وديع العبسي
هزيمة أخرى مُني بها الطائش ترامب يوم أمس، وارتد تلويحه للمقاومة بالجحيم ما لم تفرج عن كل أسرى الكيان الصهيوني عليه، إذ ظهر تصريحه عقب إتمام عملية التبادل خجولا متذبذبا ومنكسرا وهو يُعيد قرار تنفيذ التهديد إلى «اسرائيل».
في كل الأحوال سيستمر ترامب في ملاحقة المحيط العربي للكيان بتصريحاته السمجة التي استهجنها كل العالم، في محاولة لإعادة تشكيل ديموغرافية المنطقة، وفق مخطط الشرق الأوسط الجديد، إلا أن ذلك لا يعني نجاحه في الوصول ذلك.
والأكيد أن تعامل ترامب الفوقي تجاه الدول العربية لا ينطلق من فراغ وإنما من واقع تجربة ومن خلفية معرفة، فهم- كما يراهم- لا يفعلون شيئا، وهُم أصحاب مشاريع وطموحات خاصة لذلك فإن عامل الخوف يبقى مسيطرا عليهم ومخيما على قراراتهم.
ينشَدّون للداخل، ولا يرون في الصمت عن ما يتعرض له أي قطر عربي آخر أي حرج، لذلك تَهُون عليهم أنفسهم وأوطانهم ليأتي شخص مثل ترامب فيرسم سياسات المنطقة ويفرض مخططاته فينصبّوا على محاولة تكييف واقعهم وفق هذه المخططات، يحدث هذا عيانا بيانا، ولذلك لم يتوقف ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض عن وضع رؤاه وتمريرها إلى الدول العربية، ووصوله حد الصفاقة باتخاذ قرار تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
اليوم.. هناك حالة ترقب من الجميع إلى القمة العربية الطارئة المزمعة لمناقشة ما يحاول الرئيس الأمريكي فرضه من مستجدات تُغيّر في المنطقة وتحقق للكيان الصهيوني ما تمنى، على أن الأهم من هذا أن يأتي النقاش لوضع حدا لهذا التطاول الأمريكي على أبناء المنطقة بشكل حاسم لا مواربة فيه، فالمعالجات الجزئية والوقتية لن تجدي شيئا وسيظل ترامب يعكر صفو الواقع العربي بتصريحاته غير المسؤولة وسلوكه الصبياني.
القمة التي يفترض أنها طارئة ستنعقد مع نهاية الشهر، ولا ندري ما الحكمة من تأخيرها كل هذا الوقت وهي طارئة، فداعي اللقاء واضح ومعلوم، والمخاطر واضحة والمزعج معروف.
ربما لو أن الوزن غير الوزن والقيمة غير القيمة، لكان اللقاء حتى على مستوى المندوبين كاف، بحيث يصير هناك معنى للقول بأنها طارئة، مع ذلك ينسف الأمل بتَخَلُّق جديد وجاد للعمل العربي أي تساؤلات، ويبقى الأمل بأن يأتي اللقاء بحجم تطلع الشارع العربي لواقع لا يمكن تجاوزه أو الاستخفاف به من قبل أعداء الأمة وبحيث تصير النديّة هي سيدة العلاقات مع الآخرين.
بالأمس واصلت المقاومة تنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى مع الكيان الصهيوني وبشروطها، بعد أن حاول مسنودا بأمريكا جس النبض لمعرفة ما إذا كان لا تزال هناك أصوات يمكنها أن ترتفع ضد ما كان من استهداف حيواني صهيوني لقطاع غزة وسكانه، وللكرامة العربية بتصريحات ترامب الهوجاء بشأن احتلال القطاع، ليأتيهم الصوت من داخل غزة ومن صنعاء، حيث لا مساومة على الكرامة ولا تراجع عن المبادئ، ولا فرصة بعد السابع من أكتوبر لأن يكون الواقع مستباحا كما قبله.
فهل هناك من تحد أعظم من التحذير المباشر الذي أطلقه السيد القائد، لأمريكا الخميس الماضي وتوجيهه القوات المسلحة للاستعداد للتدخل العسكري، وهل هناك من تحد أعظم من قيام المقاومة الفلسطينية بنقل الأسرى الصهاينة الثلاثة على متن مركبة تابعة للعدو تم اغتنامها في عملية «طوفان الاقصى»؟
ما حدث أمس كرّس معادلة المقاومة وأثبت أنها لا تزال الأكثر تأثيرا في المواجهة، كما وعزز داخل نتنياهو وترامب بأنهما لا يزالان خارج نطاق القدرة على توجيه مسار الأحداث وفق قواعدهما.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
سوق السفر العربي يتوقع وصول السياحة الفاخرة إلى 391 مليار دولار بحلول 2028
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعقد معرض سوق السفر العربي 2025 في مركز دبي التجاري العالمي خلال الفترة من 28 أبريل إلى 1 مايو، حيث يسلط الضوء على السياحة الفاخرة، أحد أسرع القطاعات نموًا في صناعة السفر، بمشاركة نخبة من العلامات التجارية الرائدة، والوجهات السياحية الفاخرة، وخبراء القطاع.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة ماكينزي، يُتوقع أن ينمو الطلب على السياحة الفاخرة بوتيرة أسرع من أي قطاع آخر، مدفوعًا بزيادة عدد الأفراد ذوي الثروات العالية عالميًا، وتنامي شريحة المسافرين الباحثين عن تجارب حصرية. وتشير التقديرات إلى أن إيرادات هذا القطاع ستصل إلى 391 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، مع اكتساب آسيا زخمًا كبيرًا في هذا المجال.
في سياق متصل، كشفت بيانات المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي أن إيرادات السياحة الدولية لدول الخليج بلغت 110.4 مليار دولار في عام 2023، حيث جاءت الحصة الأكبر من السياح من آسيا والمحيط الهادئ (38%)، تليها منطقة الشرق الأوسط (25.1%)، ثم أوروبا (22.9%)، مما يعزز مكانة المنطقة كوجهة سياحية عالمية.
وفي سياق متصل ، قالت دانييل كورتيس، مديرة معرض سوق السفر العربي في الشرق الأوسط:
“إن زيادة أعداد السياح من آسيا وارتفاع معدلات الثروة في المنطقة يفتحان فرصًا كبيرة لقطاع السياحة الفاخرة في الشرق الأوسط. وقد شهد المعرض هذا العام زيادة بنسبة 27% في عدد العارضين من آسيا، حيث يشارك ممثلون من اليابان، جزر المالديف، كوريا الجنوبية، الهند، وتايلاند، إلى جانب هيئات سياحية مثل راجستان، غوا، فوكيت، هونغ كونغ، وجاكرتا، مما يعكس تنامي الاهتمام بالسياحة الفاخرة في المنطقة.”
تتمتع دول الخليج بموقع استراتيجي يمكّنها من جذب المسافرين ذوي الإنفاق المرتفع، مما يدفع الحكومات إلى التوسع في المشروعات الفندقية الفاخرة، حيث تخطط دول مجلس التعاون الخليجي لإضافة 400 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2030، بعد أن أضافت 35 ألف غرفة خلال العقد الماضي.
وسيضم معرض سوق السفر العربي 2025 مجموعة من أبرز الوجهات الفاخرة في العالم، بما في ذلك جزر المالديف، موريشيوس، وبيرو، التي تعود للمشاركة بعد غياب عشر سنوات، حيث ستعرض تجارب سياحية فاخرة مثل التخييم الفاخر في صحراء إيكا، رحلات الأمازون البحرية، ورحلات القطارات الفاخرة عبر جبال الأنديز