أو عامين. فالتجربة مع مصطفى بكرى بها كثير من المخاطر).. هكذا كانوا يقولون وكنا نرد بجملة واحدة "سنكمل الهدف"، ولكن مع زيادة التساؤلات التى شعر بها الأستاذ مصطفى بكرى ونحن نخطو خطواتنا الأولى مع الوليد الصغير (الأسبوع ) ووثقها الراحل دكتور محمود بكرى وهو يقول (كان شعورنا آنذاك أن الزملاء يحملوننا مسئولية التجارب السابقة التى عاشوها على مدار ثمانى سنوات. ودار بيننا نقاش طويل، تعاهدنا سويًّا على أن نبذل كل الجهد، وأن نلتزم بالثوابت، وأن ننطلق دفاعًا عن كل قيمة شريفة على أرض هذا الوطن.. تعاهدنا على ديمقراطية القرار، والمكاشفة، والتعامل بشفافية مع كل القضايا.. تعاهدنا على أن تبقى «الأسبوع» بعيدةً عن الإثارة السياسية، أو الغرائزية.. ترفض المبالغة، ولا تلجأ إلى سياسة الأكاذيب والادعاءات دون سند، أو دليل. وقررنا أن ندخل بيت كل مصري، وعربي، وأن نكون جسرًا للتواصل، والدفاع عن القيم.
كانت (الأسبوع) كما وثق محمود بكرى (تسعى عبر مصطفى بكرى بالحِرفية حينا، وبالمناورة حينا، وبالمبدئية دائما، فيمسك بشراع الصحيفة ليدفع بها إلى الأمام، وليتجنب الضربات الفتاكة كلما اقتربت من بوابات صحيفتنا)، لتظل ثمانية وعشرين عاما، وهى فترة طويلة لاستمرار صحيفة مستقلة على أرض الوطن، لتكون الوحيدة، والأولى بين الصحف المستقلة التي حققت هذا الإنجاز الكبير وغير المسبوق وتمكنت من توطيد أركانها في أرض الوطن.. حين انحازت إلى القارئ، صاحب الفضل الأول في استمراريتها، لنتناقش حول قضايا وهموم القارئ ونخرج بالأفكار أو بالتكليفات من الأستاذ مصطفى بكرى ليتابع الدكتور محمود بكرى التنفيذ والتفاصيل مع أعضاء مجلس التحرير فتخرج الصفحات تنبض بالحياة مع كل كلمة مكتوبة بصدق وإيمان.
شهادة
هيكلكانت «الأسبوع»، ومنذ انطلاقتها، تجربة ناجحة بكل المعاني، وقد جاءت الشهادة للصحيفة من أستاذ الأجيال، الراحل «محمد حسنين هيكل»، في لقاء له مع أسرة تحرير «الأسبوع»، نشر في العدد (39) الصادر بتاريخ 10/11/١٩٩٧م، حيث أشاد الأستاذ بتجربة صحيفة «الأسبوع»، وقال موجهًا كلامه إلى أسرة التحرير: «لقد أصدرتم صحيفة ناجحة، تلقى الاحترام، لقد أكدتم أن سوق القراءة في مصر بخير، والمطلوب هو الاستمرار، والتوسع، خاصة أن العالم يسير باتجاه تطورات مهمة، وهو ما سيؤدي حتمًا إلى اشتداد المنافسة».
كانت كلمات الراحل الكبير «محمد حسنين هيكل» وسامًا على صدر «الأسبوع»، وكتيبتها المقاتلة في بلاط صاحبة الجلالة، والتي استمرت في الصعود، حتي بلغ معدل توزيعها أكثر من ٣٠٠ ألف نسخة، وهو رقم لم تصل إليه الغالبية العظمى من الصحف الأسبوعية، فكان النجاح حليف مَنْ خاضوا في غمار الصدق في رسالتهم الصحفية الأمينة.
المسيرةالمسيرة كانت محددة من خلال الميثاق الذى يؤمن به كل من يعمل فى "الأسبوع" والأمر واضح من البداية فنحن مع الناس ومع الوطن.. لنا بعدنا القومى الذى يضع الخط الناصرى فى القلب.. حلفاؤنا هم "أنصار الفقراء والغلابة" والمناضلون من أجل الحرية، والذين يقفون في مواجهة المشروع الأمريكي- الصهيوني، الذي يستهدف الهيمنة على المنطقة واحتلالها.. وأعداؤنا هم الذين يقفون على النقيض.. ندرك أن أزمات الوطن متعددة، لكننا نسعى من أجل عبور آمن، يضمن لمصر وحدتها ونهوضها.
كما واجهت "الأسبوع" حملات الإبادة الجماعية التى شنها الصرب ضد المسلمين وسكت عنها الغرب. وقضايا القومية العربية وتظاهر صحفيو "الأسبوع" احتجاجا على إعدام الشهيد البطل "صدام حسين" وكانت صفحات "الأسبوع" تصرخ بالكلمات على إهدار دم الأمة العربية صبيحة عيد الأضحى. كما تبنت "الأسبوع" تكريم المناضل السيناوي "محمود السواركة" الذي سُجن لأكثر من 23 عاما في السجون الإسرائيلية.
كنا فى "الأسبوع " نواجه العملاء والتمويل الأجنبى بكل صوره ونترك للتاريخ الأمر ليكشف صدق حدسنا. فعلناها مع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الأجنبية وكانت قضيتنا هى كشفهم ومواجهة خططهم.
وواجهنا أقباط المهجر ومنظمات حقوق الإنسان الممولة من الاتحاد الأوربي وأمريكا.. ومنظمات تخصصت فى زرع الفتنة الطائفية وكانت "الأسبوع" صاحبة الصوت القوى فى قضية الكشح التى استغلتها مراكز حقوق الانسان المشبوهة للتنكيل بمصر وهو ما واجهته "الأسبوع" بقوة واستمرت مواجهتنا للتمويل المشبوه حتى كنا أصحاب الفضل فى صدور قانون يضع رقابة على التمويل، كما واجهنا الجماعات التبشيرية والهيئات التى تستهدف نشر الرذيلة فى المجتمع خاصة فى المناطق الفقيرة مستغلة الحاجة إلى المال لدى الفئات المهمشة. وكانت قضية التطبيع هى اليقين الذى يعيش بداخلنا وكان لـ"الأسبوع" مواقف كثيرة ضد كل أشكال التطبيع ولعل أهمها تنظيم مؤتمر المثقفين لمقاومة التطبيع عام 1999، وحضره أكثر من ألف مثقف وشخصية مرموقة، تقف فى مواجهة مؤتمر الذي دعت له جماعة "كوبنهاجن" المشبوهة، وحضره الصهيوني "شيمون بيريز" كما نظمت "الأسبوع" المؤتمرات والندوات الهامة دفاعا عن القدس، والانتفاضة، والعراق، ولبنان، ومسلسل "فارس بلا جواد" وساندت الفنان الوطني "محمد صبحي" بطل المسلسل، وقضية الكابتن طيار "علي مراد".
مس
يرةصمدت "الأسبوع" بقدرة وبسالة ربانها الماهر "مصطفى بكري" وبعزم أبنائها، فعبرت كل سنوات التحدي، والسنوات العجاف، ومضت في ركبها الوطني، تحارب "طواغيت الأرض"، تذود عن الوطن وكبريائه، وتواجه تحديات عوادي الزمن وتقلباته.. تقف سدا منيعا أمام محاولات فتح "هويس الانهيار" في الجسد العربي، وتؤكد في كل لحظة وحين، أن الصهاينة سيظلون أعداءنا للأبد وأن المستعمرين الجدد، من أمريكان وأوربيين، لن يهدأ لهم بال حتى يحطموا ما تبقى من جسد أمتنا، وأن ما فعلوه ويقوموا به الان في فلسطين هو ما جرت ترجمته على أرض العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من بقاع أرضنا المقدسة.
كانت عقيدتنا هى الدفاع عن ثوابتنا الدينية والقومية العربية طوال ثمانية وعشرين عاما من عمر "الأسبوع" قضيناها في "ضروب المحن" و"كوابيس الأزمات" و"سجل" من المعارك "الشريفة" خضناها بجدارة وكبرياء. ولِمَ لا؟. و"الأسبوع" صحيفة وُلدت "قوية " بعزيمة "شباب أشداء" رهنوا حياتهم في كتيبة الدفاع عن الوطن مدافعين بكل بسالة عن حقوق البسطاء والنبلاء.
لكن المسيرة تمضى الآن وفى القلب حزن وجرح لا يندمل برحيل الشريك المؤسس للتجربة دكتور محمود بكرى، والذى كان يسير مع ربان السفينة مصطفى بكرى قلبا وعقلا وروحاً نفتقدها كثيرا ونبكى من داخلنا على ألم الفراق. ولأنها الأقدار المكتوبة لابد أن تستمر المسيرة لأنها إرادة الله وسنة الحياة. فالمهم أن نستمر على نفس الميثاق الذى ينبع من حق المواطن وثوابت الوطن وهو النهج الذى تسير عليه (الأسبوع) صحيفة وموقعاً يديره أبناؤها بمعاونة شباب لديه من الحماس للعمل المتميز ما يجعل كل من مر على (الأسبوع) يعرف أن المكان له رحيق مختلف وله قواعد مختلفة أول ما فيها الإخلاص لمهنة القلم.
مررنا بأزمات، وما أكثرها! تصدينا لحملات الشر بكل قوة، وتحدٍّ، وكبرياء.. تعرضنا لمآزق كبرىثمانية وعشرون عاما.. كبر فيها الشباب وأصبحوا فيها "آباء" بل و"أجدادا". ومع ذلك مازالوا يتراقصون فرحاً وهم يحققون سبقاً صحفياً أو يحظون بانفراد.تجدهم أمراء فى أماكنهم التى تم تكليفهم بتغطية أخبارها سمعتهم الحسنة تسبقهم ومهنيتهم يُشار لها بالبنان سواء فى الصحيفة الورقية التى يصدر اليوم عددها رقم 1405، أو فى البوابة الإلكترونية التى يديرها أبناء وآباء "الأسبوع" ليضعوا بصمتهم لـ«الأسبوع» ليظل المبدأ الذى لا يتنازل عنه أحد "الأسبوع هى صوت الباحثين عن الحقيقة".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصطفى بكري التمويل الأجنبي د محمود بكري الأستاذ مصطفى مصطفى بکری محمود بکرى مصطفى بکرى على أرض من أجل
إقرأ أيضاً:
كريمة أبو العينين تكتب: الظالمون كم يعيشون!!
فى واحدة من روائع الأديب الروسى " أنطون تشيخوف " يتساءل البطل ويسأل ويوجه سؤاله الى الخالق ويقول له " كل نهار تشرق شمسه أسألك لماذا أطلت فى عمرى مع علمك ويقينك أننى ظالم ، وايضا لن اكون صالحا أبدًا؛ ويستكمل حواره مع خالق الكون ويقول " تراك تعذبنى باطالة عمرى أم أنك تريد لى الخير والعودة الى طريق الصواب والحق والعدل !!" ..
هذه الجملة الفريدة المعبرة تشرح لنا حال من أصبح على بصرة غشاوة وعمى قلبه وصار يواصل ظلمه وايذاء الاخرين الظالم هو مخلوق فاسد ولايترك أحدًا الا وأذاقه من الظلم صاع . لو طبقنا هذا الكلام على الظالمون سنجدهم كثر وهم آفة الحياة وسلاح الشيطان الذى يفتك به فى الارض ويزيد من مريديه وأحبابه.
الظالمون يريدون لأنفسهم العلو وللاخرين الألم والتعاسة ، الظلم له ادوات وأشخاص فقد يكون الظالم اخيك الذى يستحل لنفسه كل ماهو لك ويتبارى فى ذلك بكل الطرق التى يقنع بها نفسه انها صحيحة وحقيقية بل وقد كتبها الله له ، الظالم قد يكون زوجا سرق ثمرة عمر رفيقته وعندما كبرت أقنع نفسه بأنه له الحق بأن يفعل الحلال ويجعلها تمضى بقية عمرها حزينة تندهش مما ألم بها من أقرب الناس اليها وعليها ، الظالم قد يكون ابنك العاق الذى نفض يده من ابويه وحقهما عليه وبرر لنفسه ذلك العقوق بأن والديه لم يكونا علىّ قدر مسئوليتهما تجاهه .
الظالم قد يكون زوجة غير صالحة تزيد لنفسها السلطة المطلقة والغنى الفاحش على حساب بيتها وزوجها ، الظالم قد يكون عما او خالا أو جدا او جدة او خالة او عمة ، الظالم المحزن هو من يكون منك ومن اقرب الناس اليك لانهم يضربك فى مقتل ويأكل لحمك وانت على قيد الحياة بنهم ورغبة متناهية .. الظالم القريب يأتى بعده الظالم فى العمل على شكل مدير متاسف فاجرفى ممارسة مهامه بغير عدل ولا خوفا من الله سبحانه ، وقد يكون زميل عمل عظامى وصولى يفعل كل شىء وأى شىء من اجل نفسه فقط والوصول الى اصحاب الشأن لكى يعلو شأنه وحجمه على حساب زملاءه واصدقاءه .
الظلم متنوع ومنتشر فى الشارع والمدرسة والجامعة والعمل بل وللاسف قد يكون فى دور العبادة فى ظل وجود من لايراعون الله ريتخذوا من مكانتهم اداة ووسيلة للفتاوى المضللة والاستفادة المادية من جهل الاخرين الذين يرون فى رجل الدين شفيعا لهم فى دنياهم واخرتهم .
هناك نوع سائد من الظلم وهو ظلم الدول العظمى او مايعرف بالامبراطوريات لانها لاتهاب احدا وتستنزف كل ماتراه يخدم مصالحها واهدافها ، التاريخ خير شاهد على ذلك من ظلم زال معه امبراطوريات وامم وطويت صحف وتواريخ ودول وعوالم ، ابن الفرس ؟ ابن الروم ؟ ابن الفراعنة وثمود وعاد وقوم لوط وغيرهم ممن تربعوا عرش الزمن والتاريخ !! الظلم السائد حاليا هو الظلم الامريكصهيونى الذى يقتل بدم بارد وبعنجهية مفرطة كل فلسطينى وكل عربى ان لم يكن كل مسلم ، الظلم الحالى استباح سوريا ولبنان واليمن ناهيك عما أحدثه فى قطاع غزة من دمار نهائى ومحاولات مستأصلة لابادة الفلسطينيين وماتبقى منهم يهجر مكرها او طواعية !!
الظلم الحديث طال كل من يقول الحق ويتمسك بتراب وطنه ، وتمادى ليهدد بالمزيد والمزيد من القهر والاذلال والعبودية امن لايأمن على ماتقوم به أمنا الغولة الولايات المتحدة الامريكية وابنتها اسرائيل من فتك وتدمير وهلاك واهلاك للبشر والحجر والشجر . الظلم الحديث ابطاله ليس لهم إله يخشونه ويطلبون منه ان يعيدهم الى الصواب لانهم ببساطة لايعترفون بظلمهم بل انهم يروا انهم اصحاب مبادىء ورسالات يسعون لاقامتها على ارض الواقع طوعا أو كرها . الظالمون الجدد ان صح الوصف يرون انهم مخلصين هذا العصر وتلك المنطقة المنكوبة والتى تسمى الشرق الاوسط .
الظالمون الان لايخفون وجوههم ولا يرتدون عباءة النساك والوعاظ بل بالعكس هم يظهرون بوجههم الحقيقى ويطلقون تصريحاتهم المستبدة بكل سلاسة ورحب وسعة .
الظالمون الجدد لن يموتوا وينتهوا بنهاية عمرهم الافتراضي لانهم ببساطة تطول اعمارهم بصمت المحيطين بهم الخائفون من مواجهتهم حفاظا على حياتهم ورغبة فى الحياة حتى لو عاشوها مذلولين جبناء . الظالم عند تشيخوف كان لديه رغبة حقيقية فى معرفة الى متى سيعطيه الله العمر وهو على ظلمه بينما الظالمون الجدد غير معنيين بالعمر مادام لهم مريدين سيكملوا مسيرتهم ومادام هناك الجبناء الذين لايواجهون الظلم ولو حتى بأضعف الايمان وهو الدعاء .. الظالمون الجدد ممتدون مفسدون قاتلون يؤازرهم الشيطان بينما الاخرون منتظرون الحجر والشجر ينادى عليهم ويخبرهم بأن خلف الحجر والشجر ظالم مختبىء تعالى اقتله !!!!!