أمريكا.. مقتل 9 أشخاص بـ«فيضانات» في «ولاية كنتاكي» والمئات محاصرين
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
في أحدث موجة من الطقس القاسي الذي ضرب الولايات المتحدة، قتل 9 أشخاص على الأقل، بينهم 8 أشخاص في ولاية كنتاكي، عندما ارتفع منسوب المياه في الخلجان جراء الأمطار الغزيرة وغمر مياه الأمطار للطرق.
وقال حاكم ولاية كنتاكي ندي بشير، “إنه يجب إنقاذ مئات الأشخاص الذين حوصروا جراء الفيضانات، مشيرا إلى أن العديد من الوفيات، من بينهم أم وطفل يبلغ من العمر 7 سنوات، نجمت عن تعطل سيارات في منسوب مرتفع من المياه”.
وأضاف: “أقول للسكان، ابقوا بعيدا عن الطرق الآن، ابقوا على قيد الحياة، هذه هي مرحلة البحث والإنقاذ، وأنا فخور جدا بكل سكان كنتاكي الذين يتواجدون هناك ويسعفون، ويعرضون حياتهم للخطر”.
وذكر أن “العواصف تسببت في انقطاع الكهرباء عن حوالي 39 ألف منزل، لكنه حذر من أن الرياح القوية في بعض المناطق قد تؤدي إلى زيادة انقطاع الكهرباء”.
وأكد بشير، أن “الرئيس دونالد ترامب، وافق على طلبه للحصول على تمويل للإغاثة من الكوارث”.
وكانت أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة قد واجهت، موجة أخرى من الطقس الشتوي القارس، حيث تعرضت السهول الشمالية لطقس بارد مهدد للحياة، وتم إصدار تحذيرات من هبوب أعاصير في بعض مناطق جورجيا وفلوريدا.
وفي أجزاء أخرى من البلاد، تسببت العواصف القوية بوفاة شخص في ولاية جورجيا بعد سقوط شجرة على منزله، بينما واجهت مناطق السهول الشمالية درجات حرارة شديدة البرودة وصلت إلى ما دون 50 درجة مئوية تحت الصفر، كما شهدت ولاية تينيسي، انهيار سد في بلدة ريفاس الصغيرة، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق دفعت فرق الإطفاء إلى تنفيذ عمليات إنقاذ عاجلة.
وفي ولايات الغرب الأوسط والشمال الشرقي، استمرت التحذيرات من العواصف الثلجية مع توقعات بتساقط كثيف للثلوج في أجزاء من نيو إنغلاند وشمال نيويورك، في حين حذرت هيئة الأرصاد الجوية من موجة برد قطبية قادمة قد تكون الأشد هذا الموسم.
????#BREAKING: Absolutely horrifying news out of Kentucky.
At least 3 people have passed away due to flash flooding. One of the victims was a 7 year old child.
Please pray for Kentucky ????pic.twitter.com/fEA81K2PBm
I’m heartbroken to share we’ve lost at least 8 people to this storm, each one a child of God who is loved by so many. Please join Britainy and me as we pray for these families.
And remember, the severe weather continues. Let’s do everything we can to protect our people.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا حوادث حول العالم فيضانات أمريكا ولاية كنتاكي
إقرأ أيضاً:
عواصف الغبار تجتاح دولا عربية.. لم باتت أشد مما مضى؟ وهل ستزيد؟
ضربت عاصفة رملية عنيفة مناطق وسط وجنوب العراق، مما تسبب في المئات من حالات الاختناق، وفقا لما أعلنته السلطات الصحية. وفي الكويت، أعلنت إدارة الأرصاد الجوية أن البلاد تتعرض لرياح شمالية غربية مثيرة للغبار تزيد سرعتها على 60 كم/ساعة.
وأعلنت الأرصاد القطرية عن رصد رياح شمالية غربية من نشطة إلى قوية السرعة على معظم المناطق مع تدني في مدى الرؤية الأفقية بسبب الغبار.
وفي السعودية، أعلنت الأرصاد أن مناطق متفرقة من البلاد تشهد هطول أمطار خفيفة ورياحا نشطة مما يؤدي إلى تدنٍ في مدى الرؤية الأفقية، مع صواعق رعدية وأتربة مثارة ورياح شديدة.
أما البحرين، فقد شهدت منذ ساعات الليل المتأخرة من يوم الاثنين، موجة غبار كثيفة مصحوبة برياح قوية، بينما تدنت الرؤية الأفقية إلى حد كبير.
وفقا للمنظمة الدولية للأرصاد الجوية، تعرف العواصف الغبارية بأنها تلك الظاهرة التي تحدث حينما تحمل الرياح القوية الرمال والغبار من التربة الجافة إلى الغلاف الجوي، ناقلة الجسيمات لمسافات شاسعة.
والواقع أن 330 مليون شخص في 150 دولة حول العالم يتأثرون بالعواصف الرملية والترابية كل عام، وبشكل متزايد خلال نصف قرن مضى.
وتتركز أهم مصادر الغبار عالميا في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وخاصة الصحاري الكبرى مثل الصحراء الكبرى في أفريقيا، وصحراء جوبي في آسيا، وصحراء العربية في شبه الجزيرة العربية.
وتنشأ هذه العواصف من مصادر طبيعية كالصحاري، وقيعان البحيرات الجافة، ولكن الأنشطة البشرية تفاقم المشكلة من خلال البناء والزراعة وسوء إدارة الأراضي، مما يُجرد الغطاء النباتي ويُعرّض التربة للتعرية بفعل الرياح.
العواصف الغبارية ليست مجرد "غبار في الجو"، بل هي ظاهرة خطيرة لها تأثيرات متعددة على الصحة والبيئة والاقتصاد، ولذلك تأخذها الحكومات عادة بجدية شديدة.
إعلانحيث يمكن لموجات العواصف أن تسبب مشاكل في التنفس، فتدخل جسيمات الغبار الصغيرة إلى الأنف والرئتين، وقد تسبب أزمات ربو والتهاب القصبات وضيق التنفس.
وإلى جانب ذلك، قد تتسبب تلك الموجات في تهيج واحمرار العين، وجفاف وتحسس الجلد، إلى جانب أنه في بعض المناطق، قد تنقل موجات الغبار فطريات وبكتيريا ضارة.
وعلى المستوى البيئي، فإن تلك الموجات قد تتسبب في فقدان طبقة التربة الخصبة، وبالتالي تقلل من القدرة الزراعية للأرض.
كما أن الغبار يغطي أوراق النباتات ويمنعها من التنفس أو التمثيل الضوئي، ويترسّب في الأنهار والبحيرات مما يُضر بالكائنات المائية. كل هذا ولم نتحدث عن تعطيل حركة الطيران والمواصلات، وإعاقة الرؤية، وأضرار للبنية التحتية.
ويصل الأمر لما هو أعمق من ذلك، حيث أظهرت دراسة صادرة من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن العواصف الغبارية أخطر مما سُجِّل سابقا.
حيث كشفت الدراسة أن العواصف الغبارية -التي كان يُعتقد سابقا أنها نادرة ومعزولة في مناطق معينة- تُسهم في زيادة عدد وفيات حوادث المرور في الولايات المتحدة كنموذج بحثي مقارنة بالوفيات المُسجلة.
وقد وجد الباحثون أن العواصف الغبارية تسببت في خسائر في الأرواح تُضاهي أحداثا مثل الأعاصير وحرائق الغابات في بعض السنوات
وظهر أن الوفيات الناجمة عن الغبار أكثر شيوعا في المناطق التي تُثير فيها الرياح الناجمة عن العواصف الرعدية القوية الغبار والرمال في المناطق الصحراوية.
في سبتمبر/أيلول 2015، ضربت عاصفة رملية شديدة شبه الجزيرة العربية ومحيطها، ووصفها البعض بأنها استثنائية، تسببت العاصفة بحالات وفاة وإيقاف الحياة العامة في تلك الدول.
في تلك الأثناء، عكف فريق بحثي من جامعة برينستون على دراستها، لتكشف النتائج أن التغير المناخي، مع عوامل أخرى، كان سببا رئيسيا في تلك المفاجأة المناخية القاسية، فحالات الجفاف التي شملت مناطق عدة في الوطن العربي، خاصة أن صيف هذا العام كان حارا بصورة غير مسبوقة، رفع من كمية الغبار المتاحة مما جعله من المرجح أن يُطرد إلى الغلاف الجوي بكميات أكبر من المعتاد.
إعلانمع احترار الكوكب، واستمرار مستويات الجفاف في التزايد، ومع الموجات الحارة، ضمن عوامل أخرى حسّاسة استثارها التغير المناخي، يتوقع الباحثون في هذا النطاق أن يرتفع تردد وشدة العواصف الرملية في المنطقة، وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات الـ15 السابقة.
والواقع أن علاقة تغير المناخ بظاهرة العواصف الغبارية أصبحت أوضح في السنوات الأخيرة، حيث يعرف العلماء أن تغير المناخ يزيد من ارتفاع درجات الحرارة ونقص الأمطار، وهذا يؤدي إلى جفاف التربة وفقدان الغطاء النباتي، هذه التربة الجافة وغير المثبتة تصبح عرضة للرياح، فتتحول إلى مصدر للغبار.
ومع الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة التربة، فإن الغطاء النباتي ينخفض على مستوى العالم، وبشكل خاص في المناطق الأكثر جفافا، وهذا يسهّل على الرياح رفع الغبار والرمال إلى الجو.
إلى جانب ذلك، فإن تغير المناخ يغيّر اتجاهات وقوة الرياح الموسمية، وفي بعض المناطق، أصبحت الرياح أقوى وأطول زمنا، مما يزيد من احتمالية العواصف الرملية.
مستقبل حرجوقد شهد العالم العربي بالفعل ازديادا في عدد وشدة العواصف الرملية، بسبب فترات الجفاف الطويلة، كما عانت الصين ومنغوليا من زيادة في "الغبار الأصفر" مع تصحر مناطق واسعة، وواجهت منطقة الساحل الأفريقي تحديا كبيرا في هذا السياق، فهي أحد أكثر الأماكن تضررا، حيث تهب عواصف غبارية ضخمة تمتد حتى أميركا اللاتينية.
وقد تأثر العالم العربي بشكل حاد بالتغير المناخي على مدار القرن الماضي، بسبب الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الإقليمية والعالمية، مع العديد من التأثيرات على البيئة والنظم البيئية الطبيعية والبشر.
وبحسب دراسة نشرت في دليل تغير المناخ والتدهور البيئي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، فإنه نظرا لمناخ المنطقة القاحل والصحراوي في الغالب، تحتوي المنطقة على أكثر مصادر الغبار المعدني نشاطا، حيث تمثل أكثر من نصف الانبعاثات العالمية.
إعلانوفي هذا السياق، أشارت الدراسة إلى أن هناك أدلة متزايدة على أن تغير المناخ يؤثر على شدة العواصف الغبارية في المنطقة، ويرفع من شدتها وطولها وترددها عقدا بعد عقد، ولذا فمن المتوقع أن تشهد منطقتنا العربية المزيد من هذه العواصف مستقبلا، وتعمل بعض الدول بالفعل بناء على تلك الرؤية.
وبشكل عالمي، أعلنت الأمم المتحدة يوم 12 يوليو/تموز اليوم الدولي الأول لمكافحة العواصف الرملية والترابية، وتهدف هذه الخطوة إلى زيادة الوعي بالتهديدات التي تُشكلها هذه العواصف وتحفيز الجهود الدولية لمواجهتها، في سياق تزايد عالمي لهذه الأحداث المناخية المتطرفة.