مؤسسة هند رجب ترفع شكوى لـالجنائية ضد وزير خارجية الاحتلال وتطالب باعتقاله
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
أعلنت مؤسسة "هند رجب" اليوم الأحد، عن تقدمها بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، لإصدار مذكرة اعتقال بحق وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي غدعون ساعر، وذلك بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".
وأطلقت مؤسسة "هند رجب" نداء عاجلا، للعمل على الشكوى، بالتزامن مع زيارة ساعر لبروكسل في 18 شباط/ فبراير الحالي، بالقول إنه "مما يزيد من إلحاح هذه الشكوى حقيقة أنه من المقرر أن يزور غدعون ساعر بروكسل في 18 فبراير 2025.
ودعت المؤسسة، السلطات البلجيكية، إلى ضمان عدم إفلات ساعر من العدالة أثناء وجوده على الأراضي الأوروبية، مؤكدة أن "السماح لمجرم حرب مشتبه به بزيارة بروكسل دون منازع سيكون بمثابة خيانة للالتزامات القانونية الدولية والمبادئ الأساسية للعدالة".
ما تفاصيل الشكوى؟
أوضحت مؤسسة "هند رجب"، على موقعها الرسمي، أن "ساعر عضو بارز في حكومة بنيامين نتنياهو، وشخصية رئيسية في عملية صنع القرار في إسرائيل، لعب دورا مركزيا في تشكيل وتنفيذ السياسات التي أدت إلى التهجير الجماعي والعقاب الجماعي والهجمات الممنهجة على المدنيين الفلسطينيين".
وتابعت المؤسسة التي تتخذ من بروكسل مقرا لها، بأن تصريحات ساعر وتأييده لما يجري في قطاع غزة، تشير إلى مشاركته المباشرة وغير المباشرة في هذه الجرائم، فضلا عن التحريض على العنف وعرقلة آليات العدالة الدولية.
وتستند الشكوى التي رفعتها المؤسسة إلى المحكمة الجنائية الدولية، على نظام روما الأساسي، فيما تسلّط الضوء على جُملة من الاتهامات ضد ساعر، بينها: جرائم الحرب المتمثلة بالعقاب الجماعي والتهجير القسري، إذ دعا علنا إلى تقليص أراضي غزة، وهو الموقف الذي يتماشى بشكل مباشر مع الأعمال العسكرية الإسرائيلية التي أدت لتدمير 72% من البنية التحتية المدنية في غزة، والتهجير القسري لـ1.7 مليون فلسطيني.
كذلك، أكدت المؤسسة نفسها، أنّ "هذه الإجراءات تنتهك أحد بنود المادة 8 من نظام روما الأساسي، الذي يحظر نقل السكان المدنيين في الأراضي المحتلة". مبرزة أن "إنشاء مناطق عسكرية عازلة والتدمير المستهدف للمنازل يشير إلى سياسة متعمدة تهدف إلى منع عودة الفلسطينيين بشكل دائم، وهو انتهاك واضح للقانون الدولي".
وفي السياق ذاته، اتهمت المؤسسة، وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام التجويع وسيلة من وسائل الحرب، حين أيّد حصار الاحتلال الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة، والذي تسبّب في تقييد الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، وأدّى إلى ظروف مجاعة كارثية.
وقالت مؤسسة "هند رجب": "إنه من خلال استخدام التجويع سلاحا، انتهكت إسرائيل أحد بنود المادة 8 من نظام روما الأساسي، الذي يجرم حرمان المدنيين من الأشياء التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة".
"ساعر ارتكب جرائم ضد الإنسانية مخالفا المادة 7 من نظام روما الأساسي، من خلال الاضطهاد والقمع الممنهج، حيث أعلن رفضه العلني للدولة الفلسطينية وأيّد السياسات التي تحرم الفلسطينيين من الحقوق الأساسية، وهو ما يرقى إلى مستوى الاضطهاد بموجب المادة المذكورة" وفق المؤسسة.
"بموجب المادة 25 (3) (أ) من نظام روما الأساسي، يمكن تحميل الأفراد الذين يساهمون في خطة مشتركة تؤدي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية المسؤولية الجنائية باعتبارهم شركاء في ارتكابها" بحسب الشكوى نفسها.
وتابعت: "علاوة على ذلك، بموجب المادة 28، يمكن أيضًا اتهام ساعر تحت مسؤولية القيادة، لأنه فشل في منع أو معاقبة مرؤوسيه المسؤولين عن هذه الجرائم، وبدلاً من ذلك قام بتأييد هذه الانتهاكات وتضخيمها".
وأشارت إلى تصريحه الذي وُصف بأنه "سيئ السمعة" حين قال ساعر: "ما تسميه فلسطين هي أرض إسرائيل"، مؤكدة أنه "يعكس سياسة التمييز المنهجي التي تهدف إلى محو الهوية والسيادة الفلسطينية".
وأردفت: "لقد أدى التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، والتهجير القسري، والحصار العسكري، وسياسات الفصل العنصري المؤسسية، إلى حرمان الفلسطينيين الشديد والمتعمد من حقوقهم الأساسية، ما يشكل جريمة ضد الإنسانية".
وأكدت الشكوى أن ساعر "لا يتصرف بمفرده؛ جزء من مشروع إجرامي أكبر داخل حكومة نتنياهو، ويعمل بنشاط على صياغة السياسات التي تنتهك القانون الدولي".
واسترسلت: "إن هذا التقديم يأتي بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مؤخرًا مذكرات اعتقال ضد نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت لارتكاب جرائم مماثلة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات هند رجب المحكمة الجنائية غزة غزة حقوق الإنسان المحكمة الجنائية هند رجب مؤسسة هند رجب المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة الجنائیة الدولیة من نظام روما الأساسی ضد الإنسانیة هند رجب
إقرأ أيضاً:
موقف المحاكم الدولية من الإبادة الجماعية في غزة
هناك من يعتقد أنه لا سلطة تعلو فوق سلطة الدولة، وأن للدولة حق في اتخاذ أي إجراء تراه مناسبًا دون قيود، هذا الأمر ينطبق على القانون داخل حدود الدولة (فهو قانون طاعة وامتثال، ولا بد من سيادة الاحترام فيه)، لذا ما إن خرجت هذه العلاقة وتعدّت حدود الدولة وتداخلت مع دول أخرى تمتلك هي الأخرى “السيادة”، فإنه لا بد من إضفاء القواعد القانونية والحقوقية على هذه العلاقات.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ما دامت القواعد القانونية تنظم وتضبط العلاقات بين الدول، لماذا ما زالت الاعتداءات والحروب والخلافات قائمة، وما هي المحاكم الدولية، وما مدى إلزامية قراراتها على الدول؛ وخاصة الدول المهيمنة على القرار الدولي في العالم
ومن هذا المنطلق، برز خلال العدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي الحديث عن هيئتين قضائيتين دوليتين هما: محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، فما الفرق بيمهما؟!
الفرق بين محكمة العدل الدولية والجنائية الدوليةتعتبر محكمة العدل الدولية هيئة قضائية دولية؛ بمعنى أنها تختص بالفصل في النزاعات التي تنشأ بين “الدول”، ويبلغ عدد الدول التي لديها عضوية بها 193 دولة، إذ تتبع المحكمة لمنظمة الأمم المتحدة ومقرها في لاهاي – هولندا.
ولدى المحكمة دوران رئيسيان: النظر في القضايا التي تقع بين الدول و تقديم آراء استشارية بشأن مسائل قانونية تحال لها. وإذا أردنا أن نعطي مثالًا على الاختصاص الذي تعنى به هذه المحكمة، فإن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة هي مثال على اختصاصها.
أما أحكامها فهي ملزمة قضائيًا ونظريًا و نهائية، ولا إمكانية للاستئناف فيها، إلا اأنه واقعياً لا تلتزم بعض الدول بقراراتها.
وفي حالة امتناع أحد الأطراف عن تنفيذ حكم المحكمة، فإنه وفقًا للمادة 94 من ميثاق الأمم المتحدة، تُخول لمجلس الأمن السلطة من أجل تنفيذ الحكم إما بالقوة أو بالتسوية السلمية.
الجنائية الدولية
في حين تُعرف محكمة الجنائية الدولية بانها هيئة دولية مستقلة غير تابعة للأمم المتحدة أو أي مؤسسة دولية أخرى، تختص في ملاحقة الأشخاص الطبيعيين “الأفراد” المتهمين بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية والجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان، ولا يمكن لأي دولة أو جهة أن تؤثر على ما يصدر عن المحكمة، إلا أن هذه العبارة تبقى محط شك لدى كثيرين.
أما فيما يتعلق بالدعاوى التي تحرك أمامها فتتم بإحدى الطرق الأربع: إما أن يقوم المدعي العام بتحريك الدعوى من تلقاء نفسه، أو أن تقوم دولة عضو في المحكمة بذلك، أو أن يتدخل مجلس الأمن بتقديم حالة معينة يعتقد أنها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية يتم ارتكابها، كما يمكن لدول غير الأعضاء في المحكمة أن ترفع قضية أمام المحكمة الجنائية، وهذا لا يُعتبر إقرارًا بانضمامها كعضو في المحكمة.
موقف المحاكم الدولية حيال الإبادة الجماعية في غزة
وفي ظل وجود هذه الهيئات القضائية الدولية، تتبادر إلى الأذهان تساؤلات حول الوضع الفلسطيني وتحديدا ما دار في غزة من ظلم وإبادة جماعية وقتل وحشي ودمار دموي دون محاسبة لإسرائيل أو ردعها عن أفعالها الإجرامية؛ مما قد يدفع الكثيرين إلى التشكيك في حيادية هذه الهيئات الدولية والاعتقاد بتحيزها لصالح إسرائيل.
وفي هذا الصدد، قال خبير القانون د. بسام أبورمان إن المحاكم الدولية قراراتها كلها صائبة، وأن غير المتابع للقضية وتفاصيلها يعتقد بأن العلة من المحكمة نفسها، إلا أن الخلل في التنفيذ وليس في المحكمة.
وأضاف أن المحكمة ليس من اختصاصها أن تنفذ القرارات التي تصدرها، مضيفاً أن اللوم يقع على عاتق كل الدول المستفيدة أو صاحبة المصلحة في المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني.
وحول اعتقاد البعض بتسيس المحكمة لصالح دول أو جهات معينة، أشار أبورمان إلى أنه يصعب جداً تسيس المحكمة، كون أن أعضائها من كافة دول العالم وليس فقط من الدول المهيمنة، علاوة على ذلك، فإن ميثاق المحكمة ونظامها يكفلان ويحميان الدول على حد سواء.
وقال أبورمان إنه لا بد من التوضيح للرأي العام، وتحديدًا الشارع العربي والفلسطيني، بخصوص الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا مؤخرًا أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، والتي وصفها الكثيرون بأنها “تاريخية”، حيث تتضمن موضوعين أساسيين:
الأول يعنى في الطلبات المقدمة، وفحوى هذه الطلبات يتضمن وقف الحرب بشكل عام، وحماية المدنيين، وإدخال المساعدات والمعونات الطبية إلى القطاع، بينما تختص القضية الثانية باتهام إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية في غزة، مؤكداً أن الحكم القضائي جاء بالنظر في الموضوع الأول، ألا وهو “الطلبات المستعجلة”، أما بالنسبة لارتقاء جرائم العدو الإسرائيلي إلى إبادة جماعية، فهذه الدعوى لم يبدأ البحث فيها حتى تلك اللحظة.
في ضوء عدم التزام إسرائيل وتنصلها من الالتزامات الدولية، أوضح أبورمان أنه كان يتوجب على جنوب إفريقيا والدول الداعمة وذات المصلحة التوجه إلى مجلس الأمن، الذي يعتبر السلطة التنفيذية الملزمة بتنفيذ قرارات المحكمة.
وبالنسبة لأسباب عدم توجه جنوب إفريقيا إلى مجلس الأمن، أفاد أبورمان بأن دور السياسة كان الفاصل واللاعب الأساسي في هذه القضية، مشيرًا إلى أن تأثير السياسة لم يكن على قرار المحكمة، إنما على تنفيذ القرار.
بمعنى؛ في ظل عدم وجود حكم قضائي، كان أي قرار يعرض أمام مجلس الأمن لتصويت عليه من قبل الدول الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، دائمًا ما كانت الولايات المتحدة، باعتبارها من الأعضاء الدائمين، تستخدم حق الفيتو، وعلى وجه الخصوص في القرارات المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، بحجة أن الخلاف الإسرائيلي-الفلسطيني هو خلاف قائم بين طرفين، وأميركا لها الحق في التعبير عن رأيها والوقوف مع طرف على حساب الآخر.
وفي السياق ذاته ، تواجه المحكمة الجنائية الدولية أزمة ثقة وعدم التزام بقراراتها فهي ليس على أسر حال من قرارات محكمة العدل الدولية، إلا أن الأخيرة قراراتها ملزمة وقد تلجأ لمجلس الأمن لتنفيذ التدابير الخاصة بإنفاذ الحكم الصادر عنها، أما المحكمة الجنائية طلباتها ملزمة فقط على دول الموقعة على نظام روما الأساسي، بيد أن دولا مثل (الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والصين والهند وباكستان) رفضوا الانضمام للمحكمة.
علاوة عن أن الجنائية الدولية تنظر في القضية الفلسطينية منذ انضمام فلسطين إلى نظام المحكمة في عامي 2014-2015، فإن المحكمة الجنائية الدولية مقيدة بالاختصاص الزمني وخصائص القانون الذي تطبقه.
وفي هذا الصدد، قال أبورمان إنه لا يخفى على أي شخص أن المحكمة الجنائية الدولية مسيطر عليها وغير حيادية في قراراتها، حتى أصدرت مذكرة اعتقال وملاحقة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، على خلفية إرتكاب جرائم حرب في غزة، والذي اعتبروه كثيرون أنه “سابقة تاريخية”.
في المقابل، أصدرت قرارًا يدعو إلى اعتقال قادة حماس، وقد اعتبره البعض أنه يخلق توازنًا غير مبرر بين القيادة السياسية والعسكرية لحماس وقادة الاحتلال الإسرائيلي الذين ارتكبوا جرائم في غزة.
وعلى خلفية إصدار محكمة العدل الدولية قرارا يفضي إلى تصنيف الحرب في غزة ” إبادة جماعية” ستواجه المحكمة الجنائية الدولية تحديات كبيرة وستكون أمام اختبار “حرج” كما سيتم الضغط عليها من أجل تفعيل اختصاصاتها بخصوص محاكمة المسؤولين، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزرائه، بارتكابهم جرائم حرب.
كلمات دالة:المحاكم الدوليةمحكمة العدل الدوليةالمحكمة الجنائية الدوليةالإبادة الجماعيةغزةإسرائيل© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
عملت رولا أبو رمان في قسم الاتصال والتواصل لدى جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، ثم انتقلت إلى العمل كصحفية في موقع "نخبة بوست"، حيث تخصصت في إعداد التقارير والمقالات وإنتاج الفيديوهات الصحفية. كما تولت مسؤولية إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.
انضمت رولا لاحقًا إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" كمحررة وناشرة أخبار على الموقع وسوشال ميديا، موظفة في ذلك ما لديها من مهارات في التعليق...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن