يمانيون:
2025-02-20@03:34:34 GMT

المقاومة مَن أخرجت المشهد!

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

المقاومة مَن أخرجت المشهد!

وديع العبسي
هزيمة أخرى مُني بها الطائش ترامب يوم أمس، وارتد تلويحه للمقاومة بالجحيم ما لم تفرج عن كل أسرى الكيان الصهيوني عليه، إذ ظهر تصريحه عقب إتمام عملية التبادل خجولا متذبذبا ومنكسرا وهو يُعيد قرار تنفيذ التهديد إلى «اسرائيل».
في كل الأحوال سيستمر ترامب في ملاحقة المحيط العربي للكيان بتصريحاته السمجة التي استهجنها كل العالم، في محاولة لإعادة تشكيل ديموغرافية المنطقة، وفق مخطط الشرق الأوسط الجديد، إلا أن ذلك لا يعني نجاحه في الوصول ذلك.


والأكيد أن تعامل ترامب الفوقي تجاه الدول العربية لا ينطلق من فراغ وإنما من واقع تجربة ومن خلفية معرفة، فهم- كما يراهم- لا يفعلون شيئا، وهُم أصحاب مشاريع وطموحات خاصة لذلك فإن عامل الخوف يبقى مسيطرا عليهم ومخيما على قراراتهم.
ينشَدّون للداخل، ولا يرون في الصمت عن ما يتعرض له أي قطر عربي آخر أي حرج، لذلك تَهُون عليهم أنفسهم وأوطانهم ليأتي شخص مثل ترامب فيرسم سياسات المنطقة ويفرض مخططاته فينصبّوا على محاولة تكييف واقعهم وفق هذه المخططات، يحدث هذا عيانا بيانا، ولذلك لم يتوقف ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض عن وضع رؤاه وتمريرها إلى الدول العربية، ووصوله حد الصفاقة باتخاذ قرار تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
اليوم.. هناك حالة ترقب من الجميع إلى القمة العربية الطارئة المزمعة لمناقشة ما يحاول الرئيس الأمريكي فرضه من مستجدات تُغيّر في المنطقة وتحقق للكيان الصهيوني ما تمنى، على أن الأهم من هذا أن يأتي النقاش لوضع حدا لهذا التطاول الأمريكي على أبناء المنطقة بشكل حاسم لا مواربة فيه، فالمعالجات الجزئية والوقتية لن تجدي شيئا وسيظل ترامب يعكر صفو الواقع العربي بتصريحاته غير المسؤولة وسلوكه الصبياني.
القمة التي يفترض أنها طارئة ستنعقد مع نهاية الشهر، ولا ندري ما الحكمة من تأخيرها كل هذا الوقت وهي طارئة، فداعي اللقاء واضح ومعلوم، والمخاطر واضحة والمزعج معروف.
ربما لو أن الوزن غير الوزن والقيمة غير القيمة، لكان اللقاء حتى على مستوى المندوبين كاف، بحيث يصير هناك معنى للقول بأنها طارئة، مع ذلك ينسف الأمل بتَخَلُّق جديد وجاد للعمل العربي أي تساؤلات، ويبقى الأمل بأن يأتي اللقاء بحجم تطلع الشارع العربي لواقع لا يمكن تجاوزه أو الاستخفاف به من قبل أعداء الأمة وبحيث تصير النديّة هي سيدة العلاقات مع الآخرين.
بالأمس واصلت المقاومة تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني وبشروطها، بعد أن حاول مسنودا بأمريكا جس النبض لمعرفة ما إذا كان لا تزال هناك أصوات يمكنها أن ترتفع ضد ما كان من استهداف حيواني صهيوني لقطاع غزة وسكانه، وللكرامة العربية بتصريحات ترامب الهوجاء بشأن احتلال القطاع، ليأتيهم الصوت من داخل غزة ومن صنعاء، حيث لا مساومة على الكرامة ولا تراجع عن المبادئ، ولا فرصة بعد السابع من أكتوبر لأن يكون الواقع مستباحا كما قبله.
فهل هناك من تحد أعظم من التحذير المباشر الذي أطلقه السيد القائد، لأمريكا الخميس الماضي وتوجيهه القوات المسلحة للاستعداد للتدخل العسكري، وهل هناك من تحد أعظم من قيام المقاومة الفلسطينية بنقل الأسرى الصهاينة الثلاثة على متن مركبة تابعة للعدو تم اغتنامها في عملية «طوفان الاقصى»؟
ما حدث أمس كرّس معادلة المقاومة وأثبت أنها لا تزال الأكثر تأثيرا في المواجهة، كما وعزز داخل نتنياهو وترامب بأنهما لا يزالان خارج نطاق القدرة على توجيه مسار الأحداث وفق قواعدهما.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

خامنئي: تهجير غزة لن يتحقق وأي خطة لن تمر دون موافقة المقاومة

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إنّ خطة الولايات المتحدة "الحمقاء" بشأن قطاع غزّة لن تتحقق، ولن يكتب النجاح لأي مشروع أو رؤية لا تحظى بموافقة الشعب والمقاومة الفلسطينية.

وأضاف خامنئي خلال استقباله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، الثلاثاء، أن الرأي العام العالمي بات يميل اليوم لمصلحة فلسطین، وإن المقاومة أثبت جدارتها وعظمتها أمام جبروت الاحتلال.


واعتبر خامنئي أن "انتصار المقاومة أمام الاحتلال وواشنطن أمر عظيم، رسم معايير جديدة للنضال في المنطقة". مشيدا في الوقت نفسه بمشاهد تسليم المقاومة للأسرى الإسرائيليين قائلا، إن ما جرى يؤكد أنّ "صمود قادة المقاومة والمقاومين أمام الأعداء، ووحدتهم في أثناء المفاوضات المعقدة، وصبر أهل غزة البطولي، أمرٌ رفع رأس المقاومة في المنطقة".

ولفت إلى أنّ "الجهات نفسها، التي كانت تدّعي قبل عام ونصف عام القضاء على المقاومة، خلال فترة قصيرة، تستلم اليوم أسراها عبر دفعات من أيدي المقاومين. وفي المقابل، تطلق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين".

قائد الثورة الإسلامية : اليوم الرأي العام العالمي متضامن مع الشعب الفلسطيني، وفي ظل هذه الظروف، فإن كل مخطط لا ينال رضى المقاومة وأهل #غزة، سوف لن يؤدي إلى نتيجة. pic.twitter.com/SSoXtiImBz — وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) February 18, 2025
من جهته، شكر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، إيران على دعمها للمقاومة، مشيدا بالدور الذي لعبه حزب الله، وأمينها العام السابق، حسن نصر الله في دعم المقاومة وتحقيق انتصارها".

وأكد النخالة أنّ "المقاومة في غزّة قاتلت، خلال عام ونصف عام، الولايات المتحدة والغرب. وعلى رغم من عدم توازن القوة فإنها حققت انتصاراً كبيراً".

مقالات مشابهة

  • أستاذ علاقات دولية فلسطيني: التهجير مخطط إسرائيلي أمريكي قديم.. ورفض مصر والأردن مهم.. ويجب أن يكون هناك تحرك موحد
  • خامنئي: تهجير غزة لن يتحقق وأي خطة لن تمر دون موافقة المقاومة
  • الكشف عن تفاصيل أكبر مرحلة في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني
  • اليمن والموقف الحازم
  • "البرلمان العربي للطفل" يزور معالم ثقافية وتاريخية في الشارقة
  • مسارات الانتقام الأمريكي الصهيوني من جبهات المقاومة تواجهُ نهايات مسدودة
  • عبدالمنعم سعيد: من مصلحة المنطقة أن تنزوي حماس عن المشهد في الوقت الراهن
  • تراجع ترامب عن تهديداته.. قوة الردع تُعيد رسمَ المعادلات
  • حركة الجهاد تدين اغتيال العدو الصهيوني للقائد القسامي محمد شاهين في لبنان
  • مسارات الانتقام الأمريكي الصهيوني من جبهات المقاومة تواجه نهايات مسدودة