ياسر العطا أحد أبرز القادة العسكريين في السودان، كان له دور محوري في المشهد السياسي والعسكري للبلاد، تكونت شخصيته في وسط عسكري، مما أسهم في تكوين سماته القيادية، شغل مناصب بارزة في الجيش السوداني، وشارك في عمليات عسكرية مهمة أكسبته خبرة واسعة، خاصة في مناطق النزاعات.

كان له حضور بارز في التحولات السياسية التي شهدها السودان، لا سيما في أثناء سقوط نظام الرئيس عمر البشير عام 2019، إذ كان أحد أعضاء المجلس العسكري الانتقالي ثم مجلس السيادة.

المولد والنشأة

وُلد ياسر عبد الرحمن حسن العطا عام 1962 في منطقة وادي بشارة بولاية نهر النيل لعائلة مشهورة بالعمل العسكري.

عمه الأكبر الرائد هاشم العطا، كان أحد زملاء الرئيس الأسبق جعفر النميري، لكنه انشق عنه وشارك في محاولة انقلابية -بالتعاون مع الحزب الشيوعي- وانتهت المحاولة بالفشل، مما أدى إلى إعدام العطا عام 1971 مع عدد من القيادات العسكرية والسياسية.

انتقلت عائلة ياسر العطا من وادي بشارة إلى حوش العطا في حي بيت المال بأم درمان، حيث نشأ وسط مجتمع متنوع في أحد أعرق أحياء المدينة.

الدراسة والتكوين العسكري

التحق العطا أوائل ثمانينيات القرن الماضي بالكلية الحربية السودانية، وكان ضمن الدفعة الـ33، وفي أثناء اختبارات القبول، روت الصحافة السودانية أنه دار حوار بينه وبين الرئيس النميري، الذي سأله عمّا إذا كان سيُقدِم على إعدامه إذا وقع انقلاب عسكري جديد كما حدث مع عمه، فكان رد العطا: "يا ريت". ورغم ذلك فتم قبوله في الكلية وتخرج فيها عام 1984 ضابطا في الجيش السوداني.

إعلان

انتقل إلى بغداد عام 1998 وهناك حصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية من جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا.

بعد عودته للسودان، التحق عام 2014 بكلية الحرب العليا وتخرج فيها بمرتبة الشرف الأولى.

التجربة العسكرية

تدرّج العطا في المناصب العسكرية وخدم في وحدات عدة بالقوات المسلحة السودانية، منها لواء القيادة العامة، والمناطق العسكرية الشرقية والجنوبية والغربية، كما قاد الفرقة 14 مشاة وتولى عمليات مكافحة التمرد في جنوب كردفان.

وبعد عودته من العراق عام 2003، تقلّد عدة مناصب، من بينها قيادة وحدة الاستطلاع، وكان أول قائد لها وأصغر ضابط يتولى هذا المنصب.

كما قاد عددا من الحملات العسكرية، وكان له دور بارز في العمليات الميدانية، منها قيادته لمتحرك عسكري في غرب النوير عام 2004 في أثناء عيد الأضحى.

شغل العطا منصب قائد قوات حرس الحدود قبل ترقيته عام 2007 إلى رتبة عميد، ثم عُيّن ملحقا عسكريا بالسفارة السودانية في جيبوتي، وهي الخطوة التي اعتبرها البعض محاولة لإبعاده عن المشهد العسكري، خاصة مع إدراج اسمه لاحقا في قوائم الضباط المرشحين للتقاعد.

غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، فقد عاد إلى السودان عام 2014 وعمل معيدا في كلية الحرب العليا، ثم قائدا لمنطقة العمليات بجنوب السودان.

اكتسب العطا خبرة واسعة في المناطق العملياتية، وأتقن لغات القبائل الجنوبية في أثناء خدمته في حرب الجنوب مدة تزيد على 8 سنوات.

لاحقا، تولى منصب مدير إدارة العمليات البرية، وترقى إلى رتبة فريق في أثناء التعديلات العسكرية التي أجراها الرئيس السابق عمر البشير.

التجربة السياسية

كان لياسر العطا دور رئيسي في الأحداث السياسية والعسكرية بالسودان، وكان أحد القادة الذين شاركوا في عزل البشير في أبريل/نيسان 2019، وتولى عملية القبض عليه في أثناء شغله منصب قائد القوات البرية.

إعلان

بعد الإطاحة بالبشير، أصبح العطا أحد أعضاء المجلس العسكري الانتقالي، الذي تشكل في البداية من 10 ضباط قبل أن يتقلص عددهم لاحقا إلى 6.

عُيّن العطا نائبا لرئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، ثم أصبح عضوا في مجلس السيادة بعد تشكيله يوم 21 أغسطس/آب 2019.

كما تولى رئاسة لجنة تفكيك نظام 30 يونيو/حزيران، بيد أن أداءه فيها أثار انتقادات، وهو ما دفعه إلى تقديم استقالته، مبررا قراره بأن عمل اللجنة كان تنفيذيا وأنه واجه اعتراضات واسعة من مختلف مكونات الحكم والحاضنة السياسية.

وفي مقابلة صحفية عام 2021، أشار العطا إلى أن عدم مباشرة لجنة الاستئنافات عملها أدى إلى تعطيل العدالة، وأن التوترات المستمرة بين اللجنة والمؤسسات الأخرى دفعت به إلى الانسحاب.

وفي مارس/آذار 2022، تداولت وسائل الإعلام السودانية طلبا لرفع الحصانة عن العطا على خلفية استغلاله عربات مستردة من قبل لجنة إزالة التمكين، إلا أن النائب العام لم يرد على الطلب.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، أصدر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قرارا بتجميد عمل اللجنة.

التقدير والانتقاد

حظي العطا بتقدير كبير من زملائه العسكريين الذين أطلقوا عليه لقب "المحارب القديم"، نظرا لالتزامه بالقواعد العسكرية وانضباطه المهني.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مسيرته شهدت حادثة أثارت جدلا كبيرا، وذلك في أثناء حصار مدينة جوبا عام 1992 حين كان برتبة نقيب، واقترح فك الحصار بنفسه، ورغم نجاحه في تنفيذ المهمة، أحيل للتحقيق بتهمة "العمالة والتجسس"، لكن التحقيقات برأته، مما ساهم في تعزيز صورته بوصفه قائدا عسكريا متمكنا.

الجوائز والأوسمة

نال العطا عددا من الأوسمة منها:

وسام الخدمة الطويلة الممتازة. وسام الإنجاز العسكري. وسام الشجاعة. نوط الواجب والجدارة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات یاسر العطا فی أثناء

إقرأ أيضاً:

التصريحات القوية للفريق أول ياسر العطا اليوم تأتي بعد انتصار كبير للجيش السوداني

التصريحات القوية للفريق أول ياسر العطا اليوم تأتي بعد انتصار كبير للجيش السوداني وتغير إستراتيجي في الحرب. لو أطلق العطا تصريحاته هذه قبل تحرير القصر الجمهوري و طرد المليشيا من وسط الخرطوم لضحك عليه بعض الجيران الأفارقة. الإنتصار الذي سمّع دويه العالم قد يهز قلوب المتآمرين على السودان دون الحاجة لتصريحات العطا ، فكيف و قد أطلق تهديداته الواضحة و المحددة.
لا شيء قد يوقف المسيرات التي تنطلق من الأراضي التشادية و يغلق الطرق المؤمنة لإنسياب السلاح الداعم للمليشيا سوى إسترداد قدرة الجيش السوداني على الردع الفوري و المكلّف. إقتراب الجيش من حدودنا الغربية و تحقق وفرة كافية من الطائرات المسيرية أو الطائرات العسكرية القادرة على الإنطلاق و تنفيذ مهام خارج الحدود و العودة بأمان ، هي الشروط اللازمة لتنفيذ عمليات تردع القيادة التشادية من سلوكها العدائي. و كان قد سبق للجيش مناقشة سيناريوهات عدة لتنفيذ عمليات داخل حدود تشاد كلها توقفت عند القدرة على تنفيذ عمليات مماثلة.
كما شملت تهديدات العطا اليوم بعمليات داخل جنوب السودان الذي يعتذر دائما بأنه ليس لديه القدرة على ضبط الحدود و كف يد قادة المليشيات في الجنوب . الآن بإمكان الجيش أن ينفذ عمليات داخل الأراضي الجنوب سودانية لضرب بعض العناصر التي تنقل المرتزقة و السلاح لمليشيات الدعم السريع ، أو يحصل بسهولة على حلفاء من “أطراف النزاع” في الجنوب تحقق له هذه الغاية بالوكالة.
على كل حال ، فالتهديد وحده سيحدث تأثيراً و نقاشاً في هذه الدوائر تقوّي الأصوات المعارضة لهذا الدعم و ترفع كلفة قبول مهام إضافية من الكفيل بإدخال شحنات السلاح أو استخدام المطارات لقصف الفاشر و ما حولها.

د. عمار عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جنوب السودان وتشاد تردان على تهديدات الفريق ياسر العطا
  • جوبا ترد على تصريحات ياسر العطا وتعتبرها بمثابة انتهاك صارخ لمبادئ حسن الجوار
  • التصريحات القوية للفريق أول ياسر العطا اليوم تأتي بعد انتصار كبير للجيش السوداني
  • المنطقة الغربية العسكرية تنظم لقاء وحفل إفطار لشيوخ وعواقل مطروح
  • المنطقة الغربية العسكرية تنظم حفل إفطار لشيوخ وعواقل مطروح
  • المنطقة الغربية العسكرية تنظم حفل إفطار لشيوخ وعواقل محافظة مطروح| صور
  • رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي وفد قيادات المجتمع المدني والأهلي والسياسي لأبناء النوبة
  • وزير الدفاع: حريصون على تزويد قوات الدفاع الجوي بأحدث المنظومات لحماية سماء مصر
  • شاهد| وزير الدفاع يشارك عددا من مقاتلى قوات الدفاع الجوى الإفطار
  • الضعين.. والي شرق دارفور يهنئ القائد العام وقادة القوات المسلحة بالانتصارات وتحرير القصر الجمهوري