350 مليار دولار أموال عراقية مهربة.. العراق يستطيع استرجاعها عبر المساعدة الاممية
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
17 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تزايدت الضغوط الاقتصادية على العراق في ظل تقلبات أسعار النفط والدولار، مما يضع الحكومة أمام خيارات صعبة لتأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار ومواجهة تداعيات الحرب ضد الإرهاب. هذا الواقع يفرض ضرورة اللجوء إلى المجتمع الدولي للحصول على الدعم المالي، مستندًا إلى الأطر القانونية المتاحة ضمن ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية التي وقعها العراق.
وأكد الخبير القانوني علي التميمي أن العراق يمتلك الحق في طلب المساعدة الاقتصادية بموجب المادة 50 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تمنح الدول التي تحارب تنظيمات إرهابية مدرجة تحت الفصل السابع إمكانية الاستفادة من الدعم الدولي.
وأوضح أن تنظيم داعش تم تصنيفه تحت هذا الفصل بقرار مجلس الأمن رقم 2170 لعام 2014، مما يتيح للعراق تقديم طلب رسمي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحصول على تمويل لإعادة بناء المدن المدمرة نتيجة الحرب ضد الإرهاب.
واعتبر التميمي أن العراق لا يواجه فقط تحديات إعادة الإعمار، بل يعاني أيضًا من نزيف مالي مستمر بسبب الأموال المهربة، والتي تقدر بحوالي 350 مليار دولار. وأوضح أن استرداد هذه الأموال ممكن عبر اتفاقية مكافحة الفساد الدولية لعام 2005، التي وقع عليها العراق عام 2007، وهي نفس الآلية التي اعتمدتها دول مثل نيجيريا والفلبين وسنغافورة لاستعادة أموالها المنهوبة.
وأشار إلى أن الاتفاقية الاستراتيجية العراقية-الأميركية لعام 2008 تمنح العراق حق طلب المساعدة الاقتصادية من الولايات المتحدة، استنادًا إلى المادتين 26 و27 من الاتفاقية، التي تعد ملزمة للطرفين وفق المادة 102 من ميثاق الأمم المتحدة. هذا يعني أن العراق لديه إطار قانوني واضح يمكّنه من التفاوض مع واشنطن للحصول على دعم مالي، خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية الحالية.
ويتطلب استغلال هذه الفرص تحركًا دبلوماسيًا نشطًا من الحكومة العراقية، التي تواجه ضغوطًا متزايدة في ظل تراجع الإيرادات النفطية وارتفاع فاتورة إعادة الإعمار. ورغم أن بعض الدول، مثل بريطانيا، أعربت عن استعدادها لتقديم مساعدات اقتصادية للعراق، إلا أن هذه الوعود تبقى مرهونة بقدرة بغداد على تقديم خطط واضحة وشفافة لكيفية استخدام هذه الأموال وضمان عدم ضياعها في متاهات الفساد.
ويثير الملف المالي للعراق مخاوف عديدة، خصوصًا مع استمرار استنزاف موارده نتيجة الفساد المالي وسوء الإدارة. وقد أصبح استرجاع الأموال المهربة ملفًا حاسمًا في أي مسعى لتعزيز الوضع المالي للبلاد، إذ يمكن أن يشكل استرداد حتى جزء بسيط من هذه المبالغ رافدًا مهمًا للخزينة العامة، مما يقلل الحاجة إلى الاقتراض أو طلب المعونات الخارجية.
ويدفع الواقع الحالي العراق إلى إعادة تقييم استراتيجياته الاقتصادية والاستفادة من الاتفاقيات الدولية لاسترداد أمواله وتأمين مساعدات تنموية حقيقية. هذا يتطلب إرادة سياسية قوية وخطوات عملية واضحة، بعيدًا عن الحلول المؤقتة التي لم تؤدِ سوى إلى تفاقم الأزمات المالية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
ترامب: شركة أبل تعتزم استثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء أن شركة أبل ستقوم باستثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، موضحًا أنه رئيس للعمّال ويدافع عنهم وليس عن وول ستريت.
وقال الرئيس الأمريكي خلال خطابه بمناسبة مرور 100 يوم على عودته للحكم، أن شركات كبيرة عادت للاستثمار في الولايات المتحدة.
وأكد ترامب، أن الولايات المتحدة كانت تخسر 5 مليارات دولارات يوميا، في عهد إدارة بايدن، واصفا إياه بالمحتال، موضحا أنه يريد حماية الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة وليس الطبقة السياسية، مؤكدا توفير خلق أكثر من 300 ألف وظيفة، بعد عودته للحكم.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن أسعار الوقود والدواء وسلع أخرى انخفضت، مضيفا أن دول العالم تتهافت على واشنطن من أجل إبرام اتفاقات اقتصادية.
وأعلن الرئيس ترامب، أنه أعطى الموافقة الكاملة على استخدام الفحم، مشيرا إلى أن الإداراة الأمريكية ستعمل على إعادة صناعة السيارات إلى ولاية ميشيجن.
وأوضح أن سلطات الولايات المتحدة تمكنت من تأمين الحدود الأمريكية بنسبة 99.9%، ولم يعبر إلا 3 أشخاص فقط خلال المائة يوم الأولى من حكمه.
وقال ترامب، إن المشكلة الرئيسية في مسألة الحدود هي الهجرة غير النظامية والإرهاب، معلنا عن توقيع أمر تنفيذي لمنع مرتكبي الجرائم من الدخول إلى الولايات المتحدة، ولن نكون مكبا للمجرمين.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه فاز بالانتخابات الرئاسية رغم رغم لجوء الديمقراطيين لعمليات غش وتزوير.
ولفت ترامب إلى أن مجموعة من صانعي السيارات الأجانب ترحب بقرار تخفيض الرسوم الجمركية.
وأكد إنهاء كابوس التضخم الذي كان الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، مضيفا أنه يسعى لخفض الضرائب إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار ترامب إلى أن البورصة الأمريكية زادت بنسبة 8% وستعمل إدارته على تحسينها، مؤكدا عزمه على بناء جيش قوي للولايات المتحدة.
وقال إن الإدارة الأمريكية أنجزت خلال 100 يوم تغييرات جذرية، ونعيش العصر الذهبي في الولايات المتحدة، ولدينا الاقتصاد الأفضل في العالم.
وأوضح الرئيس ترامب أن الإدارة الأمريكية السابقة سمحت بدخول العصابات إلى الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الديمقراطيين فقدوا ثقة الشعب.