واشنطن .. لنزع السلاح من جنوب وشمال الليطاني..البيان الوزاري بين الطائف واتفاق الهدنة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تنتهي غداً مهلة 18 شباط التي حددها البيت الأبيض للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، إلا أن قوات الجيش الإسرائيلي سوف تبقى متمركزة في القرى والبلدات التي لم تخرج منها بعد، وفي التلال التي احتلتها، طالما أن تل أبيب لم تتلق أي رفض غربي جدي لقرارها بعدم الإنسحاب، ولذلك فإن الترقب لسيناريو ما بعد التمديد الثاني، لا سيما وأن أبناء القرى الحدودية وجهوا "النداء 4" لتحرير ما تبقى من قرى وبلدات، بالتوازي مع توجيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس رسالة لإسرائيل بضرورة الانسحاب، وأن الحزب سيتعاطى مع أي وجود لجيشها على أنه احتلال، من دون أن يعلن صراحة كيف سيتم التعامل مع هذا الاحتلال، لكنه أشار إلى أن الجميع يعلم كيف يكون ذلك، مع تشديده في الوقت نفسه على أن المسؤولية تقع على الدولة اللبنانية في الدفع دبلوماسياً وسياسياً نحو هذا الانسحاب.
يدفع لبنان الرسمي في اتجاه الانسحاب الإسرائيلي في التاريخ المحدد، عبر اتصالات دولية وغربية وعربية يجريها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام في هذا الشأن، ومع ذلك ترى أوساط سياسية معارضة أن على الحزب عدم تحميل المسؤولية للدولة، فهي تقوم بواجباتها، في حين أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يكن ليدخل حيز التنفيذ لو لم يوافق عليه"الثنائي الشيعي" الذي وضع لبنان تحت الوصاية الأميركية منذ أن وافق على الاتفاق وعلى أن يترأس جنرال أميركي لجنة الإشراف على ورقة الاجراءات التنفيذية للقرار 1701.
يدرك "الحزب" جيداً أنه دخل في حصار مطبق في ظل المحاولات الجارية من قبل الولايات المتحدة لتجفيف منابعه المالية وصولاً إلى تأليب الرأي العام ضده وجعل بيئته تنتفض ضده لعدم تمكنه من تنفيذ ما وعد به على مستوى إعادة الاعمار، لكن في الوقت نفسه، ترى أوساط سياسية أن هذه المحاولات أو المخططات المرسومة لإضعاف الحزب سياسياً من شأنها أن تنعكس ايجاباً على الحزب وأن تزداد حاضنته الشعبية أكثر، وأزمة الطائرة الإيرانية أثبتت هذا المناخ، علماً أن الشيخ قاسم اعتبر أن منعها من الهبوط هو تنفيذ لقرار إسرائيلي، وعلى الحكومة إعادة النظر في موقفها والتصرف بسيادة، في حين قال نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي من طريق المطار يوم السبت، للمسؤولين "إن كنتم تريدون أن تخضعوا، فإن المقاومة لن تخضع وستواجه وتقاوم وترفض الإذلال والإملاءات الأميركية والإسرائيلية".
يرفع حزب الله السقوف عالياً، لكنه مدرك جيداً لصوابية القرار الرسمي بتجنيب مطار رفيق الحريري الدولي ضربة إسرائيلية، لا سيما وأن تل أبيب لم تتوان في الأشهر الماضية عن إطلاق تهديدات وتحذيرات بضرب هذا المرفق، خاصة وأنها ليست المرة الأولى التي يوعز بها لبنان لإيران بعدم هبوط طيرانها في مطار بيروت، ففي 28 ايلول الماضي أوعز وزير الاشغال السابق علي حمية الى مطار رفيق الحريري الدولي، وبعد تحذير إسرائيلي، بالطلب من الطائرة الايرانية التي كانت متجهة الى المطار عدم الهبوط وعدم دخول الاجواء اللبنانية.
الأكيد أن القرار الأميركي عطفا على المطالب الإسرائيلية، اتخذ بنزع سلاح حزب الله في جنوب وشمال الليطاني، فالمسؤولون الأميركيين أبلغوا المعنيين في لبنان أن ملف السلاح في شمال الليطاني ينطبق عليه ما ينطبق على سلاح جنوبي الليطاني، وأنه ليس شأناً داخلياً يتم التفاوض حوله بين الحزب ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والعهد.
كل ذلك يقع اليوم على عاتق الدولة في لبنان التي عليها تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار بحذافيره، خلال أشهر معدودة لا سيما أنها محكومة بالضغوطات الدولية التي بدأت تمارس عليها وتظهر ذلك في أزمة الطائرة الإيرانية. وعليه، يمكن القول إن البيان الوزاري الذي سيقره مجلس الوزراء اليوم لن يلحظ مصطلح مقاومة وسيرتكز على خطاب قسم رئيس الجمهورية، واتفاق الطائف لجهة استعادة سلطة الدولة حتى الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً والتي تتطلب الآتي العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شامل، التمسك باتفاقية الهدنة الموقعة في 23 آذار 1949، اتخاذ الدولة كافة الإجراءات اللازمة لتحرير كل الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي وبسط سيادتها على كل أراضيها ونشر الجيش في منطقة الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً والعمل على تدعيم وجود قوات الطوارئ الدولية في الجنوب اللبناني لتأمين الانسحاب الإسرائيلي ولإتاحة الفرصة لعودة الأمن والاستقرار إلى منطقة الحدود، فضلاً عن ذلك سيشير البيان الوزاري إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تقول"ليس في ميثاق الأمم المتحدة ما يضعف أو ينتقص الحق الطبيعي للدول، فرادى أو جماعات، في الدفاع عن أنفسهم إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة، وذلك إلى أن يتخذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الجيش اللبناني يسيطر على معظم مواقع حزب الله جنوب الليطاني
أفاد مصدر مقرّب من حزب الله اليوم السبت بأن معظم المواقع العسكرية التابعة للحزب جنوب نهر الليطاني باتت تحت سيطرة الجيش اللبناني، في وقت أصيب فيه جندي إسرائيلي بجروح خطيرة بانفجار لغم على الحدود.
وذكر المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحزب سلم 190 نقطة من مجموع 265 نقطة عسكرية تابعة له محددة في جنوب الليطاني.
وأكد مصدر أمني لبناني هذا الأسبوع أن الجيش فكك "معظم" المواقع العسكرية التابعة لحزب الله في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع قوة الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) في الجنوب.
وأشار المصدر الأمني إلى أن الجيش بات "في الخطوات الأخيرة لإنهاء الوجود الأمني أو السيطرة الأمنية على كل مواقع الحزب الموجودة في جنوب الليطاني".
ومع بدء حرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة تصاعدت في سبتمبر/أيلول 2024 إلى حرب مفتوحة استهدفت تدمير قدراته وأدت إلى تصفية العديد من قادته على رأسهم الأمين العام السابق حسن نصر الله.
وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نص على نشر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والجيش اللبناني فقط في جنوب لبنان وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، على بعد 30 كيلومترا من الحدود الإسرائيلية وتفكيك ما تبقى من بنيته التحتية في الجنوب.
إعلانوخلال زيارة للبنان، قالت مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط "نواصل الضغط على هذه الحكومة من أجل التطبيق الكامل لوقف الأعمال العدائية، بما يشمل نزع سلاح حزب الله وكافة المليشيات".
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي انتُخب في يناير/كانون الثاني الماضي، على التزامه حصر السلاح بيد الدولة، مشددا في الوقت ذاته على "أهمية اللجوء إلى الحوار" لتحقيق ذلك. وأضاف "سنبدأ قريبا في العمل على صياغة إستراتيجية الأمن الوطني".
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، ما زالت إسرائيل تنفّذ غارات على أهداف تقول إنها تابعة لحزب الله في الجنوب، بينما أبقت على وجودها العسكري في 5 نقاط عند الحدود.
في سياق متصل، أصيب جندي إسرائيلي احتياط، اليوم السبت، بجروح خطيرة جراء انفجار لغم على الحدود اللبنانية، وفق بيان للجيش وإعلام إسرائيلي.
وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- عبر منصة إكس إنه تم نقل الجندي إلى المستشفى لتلقي العلاج، وإخطار عائلته
من جانبها، قالت القناة 12 الإسرائيلية الخاصة إن الجندي أصيب بعد دخوله برفقة قوة عسكرية عن طريق الخطأ إلى حقل ألغام للجيش الإسرائيلي في المنطقة. وأضافت أن الجيش فتح تحقيقا في الحادث.
من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الحديث يدور عن "حادثة هي الثانية متعلقة بالسلامة العملياتية خلال اليومين الماضيين".
وتابعت أن جنديا من الكتيبة 12 في لواء غولاني، أصيب أمس الجمعة بجروح خطيرة إثر إصابته بخروج رصاصة عن طريق الخطأ خلال نشاط للقوة جنوب قطاع غزة، على حد قولها.