استمرار احتلال إسرائيل للتلال الخمس يهدّد الاستقرار الداخلي
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
لقد بات واضحًا ومحسومًا من قِبل إسرائيل أنها لن تنسحب غدًا من التلال الجنوبية الخمس، التي تعتبرها استراتيجية بالنسبة إلى أمن مستوطناتها الشمالية، نظرًا إلى أنها تكشف جزءًا كبيرًا من الأراضي الإسرائيلية الشمالية، وهي أبلغت كلًا من راعيي اتفاق وقف النار في الجنوب، الذي لم يكن حتى يوم أمس سوى اتفاق صوري، بأن لا رجوع عن قرارها في البقاء العسكري على هذه التلال مهما كانت الضغوطات الأميركية والفرنسية لكي تنسحب من هذه التلال، خصوصًا أن كلًا من واشنطن وباريس تخشيان من أن يعطي استمرار الاحتلال الإسرائيلي لهذه التلال مبررًا لـ "حزب الله" للقيام بما يراه مناسبًا لتحريرها، واستخدام كل الوسائل الممكنة والمتاحة لتحقيق هذا الهدف.
فاستمرار إسرائيل في احتلال هذه التلال الخمس من شأنه إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل 27 تشرين الثاني الماضي، وإلى ما قبل 9 كانون الثاني، ومن شأنه أيضًا أن يعطي أكثر من مبرر لقيام من يدور في فلك "الفريق الممانع" بما يلزم من خطوات لكي يحصّن موقعه السياسي، من خلال تثبيت وجوده في هذا المحور كقوة ضامنة ضد الأطماع الإسرائيلية، وهي في ظاهرها غير مخفية على أحد. وقد يكون التعرّض لقوات "اليونيفيل" على طريق المطار وجهًا من وجوه إثبات هذا الوجود وفاعليته التعطيلية.
ومن يعرف هذه التلال من أهل الجنوب يدرك أهميتها الاستراتيجية بالنسبة إلى لبنان، ويستطيع أن يفهم لماذا تصرّ إسرائيل على إبقاء سيطرتها العسكرية عليها، وهي إضافة إلى أن تل أبيب تعتبرها حيوية واستراتيجية بالنسبة إلى أمن مستوطناتها الشمالية هي مواقع مراقبة مهمة لأي تحرّك ترى أنه مشكوك في أهدافه.
فتلة العويضة مثلًا تقع في مرماها كل مستوطنات الجليل، فيما تقطع تلة الحمامص أوصال الجنوب اللبناني وتقسّمه الى مناطق منعزلة. أمّا تلة اللبونة فتطل على مدينة صور ومخيم البص للاجئين الفلسطينيين، وتشرف على نقطة بارزة لقوات "اليونيفيل"، وتصنّفها اسرائيل من ضمن أهم المناطق، التي تُعتبر مناطق حراسة دفاعية، فيما تسمح تلتا جبل بلاط والعزية لإسرائيل بكشف مناطق واسعة، إضافة إلى أن هذه التلال غير مأهولة وخالية من العمران المرتفع، ما يسمح لإسرائيل بالتحرك بسهولة في اتجاه الاراضي اللبنانية لتنفيذ أي عدوان، إلا أن هذا الاحتلال لهذه التلال من شأنه أن يعيق أي عودة ممكنة للأهالي في أكثر من عشر قرى حدودية مدمرّة.
وتزامنًا كان رئيس لجنة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز قد أعلن أن "الجيش سيسيطر على كل المراكز السكانية في منطقة الليطاني الجنوبية قبل يوم الثلاثاء المقبل"(غدًا)، بينما رفضت تل أبيب مقترحاً فرنسياً يقضي بنشر قوات فرنسية مكان القوات الإسرائيلية في التلال الخمس، التي لن تنسحب منها إسرائيل، على ما يبدو، أيًّا تكن النتائج، حتى ولو اضطرّت إلى لغة القصف الصاروخي، وهي استعادت أول من أمس بعضًا من اعتداءاتها المباشرة باستهداف بعض المسؤولين في قيادة "حزب الله".
فانسحاب إسرائيل من كل البلدات والقرى الحدودية بات شبه مؤكد قبل يوم غد، إلاّ أن هذا الانسحاب يبقى ناقصًا ومناقضًا لما تضمّنه اتفاق وقف النار ما دام الجيش الإسرائيلي مصرًّا على احتلال التلال الخمس، مع إعلان تل أبيب بتمسكها بهذا الموقف القاضي بضمان ترتيبات أمنية بديلة قبل أي انسحاب، وسط ادعاءات عن مخاوف لديها من فراغ أمني قد تستفيد منه "المقاومة الإسلامية لتحصين مواقعها المتقدمة.
إلاّ أن التطورات الدرامية على طريق المطار، والتي لم تكن منتظرة، حجبت الضوء، ولو بنسب قليلة، عن خطورة بقاء الاحتلال الإسرائيلي لهذه التلال الخمس، مع ما يمكن أن ينتج عن هذه التطورات من نتائج سلبية على أداء العهد والحكومة، التي تضم في شكل أو في آخر ممثلين لـ "حزب الله" وحركة "أمل" تمامًا كما تضم ممثلين عن "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" والحزب "التقدمي الاشتراكي" وحزب "الطاشناق"، الأمر الذي يمكن أن "يفخخ" العمل الحكومي، أو على الأقل جعل الحركة الحكومية بطيئة وغير متجانسة مع خطاب القسم أو البيان الوزاري، وذلك خوفًا من أن ينتقل توتر الشارع إلى توترات متقابلة عبر "المتاريس" السياسية داخل حكومة "الإصلاح والإنقاذ"، بحيث يصبح هذا الشعار مجرد شعار ليس إلا. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذه التلال التلال ا
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقصف جنوب لبنان ردا على استهدافها بعدة صواريخ
#سواليف
قصفت #إسرائيل بنيران #المدفعية والغارات الجوية #جنوب_لبنان، اليوم السبت، ردا على إطلاق عدة #صواريخ عبر الحدود، مما هدد هدنة هشة أنهت حربا استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت، إنه اعترض 3 صواريخ قادمة من #لبنان.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تمّ إطلاق 5 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، تم اعتراض ثلاثة منها وسقط اثنان في الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن إطلاق القذائف من لبنان هو الأول منذ 3 أشهر ويشكل انتهاكا خطيرا من حزب الله، حسب وصفها.
مقالات ذات صلة “حماس”: في الذكرى الـ 21 لاستشهاد الشيخ ياسين…ماضون على نهجه دفاعاً عن أرضنا ومقدساتنا 2025/03/22في السياق ذاته، أفادت الإذاعة الإسرائيلية بسماع دوي انفجارات في منطقة المطلة على الحدود مع لبنان بعد دوي صفارات الإنذار فيها مرتين.
من جهته، أكد مراسل الجزيرة انفجار صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء القطاع الشرقي من جنوب لبنان، مشيرا إلى أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدة يحمر جنوبي لبنان.
ردود إسرائيلية
وفي رده على هذه التطورات، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إسرائيل لن تسمح بتكرار إطلاق النار من لبنان على البلدات الإسرائيلية في الجليل.
وأكد أن الحكومة وعدت بتوفير الأمن لبلدات الجليل وهذا ما سيحدث بالضبط، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها، وأنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بالرد على مصادر الإطلاق من لبنان.
من جهته، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إن رئيس أركان الجيش أجرى جلسة تقييم أمنية بعد إطلاق الصواريخ من لبنان.
وأكد أن الجيش سيرد بقوة على إطلاق الصواريخ، وأن دولة لبنان هي من تتحمل المسؤولية.
عدوان وتنصل
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، ما خلّف 4 آلاف و115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ورغم سريان اتفاق لوقف النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل 1188 خرقا له، ما خلّف 94 قتيلا و300 جريح على الأقل.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا مع استمرار احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
كما شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.
وتزعم إسرائيل أن سبب بقائها في 5 تلال يعود إلى عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول الخط الأزرق، وهو ما تنفي بيروت صحته.
وتأتي هذه التطورات عقب استئناف الاحتلال الإسرائيلي فجر الثلاثاء الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين.
واستمر الاحتلال في قصفه أماكن متفرقة من قطاع غزة، ما خلف شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.