جريمة بشعة في رداع: مسلحون قبليون يقتلون شابًا تحت أنظار الحوثيين
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
لقي الشاب صالح عبده الجعسي الرياشي حتفه برصاص مسلحين قبليين مساء الأحد (16 فبراير/شباط 2024)، في مدينة رداع بمحافظة البيضاء (شمال شرق اليمن)، التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثي، وسط تقارير عن تقصير أمني فادح من المليشيا الإرهابية.
أفاد مصدر محلي لـوكالة "خبر"، بأن أربعة مسلحين ينتمون إلى قبيلة بني صبر (من مديرية الرياشية) أطلقوا النار على الضحية أمام محله التجاري بالقرب من فندق رداع بلازا، ما أدى إلى وفاته فورًا.
وعلى الرغم من وجود أربعة أطقم أمنية تابعة للحوثيين بالقرب من موقع الجريمة، لم تتحرك أي منها لوقف الهجوم أو ملاحقة الجناة، مما سمح للمسلحين بالفرار بسهولة. وأشار المصدر إلى أن هذا الحادث يُضاف إلى سلسلة انتهاكات تعكس انهيار النظام الأمني في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.
تشهد المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ومنها رداع، موجة متصاعدة من الجرائم والعنف القبلي، في ظل غياب تام لدور الدولة وانهيار مؤسسات إنفاذ القانون. وتتعرض المدن اليمنية لانتشار السلاح العشوائي وتفشي الصراعات المحلية، بينما تُوجه اتهامات متكررة للمليشيا بالتواطؤ أو العجز عن فرض الأمن.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
منظمة حقوقية: صلب مليشيا الانتقالي جثة بشوارع أبين جريمة بشعة وانتهاك صارخ للقانون يستوجب المساءلة
قالت منظمة سام للحقوق والحريات إن المشاهد الصادمة التي تم تداولها من محافظة أبين، أمس الأحد والتي أظهرت عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وهم يجوبون شوارع المدينة وجثة أحد القتلى مربوطة على مقدمة مدرعة عسكرية، تمثل جريمة بشعة وانتهاكاً صارخاً للقانون.
وأكدت سام أن الجثة تعود – وفقاً للمعلومات الأولية – لشخص يدعى (أبو زيد الحدي اليافعي)، قُتل في عملية أمنية بمدينة عتق بمحافظة شبوة صباح اليوم ذاته، بتهمة انتمائه لتنظيم إرهابي، مشددة على أن ما جرى لا يمكن تبريره أو تَغليفه بشبهة انتماء الضحية لأي جماعة، إذ لا يجوز أن تنزلق الجهات الأمنية إلى ممارسات انتقامية تتنافى مع أبسط قواعد العدالة.
وأشارت المنظمة إلى أن هذا الفعل يمثل انتهاكاً فاضحاً لكرامة الإنسان، ويشكل جريمة واضحة في القانون اليمني والدولي، حيث تنص المادة (226) من قانون الجرائم والعقوبات اليمني رقم (12) لسنة 1994 على معاقبة من يمثل بجثة إنسان أو ينتهك حرمتها، في حين تحظر الشريعة الإسلامية التمثيل بالجثث صراحة، وهو ما ورد في حديث النبي بقوله: “ولا تمثلوا”. كما اعتبرت سام أن القانون الدولي الإنساني، وبخاصة المادة الثالثة المشتركة من اتفاقيات جنيف، يجرم المعاملة المهينة لجثث القتلى ويصنفها ضمن الجرائم التي تستوجب المساءلة، وقد تندرج في ظروف معينة ضمن جرائم الحرب.
وأبرزت المنظمة أن احترام الكرامة الإنسانية يجب أن يبقى أساس أي مشروع لبناء دولة قانون ومؤسسات، مشددة على أن مثل هذه التصرفات تقوّض الثقة بالمؤسسات الأمنية وتُفقدها مشروعيتها أمام المواطنين.
وطالبت سام بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الواقعة، بإشراف قضائي ومحايد، مع محاسبة كافة المسؤولين عنها، المباشرين منهم وغير المباشرين، محملةً الحكومة اليمنية، والنائب العام، وقيادات المؤسسات الأمنية، والمجلس الرئاسي، مسؤولياتهم القانونية والدستورية في حماية حقوق الإنسان وضمان خضوع الأجهزة الأمنية والعسكرية لسيادة القانون.
ودعت سام المجتمع الدولي، وبشكل خاص مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، إلى التحرك الفوري لمتابعة هذه الجريمة والضغط لضمان التحقيق والمساءلة.
ولفتت إلى أن الصمت عن مثل هذه الممارسات أو تبريرها لا يُعدّ حياداً بل تواطؤاً خطيراً يفتح الباب لمزيد من الانهيار في منظومة القيم والعدالة، مشددةً على أن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تتحقق عبر وسائل الإرهاب المضاد، بل من خلال احترام القانون والكرامة الإنسانية دون انتقائية.