سودانايل:
2025-05-02@14:21:35 GMT

أحلام باريسية

تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT

في مساء شتوي دافئ، تخابرت مع صديقنا الودود د. عبد الباقي، فتحولت النفس إلى شعور بالدفء والارتياح. أما أنت، يا من تنوي التواصل مع هذا الرجل، فلتكن على أهبة الاستعداد؛ المعرفة وحسن الإصغاء زاد لا غنى عنهما في حضرته.
تعالوا نقترب أكثر لنتحدث عن د. عبد الباقي، ذاك الطبيب الماهر الذي لا يشق له غبار في مجاله، أما الجانب الآخر منه، فهو بيت القصيد.

شاعرٌ مرهف الحس، وساخرٌ من طراز فريد، تفيض كتاباته بحس فكاهي يرهق آلات الطباعة من فرط غزارتها. أما عن إنسانيته، فالأجدر أن يرويها الآخرون، ممن لمسوا نبله وكرمه.
“بُقّة”، كما يحلو لأصحابه مناداته، يشاركنا الوجدان والجغرافيا. وخلال تلك المحادثة، كنتُ محظوظاً إذ سمعته يسرد عن الأسفار وأحوال الناس في جنوب غرب الجزيرة، فتجلّى لي كمنجم معرفة بتفاصيل المنطقة من كل زاوية. ثم أشار علينا بشدّ الرحال إلى باريس، مدينة الجمال والنور، تلك الحسناء التي تستحق الزيارة. لكن يا للخسارة! بيني وبينها بحر الشمال وتذكرة طائرة لم أحظَ بها بعد!
تحدثنا بحماس عن أيقونات باريس، تلك المزارات العريقة التي تُعد من أروع ما تزخر به أوروبا، وعلى رأسها برج إيفل، ذلك الصرح الأسطوري الذي طالما تخيلناه أحد عجائب الدنيا. أما اللوفر، فحدث ولا حرج! متحف الأحلام الذي تسكن أروقته تحفٌ تروي قصص الحضارات وتعكس سحر التاريخ. وكيف يُذكر باريس دون الشانزليزيه؟ ذاك الشارع الباذخ بالأناقة، حيث تمتزج روائح القهوة الفرنسية بعطور العابرين، وتنبض المدينة بحياة لا تهدأ.
وهكذا، بين الحلم والتخطيط، تبدو رحلة باريس أقرب من مجرد فكرة عابرة، بل وعد يترقب لحظة التنفيذ. وبهذا اتفقنا على تحقيق حلم واحد، حلمٌ قد آن أوانه.
سفرٌ مؤجل ولقاءٌ مرتقب:
طالما راودني حلم لقاء صديقي الإسفيري عثمان يوسف، ذاك الذي جمعني به فضاء الإنترنت فصار كأنما هو جارٌ لي أو رفيق درب. ما أروع أن تلتقي بأناس يألفونك وتألفهم، حتى تتمنى أن يجمعكم لقاء وجهاً لوجه! كنا دائماً نحدّث بعضنا عن سفرٍ مشترك، وكان آخر حديث بيننا يدور حول باريس، وكأنما تقاطع الحلم في أذهاننا، إذ وجدته يخطط لزيارة نفس الأماكن التي لطالما تمنيتُها—اللوفر، الشانزليزيه، وبرج إيفل.
أوصيته بألا ينسى حمل طبلته ومفتاحه، حتى يتسنى لنا زيارة “كبري الطبالي” الشهير، والتجول في ساحات باريس وبيوت الأزياء، حيث تعبق الموضة برائحة العصر. وهنا، داهمني شريط الذكريات، فاستحضرت أغنية البنات القديمة التي كانت تتردد في ساحات الجمال عندنا:

سايق العظمة سافر خلّاني وين
يا ماشي لي باريس…
جيب لي معاك عريس
شرطاً يكون لَبِيس…
ومن هيئة التدريس

كانت تلك الأغنية انعكاساً لأيام المجد، حين كان أساتذة هيئة التدريس حلماً للفتيات، قبل أن يتبدّد ذلك الزمن المجيد، ويتناثر أولئك الأماجد في أصقاع الأرض. لكننا، رغم كل شيء، على موعد مع العودة.
إلى باريس، إذن! وان طال السفر واحزم حقائبك، يا صديقي، واستجمع بعض الكلمات الفرنسية، حتى لا نجد أنفسنا في مأزق الطهي البحري هناك، فهم لا يترددون في تقديم الضفادع والصارقيل بكل فخر!
إلى لقاءٍ قريب، يحمل بين طياته حلماً يتحقق.
لكم منا كل الود والاحترام،

دكتور عبد الباقي أحمد عبد الباقي
عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: عبد الباقی

إقرأ أيضاً:

من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟

من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟

مقالات مشابهة

  • الحرب تسلب أحلام أطفال غزة بالتعليم وتخوُّف من تفشي الأمية
  • «حياكم في أبوظبي» تكشف عن نتائج استطلاع لعطلة أحلام الأطفال
  • رويترز: كيف دفنت غارة أمريكية أحلام مهاجرين أفارقة تحت الركام في اليمن؟
  • مجلة أمريكية: هل تخلت السعودية عن أحلام تنويع الاقتصاد؟
  • من داخل مول صيني.. الفنانة أحلام تكشف مؤامرة ضد هذه الماركات
  • أحلام: بدأت بحفظ القرآن في الفترة الأخيرة
  • أحلام تعلق على تصنيع الماركات العالمية في الصين.. فيديو
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • شاهد | أحلام طفل ودموع أم تروي خيوط جريمة العدو في غزة
  • من هدوء المدينة إلى نار الاشتباكات والطائفية... ما الذي حدث في جرمانا السورية؟