خطوات عملية لمواجهة قرارات ترامب
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
#خطوات #عملية لمواجهة #قرارات_ترامب
بقلم / احمد عبدالفتاح الكايد ابو هزيم
قرار الرئيس الأمريكي ترامب بتهجير الأشقاء الفلسطينيين من غزة ” أولاً ” خارج بلادهم إلى الأردن ومصر ووضع اليد الأمريكية عليها بالقوة الجبرية ليس قدراً غير قابل للمجابهة بكافة الوسائل المتاحة لأنة يمثل إعلان حرب على الدول العربية وسابقة قابلة للتعميم ، ومن العبث عدم إتخاذ موقف حازم من كافة الدول العربية مجتمعة أو منفردة دفاعاً عن النفس ، والجميع من المحيط إلى الخليج مهدد ، ولا يتعلق الأمر بمصر أو الأردن كمشروعين آنيين بعدما تُصفى القضية الفلسطينية بدءاً من غزة وتليها الضفة الغربية ، لتبدأ بعدها القضية الأردنية والقضية المصرية واللبنانية … .
تحرك عربي وإسلامي مرتقب في الأيام القادمة على مستوى صناعة القرار ” قمم ” نأمل أن تكون على قدر المسؤولية في الوقوف أمام معامل إنتاج الأفكار العدائية ” الكارثية ” التي تحيط بفلسطين ودول المنطقة ، وما يهم في الوقت الراهن على الصعيد الداخلي الأردني أن تقوم الدولة الأردنية بجميع مؤسساتها بإتخاذ جملة من الإجراءات العملية ” الاستثنائية ” تعزز الموقف الرسمي والشعبي الرافض للتهجير وحرب الإبادة في غزة والضفة الغربية وتعمل أيضاً على تحصين وتمتين الجبهة الداخلية تجاة المشروع الصهيوني والنوايا العدائية للإدارة الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب المملكة ، وخلق واقع جديد يُهدد أمن واستقرار الأردن أرض و قيادة و شعب وقبل ” ما تقع الفأس بالرأس إن لم تقع بعد ” .
ومن أهم هذه الخطوات
أولاً : – على الحكومة الأردنية التلويح بإلغاء اتفاقية التعاون الدفاعي مع الجانب الأمريكي التي أقرتها الحكومة السابقة بتاريخ 21 آذار 2021 بدون عرضها على مجلس النواب ، والغائها في حال نفذت الإدارة الأمريكية قرارها بالاستيلاء على غزة وتهجير أهلها ، لأن ما ينوي الرئيس الأمريكي فعله يمثل تهديد لأمن واستقرار الأردن ويرقى لإعلان حرب .
ثانياً : – على الحكومة تقدير الكلف المالية المترتبة على الحكومة الأمريكية لقاء استعمال قواتهم للأراضي والأجواء والمياة الإقليمية الأردنية خلال تلك الفترة ومطالبة الحكومةالأمريكية بها ، لأن ما يسمى بالمساعدات السنوية التي كانت الحكومة الأمريكية ” تمن بها علينا ” وترفد بها خزينة الدولة والقوات المسلحة الأردنية والمنظمات الدولية العاملة في الاردن هي حقوق وليست هبات ، ولا يحق للجانب الأمريكي من جانب واحد ايقافها لفترة زمنية محدده أو بشكل نهائي .
ثالثاً : – على الحكومة ترشيد الاستهلاك وضبط النفقات وإيجاد مصادر بديلة تعوض إنقطاع العائدات المالية والعينية من الولايات المتحدة الأمريكية .
رابعاً : – على الحكومة تبني مقترح مشروع قانون صاغه عشرات من النواب يمنع تهجير الفلسطينيين من وطنهم إلى المملكة وإرساله إلى مجلس النواب بصفة الاستعجال .
خامساً : – التهديد بإلغاء معاهدة وادي عربة في حال قيام الكيان الصهيوني بتهجير الأشقاء الفلسطينيين إلى الأردن والتلويح بالخيار العسكري إذا تعرض الأردن للخطر .
سادساً : – على الحكومة وقف كل أشكال التنسيق والتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي أثبتت جميع الوقائع والأحداث منذ توقيع معاهدة وادي عربة وحتى اليوم عدم صدقية توجهاته في تنفيذ بنودها واحترام سيادة الأردن .
سابعاً : – على الحكومة تهيئة الشعب معنوياً والسماح لمؤسسات المجتمع المدني ” وفق القانون ” من أحزاب ونقابات ومنتديات وجمعيات خيرية ونوعية وجميع الهيئات الشعبية والأهلية التعبير عن رفضها المطلق لمبادرة ترامب واليمين المتطرف في الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية لإفشال المشروع الصهيوني في المنطقة .
ثامناً : – على الحكومة تشكيل خلية أزمة اقتصادية ” طارئه ” بمشاركة القطاع الخاص والخبراء مهمتها وضع الخطط والبرامج اللازمة لتجاوز تداعيات وقف ما يسمى ” بالمساعدات الأمريكية ” وايضاً تقييم الإجراءات الحكومية في إنجاز رؤية التحديث الاقتصادي في السنوات السابقة والخطط المستقبلية لتنفيذها .
حمى الله الأردن وأحة أمن و استقرار ، وعلى أرضه ما يستحق الحياة .
أحمد عبدالفتاح الكايد أبو هزيم
أبو المهند
كاتب أردني
ناشط سياسي و إجتماعي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: عملية قرارات ترامب على الحکومة
إقرأ أيضاً:
مسارات الانتقام الأمريكي الصهيوني من جبهات المقاومة تواجه نهايات مسدودة
في فلسطين، يحاول العدوّ الهروب من مفاعيل هزيمته المدوية وفشله الفاضح في تحقيق أهدافه، من خلال مخطّطات تهدف لإلغاء مكاسب انتصار المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في غزة، مثل مخطّط التهجير الذي تبنَّته الولايات المتحدة بشكل واضح إلى حَــدِّ البجاحة، لكن الوسيلة التي يبدو أن العدوَّ يعول عليها كَثيرًا لتنفيذ هذا المخطّط، هي الأنظمة العميلة في المنطقة، والتي برغم رفضِها الإيجابي للمخطّط، فَــإنَّ مواقفها لا تزال تنطوي على فجوات خطيرة تتيح للأمريكيين والصهاينة تنفيذ مؤامرات فرعية ضمن إطار المخطّط الرئيسي، مثل توسيع نطاق مسار التطبيع، وتفعيل ضغوط وأوراق ابتزاز عربية ضد المقاومة الفلسطينية لتقديم تنازلات خطيرة فيما يتعلق بإدارة قطاع غزة.
وبالرغم من خطورة هذا التصعيد الذي يهدف بوضوح إلى تعويض الفشل في تحقيق أهداف عدوان الإبادة الجماعية، فَــإنَّ موقف المقاومة الفلسطينية المسنود شعبيًّا بالكامل في غزة، ومواقف جبهات الإسناد، وفي مقدمتها اليمن، تشكل عائقًا رئيسيًّا يصعب على العدوّ وأدواته وشركاءه تجاوزه؛ لأَنَّه هذه المواقف تجعل الإقدام على تنفيذ مؤامرات العدوّ مخاطرة بانفجار كبير يصعب السيطرة عليه، وقد أثبتت معركة “طوفان الأقصى” بشكل عملي أن العدوّ وحلفاءَه وأدواته غير قادرين على احتواء مثل هذا الانفجار؛ ولذا لجأ العدوّ بعد الحرب إلى أساليب التصعيد ذات الغطاء السياسي.
بالمثل، يحاولُ العدوُّ في لبنان القفزَ على مفاعيل هزيمته الواضحة أمام حزب الله، باتّجاه مساراتِ تصعيد مباشرة وغير مباشرة ترعاها الولايات المتحدة بشكل مباشر ومعلَن؛ مِن أجلِ خلق واقع سياسي وجيوسياسي جديد هدفُه الرئيسيُّ هو “حصارُ” المقاومة الإسلامية وجعلها تعيش في حالة من العزلة يعتبر العدوّ أنها ستلغي مفاعيلَ انتصارها عليه.
من مسارات التصعيد غير المباشرة هذه، العمل على تقليص المشاركة السياسية لحزب الله في لبنان وحصار بيئة المقاومة، وهو المسعى الذي فشل في إقصاءِ حزب الله من التشكيل الحكومي الجديد، لكنه نجح في الضغط على الرئاسة ورئاسة الحكومة في لبنانَ لتنفيذ قرار “إسرائيلي” بمنع الرحلات الجوية القادمة من إيران إلى البلاد، وهو قرار يفتح بابًا لوصاية صهيونية خطيرة يريد العدوّ أن يجعلها مِظلة سياسية لحصار المقاومة وبيئتها عن طريق السلطة اللبنانية بالشكل الذي يساعده على تقليص مفاعيل انتصار حزب الله، وكذلك على فتح المزيد من الثغرات الداخلية لاستهداف الحزب على كُـلّ المستويات.
وقد ترافق هذا التوجّـه مع مسارٍ تصعيدي آخر، قام فيه العدوّ بتحريك العصابات المسلحة التابعة للنظام الجديد في سوريا، للاعتداء على المناطق اللبنانية الحدودية، وهو مسار جمع بين التصعيد المباشر وغير المباشر، حَيثُ شارك طيران العدوّ الصهيوني في إسناد تلك العصابات خلال المواجهات مع العشائر اللبنانية، الأمر الذي كشفَ عن مخطّط واضح لتفعيل السلطة الجديدة في سوريا (والتي رافقها الدعمُ الإسرائيلي منذ لحظات تكوينها الأولى حتى سيطرتها على الحكم) كذراعٍ عسكرية لاستهداف الحزب بالتوازي مع محاصرته وقطع خطوط إمدَاده.
وبالتوازي مع المسارَين السابقين، لا زال العدوّ يحاول تقويضَ مكاسب الانتصار اللبناني في معركة الجنوب، من خلال رفض الانسحاب من بعض المناطق الحدودية، وشن غاراتٍ بطائرات بدون طيار، وهو مسعى يعتمد فيه أَيْـضًا على تقاعس الجيش اللبناني عن تنفيذ دوره في اتّفاق وقف إطلاق النار، حَيثُ لا يزال الجيش يمتنعُ عن الانتشار في تلك المناطق ومساعدة النازحين على العودة إلى منازلهم.
ومن خلال تكامل هذه المسارات الثلاثة يبدو بوضوح أن العدوّ يحاول الالتفافَ على انتصار المقاومة الإسلامية في لبنان سياسيًّا وأمنيًّا وعسكريًّا؛ مِن أجلِ تجميد مفاعيل هذا الانتصار، وإبقاء حزب الله في حالة دفاعية مرهقة ضد الداخل والخارج، بالشكل الذي يسهّل استهدافه سواء في ظل سقف التصعيد القائم أَو من خلال تصعيد جديد ترعاه الإدارة الأمريكية.
لكن ما لا يجب تجاهله في تقييم الوضع في لبنان هو أن حزب الله ليس غريبًا على مواجهة تحديات الداخل والخارج معًا، وأن حالة “الضعف” التي يحاول العدوّ أن يحشر المقاومة اللبنانية فيها إعلاميًّا وسياسيًّا منذ استشهاد قادة حزب الله ليست حقيقية، فقد استطاعت المقاومة أن تتعافى بعد استشهاد القادة أثناء ظروف شبهِ مستحيلة وحقّقت الانتصار الذي لا زالت تملك وسائله وأدواته والقدرة على تحقيقه مجدّدًا مهما كانت الظروف، كما أن حاجة العدوّ إلى إضعافِ حزب الله لن تتحقّق بسقف التصعيد الحالي، ولجوؤه إلى رفع ذلك السقف سيؤدي إلى انفجارٍ يعرف جيِّدًا أن نتائجه ستكون عكسية، كما أثبتت المعركة العسكرية الأخيرة، خُصُوصًا في ظل القرار الثابتِ لجبهة الإسناد اليمنية بالتدخل لمواجهة أي تصعيد ضد لبنان.
وفي اليمن، يطبّق العدوّ ورعاتُه نفسَ الاستراتيجية، من خلال محاولة فتح مسارات تصعيد انتقامية مباشرة وغير مباشرة تلغي مكاسب الانتصار الكبير لجبهة الإسناد اليمنية خلال طوفان الأقصى، وقد جاء قرار التصنيف الجديد الذي اتخذته إدارة ترامب كمِظلة للمسارات الانتقامية، حَيثُ تسعى الولايات المتحدة من خلال ذلك القرار إلى التحشيد محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا ضد صنعاء، من خلال تحريك المرتزِقة ودول تحالف العدوان عسكريًّا واقتصاديًّا وإعلاميًّا وسياسيًّا لإشعال الجبهات ومضاعفة المعاناة الإنسانية للشعب اليمني والانقلاب على تفاهمات خفض التصعيد أَو تجميدها نهائيًّا، بالتوازي مع استمرار التحريض الدولي تحت مظلة التصنيف وَأَيْـضًا تحت عناوين الانتقام لهزيمة البحرية الأمريكية والغرب في البحر الأحمر.
لكن التعقيدات التي تواجهها جبهة العدوّ في اليمن تبدو أكثرَ صعوبة من غيرها؛ بفعل معادلات الردع الكبرى التي ثبتتها القيادة اليمنية خلال المراحل الماضية، سواء تلك التي تجبر السعوديّين والإماراتيين على الابتعاد عن التصعيد العسكري ضد اليمن، أَو تلك التي ألحقت هزيمةً تاريخية غير مسبوقة بالبحرية الأمريكية وأثبتت عدم جدوى استراتيجياتها وأدواتها المتطورة في مواجهة اليمن، وهي معادلات عجز العدوّ الإسرائيلي أَيْـضًا عن مواجهتها أَو الحد من تأثيراتها.
وفيما تعول كُـلّ هذه الأطراف على التحَرّك خلفَ واجهة المرتزِقة فَــإنَّ مساحة هذا التحَرّك تبدو ضيقةً للغاية؛ بسَببِ المخاوف من الارتدادات المباشرة، حَيثُ سيظل هذا التحَرّك محكومًا بالحاجة إلى تجنُّب الانفجار الكبير الذي تعلم كُـلّ أطراف جبهة العدوّ، بحكم التجربة، أنها لا تستطيع تحمُّل تأثيراته، وأن اليمن بالمقابل قادرٌ على الانتصار فيه بشكل حاسم.
ووفقًا لكل ما سبق يمكن القول إلى التحَرّكاتِ الانتقامية من جانب العدوّ الصهيوني والولايات المتحدة بالاشتراك مع الأدوات الإقليمية للانتقام من جبهات المقاومة، تواجهُ في سقفها الحالي نهايات مسدودة، وتواجه مخاطر الانفجار الكبير في حال رفع ذلك السقف، وهو انفجارٌ أثبتت معركة طوفان الأقصى أن المقاومة هي من ستنفرد بمكاسبِه على كُـلّ المستويات.
صحيفة المسيرة