أزمة غير مسبوقة في قطاع الصحة بالبرتغال: غرف طوارئ مغلقة وطوابير تمتد لـ30 ساعة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
تعاني المستشفيات البرتغالية من أزمة متفاقمة تهدد بانهيار الخدمات الصحية الوطنية، مع استمرار إغلاق غرف الطوارئ، والنقص الحاد في الكوادر الطبية، وطوابير الانتظار الطويلة التي تمتد لساعات وأحيانًا لأيام، بينما تستمر الحكومة في المماطلة باتخاذ إجراءات حاسمة.
في هذا السياق، يؤكد بيدرو بيتا باروس، الخبير في اقتصاديات الصحة، أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم القدرة على التنظيم والإدارة، موضحًا أن هناك تنافسًا بين القطاع العام والخاص يجعل الأخير أكثر كفاءة في التوظيف وأكثر قدرة على الاحتفاظ بالكوادر الطبية، فضلاً عن اهتمام أفضل بالمرضى.
ويضيف في مقابلة مع "يورونيوز": "نواجه معضلتين رئيسيتين: ضعف الإدارة، وأزمة الموارد البشرية. وهما تحديان سيظلان يواجهان النظام الصحي خلال السنوات الثلاث المقبلة".
في أيار/مايو 2024، أعلنت الحكومة عن خطة طوارئ وإصلاح صحي كان من المفترض تنفيذها في غضون ثلاثة أشهر، لضمان حصول المواطنين على الرعاية الصحية اللازمة.
ومع ذلك، لم يتحقق أي تقدم ملموس، ولا تزال فترات الانتظار في بعض غرف الطوارئ تتجاوز الـ 30 ساعة. وأمام هذا الواقع، أقر رئيس الوزراء خلال نقاش برلماني الأسبوع الماضي بأن الحكومة لا تزال غير راضية عن النتائج.
ثقة الأوروبيين بأنظمة الرعاية الصحية - تقرير ستادا الصحي 2024من جانبه، يرى باروس أنه ينبغي تحويل خطة الطوارئ إلى برنامج مستدام لضمان تحقيق تحسّن مستمر، وقال يجب أن نعترف بأن إصلاح القطاع الصحي لا يمكن تحقيقه في غضون شهر أو شهرين. ويضيف: "القضية ليست في سنّ قوانين جديدة، بل في كيفية تعديل الخدمة الصحية الوطنية بشكل دائم لتلبية الاحتياجات المتغيرة للمواطنين".
شكاوى وانتقاداتإلى جانب ذلك، يواجه النظام الصحي في البرتغال انتقادات واسعة من المستخدمين، خاصة بسبب نظام الفحص المسبق الإجباري عبر الهاتف قبل التوجه إلى غرف الطوارئ، وهو ما يؤدي إلى تأخير التدخلات الطبية ويُضاعف أوقات الانتظار في المستشفيات.
يقول أحد مستخدمي الخدمة لـ"يورونيوز": "أحد أقاربي أُحيل إلى الطوارئ عبر خدمة Saúde 24، وبقينا هناك 12 ساعة تقريبًا. كانت هناك حالات أخرى لمرضى وصلوا في الليلة السابقة وانتظروا لساعات طويلة".
وقد أثار ذلك انتقاد "حركة مستخدمي الخدمة العامة" (MUSP)، والتي أكدت أن وزارة الصحة تدرك أن "الطوابير الطويلة ناتجة عن نقص المهنيين الصحيين، وفشل النظام في استقطاب الكفاءات والاحتفاظ بها داخل الخدمة الصحية الوطنية".
من جانبها، تتهم وزارة الصحة الحكومة بالاعتماد على حلول بيروقراطية غير مجدية، بدلاً من تنفيذ إصلاحات جذرية في النظام الوطني وزيادة الاستثمار في الطواقم الطبية.
مؤشر المستهلك الصحي الأوروبيتراجع ثقة المواطنين في النظام الصحيوفقًا لتقرير صادر عن شركة الأدوية الألمانية "ستادا"، تراجع مستوى الثقة بالرعاية الصحية العامة في أوروبا من 74% في عام 2020 إلى 56% في عام 2024. وفي البرتغال، قال 49% فقط من المواطنين إنهم راضون عن أداء النظام الصحي.
تحتل البرتغال المرتبة 13 من بين 35 دولة في "مؤشر المستهلك الصحي الأوروبي"، فيما تتصدر سويسرا الترتيب، تليها هولندا والنرويج والدنمارك.
وقد أقرت وزيرة الصحة آنا باولا مارتينز بأن "فترات الانتظار الطويلة في أقسام الطوارئ غير مقبولة"، متعهدة باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة.
ورغم محاولة "يورونيوز" التواصل مع مكتب الوزيرة للاستفسار عن الخطوات الإضافية التي تعتزم الحكومة اتخاذها، لم تتلقَ أي رد حتى موعد نشر هذا التقرير.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حادثة غريبة في إيطاليا: طبيب يخضع للتحقيق بعد اصطحاب قطته المصابة إلى المستشفى لإجراء أشعة وجراحة في المستشفيات البرتغالية: الحالات الطارئة تنتظر 9 ساعات.. كيف تحولت غرف الطوارئ إلى ساحات انتظار؟ أزمة تجتاح المستشفيات في أوروبا: نقص الموظفين والأجور المنخفضة تؤدي إلى احتجاجات واسعة مستشفياتالصحةإصلاح الرعاية الصحيةرعاية صحيةالنظام الصحيالبرتغالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن إسرائيل روسيا أزمة إنسانية دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن إسرائيل روسيا أزمة إنسانية مستشفيات الصحة إصلاح الرعاية الصحية رعاية صحية النظام الصحي البرتغال دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي مؤتمر ميونيخ للأمن إسرائيل روسيا أزمة إنسانية قطاع غزة الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محادثات مفاوضات حركة حماس سوريا النظام الصحی غرف الطوارئ یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
تحذير غير مسبوق من داخل النظام الإيراني: ضرب المواقع النووية وسقوط الحكومة
المرشد الإيراني خامنئي (وكالات)
في تطور مثير داخل أروقة القيادة الإيرانية، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر إيرانية بارزة تحذيرًا شديد اللهجة وجهه عدد من المسؤولين البارزين في الحكومة الإيرانية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، مؤكّدين له أن رفض أو فشل المفاوضات مع الولايات المتحدة سيؤدي حتمًا إلى ضرب المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، وعلى رأسها موقعي نطنز وفوردو.
وفي تفاصيل هذا التحذير الذي يعد الأول من نوعه، أشار كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس السلطة القضائية، بالإضافة إلى رئيس البرلمان الإيراني، إلى أن التصعيد العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية سيكون له تداعيات كارثية على أمن المنطقة بأسرها، حيث من المحتمل أن يفضي إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق.
اقرأ أيضاً ترامب يشعل حرب الرسوم مجددا: التعريفات على الصين تقفز إلى هذه النسبة 10 أبريل، 2025 3 دول خليجية مشاركة في القصف الأمريكي على اليمن.. إحداها غير متوقعة 10 أبريل، 2025وحذر المسؤولون من أن الرد الإيراني على مثل هذا الهجوم قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية عميقة، تفاقم الأزمة الاقتصادية المتدهورة بالفعل، وتزيد من التوترات الاجتماعية والسياسية في البلاد.
في رسالة مشددة، أكد هؤلاء المسؤولون على ضرورة السماح بالمفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة، حتى لو تطلب الأمر التوصل إلى اتفاقات غير مسبوقة، لأن البديل من ذلك قد يكون نهاية النظام الحالي في طهران.
وتكشف هذه التطورات عن انقسام داخل القيادة الإيرانية، حيث يبدو أن البعض يضغط من أجل مسار دبلوماسي لتفادي المواجهة العسكرية، بينما يرى آخرون أن استمرار الجمود في المفاوضات قد يعرض النظام لخطر الانهيار.
فيما تبقى التكهنات حول كيفية تطور هذه الأزمة قائمة، تبقى رسالة المسؤولين الإيرانيين لخامنئي بمثابة إنذار علني لما قد ينتج عن الفشل في حل الأزمة النووية عبر الحوار المباشر مع واشنطن.